ما ينبغي فعله مع من نزل به الموت (المحتضَر) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المعجزات العلمية في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          قيام الليل يرفعك إلى درجة القانتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المُحلل والمُحلل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حديث: إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تخريج حديث: هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ثلاث آيات قرآنية تبين بطلان حديث: (اعرضوا الحديث على القرآن فما وافق القرآن فاقبلوه، (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          علم الحديث: رواية ودراية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أحكام تتعلق بالهدي وبالذبح والنحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أفضل الأنساك: التمتع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2020, 09:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,229
الدولة : Egypt
افتراضي ما ينبغي فعله مع من نزل به الموت (المحتضَر)

ما ينبغي فعله مع من نزل به الموت (المحتضَر)

الشيخ عبدالله بن حمود الفريح
هل للموت ملَكْ مُوكَّل به؟
نعم للموت مَلَك موكَّل بقبض الروح من البدن، اسمه: ملك الموت - ولك أيها المبارك موعد معه لا يتقدَّم، ولا يتأخَّر -، قال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﴾ [السجدة:11]، وأمَّا ما اشتهر عند الناس بتسميته (عزرائيل) فغير صحيح وغير ثابت عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -.[1]

فـائدة:
(الموت) من حيث إيقاعه جاء مضافا في القرآن على ثلاثة أضرب:
الأول: مُضافا إلى: (ملك الموت) كما في الآية السابقة؛ لأنه هو الذي يتولَّى قبض الروح من البدن.

والثاني: مضافا إلى (الملائكة )، قال تعالى: ﴿ حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام:61]، وهنا أضيف إلى (الملائكة)؛ لأنهم أعوان لملَك الموت.

والثالث: مضافا إلى الله - عزَّ وجل - حيث قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر:42]، وأضيف إيقاعه إلى الله - تعالى -؛ لأنَّ الموت يكون بأمره سبحانه وتعالى.

يُسَنَّ تلقين الميت كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله).

ويدلّ على ذلك:
أ. حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ"[2]، وأيضا جاء عند مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.[3]

ب. وحديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "[4].

وقال القرطبي - رحمه الله -: "وفي أمره - صلى الله عليه وسلم - بتلقين الموتى ما يدل على تعيُّن الحضور عند المحتضر؛ لتذكيره، وإغماضه والقيام عليه، وذلك من حقوق المسلم على المسلمين"[5].

من طريف ما يُذكر أن أبا زُرْعَة - رحمه الله - المحدِّث الكبير من عمالقة أهل الحديث، لمَّا حضرته الوفاة أراد تلاميذه أن يلقنوه لا إله إلا الله، فاستحيوا منه؛ لأنه مُحدِّث أهل الأرض - ولا حياء في مثل هذا - فأرادوا يُذَكِّرُوه بسند الحديث وهو يفهمها، فهو يعرف بضاعته، فأغمي عليه فتلعثموا، واختلفوا في رجل في السند أهو شُعْبة، أو الأَعْمش سليمان بن مهران، فاستفاق وسمع اختلافهم في السند، فقال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ"[6]، وحدثنا فلان عن فلان عن معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ "[7] ثم مات، وهذا من علامات حُسْن الخاتمة - نسأل الله من فضله -.

وهل يأمره بذلك فيقول له قل: (لا إله إلا الله)؟
الأظهر - والله أعلم - أنَّ هذا يختلف باختلاف حال المحتضر.

فإن كان كافرا؛ فإنه يؤمر بها، فيقال له: قل (لا إله إلا الله ).

ويدلّ على ذلك: حديث المسيَّب بن حزن - رضي الله عنه -، أنَّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - لمَّا حضرت عمه أبا طالب الوفاة، أمره فقال له:" يَا عَمِّ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "[8]، ولأنه إن قالها نال فلاحا عظيما، وإلا فهو كافر في الأصل.

وإن كان مؤمنا قوي الإيمان يتحمَّل ما يؤمر به؛ فإنه يؤمر فيقال له: قل (لا إله إلا الله ).

ويدلّ على ذلك: حديث أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلا من الأنصار (وفي رواية من بني النجار) فقال: " يَا خَالُ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "[9].

وسبب قول النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - له: (يَا خَالُ)؛ لأن الرجل من بني النجار، وبنو النجار أخوال عبد المطلب جَدّ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -.

وإن كان مؤمنا ضعيف الإيمان لا يحتمل الأمر؛ فإنه لا يُؤمر بها، بل تُذكر عنده كلمة التوحيد؛ ليسمعها فيذكُرها.
والتعليل: لأنه في حال يحتاج معها إلى من يرفق به، فربما يتضجر حين يُؤمر بذلك؛ لعدم تحمّله، وربما تكلم بما لا يليق؛ لضيق حاله وشِدَّة كربه، فيُستحسن الرفق به؛ ليخرج من الدنيا على أحسن حال تناسبه.

هل تُكرِّر عليه كلمة التوحيد؟
الأظهر - والله أعلم - أنها لا تُكرَّر عليه بل يلقَّن مرَّة واحدة، إلا إذا لم يستجب، فيلقَّن مرَّة أخرى؛ لأن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين عرض على عَمَّه كلمة التوحيد، جاء في لفظ الحديث:" فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَعْرِضُـهَا عَلَيْهِ "[10].

ولا شكّ أنَّ حال المؤمن يختلف عن الكافر، وهو عمّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث السابق، ولكن تكرارها على المؤمن ليختم هذه الدنيا بكلمة التوحيد ليقولها فيرث الجَنَّة ذلك المبتغى العظيم، فإن لم يستجب استحب أهل العلم تكرارها ثالثة عليه؛ استدلالا بفعل النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه:" كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلَاثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَـا ثَـلَاثًا"[11].

ولكن ينبغي لمن يُكَرَّر عليه كلمة التوحيد أن يكررها برِفق ومداراة، فلئن كان الرِّفق لم يأتِ على شيء إلا زانه فإنه في هذا الموضع لآكد. - نسأل الله - تعالى - أن يجعل آخر كلامنا من الدنيا؛ لا إله إلا الله -.

هل من السُّنة قراءة سورة (يـس) عند المحتضِر؟
استدل من قال بالسُّنيَّة بحديث معقل بن يسار - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اقْرَؤوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ "[12]

ولكنه حديث ضعيف في سنده أبو عثمان وأبوه وهما مجهولان، وضعفه ابن القطان لاضطراب في سنده.[13].

ونقل الحافظ ابن حجر - رحمه الله - قول ابن العربي عن الدارقطني حيث قال: "هذا الحديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصحّ في الباب حديث"[14].

وبناء على ما سبق، لا يُسَنّ قراءة سورة يـس على المُحتضِر.


هل من السُّنة توجيه المُحتضِر إلى القِبلَة؟
استدل من قال بالسنيَّة بحديث عمير بن قتادة - رضي الله عنه -، أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال عن البيت الحرام: " قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا "[15]، وبحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا: "وَأَشْرَفُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ"[16]، وكِلا الحديثين ضعيف، قال شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله -: " وكِلا الحديثين ضعيف "[17].

قال ابن حزم - رحمه الله -: "ولم يأتِ نصٌّ بتوجيهه إلى القِبلَة" [18].

وقال الألباني - رحمه الله -: " توجيه المحتضِر للقِبلَة أنكره سعيد بن المُسيَّب؛ كما في المُحلى (5/174)، ومالك كما في المدخل (3/229-230)".

مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"

[1] انظر: الممتع (5/245).

[2] انظر: الممتع (5/245).

[3] رواه مسلم برقم (916).

[4] رواه مسلم برقم (917).

[5] رواه أبو داود برقم (3116)، والحاكم (1/503) وصححه، ووافقه الذهبي.

[6] انظر: المفهم (2/570).

[7] رواه مسلم برقم (916).

[8] رواه أبو داود برقم (3116)، والحاكم (1/503) وصححه، ووافقه الذهبي

[9] رواه أحمد برقم (12543)، وقال الألباني: صحيح على شرط مسلم.

[10] رواه البخاري برقم (1360)، رواه مسلم برقم (24).

[11] رواه البخاري برقم (94).

[12] رواه أحمد برقم (20301)، رواه أبو داود برقم (3121)، رواه ابن ماجة برقم (1522).

[13] انظر: بيان الوهم والإيهام (5/49)

[14] انظر: التلخيص ( 2/110).

[15] رواه أبو داود برقم (2875)

[16] رواه الطبراني - الأوسط - (1/255)، رواه الحاكم (4/300)، رواه البيهقي (7/272).

[17] انظر: الممتع ( 5/251).

[18] انظر: المحلى (5/174).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.19 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]