الطفلُ الأوّلُ وأغرارُ التربيةِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 605 - عددالزوار : 136180 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حين يمهد العطاء طريقه بالصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صحة الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الدعوة للإلحاد بين الخلل في التربية والقصور في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القراءة المتسارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سُنّة: إرشاد الضالّ في الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 38357 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2020, 01:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,405
الدولة : Egypt
افتراضي الطفلُ الأوّلُ وأغرارُ التربيةِ

الطفلُ الأوّلُ وأغرارُ التربيةِ
د. عبد المجيد البيانوني




للطفل الأوّل في جميع الأسر منزلة خاصّة ، ومكانة متميّزة ، وتبعاً لذلك فمن المفروض أن يتلقّى تربيةً متميّزة ، ولكنّ الواقع أنّه يتلقّى تربية ليست على المستوى المطلوب ، لأنّه يكون حقل تجارب الوالدين المبتدئين ، ومن ثمّ فإنّه يتلقّى تربية قاصرة ، تعاني من تشوّهات كثيرة ، فقد تجنح ذات اليمين ، فتكون مفرطةً في الشطط ، وترك حبل الطفل على الغارب ، وقد تجنح ذات الشمال فتكون موغلةً في الشدّة والضغط ، والمحاصرة للطفل من كلّ جانب ، فتكون شخصيّته ضعيفة مضطربة .. وفي كلتا الحالتين ، فإنّ الطفل الأوّل الذي يتمتّع بتلك المنزلة الخاصّة عند كلا الوالدين يكون ضحيّة هذا السلوك المتطرّف نحو أحد هذين الاتّجاهين ، ويكون مَيدانَ تجارِب ، لمختلف الأفكار ، والاتّجاهات ، والنظريّات ..

وهذه الملاحظة تكاد تكون عامّة أو غالبة ، وكثير من الآباء يشعر بالتقصير عندما يتقدّم به العمر ، وتنضج تجربته التربويّة ، ويتذكّر ما كان عليه من مواقف ، فيتمنّى لو تهيّأ له من يأخذ بيده ، ويرشده إلى منهج الحقّ في التربية ، بما يكفل لأولاده حسن النشأة وسلامتها .. وربّما استغرب مواقفه حتّى لم يكد يصدّقها ، وقد كان قبلاً شديد الحماسة لها ، والتمسّك بها ..

فالزوجان يصبحان مع إطلالة الطفل الأوّل أباً وأمّاً ، وهما في هذا الباب أغرار مستجدّون ، مهما قرَءوا مِن الكتب ، وتعلّمُوا ودرسوا ، فالخبرةُ العَمَليّة قلّما يعيها الإنسانُ ، ويقدِّر أبعادها إلاّ من خلال التجربة الذاتِيّة .. وكثير منَ الأفكار البرّاقة التي نَطْربُ لسماعها تكون خفيفةَ الوزنِ ، ضعيفة الأثر عندَما توضع على محكَّ التجرِبة والواقع .. وربّما زادت الهُوّة ِاتّساعاًَ بينَ الطرَفين عندما يحملُ أحدُهما أو كلاهمَا أفكاراً نظريّة برّاقَة ، يظنّها مسلّمات قطعيّة ، يَتحمّس لها ، ويخاصم عليها صاحبه ، ولا يتقبّل أيّ حوار حولها ..

وهذه الملاحظات بما يتّصل بها من نتائج وآثار تدلّ على أنّ أكثر المُقدِمين على تحمّل مسئوليّة التربية ينقصهم العلم الضروريّ ، والتجربة المُرشِدة ، كما ينقصهم التأهيل بدورات توعية تربويّة ، تضعهم على الطريق الصحيح في التربية ، وهم بحاجةٍ ماسّة إلى ذلك كيلا يكرّروا أخطاء من قبلهم ، ولا يبدءوا من نقطة الصفر دائماً ..

وإنّ ممّا لاشكّ فيه أنّ من أهمّ ميّزات الحياة الاجتماعيّة أنّ الأبناء يتعلّمون من تجارِب الآباء ، وأنّ التواصل بين الأجيال يعني نموّ الخبرات ، وتطوّر الوسائل ، وتجدّد الأساليب ، وما لم يعِ الجيل الناشئ تلك الحقيقة فإنّه سيظلُّ يرى في نفسه الاستغناء بعلمه وذكائه وقدراته ، عن الاستعانة بعلم الآخرين ، وخبرتهم في الحياة وتجاربهم ، وسيظلُّ يقفُ عندَ بعض معلوماتِه التربويّةِ المتواضعةِ وقفة الإصْرار ، التي تقفُ سدّاً مَنيعاً دونَ تقبّلِ أيّ فكرةٍ أخرى أو حوارٍ وهنا مكمن الخطر والداء ..

وهنا أجدُني بحاجة إلى أنْ أقدّمَ لأغرار التربيةِ ثلاث نصائحَ مهِمّة :
الأولى : لابدّ لَهم مِن البحث عنِ الخبرة التربويّة والسعي إليها ، إذ الخبرة التربويّة الموثّقة تمنحهم سنوات من العمر ، وتختصر لهم مراحل من التربية .

والثانية : لابدّ لَهم مِن القراءة التربويّة الهادفة ، التي تبنِي شخصيّتهم ، وتصحّحُ معلوماتهمْ .

وَأخيراً : لابدّ لَهم مِن الحوارِ البنّاء فيما بينهم ، وليختلفوا في الرأي مَا شاءوا ، ولْيَتَحمّسوا لمواقفهم كما أرادُوا ، ولكنْ دونَ تعصّب وانغلاق ، وستعلّمهمْ مدرسة الحوار البنّاء دروساً مُمتعة ، لا تنسى مدى الحياة .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]