كافة موضوعات الباحث ( بهاء الدين شلبي ) الإطلاع للمتخصصين فقط - الصفحة 43 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4994 - عددالزوار : 2114025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4574 - عددالزوار : 1392091 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 40 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 170 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 2368 )           »          بدعة رد السنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خَواطر حَول أزمة الخُلق المسلم المعاصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 78 )           »          الأمير سيف الدين المشطوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فصول من التآمر اليهودي على النصرانية والإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الرقية الشرعية > قسم الأبحاث العلمية والحوارات
التسجيل التعليمـــات التقويم

قسم الأبحاث العلمية والحوارات قسم يختص بالابحاث العلمية وما يتعلق بالرقى الشرعية والحوارات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2007, 09:11 AM
رضوان بن علي رضوان بن علي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: SAUDIA
الجنس :
المشاركات: 43
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

ويصنع أمر التكليف بعموم النجاسات والممارسات الجنسية الشاذة والمحرمة، أملا في تعقيد أمر التكليف، وحتى يصعب إبطاله إلا بالمثلية حسب اعتقادهم الفاسد، وهو ما شاع تسميته بالسحر السفلي.

عذرا" اخينا جند الله . نطلب منك التعمق في هذه النقطة . فكثير من المسحورين يتعرضون للتخويف من المشعوذين ومن عامة الناس( بك سحر سفلي ) فيخاف المسحور وتتسلط عليه الشياطين بسبب تخويفه من السحر السفلي . فماهو علاجه اذي ذكرت اعلاه .
  #2  
قديم 26-03-2007, 08:33 AM
نصر قريب نصر قريب غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: reeyad
الجنس :
المشاركات: 13
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

جزيت خيرا اخ جند الله لشرحك المستفيض عن سحر الرسول صلى الله عليه وسلم
وان فيه اجابه شامله وشافيه لكل تساؤل اثير حول السحر له صلى الله عليه وسلم ولكل الشبهات التي اثيرت حوله
بارك الله فيك وجعلك من انصار دينه سبحانه
  #3  
قديم 28-03-2007, 02:51 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصر قريب مشاهدة المشاركة
جزيت خيرا اخ جند الله لشرحك المستفيض عن سحر الرسول صلى الله عليه وسلم
وان فيه اجابه شامله وشافيه لكل تساؤل اثير حول السحر له صلى الله عليه وسلم ولكل الشبهات التي اثيرت حوله
بارك الله فيك وجعلك من انصار دينه سبحانه
وخيرا جزاك الله وفيك بارك وبشرنا الله وإياكم بنصرة دينه الحنيف
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #4  
قديم 12-04-2007, 01:00 AM
خالد70 خالد70 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: بلد الحرمين
الجنس :
المشاركات: 31
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

بارك الله في علمك
  #5  
قديم 13-04-2007, 10:52 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد70 مشاهدة المشاركة
بارك الله في علمك
وفيك بارك الله أخي الحبيب
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #6  
قديم 24-04-2006, 08:54 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow فن التمثيل والمس الشيطاني Possession

فن التمثيل والمس الشيطاني Possession



ومن أكثر الفئات التي نرى وقد استشرى فيها المس والسحر هي فئة الفنانين خاصة (فن الآداء والتمثيل)، وهذا ملاحظ في شغف أكثرهم بتتبع أخبار الطالع، وفى كثرة ترددهم على حلقات الزار والدجالين والسحرة، وأخيرا المعالجين لكي يتخلصوا مما ألم بهم من المس والسحر.

وإني أرى من واجبي نحوهم أن أثير فيهم غريزة حب الله، كما أثاروا فينا غريزة حب الجنس والشهوات، وأن يشاركونا تذوق حلاوة الإيمان، كما شاركناهم تذوق حلاوة نكاتهم وخفة ظلهم، فهم في الماضي والحاضر قد أسعدوا الكثير بفنهم، ولكن سعادة الإيمان بالله والتلذذ بحبه تعالى، شتان بين ما قدموه لنا، وما نحاول تقديمه لهم الآن، لذلك فهذه المقالة هي محاولة لفتح باب للتحاور معهم لا للهجوم عليهم، لأنهم في الواقع فئة ذاقت تسلط الشيطان وعدم راحة البال، بهرتهم أضواء الشهرة، وغرهم بريق الذهب، فلم يجنوا من ذلك إلا الأهوال، فمعيشتهم ضنكًا وكدًا وأموالهم كما جاءت هينة ذهبت أهون (إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ) [الرعد: 14]، رغم ما هم فيه من مظاهر قد توحي بالسعادة والسرور، ولكن نجد في مقابل ذلك واقع مؤلم من علامات المس والسحر الناشئ عن الحسد والمنافسة على جيفة اسمها الشهرة والصدارة.

وفن التمثيل على ما أعتقد هو من أقرب الفنون [و الله أعلم] إلى التسلط الشيطاني، لذلك ففئة الممثلين من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمس والسحر، وهذا ليس قاعدة عامة ولكن على الغالب، ولنكن صرحاء فإن فن التمثيل يعتمد على [الكذب] سمت الشيطان الموصوف في قول الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (كذوب)، فالكذب كبيرة من الكبائر، والممثل في الغالب يقول بلسانه ما ليس في الواقع، حيث يتقمص شخصية غير شخصيته، مهما بلغت من النبل فهي لا تماثل شخصيته الحقيقية، أحيانا كثيرة في أثناء الأداء إما ينسب نفسه إلى شخصية فاضلة وقد يكون في الحقيقة غير ذلك، وأحيانا قد يؤدى دورًا يخالف معتقداته الدينية، فلدى علم أن كثير من الممثلين يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويحجون إلى بيت الله الحرام، والمسلم لا يجتمع لدية النقيضان وإلا صار كذابا ومنافقا.

كمثال عميد المسرح العربي (يوسف وهبي)( ) تارة يظهر في دور يقرأ بعض الآيات القرآنية، وتارة نراه في دور قس أو راهب يتدلى الصليب على صدره، فما هو بالضبط دين (يوسف وهبى) حتى نقبل مايقدمه أو نرفضه؟! هنا نطرح ما يقدم للمتلقي في ضوء الكتاب والسنة، حتى نتبين بواقعية حقيقة فنون الأداء ومدى مشروعية المطروح منها.

الفن والتنصير: ويسخر المبشرون الفنون والآداب المختلفة: قصة، مسرحية، فيلم، تمثيلية، أغنية، ويسخرون هذه الروافد لبث الفكر التبشيري ولكن في الجانب الهجومي (الطعن في الإسلام) بالسخرية من بعض قيمه أو سلوكه. أو تزيين الباطل، والأمثلة على هذا النوع لا تقع تحت حصر. (المطعني؛ د. عبد العظيم [التبشير العالمي ضد الإسلام أهدافه – وسائله – طرق مواجهته] ط. الأولى 1413 – 1992/ مكتبة النور – القاهرة). صفحة (21).

عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لى ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم).( )

في ضوء الحديث السابق، أين الصدق والممثل يكذب من أول العمل الفني إلى آخره؟ وأين الوفاء بالوعد إذ عاهدتم الله على طاعته، ولم توفوا بذلك عندما نشرتم المخالفات الشرعية على المشاع؟ وأين أداء الأمانة عندما نصبتم من أنفسكم أوصياء على عقول شباب الأمة وبسطائها فلم تؤدوها؟ فعلمتوهم الفساد وأضرمتم فيهم جذوة السعار الجنسي، وأين حفظ الفروج في تلك المشاهد الساخنة؟ وأين غض البصر؟ وأين كف الأيدي عن الملامسة بين الممثلين والممثلات؟

وإن كنتم لا تنسبون أدواركم إلى الكذب، وتعدوها بأي صورة أخرى تروق لكم حتى ولو افترضنا أنكم تهزلون وتمزحون فهل ينفى ذلك أن التمثيل مبنى على الكذب؟!

عن أبى أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا).( )

وأعتقد أنكم حين تمثلون فأنتم جادون لا تهزلون ولا تمزحون، بدليل الأموال الطائلة التي تنفقونها على العمل الفني وعلى الإكسسوارات المكلفة جدًا التي قد تفوق ما تكسبونه من عملكم، فما مصير الكذب الذي تروجوه على الناس يوم القيامة؟

عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدى إلى البر، والبر يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وما يزال العبد يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا).( )

أما الصدق عندهم فهو تقمص الدور وقمة الكذب، وعندها يسمى الممثل (فنان صادق)، والحقيقة أن الفنان لا يصير صادقًا إلا إذا عاش الشخصية بالخروج من شخصيته إلى الشخصية المغايرة، لأن التقمص لغة جاء من (قمص: القميص الذي يلبس… وتقمص قميصه ألبسه، وإنه لحسن القمصة، عن اللحياني. ويقال: قمصته تقميصًا أي ألبسته فتقمص أي لبس. وروى ابن الأعرابي عن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال له: إن الله سيقمصك قميصًا وإنك ستلاص( ) على خلعه فإياك وخلعه، قال: أراد بالقميص الخلافة في هذا الحديث وهو من أحسن الاستعارات).( )

ستلاص: أي: تراود عليه ويطلب منك أن تخلعه، يعنى الخلافة.

وإن معنى التقمص بالتلبس قد يقرب فن التمثيل من المس وتلبس الجن بالإنس، فالممثل عندما يتقمص الشخصية المغايرة له، يكون في حالة من الكذب الذي يعد كبيرة من الكبائر، أي أنه يكون في حالة معصية هي من أسباب المس والتسلط الشيطاني، لذلك عند التقمص يحدث للممثل حالة من الخروج عن الوعي، مما يشير إلى أن التقمص يكون مصحوبًا بتلبس الجن بالجسد فالتمثيل حالة من حالات المس الشيطاني، وكان الممثل (يوسف وهبي) يردد ذلك المعنى عند حدوث التقمص فيقول (كانت واخداني الجلالة) وهذا مسجل في أفلامه، وليس هذا مجرد شطحة أو تخريف أو هزل، ولكن حقيقة وتجربة مر بها الكثير من أرباب تلك الصنعة، وبإقرار أصحابها، وبشهادة علماء النفس، هذا بخلاف إذا تتبعنا الأصل التاريخي الوثني لنشأة المسرح بداية من الطوطم والطقوس السحرية، ومرورًا بفن المسرح عند الإغريق الذي كان يعد أحد طقوس عبادة للأصنام والأوثان.

(تتفق الدراما الشعبية مع الرقص الشعبي في وجود الأصول الدينية لكليهما، ولما كان الفن الدرامي جميعه قد نشأ عن نمط شعبي فإن ذلك يؤيد أن الدراما نفسها هي حصيلة الدين والنظم العقائدية. وهذا القول يصدق عند الحديث عن الأصول الإغريقية والهندية للمأساة والملهاة، كما يصدق ؟أيضا بالنسبة لدراما العصور الوسطى في أوربا، تستوي في ذلك المسرحية الدينية، التي عرفت بمسرحية الأسرار، ومسرحيات المعجزات، وكذلك المسرحيات الأخلاقية التي تدين بأشكالها وبمعظم مضامينها لتعاليم الكنيسة الرومانية لقد كانت المسرحية الدينية The Liturgical Play مجرد جزء من قداس الكنيسة، ولكن ما إن أقبل القرن الثالث عشر حتى تطورت هذه المسرحية، فتحولت الكنيسة وكأنها مسرح واحد بجمهور يحضر وسط الممثلين. وقد تبين للكنيسة بعد ذلك أن العنصر المسرحي الذي احتضنته قد تطور بصورة أكثر مما تقتضيه الأغراض الدينية. فانفصلت المسرحية عن الدين فيما بين القرن الثالث عشر والرابع عشر، بعد أن وجدت السلطات الكنسية أن الدراما التي أنشأتها قد أصبحت مصدر إحراج لها).( )

(جلين ديلسون) عالم نفساني ومغنى أوبرا وممثل ومخرج أيضًا، في كتابه (سيكولوجية فن الأداء) يقول: تقف الكهانة السحرية قريبة من المسرح، خاصة عندما تتجسد الأرواح الخيرة والأرواح الشريرة من خلال مؤدين يرتدون أقنعة خاصة ويشتركون في صراع خاص، في البداية (قديمًا) كانت الشياطين تمثيلات للمرض الجسمي لكن بعد ذلك أصبحت تمثيلات للأمراض النفسية كذلك، وقد أصبحت هذه النزعة أكثر وضوحًا مع تقدم الطب الجسمي، وهو التقدم الذي كان أكثر فاعلية مع الاضطرابات الجسمية مقارنة بدوره فيما يتعلق بالحالات النفسية، حيث الفاعلية أقل...يصر العديد من منظري الدراما على أن الكهانة السحرية هي المكون الأساسي في المسرح، وهم يقولون أيضًا إن جوهر الدراما ليس مجرد إعادة إنتاج الواقع الاجتماعي اليومي، لكنه العرض لنظام آخر، نظام خاص بواقع طبيعي، أو سريالي أو إعجازي. وقد كان هذا الواقع ينتج سابقا من خلال الحيل والخدع، ومن خلال الامتداد بحدود الخبرة والقدرات الجسمية عبر حالات مفارقة تشبه الغيبوبة.( )

فإذا كان السحر بطقوسه هو دين الشيطان وعبادة له، فبثبوت أن التمثيل نشأ بمعرفة السحرة كأسلوب للاتصال بالجن، فهو يعد تشبهًا بهم وامتدادًا لإحدى مظاهر المس وعبادة الشيطان، لأنه في الواقع حالة من حالات المس الحقيقية والتي يفقد المؤدي معها وعيه وشخصيته الحقيقية لتحل محلها شخصية مغايرة.

