المسلمون في فرنسا وشعور الاغتراب

[almsri_2]

المسلمون في فرنسا وشعور الاغتراب

</FONT>

أبرزت أعمال الشغب التي قام بها شباب في ضاحية باريسية السخط الذي يعتمل في نفوس قطاعات من المهاجرين في فرنسا·
>أنرى آستيه< من موقع >بي· بي· سي< يستكشف إحساس الاغتراب الذي يشعر به الكثير من المسلمين الفرنسيين·
حينما كان >نادر دندون< في صباه خلال الثمانينيات، كانت بلدة >ليل سان دوني<، شمال باريس، مسقط رأسه مكانا مختلطا·
يقول >دندون<: >33 عاماً< وهو كاتب وشخصية معروفة في الحي >كنا كلنا فقراء، ولكن كان هناك فرنسيون، وأوروبيون شرقيون، فضلاً عن سود وعرب< ولكن بعد عقدين من الزمان تغير لون المكان·
يتحدث >دندون< عن صور الصف الدراسي فيقول كان أكثر من نصف التلاميذ من البيض، أما صور اليوم فلا تجد فيها إلا تلميذا واحدا أو اثنين من البيض·
وتعتبر مدينة >ليل سان دوني< بين >الضواحي< التي تحيط بالمدن الفرنسية حيت تم إسكان المهاجرين الذين هم غالباً قادمون من مستعمرات فرنسا السابقة في شمال أفريقيا- منذ الستينيات·
وتعاني تلك المناطق من مدارس لا تقدم خدمات تعليمية جيدة، فضلا عن بطالة متوطنة، ويصعب على من فيها النفاذ إلى العالم الخارجي·
ومازال أبنا ء المهاجرين وأحفادهم واقعين في تلك الدائرة حيث أصبحوا يشكلون مجتمعنا دون المجتمع ويعرف نفسه بالأساس على أساس الدين·
قبل عشر سنوات كان ينظر إلى هؤلاء الشباب على أنهم >عرب فرنسيون<·
والآن يشار إلى أغلبيتهم أنهم >مسلمون<·

< قلق
وليست فرنسا البلد الوحيد الذي توجد فيه جيوب عرقية ودينية، وهذا الأمر يتسبب في قلق خاص في فرنسا، لثلاثة أسباب:
أولاً: ليس من المفترض أن توجد تلك الجيوب في أمة تنظر إلى نفسها على أنها وحدة واحدة لا تتجزأ، وقادرة على استيعاب جميع مكوناتها على تنوعها·
فالفرنسيون يتعلمون منذ الصغر أن النزاعات الانفصالية إنما هي مشكلة يعاني منها النموذج الأنغلوساكسوني متعدد الثقافات·
والحكومة تحظر القيام بإحصاءات رسمية على أساس العرق أو الدين، ونتيجة لذلك لا أحد يعرف على وجه التحديد، كم هو عدد المسلمين الذين يعيشون في فرنسا؟، وربما كان خمسة ملايين مسلم على الأقل هو التقدير الأقرب إلى الصواب·
ثانيا: إأن الجيوب المنفصلة، أو >الغيتوهات< إنما تهدد ركيزة أخرى أساسية في الهوية الفرنسية، ألا وهي العلمانية·
فبينما تحتفل البلاد بمئوية فصل الكنيسة عن الدولة، أصبح ينظر إلى الإسلام على أنه التحدي الأضخم الذي صار يواجه النموذج العلماني للبلاد على مدار المئة عام الماضية·
ثالثا: تصاعد مد التشدد الإسلامي عالميا يثير الخوف في بلد فيه أكبر عدد من المسلمين في أوروبا·
وتعلم الشرطة الفرنسية تماما أن هناك الكثيرين الذين هم على استعداد لخوض أنشطة جهادية في هذا البلد·
ومدى إبراز الإسلام الفرنسي لذاته في البلاد ينظر إليه على أنه تهديد، ليس فقط لقيم الجمهورية الفرنسية، بل لأمن الدولة نفسها·

< نظرة مختلفة
فهل هذا الانزعاج لديه ما يبرره؟ رغم أن بعض الجماعات تدعو إلى الانفصال الثقافي للمسلمين عن بقية المجتمع، إلا أنها لا تتحدث بلسان الكثيرين بل هناك ما يبعث عن التفاؤل في تلك الضواحي·
فتوجه >نور الدين سكيكر<، وهو عامل شاب يقطن قرب باريس، إذ يقول >أشعر أنني فرنسي بالكامل، وسأفعل كل شيء من أجل هذا البلد، الذي هو بلدي<·
وأصول >سكيكر <المغربية تعني الكثير بالنسبة له، ولكن شأنه شأن الكثير من الشباب الذين يقطنون الضواحي، فهو لايرى تناقضا بين كونه فرنسيا وبين أصوله الأجنبية·
غير أن المشكلة الرئيسة هي أن الكثير من الفرنسيين يرون تناقضا، حسبما يقول الكاتب >نادر دندون<·
ويعلل ذلك قائلا >كيف يمكن أن أشعر بأنني فرنسي حينما يصفني الناس دائما بأنني فرنسي من أصل جزائري؟ لقد ولدت هنا، أنا فرنسي فمتى يكف الناس عن ذكر أصلي؟<·
والأمر المهم أن الضواحي مليئة بالذين يرغبون في الاندماج في المجتمع الأوسع·
ويقول >دندون< لا أعرف شاباً واحداً في المجمع السكني لايريد الرحيل<·
وباختصار فإن >الغيتوهات< المسلمة في فرنسا: ليست مرتعا للانفصالية، ولا هي تمثل تحديا واضحا للعلمانية وإنما هي العقيدة التي تقول جميع المجموعات الإسلامية في فرنسا إنها تدعمها·
ويقول >الحاج تامي بريز<: رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا >ليس للدين مشكلة مع العلمانية<·
ويقول: إنه بإرساء حيادية الدولة تجاه الأمور الدينية، فإن تلك العقيدة تسمح لجميع الأديان بالازدهار·
ويقول >عز الدين جاسي< الذي يرأس المجلس الإسلامي الإقليمي في >ليون<: إن الإسلام تكيف مع جميع القوانين المحلية - بدءاً من الأندونسيين مروراً بالسنغاليين وصولاً إلى الفرنسيين·
وليست هذه هي وجهة نظر الزعماء فقط، فقد أشار استطلاع للرأي في العام 2004 م إلى أن 68 في المئة من الفرنسيين يعتبرون الفصل بين الدين والدولة رمزا >مهما< ويشعر 93 في المئة< منهم أن قيم الجمهورية على القدر عينه من الأهمية·

< شكوك
ويتفق المراقبون جميعاً على أن الفكر الجهادي يشكل فعلاً تهديداً مباشراً للبلاد·
وكون أن المتشددين >في فرنسا كما هو الحال في بقية الأماكن< يتحدثون بلسان أقلية ضئيلة من المسلمين، لا يجعل من التهديد أقل حدة·
ولكن كما يقول الخبير في شؤون الإسلام >أوليفييه روي<: إن منفذي التفجيرات لا ينبغي أن ينظر إليهم على أنهم طليعة المسلمين، ويشير إلى أن الجهاديين في كل مكان يتمردون ضد الغرب كما يتمردون ضد مجتمعاتهم أنفسها·
وتشعر الأغلبية العظمى من المسلمين بالاستياء من وجود المتطرفين بينهم، وإن كان كثيرون في فرنسا لا يدركون ذلك·
ويقول >يزيد صابغ< وهو رجل صناعة وكاتب: إن الفرنسيين لديهم >مشكلة حقيقية< مع العرب والإسلام ويساوون بين الاثنين والتطرف·
والأمر الأكثر خطراً في الانفصال بين الفرنسيين المسلمين وبقية المجتمع هو أن العزلة ذاتها تولد الشكوك في عقول الجانبين·
ويقول >رشيد حمودي< مدير مسجد مدينة >ليل< في شمال فرنسا: >لابد أن نقول للشباب إن فرنسا تريد إبقاءهم في أوضاع متدنية<، ويضيف >يجب أن نضمن أن المجتمع (الإسلامي) يثق في بلده، والعكس بالعكس ·· إذا عرفتني ستثق بي، وإذا عرفتك فسأثق بك<·


