الناس وسيد الشهور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 502 - عددالزوار : 124920 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199560 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353392 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السلام النفسي في فريضة الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2020, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,385
الدولة : Egypt
افتراضي الناس وسيد الشهور

الناس وسيد الشهور

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه.
فإنَّ رمضان، شهرُ خيرٍ وبركة، قد حباه الله - عز وجل - بفضائل كثيرة، فهو شهر القرآن، إنّ القرآن في رمضان يُعيدُ ذكرى نزوله وأيام تدارسه، وأوقاتِ اهتمام السلف به.
إنّ رمضان يُدعَى بسيد الشهور، وفي الحديث الضعيف الذي أخرجه البزار وغيره عن أبي سعيد مرفوعاً: « سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمُها حُرمةً ذو الحجة » "ضعيف الجامع" ص (487) برقم (3321)
وقد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يُبشّر أصحابه بقدوم رمضان ويُبارك لهم في ذلك، يقول - عليه الصلاة والسلام -: « أتاكم رمضان شهرٌ مبارك، فرض الله - عز وجل - عليكم صيامه، تُفتح فيه أبوابُ السماء، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغلُّ فيه مردةُ الشياطين، لله فيه ليلةٌ خير من ألف شهر، من حُرِم خيرَها فقد حُرِم » أخرجه النسائي وغيره، عن أبي هريرة مرفوعاً، وهو صحيح. "صحيح سنن النسائي" ج (2) ص (455) برقم (1992).
إنه في رمضان، يقلُّ الشرُّ في الأرض، حيث تُصفَّد وتُشدُّ مردة الجن بالسلاسل والأغلال، فلا يخلصون إلى إفساد الناس كما كانوا يخلُصون إليه في غيره، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إذا دخل رمضانُ فُتِّحت أبوابُ الجنة وغُلِّقت أبوابُ جهنَّم وسُلسِلت الشياطين » أخرجه البخاري عن أبي هريرة. "الفتح" ج (4) ص (112) برقم (1898) و ج (6) ص (336) برقم (3277) على أنّ هناك نفوساً شريرة، شديدة التقبل لوسوسة الشيطان، فهي حين يضعفُ تأثيرُ الشيطان في رمضان، يكون فيها شرٌّ في ذاتها، ولهذا لا عجبَ أن تجدَ والعياذ بالله من الناس من يكون انحرافه في رمضان، فضلاً عن إغواء الشياطين له، فإنّ في رمضان التي تُصفَّد هي مردة الشياطين، فهو بعض منهم، وقد ورد في الحديث: «....وينادي منادٍ: يا با غي الخير أقبل، ويا باغي الشرِّ أقْصِر... » أخرجه الترمذي وغيره، عن أبي هريرة مرفوعاً، وهو حسن.
وإنّ من فضائل رمضان: استجابة الدعاء، والعتقُ من النار، يقول - صلى الله عليه وسلم -: « إنّ لله في كل يوم وليلة عتقاءَ من النار، في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوةً يدعو بها فيستجاب له » أخرجه أحمد وغيره، عن جابر مرفوعاً، وهو صحيح.
بل إنّ من يصومُ رمضان ويقومه: معدود من الصديقين والشهداء، ففي حديث عمرو بن مرة الجهني: أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسولُ الله، وصليتُ الخمسَ، وأديتُ الزكاة، وصمتُ رمضان وقمتُه، فمِمّن أنا؟ قال: « من الصديقين والشهداء » أخرجه ابن حبان، وهو صحيح.
أحبتي في الله: جاء رمضان، فيه الأمانُ والعتقُ والفوزُ بسكنى الجنان، من لم يربح في هذا الشهر ففي أيِّ وقت يربح؟ من لم يُقرِّب فيه لمولاه، فهو على بُعدِه لا يبرحْ.
من رُحِم في هذا الشهر فهو المرحوم، ومن حُرِم خيرَه فهو المحروم. رمضان هو أشرف الشهور، أيامه أحلى الأيام، ولذا كان من دعاء المسلمين: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلّمه مني متقبلاً، قاله يحيى بن كثير. وقال معلّى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر: أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر: أن يتقبله منهم.

مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام *** ياحبـيـباً زارنا في كـل عامْ

قـد أتينـاك بحبٍّ مفـعمٍ *** كلّ حب في سوى المولى حرامْ

فاقبلِ اللهمَّ ربي صومـنا *** ثم زدنا من عطـاياك الجسـامْ
لا تُعــاقِبنا فقـد عَاقَبنا *** قلقٌ أسهــرنا جُنحَ الظــلامْ

ــــــــــــــــــــــــــ
وظائف رمضان، لابن قاسم (ص 11-12).
دروس رمضان، للعودة (ص20-21).
ثلاثون درساً للصائمين، للقرين(ص 4-11).
صفة صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، للهلالي وعلي حسن(19-24).