(يميز بعض الكتاب بين (الكهنة – السحرة) الذين يقومون برحلة ما إلى عالم آخر، (الهانجانز) Hungins الذين يتلبسهم زوار من العالم الآخر. جاء مصطلح (هانجان) في حقيقته مصطلحًا من (هاييتي)، وهو يصف الكاهن الذي يكون دوره الخاص متمثلاً في أن تتلبسه الأرواح، لكن هذه الكلمة تستخدم أيضًا بشكل أكثر عمومية من هذا المعنى الضيق. وحيث إن الكهانة السحرية والتلبس يشتملان على حالات تشبه الغشية أو الغيبوبة، وعلى تقطع أو تفكك في الكلام، ويكون من الصعب لأى ملاحظ خارجى أن يميز بينهما. والأمر الأكثر احتمالا بالنسبة للتلبس، هو أنها تبدو كما له من الجنون وذلك لأنها تحدث للأفراد الذين ليس لهم أي مكانة دينية أو كهنوتية خاصة في المجتمع. فعندما تسيطر مثل هذه الأرواح الشريرة بشكل لا إرادي على مثل هذا الشخص، يظهر اعتقاد بضرورة استخدام الرقى أو التعويذ، أو ضرورة استخدام بعض الأشكال الطبية الحديثة المماثلة كالعلاج بالصدمة الكهربائية مثلاً. وقد يبدو التمثيل أكثر مشابهة للكهانة السحرية، بمعنى من المعاني، وذلك لأن التحكم الخاص في الذات خلال التمثيل لا يفقد تمامًا، هذا على رغم أن بعض الممثلين يعتقدون أنهم عندما يستغرقون تماما في أدوارهم يمكنهم الوصول إلى حالة من التداعي، تقع حدودها عند أطراف حالة التلبيس، الحميدة لا الخبيثة…يعتبر (بيتس) (1986) واحد من علماء النفس الذين جادلوا قائلين إن مفهوم التلبس (أو الاستحواذ أو المس) هو مفهوم مركزي لفهم عملية التمثيل، حتى على الرغم من أننا في عصرنا (العقلاني) هذا، قد قمنا بقمع الاعتراف بهذا الأمر. فقد قام بيتس بإجراء مقابلات شخصية مع عدد من كبار الممثلين والممثلات، ووجد أن مفهوم الكهانة السحرية (الشامانية) هو من المفاهيم الأساسية في اقترابهم من الأمور. ومن بين الأمثلة التي ذكرها بيتي: أليك جينس (Alec Guinniss)( ) الذي زعم أنه عرف بموت جيمس دين (James Dean)( ) قبل حدوثه، وفيما يشبه قراءة الغيب. وشيرلي ماكلين (Shirley Macleine)( ) التي زعمت تقمص أو حلول أرواح فيها تنتمي إلى حيوات سابقة لها، وأنها أيضا تستطيع السفر - بروحها - إلى أماكن أخرى خارج جسدها (حالة تسمى الإسقاط النجمي Projection astral)، وقالت: (جليندا جاكسون) (Glenda Jackson)( ) إنها أحيانا تضع قدميها على خشبة المسرح، وهى في حالة من الخوف من التعرض لأخطار الحياة والموت، إلى درجة أن روحها تنتزع منها، تاركة إياها في حالة الذبول والموت. وذكر (أنتوني شير) (Antony Sher) أن الأدوار التي يمثلها تدخل إلى أنه هو نفسه قد يكون في الوقت ذاته مستغرقا في سير أعماق شخصيته ذاتها واستكشافها والتعبير عنها. وكانت (ليف أولمان Liv Ullmann ) تشعر خلال أدائها لأدوارها بأنها تواجه ذاتها الداخلية الخاصة وتكشف الغطاء عنها، بينما تكون في الوقت نفسه مسكونه بشخصية أخرى، تتلبسها روح خاصة، يشترك فيها الممثل والجمهور معًا. وهناك مثال آخر خاص بالممثلة ميل مارتن Mel Martin، وقد زعمت أنها قد تلبستها روح )فيفان لي) Vivian Leigh ( ) عندما طلب منها أن تمثل حياتها ف عمل تمثيلي خاص مصور للتليفزيون، عن (فيفيان لي) عنوانها (محبوبة الألهة Darling Of Gods ). وفى حوار مع جريدة الـ (1990) Sun قالت مارتين إنها تحدثت مع فيفان لى، وإنها سمعت صوتها يخبرها بالطريقة التي ينبغي عليها أن تتبعها في تمثيلها للمشاهد المختلفة (أنا لم أمثل دور فيفان لي. أنا أصبحت إياها. لقد كانت هنا رقيات وتعاويذ عندما استولت روحها علىَّ، ولست على ثقة من أنني سأتحرر أبدًا من سيطرتها عليَّ).( )

السير (أليك جينس) ممثل بريطاني ولد عام 1914م، من أشهر أفلامه: جسر على نهر كواى، عام 1957م، ولورنس العرب 1962م، والطريق إلى الهند 1984م.

( ) (جيمس دين) ممثل أمريكي ولد عام 1931م ومات في الرابعة والعشرين من عمرة عام 1955م، ومثل ثلاثة أفلام فقط أشهرها (شرف عدن) عن رواية لجون شتاينيك عام 1955.

( ) (شيرلي ماكلين): ممثلة أمريكية ولدت ولدت عام 1934م، ومثلت عددًا كبير من الأفلام الكوميدية والإنسانية.

( ) (جليندا جاكسون): ممثلة وسياسية بريطانية ولدت عام 1926م.

( ) (فيفان لي): ممثلة بريطانية (1913-1967) تزوجت من لورنس أوليفييه. وأشهر أدوارها (ذهب مع الريح) (1939). ماتت بالسل في الثالثة والخمسين من عمرها.

السير (أليك جينس) ممثل بريطاني ولد عام 1914م، من أشهر أفلامه: جسر على نهر كواى، عام 1957م، ولورنس العرب 1962م، والطريق إلى الهند 1984م.

( ) (جيمس دين) ممثل أمريكي ولد عام 1931م ومات في الرابعة والعشرين من عمرة عام 1955م، ومثل ثلاثة أفلام فقط أشهرها (شرف عدن) عن رواية لجون شتاينيك عام 1955.

( ) (شيرلي ماكلين): ممثلة أمريكية ولدت ولدت عام 1934م، ومثلت عددًا كبير من الأفلام الكوميدية والإنسانية.
( ) (جليندا جاكسون): ممثلة وسياسية بريطانية ولدت عام 1926م.

( ) (فيفان لي): ممثلة بريطانية (1913-1967) تزوجت من لورنس أوليفييه. وأشهر أدوارها (ذهب مع الريح) (1939). ماتت بالسل في الثالثة والخمسين من عمرها.

ومجمل الأدلة يثبت حدوث المس الشيطاني أثناء التقمص، خاصة عند بلوغ أقصى حد للكذب الذي يسموه زورًا بـ (الصدق الفني)، والحقيقة أن الشيطان يتلاعب بهذه الفئة بل ويشاركهم الكذب والتمثيل ويجعل الممثلين أقنعة يحركها ويتحرك من خلالها مثل أقنعة السحرة تمامًا، ولا نستطيع بحال تعميم المس على كل الممثلين، ولكن الكثير منهم يشكو من المس أو السحر.

