مسائل فقهية تهم الصائم في الاستنشاق والاكتحال وقطرة العين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سيادةُ اليوم وتَبَعِيَّةُ السَّنَة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الترغيب في صوم المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4913 - عددالزوار : 1964054 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4485 - عددالزوار : 1262709 )           »          سُنَّة تشميت العاطس والدعاء له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطة عام ١٤٤٧هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          لا تنسوا غزة من دعائكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عِظَةٌ مَعَ اِنْقِضَاءِ الْعَامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الساعة التي ترجى فيها الإجابة يوم الجمعة: فضلها، أدلتها، وقتها، هدي السلف فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي, الأعلى, المتعال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2020, 02:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,615
الدولة : Egypt
افتراضي مسائل فقهية تهم الصائم في الاستنشاق والاكتحال وقطرة العين

مسائل فقهية تهم الصائم في الاستنشاق والاكتحال وقطرة العين
د. محمد بن هائل المدحجي



الحمد لله رب العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم وبارك على نَبيِّنا مُحمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:




فتحدثنا في المقال السابق عن بعض المسائل المتعلقة بالفم باعتباره المنفذ المعتاد للطعام والشراب، والأنف دل الشرع كذلك على أنه منذ في حديث لقيط بن صَبُرة رضي الله تعالى عنه، قال: « وَبَالِغْ فِي الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِماً » ، ولماذا هذا النهي عن المبالغة في الاستنشاق؟ لأن الأنف له منفذٌ إلى الجوف، فنهي عن المبالغة في الاستنشاق حتى لا يدخل الماء إلى الجوف .




وليُعلَم أن الأنف له حكم الخارج وليس له حكم الجوف، لذلك لا يحرم على الصائم أن يستنشق، لأن الماء هو في منطقة الأنف، الذي نُهِي أن يبالغ في الاستنشاق، وعليه إذا استخدم الإنسان أي شيء في منطقة الأنف لم تجاوز منطقة الأنف، فهذا باتفاق لا يعد من المُفطِّرات، فلو أنه استخدم قطرةً لأنفه أو بخاخاً لأنفه، ولم يجد طعم ذلك في حلقه، فإنه لا يفطر باتفاق أهل العلم، وإنما تظهر المشكلة إذا وجد طعم الدواء في حلقه، هل يفطر بهذا أو لا، إذا استخدم مثلاً قطرة الأنف، أو استخدم بَخَّاخ الأنف، هل يفطر بذلك إذا وجد الطعم في الحلق أو لا؟




هناك مسألة تكلم عنها الفقهاء المتقدمون أشرنا إليها قبل ذلك، لها تعلق بهذه المسألة، وهي: لو أن إنساناً بالغ في الاستنشاق، فدخل الماء إلى جوفه، هل يفطر بهذا أو لا؟ جمهور العلماء يقولون: بأنه لا يُفطِر، لأنه وإن وقع في المحذور بأن بالغ في الاستنشاق، إلا أنه لم يقصد إدخال الماء إلى جوفه: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} (الأحزاب:5)، هذا مذهب الحنابلة - أنا قلت: الجمهور أخطأت – الحنابلة يقولون: بأنه لو بالغ في الاستنشاق فدخل شيءٌ إلى جوفه فإنه لا يفطر بهذا؛ لعدم القصد، والجمهور يرون بأنه إن فعل فإنه يفطر بسبب أن دخول الماء إلى جوفه كان بسبب مخالفته للنهي، لأنه عَرَّض صومه للإفساد حينما بالغ في الاستنشاق .




الفتاوى المعاصرة مبنية على قول الحنابلة، فهو الذي اختاره مَجْمَع الفقه الإسلامي، حينما تحدث عن بعض المسائل مثل مسألة: قطرة الأنف، وبَخَّاخ الأنف، هل يفطر بهذا أو لا يفطر إذا وجد الطعم في حلقه؟ فذهب مَجْمَع الفقه الإسلامي إلى أنه لا يفطر ولو وجد الطعم في حلقه ما دام أنه لم يقصد إدخال الدواء إلى الجوف، من العلماء من يقول: بأنه لو استخدم قطرة الأنف فوجد الطعم في حلقه فإنه يفسد صومه، وهذا الذي اختاره الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه .




والظاهر والله أعلم هو ما ذهب إليه مَجْمَع الفقه الإسلامي، أما في بَخَّاخ الأنف فلا يظهر وجهٌ للقول بالتفطير، لأن البَخَّاخ ليس كالقطرة أولاً، فهو ينساب كانسياب النَّفَس، وأقرب ما يكون لبَخَّاح الرَّبْو، وأثره موضعي في الأنف، ولو دخل شيءٌ منه إلى الجوف فهو شيءٌ يسيرٌ معفوٌ عنه .