حال الناس عند قدوم رمضان
هكذا السلف الصالح، أما اليوم:
أيها الأخوة المؤمنون: فإنّ مما يندى له الجبين، ما عليه حال أكثر المسلمين في هذا الزمان. يا للأسف أصبح عندهم ذكر الله وتلاوة كتابه لا يتجاوزان الحنجرة، وكذلك الصلاة، يصلّيها بجسمه لا بقلبه، وكذلك الصيام يُؤديه كعادة رسمية يحترمها مع التضجر على ما يمتنع منه، والتلهف على سرعة تناوله، فلا الذكر والقرآن يورثان المحبة والتعظيم والتدبر والتفكر، ولا الصلاة تُورث الإخبات والإنابة، لخلوها من الخشوع، ولا الصوم يُورثه قوة الإرادة ورباطة الجأش وصدق العزيمة.
فالصيام أيّه الأخ المبارك، تهذيب لا تعذيب، فإذا لم يُؤتِ ثمرته النافعة، فليس النقص منه، إنما النقص من سوء تصرفك أنت أيّه الصائم وعدم صحة قلبك وطهارة ضميرك وعدم حسن تفكيرك.
ومن هنا، وجب أن يكون الصوم عن إيمان واحتساب وضبط وتعظيم لشعائر الله، لا عن تقليد ومسايرة، كصوم من يصوم بتوجع وتحسر، ويقتل أوقاته بالنوم، والبطالة، وهو في الحقيقة قاتل لنفسه قتلاً معنوياً، ويتمنى سرعة انقضاء رمضان، هذا الصنف من الناس أين حاله من حال النبي - صلى الله عليه وسلم - والسلف الصالح الذين يصومون أياماً من الأسبوع أو أياماً من كل شهر تطوعاً لله، يُهذّبون بها أنفسهم ويتدربون فيها على حمل أعباء الرسالة وتحقيق الحياة الطيبة؟
أين هو من الاقتداء بهم واللحوق بركبهم الشريف الذي طهّر مشارق الأرض ومغاربها من الكفر والظلم، وعمرها بالدين الصحيح والعدالة والخير والأمن والصلاح؟ أم يريد أن يلحق بالركب المادي الحاضر الذي طبعه الاستعمار بأوضار ثقافته الكافرة الفاجرة، فيلحق في حزب الشيطان؟ أعاذ الله المسلمين من عاقبة السوء.
إنّ هذا الصنف من الناس، ممن يصوم رمضان يتوجّع وتحّسر وسوء استقبال، قد أورثهم هذا الصوم حرجاً في نفوسهم، وضيقاً في صدورهم، فتجدهم حمقى، سريعي السخط، يغضبون لأدنى سبب، يتلفظون بسيء الكلام، وإذا ما عاتبه أحد على تصرّفه، سمعت من يقول: لا تعتب عليه، فإنه صائم عجباً أيه المسلمون: كأن الصائم يمن على الله وعلى خلقه بصيامه، فلا يتحمل منهم كلاماً ولا مفاوضة.
واعلموا أيه الأحبة، أنّ الصائم بإيمان واحتساب وخشية ومراقبة وتعظيم ومحبة لله يجب أن يكون بخلاف ذلك، فيكون راضياً مرضياً، مطمئن النفس، منشرح الصدر، مسروراً متلذذا، شاكراً لله الذي فسح في عمره، حتى بلّغه صيام هذا الشهر، ولم يجعله من أصحاب القبور، فلا يكون في نفسه اضطراب ولا انزعاج، ولا ضيق ولا حرج أبداً، بل يكون أوسع أفقاً، وأشرح صدراً، وأطيب نفساً، وأهدأ أعصاباً، وأقوى روحاً، فيكون على أحسن خلق في معاملته ومقابلته وحلمه ومفاوضته، وإذا ابتلي بخصم من الحمقى، لم يجاره في حمقه وسفاهته، بل يقل له ثلاث مرات إني صائم، كما أرشد لذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

ــــــــــــــــــ
"الصوم" لعبد الرحمن الدوسري (8-9، 12، 14-18، 20، 26، 31، 33)
"مجلة البيان" ع (73) ص (10)
***

رمضان مدرسة الأجيال
لذا، أحبتي في الله، كلنا محتاجون من النهل من تلك المدرسة، المدرسة التي ربى رسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فيها، فكانوا خير الناس من بعده، وتربى التابعون ومن بعدهم فيها، وما زال المسلمون حتى الآن يتربون ويتعلمون من تلك المدرسة العظيمة، وستظل إلى أن يشاء الله - عز وجل -. أيه الأحبة في الله:
إنه لا ينبغي لعاقل أن يمر عليه شهر رمضان دون أن يفيد منه ويتعلم، ويتقدم نحو الخير والصلاح، فهذا الشهر ليس كغيره من شهور السنة يمرّ مروراً دون أن ندري أو نعقل أو نفهم، ويصعب في هذه الوقفة العجلى أن نُلِّم بجميع ما في هذا الشهر الكريم من دروس وعبر وعظات، غيرَ أنَّ أمتنا اليوم بأمس الحاجة إلى وصلها بأصل نشأتها، بتلك المدرسة التي ربى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحابته وأمته.
وحسبنا في هذا المقام أن نذكر لكم بعضاً من الدروس والميادين التربوية والمستفادة من تلك المدرسة العريقة، إنها أحبتي: حرية بأن نتّدبرها ونتأملها، ونعمل بما فيها، لننقل أمتنا من واقعها المرير إلى واقعها الأصيل
1- تحقيق معنى التقوى، وذلك، لأن التقوى هي المقصد الأسنى، والبغيةُ العظمى من وراء فرضية الصوم، حيث قال - تعالى -: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (183) البقرة
إن التقوى هي التي تحرس القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، فالصيام الشرعي غير مقتصر على تجنب الطعام والشراب والجماع، بل لا بد من إمساك الجوارح عن اقتراف الآثام والذنوب والمعاصي، ولا بد من الإيمان والاحتساب اللذين هما من أهم علامات التقوى، قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: إذا صمت فليصم سمعك وبصرُك ولسانُك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومِك، ولا تجعل يومَ فطرِك ويومَ صومِك سواء.
وهناك جملة من الأسئلة، تفرض نفسها، آمل منكم الإجابة عليها:
- هل الذي ينام النهار ويُفوِّت بعض الصلوات يُحقِّقُ معنى التقوى؟
- هل الذي يسهر الليل على ما حرم الله يبحث عن التقوى؟
- هل الذي جعل رمضان موسماً للتبذير والإسراف يريد أن يصل إلى التقوى؟
- هل الذي يُمسك عن الأكل والشرب مع إفطاره على غيره قد عرف معنى التقوى؟
- هل الذي حسنت حاله وعبادته في رمضان، ثم عاد بعده إلى ما كان عليه، قد حقق معنى التقوى؟
إن التقوى أيها المؤمنون: ليست مجرد دعوى أو أمنيةٍ مجردةٍ عن الواقع، وإنما هي حقيقة لا بد أن تظهر آثارها على الجوارح بعد رسوخها في القلب، كما كان إمام المتقين.