(وقد استخلص (بيتس) في ذلك أن الممثلين يقومون بالنسبة لمجتمعنا المعاصر بالدور الخاص الذي يقوم به الكهنة السحرة في المجتمعات البدائية، فهم يحولون عالم الخيال والتخييل (العالم البديل) إلى وجود قابل للتصديق. (إنهم سحرة روحانيون استيهاميون Psychic Illusionists. يحولون العالم الأرضي الدنيوي إلى عالم آخر).( )

مختصرات منقولة من مخطوط (الدخان الأسود) للكاتب: بهاء الدين شلبي
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #7  
قديم 06-04-2007, 02:01 AM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

يرفع للاطلاع ........
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #8  
قديم 24-04-2006, 09:07 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow الفولكلور والطقوس السحرية

الفولكلور والطقوس السحرية


(والفولكلور (Folklore)( ) اصطلاح ظهر في أوربا في منتصف القرن الميلادي الماضي ليدل على الدراسات التاريخية التي تتصل بعادات الشعوب وتقاليدهم وطقوسهم وخرافاتهم وأساطيرهم ومعتقداتهم وفنونهم وما يجرى على ألسنتهم من أغان أو أمثال أو شتائم أو مراث أو أهازيج. يدرى ذلك كله من خلا الآثار والعاديات، كما تستقصي أثاره الباقية في الجماعات البشرية المعاصرة. وقد انصرفت هذه الدراسة في أكثر الأحيان إلى المجتمعات المتخلفة وإلى المستعمرات. بقصد التعمق في تحليل نفوس أصحابها وإدراك دوافعها ونوازعها، وفهم ما ينتظم عواطفها وتفكيرها من منطق، بغية الوصول إلى أمثل الطرق وأحذق الخطط للتمكن منهم واستغلالهم واستدامة عبوديتهم [كذلك نشأت هذه الدراسات في أول أمرها، وإن كان هذا لا يمنع من أنها قد امتدت في السنوات الأخيرة إلى دراسة المجتمع الأوربي في مختلف البلدان والبيئات]). ( )

الفولكلور: يتألف اصطلاح Folk-Lore من مقطعين: Folk معنى الناس هي من الكلمة الإنجليزية القديمة Folc. و Lore بمعنى معرفة أو حكمة، فالفولكلور حرفيا تساوى (معارف الناس)، أو حكمة الشعب، وعلى الرغم من أن توفر هو الذي ابتدع هذا الاصطلاح، فالعلماء يرجحون أن الاصطلاح ترجمة للكلمة الألمانية (فولكسكنده) Volkskunde التي كانت موجودة منذ عام 1806م، أو نحو ذلك التاريخ. (العنتيل د. فوزي [الفولكلور ما هو؟] دار المسيرة ـ بيروت). صفحة (15).
(ويرتبط اصطلاح الفولكلور Folklore من الناحية التاريخية، ومن ناحية ابتداعه بوليم جون تومز W.J.Thoms، وبجمعية الفولكلور الإنجليزية. فتومز هو أول من صاغ هذا الاصطلاح، وجمعية الفولكلور الإنجليزية هي التي أكدت هذا الاصطلاح عندما تأسست في لندن سنة 1877م).( )

وقد وصف التقرير الأول لمجلس الجمعية وظيفة الجمعية ومجال عملها في العبارة التالية: (إن الفولكلور يمكن أن يطلق على ما يشمل جميع ثقافة الشعب) التي لا تدخل في نطاق الدين الرسمي، ولا التاريخ. ولكن تنمو دائما بصورة ذاتية؛ وعلى هذا، فإن ما في الحضارة من (الموروثات الفولكلورية الباقية)، وكذلك (مظاهر الفولكلور لدى القبائل الهمجية (البدائية) ينتمي كلاهما إلى التاريخ البدائي للنوع الإنساني. وعند جمع وطبع هذه المخلفات أو الزخائر (palics) الخاصة بعصر من العصور، من مثل هذين المصدرين المختلفين اختلافًا كبيرًا، فإن الجمعية ستأخذ على عاتقها تقديم، ما تدعو الحاجة إليه من المقارنات والتفسيرات التي تخدم عالم الانثروبولوجيا بشكل واضح).( )

إذا فإن كثير من الفولكلور الذي نمارسه اليوم، ما هو إلا مخلفات الحضارات الوثنية، وتلك الجهالات التي نمت في العصور الجاهلية، والتي تسربت إلى المجتمعات النائية في الظلام بعيدا عن نور العلم الشرعي، إذا فهي بعيدة الصلة عن الدين والشرع، بل إن الدين يحذر أشد التحذير من العودة إليها، والاحتكام إليها وقد أنزل الله في كتابه العزيز ما يكشف حقيقة تلك الضلالات، لذلك يجب الرجوع عنها جملة وتفصيلا وإلا ظللنا ندور في فلكها دون أن نهتدي، وهذا هو حقيقة التيه الذي نحياه الآن في عصر ملئ بالتقنيات الحديثه في مقابل السحر والدجل والخرافات والجاهلية قال تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَّاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:50].

ومن هذا يبدو لنا أن الفولكلور ليس علمًا مستقلاً بذاته، ولكنه نشأ كفرع من علم الأنثروبولوجيا (Anthropolgy) أي علم الإنسان وهو يدرس كل ما يختص بالإنسان من الناحية الطبيعية والثقافية والاجتماعية والسلالية وعلى غرار هذه الفروع عرف الفولكلور كفرع من علم الأنثروبولوجيا، ولاضرر أن نعرف ونكتشف أصول عاداتنا وتقاليدنا لنميز الخبيث منها فنجتثه من بيننا، وما يرتبط بأصول ديننا الحنيف ولا يخالفه فلا بأس به، أما الفولكلور بمعنى إحياء تلك الوثنيات والتشجيع على ازدهارها فهذا خطر داهم، خاصة وأن هذا الموروث مازال قابعا بين الأميين عامة، هذا بخلاف أثر الفولكلور المنتشر الآن بين الفئات المثقفة تحت مسمى الفن والأدب والرقص والغناء. ويشير (كراث G.Kurath ) إلى أن أضيق تعريف للفولكلور هو القول بأنه ينحصر في البقايا الباهتة للطقوس الدينية القديمة التي ما تزال لاصقة بحياة الأميين الريفيين).( )

هذه الموروثات كما تبين لنا كانت أن الأصل فيها عبادات وعقائد وثنية، ولا تنفصل بحال عن صلتها بعبادة الشيطان من خلال الطقوس السحرية والكهانة وعموم الشرك بالله.

يقول شيخنا محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى: ومما يجب التنبه له، أن ما ثبت كونه وسيلة كونية، فإنه يكفى في إباحته والأخذ به، أن لا يكون في الشرع النهى عنه، وفى مثله يقول الفقهاء: الأصل في الأشياء الإباحة. وأما الوسائل الشرعية، فلا يكفى في جواز الأخذ بها، أن الشارع الحكيم لم ينه عنها، كما يتوهمه الكثيرون بل لا بد فيها من ثبوت النص الشرعي المستلزم مشروعيتها واستحبابها، لأن الاستحباب شيء زائد عن الإباحة، فإنه مما يتقرب إلى الله تعالى، والقربات لا تثبت بمجرد عدم ورود النهى عنها، ومن هنا قال بعض السلف: (كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها)، وهذا مستفاد من أحاديث النهى عن الابتداع في الدين وهى معروفة، ومن هنا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( الأصل في العبادات المنع إلا لنص، وفى العادات الإباحة إلا لنص ). فاحفظ هذا فإنه هام جداُ يساعدك على استبصار الحق فيما اختلف فيه الناس. ( )

