|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرحيل إلى الجحيم............
:salam:
الرحيل إلى الجحيم ها هو الرحيل يدق الأبواب ويفتحها عنوةً .. و الدموع تتطاير من الأعين وترسم بطريقها درب الفراق ، و العناق القوي الشديد يفتك أسره رويداً رويداً حتى يتلاشى نهائيا ، و تبدأ الأيدي تلوح يمينا و شمالاً مودعه الأم ابنتها و الأبنه أمها ... و النيران تحضر وجبه دسمه و هي " القلوب " من فرحها بها تحرقها و الدخان يتطاير ، و الرائحة تغمي ، فتغمض الأعين و لا تفتح إلا وحولها من كان سبب هذا الفراق .... ليلى .. ليلى .. هيا يا ابنتي قومي فأنا أباكِ الذي يحبك و الذي سيرعاكِ ، هيا حبيبتي أرني ابتسامتك الجميلة ... أفتحت عينيها و ليتها لم تفتحهما ... وليتها بقيت حياتها كلها مغمضه ، غير واعية ، مغمي عليها ، وأخر صورة رأتها هي أمها ... بدأت حياتها الجديدة بعيدة عن صدر أمها و عن حنانها ... عن عناق الأمان في كل ليله ... عن اشتمام شذا محبة التي حملت بها ... عن لمسة يديها الناعمة وعن وعن وعن الكثير ابتعدت .... ابتسمت و الدموع على خديها تواسيها ليتها تمحي ما هو داميها .... قال لها والدها : لا تبكي يا ليلى .. و مسح بيديه الخشنة دموعها وقال : هذه زوجتي و هي خالتك سترعاك و تدير أمورك .... وأنا سأتحمل المصاريف كلها و إن احتجت أي شيء أنا جاهز ... و الآن سأريك الغرفة التي ستنامين بها ... هاتي يدك هيا يا ليلى قومي معي سترين ماذا جهزت لك .. قامت و كأنها تجر برجليها أثار الهزيمة ... ذهبت و رأت الغرفة الني جهزها لها والدها ، غرفة غلب عليها اللون الوردي مليئة بالدمى و الألعاب و كانت ذخيرة بالأساس الفخم ... رغم جمال الغرفة رأتها مظلمة موحشة مليئة بالوحوش ، و الخوف و الرعب يحيطها من كل الجهات ... أدخلها والدها إليها و ثم سألها هل أعجبتك ؟؟؟ هزت برأسها بالإيجاب وثم قال لها هيا نامي الآن و غداً في الصبح الباكر سنفطر سوياً و تجلسين مع خالتك الطيبة إنها تحبك كثيراً و ستكون أمك الثانية وثم قال لها تصبحين على خير و أخذ من رأسها قبلة وذهب ..... جلست على سريرها الجديد و بدأت بالبكاء صارت تناجي أمها و تناديها كوردة عطشى محتاجه للماء ... بدت لها الدنية ظلام و البرد يكتسيها و يدغدغها ويستهزئ منها و من حالها لا تعلم كيف أكملت و كيف قضت هذه الليلة ؟؟؟ كانت الدقائق و الثواني تمشي ببطء شديد قاتل ... و هي على هذه الحالة استسلمت لهجمات النوم الذي حقق انتصاره عليها ..... بدأت العصافير تغرد على جرح ليلى ، بدأت تعزف لحنا حزيناً وثم شقت ستائر غرفتها أشعه الشمس متوجهة إليها .. دخلت خالتها " أسماء " ليلى .. ليلى بلهجة ناعمة استيقظي يا حلوتي هيا إلى الفطور أباكِ ينتظرك .... قامت و النعاس مازال ساكن في جفنيها ، أغسلت وجهها بالماء و أبدلت ملابسها و ثم ذهبت إلى الفطور ... ليلى : صباح الخير يا أبي . والدها : صباح الفل و الياسمين يا وردتي أعطني قبله الصباح هيا قربت خدها من فم والدها و التقط القبلة كحبة كرز .... بدأت السعادة تهزم الحزن الذي كان يخيم عليها و بدأت تبتسم للحياة أبٌ حنون ، و خالة لطيفه .. صحيح بأن مصدر الحنان بعيد عنها و ذلك لطلاقها من والدها .. و لكن بدأت تشعر بالسعادة والأمان و تستدعي خيال أمها في كل ليله قبل أن تنام ، تخاطبها ، تقبلها ، تحكي لها الحكاية ، تغني لها بصوتها العذب ، و تلعب بيديها بشعرها الحريري ، ومن ثم تنام هكذا بدت لها الحياة الجديدة لفترة شهر من الزمن و ذلك لصغر سنها فلم تتجاوز السبع