2- تقوية الصلة بالله - تعالى -، حيث الإكثار من الصلوات وخاصة قيام الليل وقراءة القرآن ومعايشةُ كتاب الله ليلاً ونهاراً.
كثرة مجالس الذكر والاستماع إلى المواعظ والرقائق.
الاعتكاف، وهو خلوة إيمانية عظيمة الأثر في النفس والسلوك، حيث ينقطع الإنسان عن الدنيا وملذاتها، ويخلص في جوانحه وجوارحه ومشاعره لله رب العالمين.
الإقبال على الله - عز وجل - بقوة إذا دخلتِ العشر.
العمرة في رمضان.

كلها أيها الأحبة: مظاهرُ فيها تقوية للصلة بالله - تعالى -، وتثبيت دعائمها، فيها تربيةٌ للروح، تربيةٌ إيمانية على هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وبالجملة: فالمسلم في هذا الشهر يتدرّب على عبادة الله، ويجد لها حلاوة، ويألف المساجد ويعمرها، ويحظى بصحبة الأخيار، فتغشاه الرحمة، وتعمّه البركة من الله، لا سيما من وفَِّق لصلاة التراويح والتهجد.
والمُضيِّع للصلاة: إذا عاودها واعتادها في رمضان، يُرجى له أن يداوم عليها بعد رمضان، لِما ينغرس في قلبه من التقوى والرجوع إلى الله فيه.
3- تحقيق الصبر وقوة الإرادة والرجولة، ما أحوجنا إلى الصبر والمصابرة والتجلد وقوة الإرادة، وبخاصة في هذا الزمان الذي ندر فيه الصبر وضعفت فيه الإرادة وقلَّ فيه الاحتمال ووهنت العزائم، ففي رمضان نصبر على الجوع والعطش ونقوي إرادة الخير فينا، فنبذل من نفائس أموالنا للفقراء والمساكين، ونتحمّل أذى الناس وجهل الجاهلين، فلا نسبُّ ولا نشتم ولا نجهل على أحد، وفي هذا تعويدُ النفسِ وتمرينُها على تحمل الغير والصبر على أذاه، بل هو إعداد للصبر في ميادين كثيرة، في العلم ومدارسته، وحاجته إلى السهر والسفر والبحث والتحري والمذاكرة والحفظ، في الدعوة وتوجيه الناس، وهذا يتطلب الخلق الحسن وسعة الصدر وقوة التحمل، كل هذا لا يتم إلا بالصيام الشرعي الكامل.
4- تحقيق مبدأ المراقبة والابتعاد عن الرياء والسمعة، إنّ عبادة الصوم منهج إلهي يوقظ الضمير ويحي الشعور وينبه الإحساس ويفرض حراسته على الإنسان، وبذلك تَتطهَّر الحياة من البغي والظلم والفساد.
الواحد منا: إذا نسي، أو غلبته نفسه على فعل معصيةٍ، ذكر الله سريعاً، فأناب إليه واستغفر مما أصاب، وذلك لِما غَرس فيه صوم هذا الشهر المبارك، من مراقبة الله وخشيته.
الصيام يُربِّي فينا تلك المعاني الطيبة والخصال الكريمة والسجايا الحسنة، تجد المرأة في مطبخها أمام أصناف الأطعمة والأشربة، فلا تأكل منه شيئاً، الرجل وفي شدة حرارة الصيف يومَ أن يُدخل الماء إلى فيه يتمضمض، ألا يستطيع أن يأخذ شربة من ماء يُرطِّب بها معدته وعروقه؟ نعم، كل يستطيع ذلك، لكنه مبدأ المراقبة والخوف من الجليل، إنه يعلم السر وأخفى، وما أعظم هذا الدرس، فلنأخذ به في جميع حياتنا، فبه نخلص من الرياء والنفاق، وتكون أقوالنا وأفعالنا خالصة لله - تعالى -.
5- تهذيب الأخلاق وتعلُم الصدق والأمانة. في رمضان يوم أن تُفتّح فيه أبواب الجنة، وتُغلّق فيه أبواب النار، يوم أن تنتشر الفضائل ويكثر الخير، يوم أن تُصفّد فيه مردة الشياطين، يبتعد الإنسان عن الكذب وفحش القول واللغو والرفث والجهل على الناس، ويتحلى بالصدق والأمانة والرحمة والرأفة، فيُحسنُ كلامُه ويجمل منَطقُه، حتى مع من يعاديه ويسبُّه، وهذا سرٌّ من أسرار قول رسولك الكريم: « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم » أخرجه البخاري "الفتح" ج (4) ص (118) برقم (1904).
فبمجرد أن تقول له: إني صائم، تراه قد تغيرت حالُه وذهب غضبُه، ويعتذر ويندم.
إن أولئك الذين لا يُهذِّب رمضانُ أخلاقهم، ولا يُغيِّر من طباعهم، بل قد يزدادون سوءاً، ويغضبون لأتفه الأسباب، إنَّ هؤلاء لم يعرفوا طعم رمضان وفضل الصيام.
فالصبرُ خلق، والكرمُ خلق، والحلم والصفح خلق، وعفة اللسان خلق، كلها أخلاق نبيلة، نتربى عليها في رمضان، فهو بحق [هدى للناس].

