|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() عندما تصبح الوطنية عبادة! لم تكن الوطنية تمثل يوما للمسلمين هاجسا أو تصورا، أو حتى شعورا يحرك الواحد منهم تجاه الأشياء والحوادث والأشخاص تحريكا متميزا. بل إن العرب أنفسهم، وقبل ظهور الإسلام؛ لم يكن للوطنية مفهوم عندهم، ولم تكن تتجاذبهم من العنصريات إلا الرابطة العرقية أو القبلية، وما ينتج عنها من التفاخر والتناصر فيما بينهم. أما الوطن والأرض والتراب؛ فلم يكن يمثل لهم إلا السكنى والمال المرتبط بالأرض والأهل والولد، ولا غضاضة لدى الواحد فيهم أن يرحل من أرضه طالبا الرعي والزرع وغير ذلك من بسائط مقومات الحياة عندهم، تاركا أرضه بكل سهولة ويسر. ولولا الترحال والتنقل بين الشعوب قاطبة لما وجدت الحضارات والدول القديمة. كما أنه لم يرد في الإسلام - لا في نصوص القرآن الكريم، ولا في نصوص السنة الشريفة، ولا حتى في آثار الصحابة والصالحين - ما يدل على مفهوم الوطنية والوطن. وبالمناسبة؛ فحديث: (حب الوطن من الإيمان)، ليس بحديث، ولم يرد في كتب الحديث. والفقهاء عندما بحثوا الأرض وارتباط الإنسان بها، قالوا عنها؛ "الدار". والدار ليست الوطن، بل هي الأرض بما عليها من بشر وأحكام، واستندوا في ذلك لحديث سليمان بن بريدة الذي بين فيه الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام؛ أن من يدخل من الأعراب في الإسلام عليه أن يتحول إلى دار المهاجرين، ليكون له ما لهم من الإنصاف، وعليه ما عليهم من الإنتصاف. والدار؛ عندما بحثها الفقهاء اشترطوا لكونها "دار إسلام" أن تحكم بالإسلام، وأن يكون أمانها بأمان المسلمين، ومن رضي أن يسكن هذه الدار ويصبح من رعاياها؛ يكون من أهلها، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو موطنه الأصلي، فتجد غير المسلم في دار الإسلام؛ يتمتع بما لا يتمتع به المسلم خارج دار الإسلام. أما اليوم؛ فقد حرص الغرب الكافر وبمعونة عملاءه - حكام المسلمين - على زرع الناحية الوطنية، وحب الوطن والتضحية في سبيله، وجعلها رابطة بين أبناء الوطن الواحد، تميزهم عن غيرهم من المسلمين. وما ذلك كله إلا زيادة في تفرقة المسلمين، ووضع العراقيل والمصاعب في وجه وحدتهم إذا ما تطلعوا لها وعملوا لها، بل إنهم لم يكتفوا بذلك، بل أثاروا في الناس كل ما يزيد بعدهم عن الإسلام ويحول دون وحدتهم مع إخوانهم المسلمين. فبثوا في مصر؛ "الفرعونية"، وفي تركيا؛ "الطورانية"، وفي الشام؛ "الفينيقية"، وفي العراق؛ "الآشورية"، وآخرها في جزيرة العرب؛ "الخليجية"، حتى صدقت الشعوب فعلا أنها "فرعونية" و "طورانية" و "فينيقية" و "آشورية" و "خليجية"، فتوحدت على هذه السخافات، ونظرت إلى غيرها من الشعوب بفوقية وتعالي. لقد جاء الإسلام للبشر عامة لينقذهم من براثن العبودية لغير الله، وذلة البشر والجور والجهل إلى عزة العبودية لله تعالى، والعيش وفق طريقة الإسلام، فنظم حياتهم - مسلمين وغير مسلمين - دون النظر إلى أصولهم وألوانهم وأوطانهم، وجعل الأفضلية بينهم التقوى، {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. فلندع عنا التفاخر بالأوطان والأنساب، ولنتفاخر بعبوديتنا لله تعالى وحده، ولنعمل سويا لإقامة دولة الإسلام التي توحد الناس تحت رايتها، فترعى شئونهم بالإسلام، وتنقذهم من الدنيا إلى الآخرة بسلام. وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني هذا والله اعلم
__________________
![]() مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
#2
|
||||
|
||||
![]() " الوطن " الحقيقي في مفهوم " الهوية الإسلامية " هو ( الجنة ) حيث كان أبونا آدم في الإبتداء , ونحن في الدنيا منفيون عن هذا الوطن , ساعون في العودة إليه , و"المنهج الإسلامي" هو الخريطة التي ترسم لنا طريق العودة إلى الوطن الأم , كما أعرب عن ذلك الإمام المحقق ابن القيم بقوله : فحي على جنات عدن فإنها *** منازلِنا الأولى وفيها المخيم ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلمُ ؟
__________________
![]() مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |