لو يعلم الآباء..!! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 635 )           »          كتاب "حياة ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مقال في عدم جواز تولية المرأة القضاء مع الرد على المخالفين إجماع علماء المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شياطين الإنس .. أخطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4443 - عددالزوار : 874811 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3975 - عددالزوار : 406466 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 8386 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 7331 )           »          مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 2758 )           »          المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 699 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2024, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,060
الدولة : Egypt
افتراضي لو يعلم الآباء..!!

لو يعلم الآباء..!!


لو يعلم الآباء النظرة التي ينظر بها الأبناء إليهم، لكان لهم شأن آخر في علاقتهم بهؤلاء الأبناء الذين لا يجد معظمهم من الآباء الرعاية الكافية ولا الاهتمام المطلوب.
لا أظن أن هناك أحداً يؤثر على أحد إيجاباً أو سلباً مثل تأثير الأب على ابنه إن استغل هذا التأثير استغلالاً أمثل؛ فالابن عادة ما ينظر إلى أبيه باعتباره القدوة المثلى، بل قد ينظر كثير من الأبناء – ولاسيما في مرحلة الطفولة – إلى آبائهم باعتبارهم عظماء أو عباقرة، ومهما بلغ الابن من العلم والمعرفة يشعر بنقصه أمام والده الذي كان سبباً في وجوده في هذه الحياة، والمربي الأول له. ولعل هذا التأثير الكبير هو الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» (رواه البخاري، برقم 1385)، فإذا كان الأب يستطيع توجيه الابن إلى اعتناق دين معين، فمن باب أولى أن يستطيع توجيهه إلى ما هو دون الدين بالطبع.
إن الآباء الذين ينشغلون عن أبنائهم، ويتركون تربيتهم للأم وحدها، أو للخادمة في البيت، والصديق في الشارع أو المدرسة أو الإنترنت، والمعلم في الروضة أو المدرسة، وغيرهم، إنما يتركون فراغاً لا يستطيع أحد سدَّه، مهما أوتي من مقدرة، وقد يترك بذلك ابنه أو ابنته فريسة لمعاول الهدم، وما أكثرها في مجتمعاتنا.
وتحضرني في هذا السياق قصة وصلتني إلى البريد الإلكتروني مفادها أن هناك تلميذاً كتب موضوعاً إنشائياً أبكى المعلمة، عنوانه (أريد أن أصبح تلفازاً)، وموجز هذه القصة أن هذا التلميذ يتمنى أن يصبح تلفازاً؛ لما وجد من اهتمام بهذا التلفاز من قِبَل أبويه؛ إذ يخصصان له الساعات الطوال، بينما لا يمنحانه من الوقت إلا الشيء اليسير، مما حدا به لأن يتمنى أن يصبح تلفازاً؛ حتى يحاط بالعناية والاهتمام اللذين وجدهما التلفاز!
كما اطلعت على كتاب اسمه: (أبي... اجلس معي ساعة) يذكر فيها كاتبه قصة طفل طلب من أبيه أن يجلس معه ساعة، فقال له الأب: لا وقت لدي أضيعه، إنني أكسب في الساعة الواحدة مائة جنيه. وبعد أيام طلب الطفل خمس جنيهات من الأب، فغضب أبوه وقال له: ألم أعطك خمس جنيهات صباح اليوم، لماذا تريد خمس جنيهات إضافية؟ فقال له الابن في سعادة: لقد تبقى لي مبلغ خمس جنيهات؛ حتى أكمل المائة جنيه فأعطيك إياها؛ لتجلس معي ساعة من زمنك!
وأذكر قصة قصيرة اسمها (أرجوك اسمعني) يجسد فيها البطل علاقته الباهتة بأبيه في صورة حسية، حيث تواجه غرفته غرفة والده، ويفاجأ كل يوم بأن والده يبني جداراً بين الغرفتين دون أن يوضح السبب، وبعد أيام وصل الجدار إلى السقف، فانفصلت الغرفتان تماماً، فأخذ يصرخ في خاتمة القصة ويقول منادياً والده: لا بدّ من تحطيم هذا الحائط يا أبي.. أرجوك اسمعني ولو مرة واحدة.. سأقول لك كلّ ما كنت أود قوله منذ سنوات عدة. نعم سأفعل ذلك.. فقط قم بتحطيمه أرجوك. ثم يقول في الخاتمة: ولكن يبدو أنه لم يسمعني، ولن يسمعني مادام الحائط قائماً.
حقيقة، إن كثيراً من الآباء يجعلون علاقتهم بأبنائهم علاقة شاحبة، لا تعدو علاقة الإنفاق على المأكل والمشرب والملبس، فلا تنفذ إلى الأعماق، ولا تسعى للتغيير والتأثير على الابن، خاصة في مرحلة الطفولة التي يكون فيها طيِّعاً سهل القياد، أكثر تعلقاً وإعجاباً بأبيه من بقية مراحل العمر، فيعطلون أدوارهم التي كان يمكن تفعيلها، لو وجهت التوجيه الصحيح. وللأسف قد يبحثون عن هذه الأدوار بعد فوات الأوان، حين يكبر أبناؤهم ويصبح من الصعب تغييرهم، كما قال القائل:
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل

وليس ينفع بعد الكبرة الأدبُ
إنَّ الغصـــــون إذا قوَّمــــــــــتها اعتدلت
ولايلين إذا قوَّمــــــــــــــته الخشـــــبُ
كثير من الآباء لا يؤثرون على أبنائهم؛ لأنهم يضعون حواجز غير مسوغة مع أبنائهم، تجعل العلاقة بينهم كعلاقة المدير بموظفيه أو الرئيس بمرؤوسيه، أو قد لا تكون هنالك علاقة تذكر؛ فقد يكون طابع هذه العلاقة الإرهاب والقهر، بحيث إذا حضر الأب كفَّ اللاعب، وسكت الناطق، وقد تكون علاقة ضعيفة لا تسودها رقابة ولا يتخللها تقييم أو تقويم، وفي كلا الحالتين (الإرهاب والتهاون) يكون التأثير سلبياً؛ فيحاول الأبناء البحث عن دور الأب المفقود في غيره ممن لا يؤمن جانبهم، وكثير من الأسر انفرط عقدها حين فقدت دور الأب، واتجهت نحو الانحراف الأخلاقي والفشل الاجتماعي.
إن الأب الحصيف هو الذي يستغل كل مرحلة من المراحل العمرية لأبنائه، فيعمد إلى التعامل معها بما تقتضيه، فمرحلة الطفولة تتطلب معاملة تختلف عن مرحلة المراهقة والشباب والرجولة، وهو الذي يعمد إلى إزالة الفجوات والحواجز الموجودة في العلاقة مع الأبناء بالدرجة التي تقتضيها كل مرحلة، من غير إفراط ولا تفريط، وكما يقولون: في مرحلة قد يكون الابن أميراً، وفي ثانية قد يكون أسيراً، وفي ثالثة قد يكون وزيراً.


اعداد: علي صالح طمبل




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.60 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]