الأصول الثلاثة الواجب معرفتها بالأدلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         زيادة ركعة بعد كل فرض بسبب الوسواس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التلفظ بالنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          دخل ووجد الإمام راكعا هل يلزمه تكبيرة أم تكبيرتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          20 قاعدة لحقوق وواجبات العمل في الاقتصاد الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان ووحدة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كبســولات نفسيــــة خفيفـــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 4422 )           »          واجب الأمة نحو تعليم القرآن والمشتغلين بحفظه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السلفية بين تهمة التشدد وواقع الغربة (معالم الوسطية بين النص الشرعي ونزعات الهوى ..) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حق اللجوء في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,560
الدولة : Egypt
افتراضي الأصول الثلاثة الواجب معرفتها بالأدلة

الأصول الثلاثة الواجب معرفتها بالأدلة







الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر










الحمد لله الذي جَعَلنا مسلمين، وأكمل لنا الدِّين، وأتَمَّ علينا به النعمة من بين العالَمين، وقال وهو أصدقُ القائلين: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].


وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له إله الأولين والآخرين، وقَيُّوم السموات والأرض، أمركم أن تعبدوه مُخلِصين له الدِّين، وحَذَّركم أن تكونوا من المشركين؛ ﴿ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 32].


وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، النبي المصطفى، والرسول المجتَبَى، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وَحْي يُوحَى، صلَّى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الطيِّبين الطاهرين، والأئمة المهديين.


أما بعدُ:
فيا أيها الناس، اتقوا الله ربَّكم، في سِرِّكم وجَهْركم، وخَلوتكم واجتماعكم، وفي جميع أموركم وسائر أحوالكم، وارضوا بما رَضِيه الله لكم، تفوزوا بمثوبته وجَنته ورِضاه، وتجنَّبوا ما توعَّد به من أعْرَض عن ذِكْره ولَم يتَّبِع هُداه، فإنَّه - سبحانه - قد رَضِي لكم أنْ تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، ورَضِي لكم الإسلام دينًا، واختصَّكم بأن بَعَثَ لكم عبده محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - نبيًّا رسولاً، فأَمَركم بتحقيق توحيده وتَرْك ما ضده، واختصَّكم بأكمل شرائع دينه، وبعَث لكم أفضلَ رُسله.


أيها المسلمون، تِلكم أصولٌ ثلاثة يجب عليكم أنْ تعرفوها بالأدلة، وأن تعملوا بها لله عن بَيِّنة، وأن تجتهدوا في تحقيقها وتكميلها، وأن تَحذروا مما ينقصُها ويَقدح فيها، وأن تجتنبوا كلَّ ما يُبطلها ويُفسدها ويُنافيها.


فأصل تلك الأصول معرفة ربِّكم - تبارك وتعالى - خالقكم ورازقكم، ومتوفِّيكم ومُجَازيكم، فإنه الله ربكم الذي ربَّاكم وربَّى جميع العالمين بنعمه، وعمَّ الجميع بألوان جُوده وكَرَمه، وهو معبودكم، فليس لكم معبود بحقٍّ سواه؛ ﴿ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 40].


فالواجب عليكم أن توحِّدوه بأفعاله من الْخَلقِ والرزق، والْمُلك والتدبير، وأنْ تُثبتوا له ما ثَبَت في الكتاب والسُّنة من أسمائه وصفات كماله، ونعوت جلاله؛ فإنه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].


فلا شريك له في ربوبيَّته، ولا ند له في إلهيَّته، ولا سَمِيَّ له ولا كُفوَ في أسمائه وصفاته، ولا يكون في هذا الملك العظيم في عُلويه وسُفليه حركة ولا سَكنة إلاَّ وقد أحاطَ بها علمُه، ونفَذَ فيها حُكمُه، فوُجِدتْ بعِلمه ومَشيئته، وحَدَثتْ بإحداثه لكمال قُدرته وحِكمته، ومَن هذا شأنه، فهو المستحق لأن يوحَّد بأفعال عباده، بأن يعبدوه بما شَرَع وكما شَرَع، فينقادوا له مختارين مستسلمين، خاضعين مُحبِّين، مُعظِّمين مُجِلِّين، يبتغون إلى ربِّهم الوسيلة أيّهم أقرب، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه؛ ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء: 57].


فيا معشر المسلمين:
وحِّدوا الله بأقوالكم، وأخلِصوا له نيَّاتكم، وانقادوا له بجوارحكم؛ فإنَّ المتفرِّد بالخلق والإبداع، وبتمام الْمُلك وتدبيره على ما هو عليه من العَظَمة والاتساع - هو المستحق لأن يُعبد وحْدَه ويُطاع، ذو الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا، فيا وَيْح الملحِدين من الكافرين والمشركين وأهْل الابتداع؛ ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر: 14].


﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62].


أيها المسلمون، وأمَّا الأصل الثاني من تلك الأصول العظام، فهو معرفة دين الإسلام، الذي شرَعَه الله وكَمَّله، وأتمَّ به النعمة ورَضِيه، وقال في حقِّ مَن أعْرَض عنه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85].


فإنَّ الواجب معرفة هذا الدين بالحجة والبرهان، والاستقامة عليه طَلبًا لرضا الدَّيَّان، وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشِّرْك، وهو ثلاث مراتب:
فالأولى: الإسلام: وهو الاستسلام لله وتوحيده، والانقياد له ظاهرًا بالأقوال والأعمال، وتَرْك الشِّرْك وخِصاله بكلِّ حال، وذلك بتحقيق الأركان الخمسة، وهي شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحَج البيت، على الوجْه الذي شَرَعها الله عليه، وتَرْك كل ما يضادُّ ذلك ويُنافيه.


أمَّا المرتبة الثانية: فهي الاستسلام لله والانقياد له، والإخلاص له باطنًا بالإيمان به، وملائكته، وكُتبه، ورُسله، واليوم الآخر، وبالقَدَر؛ خيرِه وشَرِّه، حُلوه ومُرِّه، إيمانًا يقتضي تصديق الأخبار، والإذعان للأحْكام؛ بامتثال المأمور، وتَرْك المحظور، والتسليم للمقدور، والتعلُّق بالله وتَرْك الالتفات إلى ما سواه في جميع الأمور؛ إنابة لله ومَحبَّة له، ورجاءً له وخوفًا منه، وتعظيمًا له وإجلالاً وخشوعًا، وخشية ورَغْبة ورَهْبة.



وأمَّا المرتبة الثالثة: فهي الإحسان، وذلك بالاجتهاد في إيقاع العبادة على أكمل الوجوه وأحسن الأحوال، فتعبد الله كأنَّك تراه، فإنْ لم تكنْ تراه، فإنه يراك، بأن تعبدَ الله كأنَّك تشاهده، فإنْ قصرتَ عن ذلك، فاعلم أنه يراقبك؛ يسمع أقوالك، ويَرى أعمالك، ويَعلم حالك؛ فكنْ من المحسنين؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128].


أيها المؤمنون،وأمَّا الأصل الثالث، وهو معرفة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو الإيمان بأنَّه نبيُّ الله حقًّا، ورسوله صِدقًا، وخاتم النبيين، ورسول الله إلى الثَّقَلين إلى يوم الدين، وتحقيق ذلك بأنْ يُطاع فيما أمَرَ، ويُصَدَّق فيما أخْبَر، ويُجْتَنب ما نَهَى عنه وزَجَر، وألاَّ يُعبَدَ الله إلا بما شَرَع، فمَن نقَصَ من ذلك أو زادَ عليه فقد جَفَا وابتدع.


فيا أيُّها المغتبطون ببعثة نبيِّكم محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الراجون أنْ تُحشروا تحت لوائه، وأن تسعدوا بشفاعته، وأنْ تدخلوا الجنة في زُمرته، اثبتوا في هذه الدنيا على مِلَّته، واستمسكوا بسُنَّته، واهتدوا بهداه، واحذروا مِن تلبيس مَن أعْرض عن السُّنة واتَّبع هواه.


أيها المؤمنون، فهذه الأصول: هي تحقيق مدلول الشهادتين والاستقامة على دين ربِّ العالمين، فمَن حقَّقها عِلمًا وعملاً واعتقادًا، فقد ذَاقَ حلاوة الإيمان، وثَبَّته الله في قَبره حين يَسأله الملكان، وغَفَر له ذنبه ووجَبتْ له الجنة دار التكريم والرضوان؛ ففي الصحيح عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ذاقَ طعمَ الإيمان مَن رَضِي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولاً)).


وفيه أيضًا عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه، وَجَد حلاوة الإيمان: أنْ يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأنْ يُحِبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأنْ يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقَذَه الله منه، كما يكره أن يُقذَف في النار)).


وفي الصحيح أيضًا: ((مَن قال حين يسمع المؤذِّن: أشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، رَضِيتُ بالله ربًّا، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا، غُفِر له ذنبه)).


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم: 24 - 27].


بارَك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الْهُدى والبيان.


أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه يحب التوَّابين وهو الغفور الرحيم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.79 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]