بالنسبة للقطرة فكذلك الأصل أنها قطرة أو قطرتان، يستهلك أغلبها في منطقة الأنف، والجزء الذي يدخل لو دخل جزءٌ يسيرٌ جداً ينبغي أن يعفى عنه لأنه تابعٌ غير مقصود، ونحن تحدثنا في مسألة ما يبقى في الفم من أثر المضمضة من الماء، هل يفطر به الإنسان إذا ابتلعه؟ الجواب؟ لا، لأنه يسيرٌ تابعٌ غير مقصود، أيضاً دخوله إلى الجوف من غير قصد، وهذا تماماً ينطبق على قطرة الأنف، وأولى من ذلك بَخَّاخ الأنف، فالصحيح أنها ليست مُفطِّرة ما دام أن الإنسان لا يتيقن دخول شيءٍ منها ووصول شيءٍ منها إلى حلقه، ومن ثم إلى جوفه .




هل يجوز للإنسان أن يستنشق الهواء وهو صائم؟ بالتأكيد، أنا لا أريد أن أتحدث عن استنشاق الهواء، لكن سأتحدث عن استنشاق الأكسجين، قد يحتاج الإنسان في بعض الأحوال المرضية كضيق الشُّعَب الهوائية مثلاً أو غيرها، إلى استخدام الأكسجين وهو صائم، فهل يفطر بهذا أو لا؟ الجواب: إن الأكسجين موجودٌ في الهواء، فكما أنه لا يحرم عليه بالتأكيد أن يستنشق الهواء، فمثله الأكسجين تماماً، وعليه: فاستنشاق الأكسجين ليس من المُفطِّرات .




ما حكم استنشاق الطيب بالنسبة للصائم؟ لا يختلف الفقهاء أن استنشاق الطِّيْب ليس مُفطِّراً، لو أن إنساناً استنشق طِيْباً فإنه لا يفطر بهذا، لأنه ينساب انسياب النَّفَس، وليس انسياب السوائل، فلا يفطر بها، لكن المالكية والشافعية رحمهم الله كرهوا الطِّيْب للصائم، سألناهم لماذا؟ فقالوا: جاء في الحديث: « يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي » ، وهذا الطيب نوع شهوة يشتهيه الإنسان، فينبغي أن يتركه، لكن الصحيح ما ذهب إليه الحنفية والحنابلة رحمهم الله: إلى أنه لا دليل على أنه يُكرَه للصائم، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يَتَطيَّب وكان يأمر بالطيب في يوم الجمعة، ولم يُنقَل عنه أنه في رمضان قال للناس: لا تَتَطيَّبُوا يوم الجمعة إذا كنتم صائمين، إذاً هذا مما تعم به البلوى، وكون النبي عليه الصلاة والسلام لم ينه عنه، يدل على أنه لا إشكال في استخدام الطيب ولا كراهة .




البخور كالطيب، لكن يقول العلماء: إنه له جِرْماً يَتَجمَّع في الأنف، ويمكن أن يصل إلى الحلق فالجوف، وعليه لا يَتَعمَّد استنشاق البخور، يعني: لا إشكال في جواز استخدام البخور، لكن لا يَتَعمَّد أن يستنشق البخور حتى لا يَتَجمَّع هذا الدخان في أنفه، ثم يصل إلى حلقه .




العين: هل هي منفذٌ إلى الجوف؟ الجواب: نعم، العين تفتح على الأنف من خلال القناة الدمعية، لذلك تجد الإنسان إذا بكى كثيراً يبدأ بالامتخاط، بسبب أن هذه الدموع تصل إلى أنفه، والأنف كما تقدم منفذٌ إلى الجوف، إذاً: يمكن أن تضع شيئاً في عينك، فتجد طعمه في حلقك، فما حكم أن يستخدم الإنسان شيئاً في عينه إذا وجد طعمه في حلقه؟ إذا وضع الإنسان دواءً في عينه فلم يجد طعمه في حلقه فلا إشكال، ولا خلاف بين الفقهاء أنه لا يفطر هذا، إنما يظهر الإشكال إذا وجد الطعم في حلقه .




