مناهج الموهوبين

[ابوالوليد المسلم]

مناهج الموهوبين


أحمد بن عبدالله آل عمر




الموْهوب: فردٌ لديْه من التميُّز والخصائص الانفعاليَّة والاجتِماعيَّة، والعلميَّة والقياديَّة، ما يجعله ذا خصوصيَّة في عمليَّة تقديم وإعداد المناهج الخاصَّة بتعليمه؛ مِمَّا يَجعلُنا نحقِّق مبدأ الخصوصيَّة في تقْديم الخدْمة كما ينبغي أن تكون، وَفْقَ متطلَّبات وحاجات العميل الخاصَّة (الجودة)، حيثُ تكون استِجابة وتفاعُل الموْهوب أكثر من أن نقدِّم له برامج عادية لا ترتقي لمستوى دافعيَّته أو تحصيله، أو أسلوبه في التَّعامُل مع المشكلات، أو حتَّى تقصِّي الحقائق والمعلومات.

يفترض أن يكون منهج الموْهوبين (Gifted Curriculum) معدًّا لتلْبية احتِياجات وتَحقيق أهْداف، وتتبُّع خطوات واستِخْدام وسائل وإجراءات، وتطبيق أساليب ومهارات؛ للوصول إلى التَّطلُّعات والغايات.

يَسير منهج الموْهوبين وَفْق آليَّة علميَّة؛ وذلك لحساسية التَّعامُل مع الموْهوبين، فنجِد تصْميم المنهج يتَّخذ خطوات محدَّدة وفق إستراتيجيَّات حديثة، وقوالب معتَمَدة؛ لضمان تنفيذ محتواه كما خطِّط له وأُعدَّ من أجله.

يشترك في تصميم المنهج كلٌّ من الخبير التَّربوي والأكاديمي والنَّفسي والمخطّط الإستراتيجي، والباحث المتمرّس في علم المناهج وعلْم الموهبة، وكذلك يمكن تضْمين بعض الموهوبين لكونِه المستفيدَ، وأوْلِياء الأمور المهتمِّين بمجال تطْوير قدرات أبنائِهم الخاصَّة، والذين أبْدَوا اهتمامًا بذلك.

وبهذا الفريقِ يُمكِننا الوثوق بوضْع منهجٍ خاصٍّ، يَمتلك رؤيةً واضِحة، ويهْدف إلى رعاية واستِكْشاف قدرات ظاهرة أو غير ظاهرة بعض الأحيان، ولعلَّ ذكر ما سبق من المشْتركين إلزاميّ لعمليَّة تصْميم مناهج الموهوبين، ولكن لمحاولة تضافُر الجهود المتخصِّصة لتحقيق المصلحة العامَّة.


بعد تصْميم المناهج يأْتي دور التَّدريب عليها، فلا يمكن أن نرجو تحقيق الفائدة الكبيرة دون توضيح الهدف والتَّدريب للمعلِّمين المطبِّقين لها، ويَجب التَّدريب قبل التَّطبيق وأثناءَ العمل، وتطبيق التَّدريب الفتري بهدف الرُّقِيّ بِمستوى المعلِّمين لضمان جوْدة العمل، وتبعًا لاحتِياجات مراحل تنفيذ البرنامج، ولتطبيق ما يتوصَّل إليه في عمليَّة تقْويم وتقْييم البرنامج أثناء وبعد التَّنفيذ.

لعلَّ من فنّيَّات مناهج الموْهوبين المرونة في عمليَّة تقْديم ودمج المهارات التي يَحتاجُها الموهوب من مُحتوى علمي ومهاري وإرشادي وبحْثي وتقني، وتشمل المرونة آليَّة التَّعديل والإضافة والخدمة وفْق معطيات البِرنامج، ووفْق احتِياجات الموهوب بهدف تَحقيق تقْديم الرِّعاية الشَّاملة، وكون المنهج قالبًا لاحتواء المهارات التي نحتاج تقديمها؛ فلعلَّ مما يسهِّل الإضافة والتَّعديل كون القالب مهيَّأ لذلِك وفق إطار علْمي موحَّد.