فمن رغب عن سنتي فليس مني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موقعة فارنا حزب الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الجهر بالدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 934 )           »          (بيعة العقبة الأولى) قراءة دعوية لبنود البيعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 357 )           »          أقنعة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بغضي لأهلي أوقعني في الإباحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          سنوات سبع عجاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أعراض اكتئاب أم احتراق وظيفي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مرض الفصام وتضييع الفرائض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حياتي ممزقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2019, 01:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,710
الدولة : Egypt
افتراضي فمن رغب عن سنتي فليس مني

فمن رغب عن سنتي فليس مني
د. زكريا شعبان الكبيسي








عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))[1].



وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيَّ جَعَلْتُ لَا أَنْحَاشُ لَهَا، مِمَّا بِي مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْعِبَادَةِ، مِنَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ، فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى كَنَّتِهِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟ قَالَتْ: خَيْرَ الرِّجَالِ أَوْ كَخَيْرِ الْبُعُولَةِ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا، وَلَمْ يَعْرِفْ لَنَا فِرَاشًا، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَعَذَمَنِي، وَعَضَّنِي بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: أَنْكَحْتُكَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ، فَعَضَلْتَهَا، وَفَعَلْتَ، وَفَعَلْتَ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَانِي، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: ((أَتَصُومُ النَّهَارَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَمَسُّ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))[2].



بيان غريب الحديث:

((رغب)): الرَّغبة في الشيء: إيثاره، والميل إليه، والرغبة عنه: تركه، والصدوف عنه.



((فَلَيْسَ مِنِّي)): أي ليس ممن اهتدى بهديي واتبع سنتي، فهي براءة من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لصنيعهم، وكثيرًا ما يستعملها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في المخالفات الشرعية التي تخالف هديه وسنته، وفي ذلك تحذير وتهديد ووعيد لمن يصنع ذلك مصرًّا عليه.



أهم ما يستفاد من الحديثين:

النَّاظر في الحديث الأول يجد أنَّ هؤلاء النَّفر الثلاثة قصدوا من صنيعهم في ترك الزواج وصوم الدَّهر وقيام الليل كله زيادةَ التَّعبد، وكذا حديث عبدالله بن عمرٍ رضي الله عنهما، فلامَهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وسمَّى صنيعهم هذا رغبة عن سنته، على الرغم أنَّهم قصدوا الزيادة في العبادة، فكيف بمن يردُّ سنته كلَّها مقتصرًا بزعمه على القرآن فقط؟! لذا نقول:

لا شكَّ أنَّ المعرض عن صحيح السنة يعدُّ راغبًا عن هديِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذْ كيف يصل إلى هدي رسول الله بغير السنة التي اجتهد المحدثون في نقلها ضاربين لنا أروع الأمثلة في ذلك، حتى قال المستشرق مرجيليوث: (ليفتخر المسلمون بعلم حديثهم ما شاؤوا).



فيها دلالة قاطعة الدلالة على حجية السنة النبوية، فلو لم تكن حجة، لَما شدَّد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في نكيره على هؤلاء الرهط.









[1] أخرجه: البخاري (5063)، واللفظ له، ومسلم (1401). قَالَ الحافظ ابن رجب في فتح الباري 1 /89: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يأمر أصحابه بما يطيقون من الأعمال، وكانوا لشدَّة حرصهم على الطاعات، يريدون الاجتهاد في العمل، فربَّما اعتذروا عن أمر النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم بالرفق، واستعماله له في نفسه؛ أنَّه غير محتاج إلى العمل؛ بضمان المغفرة له، وهم غير مضمون لهم المغفرة، فهم يحتاجون إلى الاجتهاد ما لا يحتاج هو إلى ذلك، فكان صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يغضب من ذلك، ويخبرهم أنَّه أتقاهم وأعلمهم به، فكونه أتقاهم لله، يتضمن شدَّة اجتهاده في خصال التقوى، وهو العمل، وكونه أعلمهم به، يتضمن أنَّ علمه بالله أفضل من علمهم بالله، وإنَّما زاد علمه بالله لمعنيين: أحدهما: زيادة معرفته بتفاصيل أسمائه وصفاته، وأفعاله وأحكامه، وعظمته وكبريائه، وما يستحقه من الجلال والإكرام والإعظام، والثاني: أنَّ علمه بالله مستند إلى عين اليقين، فإنَّه رآه إمَّا بعين بصره، أو بعين بصيرته، كما قَالَ ابن مسعود وابن عباس وغيرهما: رآه بفؤاده مرتين، وعلمهم به مستند إلى علم يقين، وبين المرتين تباين، ولهذا سأل إبراهيم عليه السلام ربَّه أنْ يرقيه من مرتبة علم اليقين إلى مرتبة عين اليقين بالنسبة إلى رؤية إحياء الموتى).





[2] أخرجه: أحمد (6477)، واللفظ له، وأصله في البخاري (1975)، ومسلم (1159).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]