الصوفية وكر للخرافات والدجل:
والتصوف (في حقيقة أمره هو منهج في السلوك يقود الإنسان في الترقي من الشهوانية إلى الربانية، وليس نظرية في المعرفة. وقد ظل على صورته الصحيحة منهجًا في السلوك الإسلامي في صدر الإسلام، وهو ما كان يسمى بالزهد. ثم اعتراه الفساد منذ أصبح نظرية في المعرفة، فاختلط فيه الحق بالباطل والأصيل بالدخيل، والصحيح بالظنون والأوهام. والصحافة المعاصرة في البلاد الإسلامية تطلق اسم التصوف على أشياء هي أبعد ما تكون عن الإسلام، مثل تحضير الأرواح والدعوة إلى توحيد الأديان وكثير من أشكال التحررية الليبرالية التي تدعى أنها تتمسك بلب الدين وحقيقته مما تسميه (الباطن)، دون مظاهره وأشكاله مما تزعمه (الظاهر).( )

إلا أن الصوفية كانت ولا زالت وكرًا يؤوى السحر والخرافات والدجل والأساطير، ويحدث ذلك كله تحت ستار الإسلام والدين، ومحور تلك الأساطير يدور حول الأولياء وكراماتهم التي تخرق العادات، حتى ترسخ عند الناس شرك الاعتقاد في الناسوت حتى رفعوهم إلى درجة اللاهوت، والناس بجهلهم لا يدركون خطورة تلك النقلة التي تهوي بهم من درجات الإيمان إلى دركات الشرك والوثنية وعبادة الشيطان، وقد فتح ذلك الباب للدجالين والمدعين أن يخدعوا الناس ويستخفونهم، فلا زلنا نرى تلك النظرة البلهاء في أعين بعض الناس عند رؤية رجل صالح وكأنه يعلم الغيب، أو يملك قدرات أن يكشف ما في قلوب الناس، ولا مانع أن يكون ذلك الرجل لا صلة له بالدين إلا من الظاهر، ولكن الأصل عندهم نيل البركة، ومشاهدة الخوارق المبهرة، وهذا ما يجعلهم يغضون الطرف عن فسوقه وزندقته.

والمتتبع لتاريخ الطرق الصوفية يكتشف صلتها بإيواء كل بدعة وسحر وخرافة، وأنه كان هناك دائمًا مرتزقة ينتفعون من جراء ممارستهم للسحر، وتحت مسمى الكرامات، كاللعب بالحيات، وأكل الفحم الملتهب، وضري أجسادهم بالسيف والشيش، وأكل الزجاج، وغير ذلك من الفوائق المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسحر. فالمستشرق الهولندي فريد دي يونج في كتابه (تاريخ الطرق الصوفية في مصر في القرن التاسع عشر)، والذي قام بتأليفه في الفترة من 1969 حتى 1973، وقد استعان في تأليف كتابه برؤساء الطرق الصوفية في مصر وأعضائها، وما حصل منهم على مطبوعات بالإضافة إلى المصادر أخرى( ) نجده يقول: (وكان محمد أفندي يس (رئيس الطريقة الرفاعية)، والذي كان يشغل في نفس الوقت منصب شهبندر التجار، قد منح هذه السلطة بمعرفة محمد علي، مع إلزامه بجمع (الفردة) من الأكروبات والمشعوذين والمشتغلين بالسحر، (حيث كان العديد منهم أعضاء في الطريقة الرفاعية)، وكان قد تعذر جمع (الفردة) من هؤلاء الناس، بسبب عدم انتظامهم في نقابات مهنية).( )

وكما تنسج العناكب وتعشش حول الأماكن الخربة، كذلك تعشش الخرافات في العقول الخربة من التوحيد المبني على أساس من العلم الشرعي، مهما بلغ أصحاب تلك العقول من علو المناصب والوجاهة والرئاسة، وسمت هؤلاء الاجتماع حول المعاصي بعدئذ زينها لهم الشيطان فيحسبون أنهم مهتدون وبالحق متمسكون، ومعتقدهم الفاسد أنهم ما داموا قد نطقوا بالشهادتين ظنوا بذلك أن لا تثريب عليهم، فيكتفون بمجرد الألفاظ دون إدراك معانيها ودلالاتها والعمل بمقتضياتها، وهكذا ركن الناس كما صار شائعًا إلى تحكيم عقولهم واتباع أهوائهم، وهجروا طلب العلم الشرعي، فأوردوا أنفسهم المهالك، وشربت عقولهم الجافة والخاوية كل الجهالات والضلالات، حيث لا يقف على بوابات عقولهم ذلك الحارس الأمين الذي يبين لهم العدو من الحبيب والنافع من الضار من تلك المعتقدات الداخلة إليهم، ألا وهو كتاب الله وشرعته.

فصارت كلمة التوحيد في عقول الناس جوفاء تفتقد إلى تماسك قوامها العقائدي ووحدة تركيب دلالات معانيها، ومن وراء ذلك كله انتشر الاعتقاد الفاسد في الصالحين ولجأ الناس إلى البديل للمعجزات والكرامات والمدد الرباني، ألا وهو السحر والدجل، إذًا فلا عجب أن ينتشر المس وأن تتسلط الجن والشياطين على أبدان خاوية من التوحيد الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجميع الأنبياء من قبله. ومن العجيب ما نسمعه من أذكار يرددها المتصوفة وأصحاب الطرق المزعومة، فلا نجد لها معنى ولا مدلول شرعى، فهى أشبه بالطلاسم وما يردده السحرة لاسترضاء الشيطان والتقرب إليه فنجد على سبيل المثال أذكار إبراهيم الدسوقي تقول:

(لَوُوا عما نووا، ثم لووا عما نووا، فعموا وصموا عما نووا، فوقع القول عليهم بما ظلموا.. بأسمائك يا رب العالمين بالسماوات القائمات.. بمواقف الأملاك في مجارى الأفلاك بالكرسي البسيط. بالعرش المحيط بغاية الغايات بمواضع الإشارات.. اللهم آمنا من كل خوف وهم وغم وكرب كدٍ كدٍ، كَرْدَدٍ كَرْدَدٍ، كَرْدَهٍ كَرْدهٍ، دهٍ دهٍ، دهٍ دهٍ. يا هو ياهو يا غوثاه. يا من ليس للراجي سواه.. تقبل ربنا منا دعانا وَكِدْ من كادنا وعظم بلاه. وشل لسانه واقطع حشاه، ياهو ياهو ياهو آمين أجب يادهييائيل وياميهييائيل وياعطفيائيل. تَدَكْدَكَت الجبال بكهيعص بها بها بها، بَهْيا بَهْيا، بَهْيا، بَهْياتٍ بهيا سقفاطيس سقاطيم أحوف قاف أدُمَّ حمَّ هاء آمين. بلجام القدرة حميثا أطمى طميثا وكان الله قويًا عزيزًا.. إلخ.( )

من هم (هييائيل وميهييائيل وعطفيائيل) ترى هل هي أسماء ملائكة؟ أم تراهم وزراء إبليس وأعوانه؟ عمومًا لم يرد نص بتلك الأسماء، وهى أسماء ليست من اللغة العربية والراجح عندي أنها شبيهة بأسماء الشياطين المتداولة في كتب السحر، ولا مانع مطلقا أن تكون ألقاب لإبليس، أو أسماء وزرائه وأعوانه حيث تستخدم هذه الألفاظ وأمثالها في الاقتسام والتعزيم المتداول في طقوس السحر، والله أعلم. وما سر تلك الطلاسم (سقفاطيس سقاطيم أحوف)؟! أعتقد ليس من الحكمة في شيء أن نرهق عقولنا في تفسيرها، وعسى أن يكون الجهل بمعناها واجتنابها أفضل من معرفة معناها لربما يخدش صفاء التوحيد ونقاء العقيدة. وهل كلمة (ياهو) لها معنى أم أنها تقليد لنباح الكلاب؟ وإن كانوا يدعون الله، فهل يجوز أن ندعوا الله بأسماء لم ترد ضمن أسماء الله الحسنى؟!!