سنين ، كانت غضة العود و سهلة المنال ... " أسماء " الخالة زوجة الأب مسكت أبرتها و خيطها و جلست تخيط بساط الجفاء و الكره لليلى ، بعدما تيقنت من حملها ... أصبحت ليلى الخادمة في البيت لكي ترتاح الزوجة صار والدها كل يوم يوجه إليها الإهانات و الشتائم و ذلك من شكوى الزوجة الطيبة المدللة " أسماء " الطيبة بنظرة فقط .. فعاد الحزن لسرير ليلى . كانت قوية رغم كل الظروف الصعبة ، تدرس ، و تنظف البيت ، و تبكي باستمرار ، و تبوح ما بقلبها لدميتها التي تحمل ذكرى والدتها التي أهدتها إياها منذ صغرها ... جلست في ليلة ليس بها ضوء قمر جلست تبكي و تنادي أمها .. أين أنت لما ؟ لما تسألي عني ؟؟ لما لم تتصلي و تسمعيني صوتك ؟؟؟ أه ليتك تعلمي ماذا يحدث معي ؟؟ أماه أماه اسمعيني عانقيني ، و من غزارة الدموع انقطعت أنفاسها و نامت ، فرأت أمها مدمعه العينين آتيه من بعيد و والدها يصدها بيديه ويصرخ بوجهها و ليلى تحاول أن تذهب إليها ولكن والدها واقف بينهما يصد محاولاتهما حتى استيقظت من نومها على صوت خالتها الجاف المصاحب بالصراخ ... هيا يا ليلى قومي إلى المدرسة إذا نمتِ تصبحين كحيوان ميت .. هيا اذهبي أباكِ ينتظرك لتذهبي إلى المدرسة و باستهزاء قالت و فوق هذا تريدين أن تدرسين ... وثم قامت المسكينة على عجل وبسرعة ثم ذهبت إلى والدها و تلقت كلمات تطعن القلوب ... حتى ولدت خالتها وجاء أخ لليلى سموه " يزن " أصبح الطفل المدلل و ليلى الأخت الكبرى بل الخادمة لهذا المنزل ... بقيت على هذا الحال حتى كبرت و أصبحت كوردة جورية تفوح رائحتها أين ما ذهبت و هبها الله محبة الناس و جمال الخلق و اللسان و جمال الروح و الشكل ، كانت بيضاء كبياض الثلج و شعر بني كلون البندق و نجلاوين تسحر بهما كل من ينظر إليهما و فم صغير مزركش دوماً بابتسامه ناعمة مليئة بالحب ... في إحدى الأيام كانت ليلى شريدة البال ، حاملة على ظهره هموم كثقل الجبال ، تحتاج لشجرة وفيرة الظلال ، لقد تمكنت منها أشعة الشمس طول النهار.. ساقتها قدماها بعد الانصراف من الجامعة إلى شاطئ البحر .. لعلها بنظرها إليه ترتاح من قيل و قال ، و من اهانات و جرح بالكلام .... وقفت تحت مظلة على الشاطئ ، وقفت تتأمل صراع الأمواج و تلاطمها ، بدأت تخرج أنفاسها ، تنظفها من الآلام و تملئ عوضاً عنا أمان و ارتياح ، و هي على حالة التأمل ، جاء ثلاث شباب .. جذبهم وقفتها ، نظراتها ، جمالها البريء ، جمال النظرات ، جذبهم بها كل شيء .. فقربوا منها و بدءوا بالتحرش بها .... أحدهم يقول لها : أيتها الجميلة ، و الأخر : إنك مثيرة ، والثالث يقول : تعالي إلي ... هجم الخوف إلى قلبها وسرق منها الأمان وبدأت ترجف ................................... يا ترى ماذا ستفعل ؟؟؟؟
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرااا على هذا الموضوع ووفقك ..
. بوركت.. |
#3
|
||||
|
||||
*بسم الله الرحمن الرحيم*
جزاك الله خيرا اخي الكريم ***بارك الله فيك***
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
جميلة اظنها ستستغيث بالناس بعد الله و سياتي من سينقدها سيكون شهما و سيتزوجها ليعيشا احسن حياة .........
__________________
ألا في سبيل الله ما أنا فاعل عفاف و إقدام و حزم و نائل |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
@@ بنـ الدحيل ـت @@ | بنـ الدحيل ـت | استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات | 6 | 27-01-2007 01:27 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |