كي لا تموت قضيتنا ولا ننسى ..حمزة بكور نصف وجه الثبات ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334040 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-03-2012, 04:25 PM
الصورة الرمزية شروق الاجزجي
شروق الاجزجي شروق الاجزجي غير متصل
مراقبة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 3,912
الدولة : Egypt
افتراضي كي لا تموت قضيتنا ولا ننسى ..حمزة بكور نصف وجه الثبات !

في يوم تكالبت فيه قوات الأسد بعد جلسة الأمن فاشلة بفعل الفيتو المزدوج من المجرمين الروسي والصيني، اقتحمت قذائف العهر الأسدي بابا عمرو ، فنسفت أجمل ما في الغرفة ، اللوحة ذات المنظر الهادئ وإناء الزهور ووجه الطفل حمزة...
قبل لحظات كان يصرخ ويكبر الله أكبر ، كان ينادي أمه أن تحميه ، قبل أيام كان يردد أناشيد المدرسة، أما الآن فهو طفل بنصف وجه...
واختلطت القذائف مع الصواريخ مع الرصاص، فطيرت رصاصة متفجرة فكه السفلي وأبقته بلا لسان وبلا ابتسامة، مجرد رقبة معلق بها نصف رأس وعينان مندهشتان لا تصدقان أن نصف فك قادر على الكلام دونما نطق أي حرف... نصف وجه قادر على التعبير عن الألم دونما صراخ أو أنين، عينان بلا ابتسامة أو شفاه قادرتان على وصف القهر والظلم...
وتم نقل الطفل حمزة إلى غرفة انقلبت مشفى ميدانياً وسمت بحيرة أنها ملاذ وفيها يكمن الشفاء، وأمام نصف قمر ممزق، انهارت عزيمة الطبيب رغم تماسك قامته ونبرة صوته الغاضبة، وحدها الأحلام كانت تنفع، فقد حلموا جميعاً بأخذ حمزة إلى مشفى غربي فيجروا له عملية ترميم وجه، زراعة فك، أي شيء يعيد البسمة إلى روحه وعيناه المندهشتين... يخطر ببال الطبيب متمنياً لو أنها رصاصة عادية، لكان استخرجها بملقط ثم قطب الجرح وضمده، كان سيتعافى وسيغني مع الوقت أناشيد الحرية، أي مجرم يطلق رصاصاً متفجراً نحو شعب مدني غير مسلح؟ رصاصاً متفجراً إن اخترق الذراع قطعها... ثم يسأل الله مباشرة: هل اسرائيل أرحم من سلطة الأخ على أخيه عندما يستخدمون رصاصاً مطاطياً؟ ثم يتمتم بغضب: النية ليست الردع أو القتل ، النية ليس الإجرام ، النية هي التشفي والتلذذ بقهر الشعب تحت حذاء رئيس السلطة....
أما حمزة فظل يتلفت في المكان عله يجد من يخبره حقيقة ما جرى له، يريد أن يشرب ولكن كيف؟ يريد أن يزفر الهواء متأوهاً ولكن كيف؟ يريد أن يبكي ، وحده البكاء كان متاحاً له في هذه الحظة ولكن مشاعره اختلطت عليه بأثر هول الصدمة، فيخاطبه الطبيب مترحماً "لا تعيط" ، فيبكي على أثر ذلك كل من كان حاضراً إلا حمزة، فحتى البكاء حرم منه، وربما كانت دماءه المسكوبة على صدره وكنزته هو وسيلته الأخيرة في التعبير عن الحزن والألم...
وفي داخل الغرفة، تجرأ أحد الناشطين أن يكسر خجله أمام رجولة الطفل فقام بتصوير وجهه وبثه إلى العالم ليشهدوا فجيعة هذا الطفل ، وفجيعة كل من يقف معه دون حيل أو قدرة على المواساة... أما من شاهد مقطعه المصور فأول خاطرة بنطقها هي أمنية أن يريحه الموت سريعاً ويريح معه ضمائر كل من التزم الصمت خياراً للنجاة وعذراً لتغطية العجز والجبن... جلس حمزة قبالة الكاميرا وعيناه تحكيان قصة سوريا التي اغتصبها آل الأسد وأعوانه من المرتزقة الذين أمسكوا اقتصاد البلاد ومفاصل جيشه وأمنه...
عينا حمزة تخاطبا العالم: انظروا إلى لساني المتدل على صدري وإلى حلقي المهدم وإلى حلقي المغتصب، انظروا إلى وجهي الممزق فهو يختصر قصة سوريا المسلوبة من قبل تلك العصابة التي سرقت من جيوب السوريين بقدر ما بقي ما فقدت لحماً وعظماً من رقبتي حتى أنفي... عيناه تقولان بحرقة: سرقوا ابتسامتي ولساني وأسناني، سرقوا اللقمة والهواء، سرقوا وجنتي اليمنى واليسرى، كيف ستلامس شفاه أمي وجهي لتطبع لي قبلة محبة أو رضا؟ ماذا ضل من سوريا ليغتصبوه؟ عيناي بلا دمع؟ جبهتي مكسورة الخاطر؟ لن تركع جبهتي إلا لله...ثم تسأل عيناه بحرقة: هل سوف أنمو وأكبر ويبرز في وجهي شاربان ولحية؟ وكلما حاول أن يسأل بعينه بكى كل من حوله من الرجال وهم حقيقة لا يقدرون معه غير البكاء، فمصيبة حمزة ليست وجهه فقط، بل عجز الأمم المتحدة بأسرها على نصرة شعب تخترقه رصاصة دونما ضجيج عالمي يخرس صوت السلطة الغاصبة.
في صباح اليوم التالي انطفأت شمعة الطفل لتحل الرحمة والسكينة على نصف وجهه السليم الذي بقي شريداً ووحيداً فوق حافة جرح بدا وكأنه جرف عميق وواسع يرمز إلى حرية لن تأتي بأيادي مغلولة داخل جيوب الخجل والضعف...

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.75 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]