وبعد هذه الحقائق والتساؤلات لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الخطير الذي تلعبه مثل هذه الفرق الضالة في تدمير عقيدة المسلمين، وخير شاهد تلك الحشود الهائلة التي تطوف حول الأضرحة والمقامات، وما يبثه الإعلام من احتفالاتهم التي تعد اعترافا ضمنيا بهذه الفرق وإقرارهم على ما هم فيه من ضلال. ( قال خليفة السيد البدوي في الاحتفال بمولد السيد البدوي لعام 1991م (إن السيد البدوي موجود معك أينما كنت. ولو استغثت به في شدتك وقلت: يا بدوي مدد لأعانك وأغاثك). قال ذلك في الجموع المحتشدة بسرادق وزارة الأوقاف في الليلة الكبيرة لمولد البدوي أمام الحاضرين من العلماء والوزراء، وقد تناقلته الإذاعات وشاشات التلفاز، ورغم هذا لم يتحرك أحد للرد على هذه الأباطيل التي تزلزل العقيدة، باستثناء القليل.. ). ( )

حقيقة السيد البدوي:
ومن التناقض استبدال تدريس سيرة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها بسيرة (السيد البدوي) فمن هو السيد البدوى؟ وماهي حقيقة ما يثار حوله من أساطير؟ وهل هو حقًا صاحب كرامات وخوارق كما هو شائع بين الناس؟! فهو ( أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد البدوي، شيعي باطني، ولد بمدينة (فاس) بالمغرب عام (596هـ-1200م) وتوفى عام (675هـ - 1276م)).( ) ظل البدوي عزبا بدون زواج طوال حياته، فبعد أن توفى والده سنة (627هـ) عرض عليه أخوه الأكبر (حسن) أن يزوجه فرفض قائلا: (يا أخي، تأمرني بالزواج وأنا موعود من ربى أن لا أتزوج إلا من الحور العين الحسان).( )
ويرى بعض الباحثين أن العلويين (الشيعة) هم الذين أرسلوا (أحمد البدوي) لنشر دعوتهم بمصر؛ لإرجاع الملك الفاطمي.. وفي (طنطا) سكن (البدوي) سطح دار (ركن الدين)، وكانت قريبة من (مسجد البوصة) الذي يعرف الآن بمسجد (البهي) وحرص على الصراخ من فوق السطح ليعلم الجميع بجذبته، يقول (عبد الصمد زين الدين الحمدي): (وأقام على سطح الدار لا يفارقه ليلاً ولا نهارًا، وإذا عرض له لحال يصيح صياحًا متصلاً، وتزىَّ (أحمد البدوي) بزي المجاذيب وظل ضاربًا اللثامين على وجهه: (وكان إذا لبس ثوبًا أو عمامة لا يخلعها لِغَسل حتى تذوب، فيبدلونها له بغيرها).. وقد ادعوا انه كان يضع اللثامين على وجهه يستر بهما الأنوار الربانية والتجليات الإلهية التي كانت تنطبع على محياة بسبب كثرة تطلعه إلى السماء، وبسبب وصله صيام النهار وقيام الليل.( )

ولم يبنى مسجد (البدوي) في حياته فهو لم يكن حريصا على صلاة الجماعة ولا الجمعة ولكن الذي بناه هو (عبد العال) خليفته، وقد كان المسجد في البداية على شكل خلوة بجانب قبره، ثم تحولت إلى زاوية جعلها (عبد العال) مهبط المريدين، ثم صارت الزاوية مسجدًا ضخمًا بواسطة: (على بك الكبير) سنة (1182-1186هـ) الذي بنى المسجد والقباب ومقصورة من النحاس حول الضريح وأوقف أوقافا؛ للإنفاق على المسجد، كل هذا في الفترة التي انفصل فيها (على بك الكبير) عن دولة الخلافة العثمانية.( )

ولقد بدأت الشيعة كجماعة سياسية تشايع (على ابن أبى طالب)، رضى الله عنه، ونادت بأن تكون الخلافة من حق (على) وحده، ولآل بيته من بعده. وأول من نادى بذلك (عبد الله بن سبأ) اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، وأخذ يدس في الشريعة ما يعكر تعاليم الإسلام الصافية، ويخدع البسطاء، كما بث سموم الفتنة بين المسلمين في عهد عثمان، وكان ذلك عقب انتشار الفتوحات الإسلامية الكبرى في عهد (أبى بكر) و(عمر) رضى الله عنهما، حيث احترقت قلوب اليهود غيظًا لانتصار الإسلام وفتوحاته.( )


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #9  
قديم 24-04-2006, 09:10 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

فضائح القبوريون وكذب خرافاتهم:
وما نراه من بناء المساجد على القبور، وما يدور حولها من موالد، ليعد من المخالفات الشرعية، هذا خلاف ما يتم من مخالطة الرجال للنساء وانتشار الفسوق بكل أنواعه، وبيع الأحجبة والتمائم والذبح للمشايخ من دون الله.

فقد زعم الشعراني: (أن شخصًا أنكر حضور مولد (البدوي) فسلب الإيمان فاستغاث بسيدي (أحمد) فقال: بشرط ألا تعود، قال: نعم. فرد عليه ثوب إيمانه ثم قال له: وماذا تنكر علينا؟ قال: اختلاط الرجال بالنساء. فقال له سيدي (أحمد): ذلك واقع في الطواف، ثم قال: وعزة ربى ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب وحسنت توبته. وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار وأجمعهم بعضهم ببعض، أيعجزني ربى عن حماية من يحضر مولدي). وبالمثل في باقي الموالد، نجد أنواعًا من المهرجانات يجتمع فيها مالا يحصى من النساء، والفساق، فتقام لهم الخيام حيث يحتسون الخمر، ويرتكبون مختلف أنواع المنكرات، وقد عثر مرة صبيحة مولد الشيخ (الإمبابى) على أكثر من مائة وخمسين جرة خمر متناثرة في المزارع، هذا بخلاف ما كان في تلك الليلة من الفساد والزنى، واللواط والتجاهر بذلك…ويصف الجبرتي مولد العفيفي: (يجتمع العَالَمُ الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعب والغوازي والبغايا.. حيث يزنون ويلوطون ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلا ونهارًا، ويجتمع لذلك الفقهاء، ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار، بل يعتقدون أن ذلك قربة وعبادة، ولو لم يكن ذلك، لأنكره العلماء، فضلاً عن كونهم يفعلونه.. فالله يتولى هدانا أجمعين).( )

وما ذكر يعد بمثابة صورة مصغرة للدجل والخرافات التي تنتشر حول الأضرحة والمساجد المنشأة عليها، والنتائج واضحة وهى استفحال الخرافات حول الأولياء والمبالغة في كراماتهم ومخاريقهم حتى وصل الأمر إلى الندية مع الله عز وجل، وكل ذلك يحدث تحت سمع وبصر من يسمون زورًا بالفقهاء والعلماء من علماء السوء حتى ظن الجهال أن الرذيلة عبادة وأن الذنوب يغفرها صاحب المقام والضريح، فما الفارق بين ذلك و بين فكرة (المخلص) عند اليهود والنصارى.