6- الكرم والجود وبذل المال في سبيل الله، إنّ البخل صفة ذميمة قبيحة، فيأتي رمضان فيهذّب هذه الصفة وينميها، إنّ الكرم يربي المسلم على عدم التعلق بالدنيا، وأن يطمع في كرم الله وجوده ورحمته، وبخاصة في رمضان، لأن من أراد أن - يرحمه الله - فليرحم عباد الله، من أراد أن يكرمه الله فليكرم عباد الله، ولذا روى ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: “كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فإذا لقيه جبريل - عليه السلام - كان أجود بالخير من الريح المرسلة”. أخرجه البخاري "الفتح" ج (4) ص (116) برقم (1902)
وعن جابر بن عبد الله، قال: ما سُئِل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً قطْ، فقال: لا. أخرجه مسلم "شرح النووي" ج (15) ص (78) برقم (2311) وقال - صلى الله عليه وسلم -: « والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار... » أخرجه الترمذي وغيره، وهو صحيح "صحيح الجامع" ج (2) ص (913) برقم (5136) وقال: « من فطّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء » أخرجه الترمذي وغيره، وهو صحيح، "صحيح الجامع" ج (2) ص (1095) برقم (6415) فالجود وبذل المال من صفات الأخيار، ودرس عظيم من الدروس المستفادة في هذا الشهر المبارك.
7- الشعور بالوحدة والمساواة بين المسلمين، في رمضان يستوي الغني والفقير، العبد والأمير، المستخدم والوزير، بل فيه علاج للكبر والطغيان والتعالي على الناس، لأن الكل صائم، والكل يعاني ألم الجوع، والكلُ يُمسك ويفطر دون تفريق أو امتياز، لا يُستثنى من ذلك أحد لغناه، أو لمنصبه أو جاهه، فأكرمُنا عند الله أتقانا، وأفضلُنا أزكانا.
8- اعتياد النظام ودقة المواعيد: نرى أيها الأحبة حياة كثير منا في فوضى وعدم التزام بالمواعيد والأوقات، فإذا جاء رمضان أعطانا هذا الدرس العجيب: الدقة في المواعيد والنظام، ويكفي أن تتعلم الأمة النظام في المعيشة، إذ جميع الصائمين يُمسكون ويفطرون في وقت واحد، بلا تقديم ولا تأخير، وإنّ الأوامر والنواهي إن لم تتحول إلى واقع عملي، فقدت قيمتها وضاع جوهرها، ورمضان يُربِّي فينا هذه الخصلة الحميدة في معرفة بركة الدقائق وآثار الالتزام وعاقبة الانضباط.
9- تربية الأولاد من صغرهم وتعويدهم على الطاعة والعبادة.
كثير من الناس يشتكى من عدم قدرته على تربية أبنائه، فلو انتهزنا فرصة هذا الشهر وعود أولادنا على الصيام، وكذلك الصلاة وقراءة القرآن والصدق والتحمّل ومراقبة الله في السر والعلن، وبر الوالدين وصلة الأقارب والجيران والتصدق على الفقراء والمساكين والمجاهدين، لو فعلنا ذلك أيها الأحبة، لحمدنا العاقبة بإذن الله.
وفي حديث الرُّبيِّع بنت مُعوِّذ قالت: كنا نصومه أي يوم عاشوراء بُعد، ونُصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. أخرجه البخاري "الفتح" ج (4) ص (200) برقم (1960)، "رمضان مدرسة الأجيال" للعمر ص (7-9، 19-53).

رسائل إلى الأئمة:
1- فيما يتعلق بصلاة التراويح، وذلك بنقرها والإسراع في القراءة وأداء أركانها، وهذا من أعظم مكائد الشيطان لأهل الإيمان، بل كثير ممن أطاعوا شيطان العجلة، صلاتهم أقرب إلى اللعب منها للطاعة، وقول الناس. أنّ الإمام إذا استعجل صلى معه أكثر الناس، وإذا طول لم يصل معه إلاّ القليل، فنقول: إنّ الشيطان له غرض خبيث، ويحرص على ترك العمل، فإن عجز عن ذلك، سعى فيما يُبطل العمل، وكثير من الأئمة في المدن وغيرها، يفعل في صلاة التراويح، فعل أهل الجاهلية، ويصلون صلاة لا يعقلونها، ولا يطمئنون في سجودها ولا ركوعها، والطمأنينة ركن لا تصح الصلاة إلاّ بها. وليكن ما يكن من حدوث فُرقة بين الجماعة وبين الإمام، يوم أن صار هواهم في التخفيف، واعلم أيها الإمام أنّ لب الصلاة وروحها هو إقبال القلب على الله فيها، ورُب قليل خير من كثير.
واعلمْ: أن الصلاة مكيال، فمن وفّى وفيِّ له، ومن طفّف فويل للمطففين.
واعلم: أنه يكره للإمام أن يُسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يُسنّ، فكيف بسرعة تمنعهم فعل ما يجب. وفي الحديث نهيه - صلى الله عليه وسلم -: « عن نُقرة الغراب » قال ابن الأثير: يريد تخفيف السجود وأنه لا يمكث فيه إلاّ قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكلُه.
وفي حديث آخر، قال - صلى الله عليه وسلم -: « أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته » قالوا: يا رسول الله كيف يسرق من صلاته؟ قال: « لا يتم ركوعها ولا سجودها »
2- فيما يتعلق بالقنوت في الوتر ظن بعض الأئمة أن القنوت لازم في كل ليلة، وأنه لا بد وأن يكون بعد الركوع، ومن فعل خلاف ذلك فقد أخطأ، وهذا ليس بصحيح، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقنت في ركعة الوتر أحياناً، فالسنة فعله حيناً وتركه حيناً وأبي بن كعب - رضي الله عنه -، صلى بالصحابة، فقنت بهم في النصف الأخير من رمضان، وللإمام أن يقنت قبل الركوع وبعده، وهذا هو مذهب جمهور العلماء وغير واحد من المحققين لثبوت الأحاديث في ذلك، غير أن الأحاديث التي فيها أن القنوت بعد الركوع هي أكثر وهو الأقيس، كما ذكره ابن تيمية.
وأما رفع الأيدي فيه فهو مذهب جماهير العلماء، وهو ثابت عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، والقنوت يكون في النصف الثاني من رمضان، حيث عمل به كثير من أئمة السلف كعمر وابنه عبد الله وأبي والحسن وغيرهم، وهو رواية عن أحمد ومذهب مالك والشافعي ولم يثبت عن أحد القنوت في النصف الأول من رمضان.
وأما صيغة الدعاء، فلم يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما علمه الحسن، وهو قوله: « اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تبارك ربنا وتعاليت » أخرجه أحمد والترمذي والبيهقي بزياداته، وهو صحيح. وورد بالإفراد والجمع.
وأما قنوت عمر: اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ولا نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب، الذين يصدون عن سبيلك. فأخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي وغيرهما، وهو صحيح. وعمر فعل ذلك في قنوت الفجر في إحدى النوازل، وليس فيه أنه كان يقنت به في الوتر.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-04-2020, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,385
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الناس وسيد الشهور


