ضحايا أم جناة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-02-2020, 10:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي ضحايا أم جناة؟

ضحايا أم جناة؟


إسلام فتحي






بعض آيات القرآن نزلت لِتعالجَ مواقف محددة؛ لتكون طرق المعالجة القرآنية نبراسًا لمن يكررون نفس الخطأ أو ما شابهه، ولعل أبرز هذه الآيات هي تلك الآيات التي نزلت في أعقاب غزوتي أُحُد وحنين، واللتان حملتا في ثناياهما فرارَ المسلمين وهزيمةً جزئية، والقرآن عندما تكلم عن إخفاق المسلمين في أُحُد وحُنين لم يحكِ أنهم اضطروا للهزيمة، وأن الظروف الخارجية كانت أقوى منهم، ولكن أعلن صراحة أن إخفاق أُحُد بسبب انحراف سلوكي، وأن إخفاق حُنين بسبب انحراف قلبي "التعلق بالعدة والعتاد ونسيان الله".

البعض يتخيل أن القرآن نزل في أعقاب هاتين الغزوتين فقط يواسي المؤمنين، ويشد من أزرهم - كان هذا بالفعل - لكنه - أيضًا - نزل يبيِّن أسبابَ الخلل؛ لكي لا تتكرر، وكان لا بد من وضع الأمور في نصابها؛ حتى يتحمَّل كلٌّ مسؤوليَّتَه.

إننا كمسلمين بُلينا بداءٍ شديد يتلخَّص في إلقائنا اللومَ والعتاب على كل الظروف وكل الأشخاص – ما عدا أنفسنا - كلنا يبرِّرُ لنفسه تقصيرَه وارتكابه للأخطاء بحجج واهية، مثل: الظروف المحيطة، أو شيوع الخطأ، أو قوة الباطل، أو غير ذلك مما تُسوِّغُه النفس بمعاونة الشيطان؛ لتلفت أنظارَنا عن المتَّهم الحقيقي الذي يرتكب ويخطئ.

إننا نحن المتهمون الحقيقيون، نحن من نقصِّر ونحن من يُخطئ، وإنما كل ما سلف ذكره هو مجرد عوائق، لكنها لا تقف في وجه مريد، أو مجرد مغريات لا تخدعُ منتبهًا لها.

والقرآن أثبت هذا: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30] فيجب علينا عند تفحُّص الواقع وتحليله ألا نُرجع كلَّ شيء إلى الجهات الخارجية، وننسى أنفسنا وتقصيرها وخللها.

والقرآن - أيضًا - يؤكِّد: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ [فصلت: 46]، فأنت الفاعل لا غيرك، وأنت المجزي غدًا لا غيرك.

إننا نفضل أن نتقمَّص دور الضحية في مسلسل المظلومية، الذي ارتضيناه نموذجًا لحياتنا، ونحاول إقناع أنفسنا أننا ضحايا قوة الباطل أو انتشار المعاصي.

والحقيقة المزعجة أننا نعرف أننا لسنا ضحايا ولكننا جناة! فنحن نرتكب الجناية متقمِّصين زيَّ الضحية، وهذا ما يجعلنا الجناة والمجني عليهم في الوقت ذاته، فنضيع أنفسنا في الدنيا، ونُحاسب على ما ارتكبناه في الآخرة.


فحال أمتنا الذي لا يُرضي أحدًا لِمَا وصل له من الضعف والتبعية، وحالنا كأفراد وما وصل له من تعاسة وضنك، وحال مجتمعاتنا وما استشرى فيها من أدواء، كل هذا هو نتاج أفعالنا السيئة، التي مازلنا عاكفين على ارتكابها.

إننا بحاجة إلى كسر لهجة المظلومية التي نتستَّر خلفها، ونبرِّر بها أيَّ فشل أو إخفاق؛ لكي نتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.01 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]