يقول ابن القيم: ومنها حكايات لهم عن تلك القبور: أن فلانا استغاث بالقبر الفولاني في شدة فخلص منها، وفلانا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت له، وفلان نزل به ضر فاسترجي صاحب القبر فكشف ضره وعند السدنة والمقابرية من ذلك شيء كثير يطول ذكره.

وهم من أكذب خلق الله تعالى: عن الأحياء والأموات، والنفوس مولعة بقضاء حوائجها، وإزالة ضروراتها ويسمع بأن قبر فلان ترياق مجرب، والشيطان له تلطف في الدعوة فيدعوهم أولا إلى الدعاء عنده فيدعو العبد عنده بحرقة وإنكار وذلة، فيجيب الله دعوته لما قام بقلبه، لا لأجل القبر، فإن لو دعاه كذلك في الحانة والخمارة والحمام والسوق أجابه، فيظن أن للقبر تأثيرًا في إجابة تلك الدعوة، والله سبحانه، يجيب دعوة المضطر، ولو كان كافرًا، وقد قال تعالى: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلآءِ وَهَؤُلآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ، وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء: 20]، وقد قال الخليل: (وَارزُق أَهلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَن ءَامَنَ مِنهُم بِاللهِ وَاليَومِ الأخِرِ) [البقرة: 126]، فقال سبحانه وتعالى: (وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ، وَبِئسَ المَصِيِر) [البقرة: 126].( )

ونقل ابن القيم عن شيخ الإسلام قال: قال شيخنا قدس الله روحه: وهذه الأمور المبتدعة عند القبور مراتب أبعدها عن الشرع، أن يسأل الميت حاجته. ويستغيث به فيها كما يفلعه كثير من الناس، قال: وهؤلاء من جنس عباد الأصنام، ولهذا قد يتمثل لهم الشيطان في صورة الميت أو الغائب كما يتمثل لعباد الأصنام، وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب، يدعو أحدهم من يعظمه فيتمثل له الشيطان أحيانا، وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة، وكذلك السجود للقبر، والتمسح به وتقبيله. المرتبة الثانية: أن يسأل الله عز وجل به، وهذا يفعله كثير من المتأخرين، وهو بدعة باتفاق المسلمين. والثالثة: أن يسأله نفسه. الرابعة: أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب، أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد فيقصد زيارته والصلاة عنده لأجل طلب حوائجه، فهذا أيضًا من المنكرات المبتدعة باتفاق المسلمين، وهى محرمة، ما علمت في ذلك نزاعًا بين أئمة الدين وإن كان كثر من المتأخرين يفعل ذلك. ويقول بعضهم: قبرفلان ترياق مجرب. والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبى حنيفة من الكذب الظاهر. اهـ( )

(وكان الأتقياء من اليهود يقومون بزيارة هذه القبور في الفترات التي كانوا يواجهون فيها أي نوع من الأزمات، وحينما كان القبر قريبا من الأماكن التي يقيم فيها اليهود فإنهم كانوا يقومون بزيارته مرة أسبوعيًا، ولكن حينما كانت هذه المقابر تقع على مسافة بعيدة من أماكن إقامتهم فإنهم كانوا يعتبرون رحلتهم إلى هذه المقابر جزءًا من عملية الاستعداد الروحاني للالتقاء (بالصديق).

وكانت زيارات القبور تعد بمنزلة فرصة الالتقاء بأفراد العائلة، وكان زوار القبور يضعون بجوار قبور (الصديقين) في أحيان كثيرة زجاجات تحتوى على مياه أو زيت بغرض أن تحل عليهم بركة (الصديق)، وكان من بين عادات يهود المغرب قصي شعر الطفل للمرة الأولى بجوار قبره وإيمانا بأن ذلك سيكتب للطفل النجاح في المستقبل، وكان من بين عاداتهم بيع الشموع وبأسعار باهظة بجوار هذه القبور، وكان اليهود عادة ينشدون القصائد ويرقصون عند إشعال الشموع بجوار قبر (الصديق).

وتفيد بعض الوثائق أن مثل هذه العادات سادت في أوساط مسلمي المغرب بدءا من القرن الحادي عشرة ولكنها شاعت بشكل ضخم في أوساطهم بدءًا من القرن السادس عشر، ويعتقد دارسوا تاريخ المجتمع اليهودي في تونس أن ظاهرة تقديس الأولياء لم تنتشر لدى يهود تونس إلا في القرن التاسع عشر.

وكانت ظاهرة عبادة (الصديقين) في المغرب محدودة للغاية حتى الفترة التي أصبحت فيها المغرب محمية فرنسية، ولكنها شاعت في المغرب إبان الثلاثينيات أو الأربعينيات من القرن العشرين وكان من بين العوامل التي ساهمت في شيوع هذه الظاهرة أنه قد أسست مبان حديثه شجعت الزوار على الإقامة بجوار الأماكن التي توجد بها القبور، أضف إلى هذا أن تشييد الطرق الحديثة ساعد اليهود وشجعهم على الانتقال بسهولة من أماكنهم لزيادة قبور (الصديقين).

وكان من بين هذه العوامل أنه تأسست في عام 1947م لجنة للإشراف على حماية هذه المقابر، وكانت هذه اللجنة تتولى أيضا مهمة جمع التبرعات. وكانت هذه الظاهرة على قدر كبير من الأهمية إذ أنها ساهمت في توثيق العلاقات بين اليهود والمسلمين الذين كانوا يقومون بزيارة قبور بعض الأولياء اليهود. وشاعت ظاهرة زيارة قبور (الصديقين) والأولياء في المغرب أكثر من شيوعها في أي مكان آخر، ونلاحظ هنا أن هذه الظاهرة كانت تتزايد قوة في جنوب المغرب عن شمالها.

ومن المرجح أن سبب شيوع هذه الظاهرة في الجنوب يتمثل في أنه كانت لليهود علاقات وثيقة بالبربر الذين أقاموا في جنوب المغرب والذين شاعت في أوساطهم ظاهرة زيارة قبور القديسين، بالإضافة إلى هذا أن قوة ظروف المعيشة في الجنوب ساهمت أيضًا في شيوع ظاهرة الذهاب إلى قبور الأولياء و(الصديقين).

أما تونس فقد، نظر حاخاماتها بعين الاستحسان إلى هذه الظاهرة، كما يبدو فقد رحب معظم حاخامات بلدان المغرب بهذه الظاهرة، فشارك بعض الحاخامات في الصلوات التي كانت تقام بالقرب من القبور، وفيما يتعلق بالجزائر فقد تحولت قبور اليهود التي يرجع تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر إلى أماكن مقدسة، وكان من أشهر هذه المقابر، مقام الحاخام إسحاق برششت، والحاخام شمعون بن تسيمح دوران، والحاخام افرايم انقاوه، لأن التراث الشعبي أولى لمقابر هؤلاء الحاخامات القدرة على الإتيان بالمعجزات.