وأما قوله: « اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، بك منك، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك » فأخرجه أبو داود وغيره عن علي مرفوعاً، وهو صحيح.
فكان يقوله - صلى الله عليه وسلم - في آخر وتره، أي بعد السلام منه، كما في رواية أبي داود وابن ماجه، كما أفاده القاري ونقله المباركفوري، وفي رواية النسائي: أنه كان يقوله إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه.
وأما الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه: فلم يصح حديث فيه، إلاّ في بعض الآثار الثابتة عن بعض الصحابة، فعلى هذا تكون مشروعة.
وأخيراً: لا بأس أن يدعو الإنسان بما يتيسر من الدعوات، وإن لم تنقل، غير أن الاعتناء بالدعاء المأثور أفضل، لكن لا تنبغي الإطالة الزائدة، التي توقع المأمومين في الملل والضجر.
وأذكّر أخوتي الأئمة: بأن تنميق وتحسين الدعاء من أجل الناس، أو التحري فيه لإرضاء فلان أو علاّن، داخل تحت حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال »، قالوا: بلى، قال: « الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل » أخرجه أحمد وابن ماجه وغيرهما، وهو حسن "صحيح الجامع" ج(1) ص(509) برقم (2607)
ولتعلم أئمة المساجد سنة نبيها - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، ففي حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه -، قال: كان ركوع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجوده وبين السجدتين وإذا رفع من الركوع - ما خلا القيام والقعود - قريباً من السواء. متفق عليه "الفتح" ج(2) ص(276) برقم (792).
3- إنّ واجب الإمام أن يتفقّه في أحكام الصلاة، وأن يكون على نصيب كبير في معرفة أحكام صلاة التراويح والتهجد، ويُنصح الأئمة بقراءة صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -. في "زاد المعاد" لابن القيم ج(1)، و"كتاب الصلاة" وهو آخر مستقل لابن القيم، وكتاب "صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - " للألباني، وكتاب "القول المبين في أخطاء المصلين" لمشهور حسن محمود وسلمان، وكتاب "قيام رمضان" للألباني.
ولتعلم أئمة المساجد أنه [ليس يُوجد دليل على أن الأفضل أن يُكمل قراءة القرآن في التراويح، وعلى هذا فالمهم الخشوع والطمأنينة والترتيل، وليس المهم أن يختم، فإذا ختم بهم من دون مشقة وأسمعهم القرآن كله، فهذا حسن. ] ما بين القوسين لابن باز.
وننبّه بعض الأئمة الذين يختمون قبل نهاية الشهر، حيث يعمد بعضهم إلى تخفيف الصلاة وتقليل القراءة بعد الختم، ويقولون: الحمد الله، ختمنا قبل نهاية الشهر، كأن هؤلاء يرون أن المقصود من التراويح والتهجّد هو ختم القرآن، لا إحياء هذه الليالي المباركة بالقيام اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وطلباً لفضائلها، فهي ليالي الإعتاق من النار، فينبغي التنبه لذلك.
وأخيراً، نقول: إن الإمام مُحمّلٌ رسالة، فيها الدعوة والتبليغ والتوجيه والأمر بالمعروف، وطرح الموضوعات المفيدة من أحكام أو آداب أو توجيهات أو مواعظ، وخاصة فرصة وجود المرأة في المسجد، إنها فرصة حريّة بأن يستثمرها الدعاة والمصلحون.
وإن تعهّد الإمام جماعته بالتوجيه، ليس مختصاً برمضان فقط، بل هو عام في جميع أجزاء السنة، وإنما خُصّ رمضان لكثرة تقبل الناس للخير والعلم وإقبالهم على الله.
فليحرص الإمام على ذلك، بعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء، بقراءةٍ لتفسير بعض الآيات أو الأحاديث أو الفتاوى، مع أهمية تبيين غير الواضح منها، وإن امرؤٌ آتاه الله - عز وجل - ما لم يؤتِ غيره واجب عليه تبليغ ما يعلم، رجلاً كان أو امرأة، في بيت أو مسجد أو مدرسة أو وظيفة، كل بحسبه، ولا تنس طلب المعونة من إخوتك في أن يمدوك ببعض المعلومات ويساعدوك ببعض المجهودات.

ــــــــــــــ
"حاشية الروض المربع" ج(2) ص(189-190)، "تحفة الأحوذي" ج(10) ص(11) برقم (3637)
"إرواء الغليل" ج(2) ص(170-177) برقم(428-431)، "قيام رمضان" للألباني ص(31-33)
"الجواب الصحيح من أحكام الليل والتراويح" ص(11-14، 39-41)، "الإجابات البهية" ص(85-91)
"إتحاف أهل الإيمان بدروس رمضان" للفوزان ص(50)،
"أحكام القنوت" لعدنان عرعور ص (71-87، 90-91)، "كيف نستقبل شهر رمضان" للجار الله ص (26)
"مخالفات رمضان" للسدحان ص (74-79، 91-94)

المرأة في رمضان
إن الحديث عن المرأة في شهر رمضان حديث طويل، وحسبنا في هذا المقام أن نوجز الحديث، ونجعله على عدة نقاط:
1- أحكام:
أ- حضور المرأة للتراويح في المسجد: لا شك أيها الأحبة أنّ ذلك جائز، وذلك إذا أُمِنت الفتنة منهن وبهن، لقوله: « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله » ق. عن ابن عمر، وعنه أيضا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد » . "الفتح" ج(2) ص(382) برقم(899) و (900). ولأن هذا من عمل السلف الصالح - رضي الله عنهم -، غير أنّ صلاتها في بيتها أفضل، لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوتهن خير لهن » أخرجه أبو داود، وهو صحيح "صحيح سنن أبي داود" ج(1) ص(113) برقم(530)
وجاءت أم حميد - رضي الله عنها - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: ، فقالت: يا رسول الله، إني أحب الصلاة معك، قال: « قد علمتُ أنكِ تحبين الصلاة معي، وصلاتُكِ في بيتِك خيرٌ من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتكِ في مسجدي » قال: فأمَرَتْ، فبُنِي لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله - تعالى -.
أخرجه أحمد وابن خزيمة عن أم حميد، وهو حسن "الترغيب والترهيب" ج(1) ص(302) برقم(503)
وفي حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس، فيستشرفُها الشيطان، فيقول: إنكِ لا تمرين بأحدٍ إلا أعجبتِيه، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعودُ مريضاً، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد. وما عبدتِ امرأة ربَّها مثل أن تعبده في بيتها » أخرجه الطبراني في "الكبير" وهو حسن "الترغيب والترهيب" ج(1) ص(305) برقم(510)
وقد رأى أبو عمرو الشيباني عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يُخرج النساء من المسجد يوم الجمعة، ويقول: اخرجن إلى بيوتكن خير لكن. أخرجه الطبراني في "الكبير" وهو حسن "الترغيب والترهيب" ج(1) ص(306) برقم(511)
والمراد أيها الأحبة: أن المرأة كلما استقرت وبَعُد منظرها عن أعين الناس كان أفضل لصلاتها، وقد صرّح ابن خزيمة وجماعة من العلماء بأنّ صلاتها في دارها أفضل من صلاتها في المسجد، وإن كان مسجد مكة أو المدينة أو بيت المقدس، فالرجل كلّما بَعُد ممشاه وكثرت خطاه زاد أجره وعظمت حسناته، والمرأة كلما بعد ممشاها قلَّ أجرها ونقصت حسناتها، وهذا عام في صلاة الفرض والنفل، ويستوي فيه المقيمات في مكة أو المدينة، ومن أتت بقصد الحج أو العمرة أو الزيارة أياماً محدودة، ولو قصيرة، وهذا ما اختاره الحافظ الدمياطي وابن خزيمة، وعليه الفتوى عند ابن عثيمين.
غير أنه ينبغي التنبيه إلى أنّ المرأة إذا خشيت أن تكسل إذا صلّت في بيتها، وكانت صلاتها في المسجد أنشط لها وأُمِنت الفتنة، أو كان هناك خير كسماع علم أو وعظ ونحو ذلك، لا تناله إلا بذهابها إلى المسجد وأُمِنت الفتنة، فقد نصّ بعض أهل العلم على أنّ الصلاة في المسجد أفضل.
وأختم حديثي بمقولة عائشة - رضي الله عنها -، تقول: لو علم النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أحدث النساءُ بعده، لمنعهن الخروج إلى المسجد.
يقول الحافظ الدمياطي - رحمه الله - وهو من علماء القرن السابع -: هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول، فما ظنك لو رأت نساء زماننا هذا. ونحن نقول أيضا: فما ظنك لو رأت نساء زمانِنا هذا.
وفي الحقيقة أيها الأحبة: واجبٌ على المرأة ألاّ تغفل عن صبيانها وبناتها، فقد يتعرضون عند خروج الوالدين إلى المسجد للصلاة: لأخطار محقَّقة، من فساد في البيت أو خارجه، عند غياب الأم والأب، وإذا لعب الصبيان خارج البيت، فربما يكون بين الصبيان في أثناء لعبهم شباب أكبر منهم سناً، فيفسدهم أولئك الكبار، إما بإيقاعهم في التدخين أو المخدرات أو الفاحشة أو غير ذلك من المفاسد، فمن الخطأ أن تشتغل الأم بنافلة عن فريضة، فإنّ رعاية أطفالها والمحافظة على بناتها في أرواحهم وأخلاقهم واجبٌ عليها وعلى أبيهم كذلك، فوجب التنبّه لذلك أيها الآباء والأمهات.
ب- اصطحاب الأطفال الذين هم دون سن التمييز: أيها الأخوة في الله: إنّ الطفل عادةً لا يُملكُ عن العبث ورفع الصوت وكثرة الحركة والمرور بين الصفوف ونحو ذلك، خاصة ومع كثرة الأطفال، فإنه يحصل منهم إزعاجٌ للمصلين وإضرار بهم، وتشويش كثير، بحيث لا يُقبِل المصلي على صلاته، ولا يخشع فيها، لِما يسمع ويرى من هذه الآثار، ولكأنما أصبح بعض المساجد روضة للأطفال أثناء صلاة التراويح.