< مفكر فرنسي: لم يعد مقبولاً دوس كرامة المسلمين
أكد مفكر ونجم تلفاز فرنسي بارز أنه أصبح من الضروري على الغرب الآن أكثر من أي وقت مضى تجاوز عقدة الإسلام والمسلمين وإظهار احترام أكبر لمعتنقي هذه الديانة في أوروبا لضمان التعايش السلمي بين الجميع·
وقال المفكر الفرنسي >ايف لوكوك<: >لم يعد مقبولا أن يتم دوس كرامة الآخرين وعدم احترام ديانتهم وبخاصة الديانة الإسلامية التي أضحت هدفاً لهجوم من الغرب بلا هوداة·
وأضاف >لوكوك< وهو وجه وصوت تلفازي معروف في فرنسا من خلال برنامج >هزلي سياسي< اشتهر بتقليد أصوات وحركات أبرز الشخصيات الفرنسية ومنها الرئيس >جاك شيراك< أن ما يحدث من شغب في ضواحي العاصمة باريس طبيعي نظراً إلى عوامل عدة أدت إلى غضب المسلمين·
واعتبر >لوكوك< الذي اشتهر بجرأة النقد في برنامجه >أعمال الشغب التي تستمر في الضواحي الباريسية أمر غير مقبول، لكن يبدوا أن تراكم الإحساس بالتهميش والاحتقار وعدم احترام خصوصية المسلمين هو الذي جعل الأمر يصل إلى هذا الحد من الغضب<·
وانتقد النجم التلفازي أداء الحكومة الفرنسية في إدارة هذه الأزمة قائلاً: >من الأفضل معالجة المسألة بالاستماع إلى الجالية المسلمة وتوافر مقومات العيش الجيد لها وبخاصة توافر مزيد من فرص العمل عوضا عن الاتجاه الفوضوي إلى القوة مباشرة لردع هذه الفئة التي تشعر بالتهميش اجتماعيا واقتصاديا ودينيا·
ولم ينس >لوكوك< أن ينتقد بطريقته الساخرة الرئيس الفرنسي واصفاً صمته حتى اليوم العاشر من اندلاع أعمال الشغب بأنه دليل على عدم اهتمام >شيراك< بالأمر وانشغاله بعطلته·
واستغرب ربط هذه الاعمال بجماعات إسلامية منظمة مثلما أشارت بعض التقارير الصحافية الغربية معتبراً أن >أي حادث مهما كانت سذاجته أو بساطته في فرنسا أو أوروبا من الآن فصاعدا سيتم تحميل المسؤولية فيه للإسلام والمسلمين، وهذا أمر مخجل ويجب ألايتواصل حتى تستأنف العلاقات بشكل جيد مع المسلمين<·
< الإسلام ثاني أكبر ديانة في فرنسا
أفادت آخر الإحصاءات أن عدد المسلمين في فرنسا قد تجاوز خمسة ملايين مسلم ويتوزعون على الشكل التالي:
35 % من أصل جزائري
25 % من أصل مغربي
10% من أصل تونسي
30 % أصولهم من جنسيات مختلفة·
والأغلبية العظمى منهم يتركزون في الضواحي الفقيرة للمدن باريس وليون، وليل ومرسيليا·





<A href="http://alwaei.com/topics/current/index.php?catid=&issue=483" < a>التصنيف الرئيسيقضايا دولية</FONT>

بقلم الكاتب: عبد المنعم أحمد</FONT>

[نورا*]

لاحول ولا قوة الا بالله
***بارك الله فيك***

[فتاة الاسلام]

جزااك الله خيراا اخي الكريم ..

[سها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هدا الخبر
اللهم انصر المسلمين

[الأفق]

جزاك الله خير على هذا الموضوع المهم اخي الكريم

ان الله دائما مع المسلمين ينصرهم بإذنه تعالى ويثبت اقدامهم

بارك الله فيك على هذه الخبر

[ريحانة دار الشفاء]

:salam:
مشكور اخى على هذا الخبر المفرح
اللهم زد اعداد المسلمين فى كل مكان فى الارض