حنين الرسول صلى الله عليه وسلم لإخوانه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334003 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-10-2020, 01:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي حنين الرسول صلى الله عليه وسلم لإخوانه

حنين الرسول صلى الله عليه وسلم لإخوانه
الرهواني محمد




الخطبة الأولى

معاشر أمة النبي الحبيب:

الزمان الذي يفصل بيننا - الآن - عن موت النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم قد جاوز 14 قرناً، ورغم ذلك فإن أمة الإسلام لم تخل من أولياء ربانيين، وشهداء وصالحين، وعلماء مربين ناصحين وقائمين لله بالقسط من خيار أمة محمد صلى الله عليه وسلم.



رغم بُعدِ الزمان وطول العهد هؤلاء الأولياء الربانيون، والشهداء والصالحون والعلماء المربون الناصحون والقائمون لله بالقسط حنَّ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في حياته، واشتاق لرؤيتهم واعتبرهم إخوانا له، وتمنى اللقاء بهم، وبشرّهم بأنه سيسبقهم إلى حوضه وينتظرهم هناك ليسقيَهم منه.



فقد كان صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ذات يوم يزورون المقبرة فقال لهم: (وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا، قَالُوا: أَوَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، إِخْوَانِي الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدُ، قَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ من أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ).



إنه حديث تظلله مشاعر الحب من ذلك القلب الكبير الرحيم العطوف قلبِ محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يفيض بحب لا حدود له رغم كثرة العناء والمعاناة، حبٍّ لم يقتصر على الجيل الذي عايشه ورباه على عينيه وبادله مشاعر الحب، ولكنه حبٌّ تجاوز الحدود.. حبٌّ تجاوز الزمان والمكان ليصل إلى قوم لم يراهم ولم يخالطهم.



في هذا الحديث العظيم، أخبر الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم أن له في آخر الزمان إخوانا من بعده، إخوانا ليسوا صحابة لأن الصحبة خُتمت بموته صلى الله عليه وسلم، إخوانا لهم فضل بما آمنوا به ولم يروه، وبالتعلق القلبي والمحبة الخالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. أناس لهم الفضل بما صبروا على غربة الإسلام، وعلى شدة وكيد أعداء الإسلام على أهل الإيمان.

إنهم أناس أخيار يأتون من بعده صلى الله عليه وسلم، أنزلهم منزلة الإخوان، في مرتبة تحاذي مرتبة الصحابة وتقاربها.



إنهم أناس آمنوا به واقتدوا به وتأسوا بهديه وتمنوا لقاءه ولو فقدوا كل شيء في الحياة، فكافأهم صلى الله عليه و سلم بأن أفاض عليهم أعظم مشاعر الود والحب والشوق والرغبة، فتوجهم بتاج الإخاء والمحبة وما أعظمه من تاج، وعبر صلى الله عليه وسلم عن ذلك بشوق وحب وود لا يملك المؤمن المحب المشتاق دمع عينيه عن الجريان، فقال النبي الحبيب المحب صلى الله عليه وسلم: (وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا: أَوَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، إِخْوَانِي الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدُ).



إنها والله لبشرى عظيمة يهتز لها كل ذي قلب مشتاق توّاق، ويرشح نفسه لها بالصدق الدائم، والطاعة الكاملة والاستقامة والدعوة الدائبة الدائمة، والجهاد المستمر.



فالسابقون الأولون سابقون مُقربون، والمؤمنون اللاحقون إخوان مُحبون مشتاقون، وكلُّهم على خير عظيم، لأنهم عاشوا للإسلام لا لأنفسهم، ولأنهم أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفانوا في حبه واتبعوا هديه ونشروا ونصروا دينه، وصبروا على ما يلقونه في سبيل ذلك.



المؤمنون الصادقون في زمان الغربة هذا على قلتهم وذلتهم لا يشعرون بالغربة ولا بحياة الضنك، التي يُحسُّ بها غيرهم، إذ كيف يشعرون بها وقلوبهم ملأى بحب الله ورسوله والشوق إلى لقائهما، فهم يفتخرون بغربتهم في مجتمع الضياع، ومجتمع انحطاط القيم، ونُضوب الإيمان من القلوب واللهَث وراء الماديات المُلهية المُطْغية.



فبحبهم وشوقهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم تَذهب همومهم وتنجلي كرباتهم، وتبرأ أدواؤهم.

فإلى المصطفى تتشوق نفوسهم العالية، وبحبه تَلتاع أرواحهم السابقةُ إلى الخيرات، الناشئةُ على الاستقامة والطهر.

إنها والله لبشرى عظيمة يهتز لها كل ذي قلب مشتاق توّاق.



فهذا رسول الله أحب الخلق إلى الله يشتاق إلينا.. أطيب الخلق سبقنا بالشوق، اشتاق لرؤيتنا فهلاَّ اشتقنا إليه؟ هلاَّ اشتقنا لرؤيته ومجالسته والاستمتاع بحديثه؟ ألا هل ضاعَفْنا حبَّنا وشوقنا وأوقدْنا طموحنا لنفوز بوسام الشرف ونرد عليه الحوض؟؟

وصل اللهم وسلم وبارك على نبيك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.



الخطبة الثانية

إذا أردنا أن نقفَ على حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم في أبهى صورها، وأجملِ هيئاتها وحُللِها، فلننظر إلى تاريخ الصحابة المجيد، وسيرتهم الفذة، فقد حققوا أروع الصور وضربوا أحسن الأمثال في تحقيق هذه المحبة وتكميلها.



نموذج من ذلك، صحابي جليل اسمه ثوبان بن بُجْدُد رضي الله عنه، ثوبان هذا مرت عليه مأساة، لم تكن بسبب فقر أو مرض أو دين أو لأي شيء له تعلق بالدنيا، دخل يوماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحب الوجه هزيل الجسم ترتسم أمارات الحزن على وجهه، فقال له صاحب أحنى قلب صلى الله عليه وسلم: (يا ثوبان، ما غير لونَك)؟ لماذا تغير لونُك ونحُل جسمك يا ثوبان؟ فقال: يا رسول الله، ما بي ضر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، فإذا لقيتك يا رسول الله، استبشرت وعادت القوة إلى جسمي، ثم إذا ذكرت الآخرة، وأخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك تُرفع مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة كنتُ في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أَدْخُلْها لم أَرَكَ أبدًا".



فهذا سر المأساة التي يعيشها ثوبان، ذلك الصحابي التقي الذي كان لا يَطيق أن يغيب نظره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أنظروا كيف يفكر؟! ليس همه أن يدخل الجنة فقط، بل همه الأكبر.. مأساته التي يعاني منها، أنه في الدار الآخرة إذا دخل الجنة، لا يكون رفيقا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.



ولكنه قد أتاه ما يُثلج صدره، ويُسَكن فؤاده، ويُطفئ اللهيب المتقد في قلبه، جاءت البشارة من الله العلي القدير، أنزل الله تعالى وعده وحيا يُتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ ﴾ [النساء: 69].




فمن منا لا يتمنى هذه النعمة، أن يكون من الذين أنعم الله عليهم فيكون في رفقة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم.

ولكن هناك شرط أساسي هو: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ ﴾ [النساء: 69]، هو الإخلاص لله، وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.. الجزاء: ﴿ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]