ولذا فإنه لا يجوز اصطحاب الأطفال الذين هم دون سن التمييز، وعلى الأولياء والمسئولين الانتباه لذلك، والأخذ على أيدي السفهاء عن العبث واللعب، وعليهم احترام المساجد وأهلها، وهذا ما أفتى به فضيلة شيخنا عبد الله بن جبرين - حفظه الله -.
ج - ركوب المرأة وحدها مع السائق بدون محرم، وذلك حرام، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: « لا يخلون رجل بامرأة إلاّ كان ثالثهما الشيطان » أخرجه أحمد والترمذي عن عقبة بن عامر، وهو صحيح "صحيح سنن الترمذي" ج(1) ص(343) برقم(934).
وذلك لما فيه من الخلوة المحرّمة خوفاً من الفتنة، وسواء كانت ذاهبة إلى مسجد أو حضور علم أو دراسة أو تدريس أو سوق أو قضاء حاجة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: « لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها محرم » أخرجه البخاري عن ابن عباس "الفتح" ج(6) ص(143) برقم(3006).
وإذا كانت المرأة ولا بُدّ فاعلة لذلك، فواجب أن يكون معها غيرها من محارم أو جمع من النساء، تزول بهن الوحدة، مع مراعاة قرب المكان، وهذا ما أفتى به فضيلة شيخنا عبد الله بن جبرين - حفظه الله -.
وإنك أيها الأخ المبارك: لتعجب أشد العجب، يوم أن تعلم أنّ رب الأسرة تلك منشغل عن أهله وبناته ببطالة في استراحة أو زراعة أو تجارة، وتركهم لسائق، يحل محلّه، والأدهى والأمر يوم أن يكون ذلك السائق يهودي أو نصراني أو بوذي، فتراه بعد أشهر قليلة واحدٌ من ذلك البيت، يدخل ويخرج بما شاء إذا شاء كيف شاء، أخلاق قبيحة، صفاتٌ مشينة، ما مَثلُه إلاَّ كمثل كلبٍ ضارٍ يُخطّط لأكل النعاج، فوجب الحذر من ذلك كله.
د- اعتكاف المرأة وخاصة في رمضان: الأفضل في حقها البقاء في بيتها، والقيام بخدمة زوجها وولدها، ولا يشغلها ذلك عن عبادة ربها، ولأنّ خروجها مظنة الفتنة بها، وفي انفرادها ما يعرضها للفسقة وأهل الفساد، ولكن إن أمنت هذه المفاسد وكانت كبيرة السن، وكان المسجد قريباً من أهلها ومحارمها، جاز لها الاعتكاف فيه، وعلى ذلك يُحمل اعتكاف زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده، لقربهن من المسجد، وهذا ما أفتى به شيخنا بن جبرين - حفظه الله -. "مجموع فتاوى الحرم" لابن عثيمين ج(2) ص(316-317)، "الإجابات البهية" لابن جبرين ص(27-29، 96)، "دروس رمضان" للعودة ص(71-72)، "كي نستفيد من رمضان" لفهد بن سلمان ص(29-33)
والحائض والنفساء لا تصلي ولا تصوم، فإذا طهرت قضت الصيام ولا تقضي الصلاة، قالت عائشة - رضي الله عنها -: كان يصيبنا ذلك، فنُؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمرُ بقضاء الصلاة. أخرجه مسلم "شرح النووي" ج(4) ص(267) برقم(335).
فالصيام حرام عليها، ولا يصح منها، وإذا ظهر منها وهي صائمة ولو قبل الغروب بلحظة، بطل صوم يومها، ولزمها قضاؤه.
وإذا طهرت أثناء النهار، لم يصح صومها بقية اليوم، ولا يلزمها الإمساك إلى الغروب.
وإذا طهرت في الليل في رمضان، ولو قبل الفجر بلحظة وجب عليها الصوم، ويصح منها، وإن لم تغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر.
ومما يتعلق بالنفساء: أنها إذا طهرت ولو بعد ولادتها بيوم أو أسبوع أو أسبوعين، ولو قبل الأربعين، فإنها تصلي وتصوم وتحل لزوجها، فإذا عاد إليها الدم في الأربعين بعد طهرها فهي نفساء، وما سبق في حال طهرها من صلاة وصوم كله صحيح، وإذا تجاوز الدم معها فوق الأربعين، فهو استحاضة، إلاّ إذا وافق ما بعد الأربعين أيام حيضها فهو حيض، وهذا هو قول أكثر الفقهاء، وهو ما يفتي به سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وعبد الله بن جبرين.
ومما يتعلق بالحائض: أن الدم قد يستمر مع المرأة بعد أيام عادتها، فمثلاً جرت العادة أنه في كل شهر أو شهرين (6) أيام أو (7) أيام، وفي رمضان أحد عشر يوماً أو أكثر دون الستة عشر يوماً، ففي هذه الحالة يُعتبر حيضاً، إذ العادة تزيد وتنقص وتجتمع وتفترق، وهذا هو الصواب، وهو ما يفتي به سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين.
ز- استعمال حبوب منع الدورة الشهرية، للصيام مع الناس في رمضان، هذه الحبوب أجازها العلماء، وذلك بعد استشارة طبيب مسلم حريص على سلامة المرأة المسلمة، غير أنّ كثيراً من العلماء حذّر منها تحذيراً بالغاً، لثبوت كثير من الأمراض بسببها كتقرح الرحم وتغيّر الدم واضطرابه ووجود العقم وتشوه الأجنة في المستقبل، ويكفي أيها الأخوة أن نعلم جميعاً: أن هذا الدم أجراه الله - عز وجل -، وجعل له أوقاتاً معينة، فهو طبيعي، وخروجه نافع ومفيد، كالبول والغائط والمخاط، ولو أن إنساناً حاول منع البول أو الغائط، فإنّ هذا ضرره ظاهر ولا شك، فكذلك هذا الدم.
ولما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على عائشة وهي معتمرة بحجة الوداع، وجدها تبكي، فقال: « مالك؟ لعلك نفستِ »، قلتُ: نعم، قال: « هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج، غير ألاّ تطوفي بالبيت... » أخرجه مسلم عن عائشة "شرح النووي" ج(8) ص(398) برقم(1211).
وبقي أن نُنبِّه فنقول: الأيام التي توقّفت فيها عن المرأة العادة بسبب هذه الحبوب، لا يجب عليها قضاء تلك الأيام. "فتاوى إسلامية" ج(2) ص(145) و ج(1) ص(242، 244)
"فتاوى الحرم" لابن عثيمين ج(2) ص(281)، "دروس رمضان" للعودة ص(71)
"ثلاثين درساً للصائمين" لحسين العلي ص(31-32).
ع- وضع الحناء للصائمه، لا بأس به، وليس بمُفطِّر، ولا يُؤثر على الصيام.
غ- تذوق الطعام، لا بأس به عند الحاجة، وذلك بأن يجعله على طرف لسانه، ليعرف حلاوته وملوحته، ولكن لا يبتلع منه شيئاً، بل يمجه أو يخرجه من فيه.
"مخالفات رمضان" للسدحان ص(51-53)، "فتاوى إسلامية" ج(2) ص(128).