تكلم الفقهاء المتقدمون عن حكم استخدام الكحل للصائم، إذا اكتحل الصائم فوجد طعم الكحل في حلقه، فهل يفطر بهذا أو لا؟ المالكية والحنابلة قالوا: يفطر بهذا، لأن العين لها منفذٌ إلى الجوف كما تقدم، فقال المالكية والحنابلة: يفطر إذا وجد طعم الكحل في حلقه، وقال الحنفية والشافعية بأنه لا يفطر ولو وجد طعم الكحل في حلقه، وهذا القول هو الصحيح، لأن العين ليست منفذاً معتاداً، ومسألة وصول الطعم ووصول شيء من الكحل إلى الحلق، تبقى قضية مشكوكٌ فيها، تبقى قضية قد تحصل وقد لا تحصل، والإنسان إذا لم يَتعمَّد فإنه لا جناح عليه، ثم إن الناس كانوا يكتحلون في عهد النبي عليه الصلاة والسلام رجالاً ونساءً، ولم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن الكحل للصائم، فالصحيح أنه لا إشكال في استخدام الكحل للصائم، ولو وجد طعمه في حلقه من غير قصدٍ فإنه لا يفطر بهذا .




مثل ذلك تماماً لو احتاج إلى استخدام قطرة العين أو مرهم العين، لأنها أولاً هذه القطرة أثرها في العين أولاً، الجزء الذي يصل إلى الأنف لو وصل كم هو؟ ستستهلك أصلاً في القناة الدمعية، فلو وصل شيءٌ إلى الأنف فهو شيءٌ يسيرٌ جداً، وكم سيصل من الأنف إلى الحلق من هذه القطرة؟ لا شك أنه شيءٌ يسير تافه معفوٌ عنه غير مقصود، كأثر الماء المتبقي بعد المضمضة، كما أنه لا يُفطِر فكذلك قطرة العين لا تُفَطِّر .




إذاً الخلاصة: بأن العين ليست منفذاً معتاداً، وعليه فإنه لا يفطر بما يضعه في عينه من دواء وغيره .




أخيراً خذ الأذن: الأذن هل لها منفذ إلى الجوف؟ الجواب: نعم، لها منفذ لكنه مسدود، هناك قناة تربط الأذن بالحلق لكنها مسدودةٌ بطلبة الأذن، وعليه: لو وضع الإنسان قطرةً في أذنه أو مرهماً في أذنه، أو استخدم غسول الأذن، أحياناً يكون شمع في الأذن، فتُضَخْ كمية من الماء لإزالة هذا الشمع، لا يفطر بهذا لأنه لن يدخل شيءٌ إلى جوفه، أو انغمس في بركة ماء فالماء سيدخل في أذنه ولا يفطر بهذا، لأن الأذن ليست منفذاً إلى الجوف .




متى يحصل الإشكال؟ إذا كانت طبلة الأذن منخرمة، هنا يوجد منفذ، المنفذ المسدود فُتِح، فيمكن أن يضع الإنسان شيئاً في أذنه، فيجد طعمه في حلقه، فما الحكم في هذه الحالة؟ لو استخدم قطرةً لأي سبب من الأسباب أو مرهم أو انغمس في بركة فدخل الماء إلى حلقه، ما الحكم في مثل هذه الأحوال؟




الجواب: بالنسبة لمرهم الأذن، الأصل أن أثره موضعي، وقطرة الأذن قطرات يسيرة لو دخلت عبر هذه القناة، فإنه لن يصل منها شيءٌ إلى الجوف، لأن هذه القناة أطول من القناة الدمعية، فتستهلك هذه القطرة بشكل كامل، إنما يظهر الأثر فيما لو استخدم غسول الأذن، وهذا غير مُتصوَّر أن يستخدم غسيل للأذن لشخص منخرم الطبلة، فهذا أصلاً غير مُتصوَّر مجرد افتراض نظري، لكن لو وقع شيءٌ من هذا مع كونه جريمةً طبية إن شئت أن تسميه، فوجد طعمه في حلقه، هنا قد يقال بأنه يفطر بهذا إن كان مُتعمِّداً لإدخال الماء إلى جوفه، وغير مُتصوَّر حقيقة وجود التَّعَمُّد في مثل هذه الأحوال، غاية ما هنالك أنه خطأٌ طبي، فلا يُفْطِر بهذا.





طيب! هذا الذي قد انخرمت أذنه، لو دخل في بركة ماء ليسبح فدخل الماء إلى حلقه، هل يُفْطِر بهذا؟ الجواب: أيضاً هذا لا يُفْطِر لسبب أنه ليس مُتعمِّداً: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} (الأحزاب:5)، وللحديث بقيةٌ بإذن الله جل وعلا، والله أعلم، وصَلَّى الله وسَلَّم وبارك على نَبيِّنا مُحمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.47 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]