2- تنبيهات:
أ- درج بعض الناس على منع البنت الصغيرة من الصيام، بحجة أنّ الصيام ليس واجباً عليها، وهذا في الحقيقة يشمل الذكر والأنثى، فمتى بلغ الإنسان سن التكليف وجب الصيام عليه، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج أو بالاحتلام، وتزيد المرأة بالحيض أو الحمل، فمتى حصل واحد من هذه الأشياء لزم الصيام، وقد وجد في النساء من تحيض وهي في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها، غير أنه يشرع للأبوين أن يُعوِّدا أولادهما على الصيام في الصغر إذا أطاقوا ذلك، ولو دون عشر سنين، ولو لم يبلغ، والأجر للصائم ولوالديه أجر على ذلك. "فتاوى إسلامية" ج(2) ص(116-117، 162).
ب- إنه من المناظر المؤلمة التي نشاهدها في كل سنة في رمضان: ازدحام النساء في الأسواق، طوال ليالي رمضان، ويزيد هذا الازدحام ويصل ذروته في العشر الأواخر منه! وارتياد بعض النسوة للتجوال في أماكن لا تزيدها إلا غفلة وبعداً عن الله، ناهيك عن كثرة وقوف بعضهن أمام نوافذ الخياطين، كلُ ذلك بحجة الاستعداد لعيد الفطر، وشراء الملابس والحاجات الخاصة بالاحتفال به، عجباً لهذا التصرف، يا لله العجب، ولكأنما أُمرنا بالاجتهاد في التسكع في الشوارع والأسواق في ليالي العشر من رمضان، ولم نُؤمر بالاجتهاد في العبادة وتحري ليلة القدر، وإنّ الأمر ليزداد خطورة في بيت الله الحرام، وحول الكعبة أثناء الطواف، فبعضهن يزاحمن الرجال ويقع الجميع في الفتنة.
وإني سائل أيها الأحبة: ماذا يحدث في الأسواق، وبخاصة في رمضان؟
إنهن نساءٌ كاسيات عارياتٌ سافرات، يخرجن إلى الأسواق متعطّرات متطيباتٍ، تفوح منهن الروائحُ المثيرة، ويقعن في مخالفة شديدة صريحة، يُخشى في الحقيقة أن ينطبق عليهن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «... نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، إلعنوهن فإنهن ملعونات... » أخرجه أحمد وابن حبان وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً، وفي سنده عبد الله بن عياش القتباني، وهو صدوق يغلط؛ غير أن مسلماً قد احتج به، فالله أعلم، والحديث ضعّفه جماعة، وصححه جماعة كالحاكم وأحمد شاكر.
"مختصر المستدرك" لابن الملقن ج(7) ص(3266) برقم(1092).
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تعداه إلى الحضور إلى المساجد وشهود الجماعات وهن متطيبات، تحمل بعضهن المباخر والمجامر لتطييب النسوة اللاتي في المساجد، وهذا حرام لا شك فيه.
وقد خرج أبو هريرة - رضي الله عنه - من المسجد ضحى، فلقي امرأة بها من العطر شيء كما قال الراوي لم أجد بأنفي مثله قط، فقال لها أبو هريرة: عليك السلام، فقالت: وعليك، قال: فأين تريدين؟ قالت: المسجد، قال: ولأي شيء تطيّبت بهذا الطيب؟ قالت: للمسجد، قال: آلله؟ قالت: آلله، قال: آلله؟ قالت: آلله، قال أبو هريرة: فإنّ حبّي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - أخبرني أنه « لا تُقبل لامرأة صلاة تطيبت بطيب لغير زوجها، حتى تغتسل منه غسلها من الجنابة » فاذهبي فاغتسلي منه، ثم ارجعي فصلي. أخرجه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما، وهو صحيح "الصحيحة" ج(3) ص(27) برقم (1031).
والتحريم عام في الخروج إلى المساجد والأسواق وغيرها، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إذا استعطرت المرأةُ، فمرّت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية »
أخرجه الحاكم وغيره، وهو صحيح، "صحيح الجامع" ج(1) ص (120) برقم(323).
فلتتق الله المرأة في أولادها وإخوانها وشباب المسلمين، الذين يجدون الفتنة في كل مكان، في الإعلام والصحف والمجلات والأسواق والشوارع، حتى وصلت الفتن إلى أطهر البقاع مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فلتتق الله المرأة وتخشى عقوبته، ولتلزم بيتها، وإذا خرجت فلا يبدوا منها شيء، فتفتن الشباب، وتلعب بقلوبهم وعقولهم وأموالهم وأرواحهم.
ج- أن بعض النساء يكن على حالة حسنة في رمضان، من الاجتهاد في الطاعة، فإذا ما أتتها عادتُها فترت وكسلت، وتركت ما كانت عليه من نشاط، ولا شك أن هذا حرمانٌ لنفسها من الخير، فأبواب الخير ولله الحمد كثيرة، فأمامها أبوابٌ من الطاعات، أمامها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائرُ أذكار اليوم والليلة، وكذا الدعاء، أمامها قراءة القرآن، أمامها الاستغفار، أمامها الصدقة، أمامها مطالعةُ كتبِ أهل العلم والأخذ منها، إلاّ الصوم والصلاة، فإنها محرّمة على المرأة إذا حاضت أو نفست، ومن أبواب الخير الواسعة قيامها على خدمة الصائمين في بيتها، كل هذا غير ما تحتسبُه من أن يُكتب لها مثلُ ما كانت تعمله أيام طهرها؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إذا مرض العبد أو سافر، كُتب له مثلُ ما كان يعملُ مقيماً صحيحاً » أخرجه البخاري عن أبي موسى مرفوعاً "الفتح" ج(136) برقم(2996)
"دروس رمضان" للعودة ص (71-72)، "رمضان مدرسة الأجيال" للعمر (67-68).
"ثلاثون درساً للصائمات" للعلي ص(13)، "كيف نستفيد من رمضان" ص(25-29).
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.45 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]