أما في مصر فقد أصبح قبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة الذي دفن في محافظة دمنهور في مصر في عام 1880م مزار ليهود مصر. وانتشرت في إسرائيل ظاهرة زيارة أضرحة الأولياء، فيتوجه بعض اليهود في إسرائيل إلى صفد لزيارة قبر الحاخام داود موشيه، ويقوم يهود إسرائيل الذين من أصول مغربية بزيارة قبر الحاخام يوحنان بن زكَّاي في منطقة يغنه، وتتوجه أعداد كبيرة، ليس فقط من يهود المغرب وإنما من يهود العالم، إلى قبر الحاخام التونسي حاييم حوري الواقع في منطقة بئر سبع). اهـ( )

وإن ظاهرة عبادة الأموات من الأولياء سابقة على الفترة الزمنية السابق ذكرها فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). وما سبق ذكره عن النشاط القبوري لدى اليهود هو في حقيقته من قبيل الغزو الثقافي والديني لتحقيق مخططاتهم الرامية إلى نشر السحر والدجل والخرافات، وقد نجح مخططهم إلى حد كبير حيث نجد من بين المسلمين من يتزاحمون حول قبر أبو حصيرة في مصر ويعتبروه من أولياء الله الصالحين، بل إن نفس المعتقدات والطقوس انتقلت إلينا بل وزدنا عليها بدعاً حتى صرنا من أهل الهوس الخرافي والاسطورى، إذًا فلاعجب أن يتلاعب بنا أحقر خدام إبليس وأعوانه وأن نصاب بالمس والصرع وتلاعب الشياطين.
حكم اتخاذ القبور مساجد: من الآيات التي تنهى عن إتخاذ القبور مساجد قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُواْ مَعَ اللهِ أَحَداً) [الجن: 18]. وقد ورد غير ما حديث في النهى عن اتخاذ القبور مساجد.
- عن عائشة رضى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لما يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشى أن يتخذ مسجدًا).( )

- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).( )

- عن عائشة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة جعل يلقى على وجهه طرف خميصة له، فإذا اغتم كشفها عن وجهه وهو يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. تقول عائشة: يحزر مثل الذي صنعوا). ( )

- عن عائشة رضى الله عنها قالت: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة، فذكرن من حسنها وتصاويرها قالت: [فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه] فقال: (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، ثم صوروا تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله [يوم القيامة]).( )

- عن جندب بن عبد الله البجلي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (قد كان فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل، وإن الله عز وجل قد اتخذني خليلا ألا [وإن] من كان قبلكم [كانوا] يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك).( )

(لقد تبين من الأحاديث السابقة خطر اتخاذ القبور مساجد، وما على من فعل ذلك من الوعيد الشديد عند الله عز وجل فعلينا أن نفقه معنى الاتخاذ المذكور حتى نحذره، فأقول: الذي يمكن أن يفهم من هذا الاتخاذ، إنما هو ثلاث معان: الأول: الصلاة على القبور؛ بمعنى السجود عليها. الثاني: السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء. الثالث: بناء المساجد عليها وقصر الصلاة فيها).( )

(إن كل من يتأمل في تلك الأحاديث الكريمة يظهر له بصورة لاشك فيها أن الاتخاذ المذكور حرام، بل كبيرة من الكبائر، لأن اللعن الوارد فيها، ووصف المخالفين بأنهم شرار الخلق عند الله تبارك وتعالى، لا يمكن أن يكون في حق من يرتكب ما ليس كبيرة كما لا يخفى.( )

الرد على شبهة وجود قبر النبى صلى الله عليه وسلم في مسجده:
أما أقوال أصحاب المذاهب فمذهب الشافعية أنه كبيرة، ومذهب الحنفية الكراهة التحريمية، ومذهب المالكية التحريم. ومذهب الحنابلة التحريم.( )

قد يقول قائل إذا كان بناء المساجد على القبور والصلاة فيها حرام، فكيف كان الشيخ محمد متولي الشعراوي يلقى دروسه في (مسجد الحسين)؟ وكيف أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده الشريف؟ إن الشيخ الشعراوي ليس حجه على الإسلام والمسلمين، بل إن الشرع حجة على المسلمين جمعيًا، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم يرد قول وفعل كل من خالفهما، وإن انتشار الأضرحة وبناء المساجد عليها لم يكن نهج سلف الأمة، بل هو نهج أهل الكتاب والحضارات الوثنية، أما في دولة الإسلام فكان ذلك في عهد الدولة (الفاطمية الشيعية)، (وكانت الخلافة العباسية في هذا الوقت في أشد مراحل ضعفها حيث تكالب عليها التتار والصليبيون في وقت واحد وكان التصوف الذي يتسترون به ليس إلا تشيعًا حيث (لا خلاف في أن الدولة العبيدية (الفاطمية) كانت تستغل الزهد والتصوف في نشر عقائدها الباطنية، وأنهم لعبوا بالوجدان الروحي للمصريين، ومن الأدلة على ذلك: إنشاؤهم مقبرة للحسين بن على، رضى الله عنه، بالقاهرة، وزعمهم أنها تضم رأس (الحسين)، والحقيقة كما روى (البخاري) أن رأس (الحسين) دفنت بالبقيع في (المدينة المنورة) عام (12هـ)، وفوق هذا فإن مدينة (القاهرة) لم تبن إلا عام (358هـ) على يد الفاطميين، وقبر (الحسين) شيد فيها عام (558هـ)، أي بعد مقتل (الحسين) بمئات السنين، وهكذا برع الفاطميون في استغلال التصوف لنشر أفكارهم المنحرفة).( )

أما بخصوص وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في داخل مسجده، رغم ما ذكر من حرمانية ذلك وما ورد من أدله تنهى عن ذلك.

(والجواب: أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم، فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضى الله عنهم. فإنهم لما مات صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته التي كانت بجانب مسجده، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب، كان صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد، وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء، ولا خلاف في ذلك بينهم، والصحابة رضى الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة، إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدًا، كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره، ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم! ذلك أن الوليد بن عبد الملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة، فصار القبر بذلك في المسجد ولم يكن في المدينة المنورة أحد من الصحابة حينذاك خلافًا لما توهم بعضهم..). ( )

ويوصى شيخنا الراحل [محمد ناصر الدين الألباني] رحمه الله تعالى في كتابه (تحذير الساجد ص 68) فيقول: (فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق، وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط، يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي مخالفة لا ترضى مؤسسة صلى الله عليه وسلم ).


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #10  
قديم 24-04-2006, 10:17 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

الثقافة وإحياء الخرافات:
قد يثير دهشتنا تلك الممارسات الدجلية وتفشى السحر والكهانة في الأمة الإسلامية، برغم التحريم الواضح لها، وغزارة النصوص الصحيحة الواضحة في حكم تلك الممارسات، ومع عدم إغفال ذلك الفاصل الزمني الكبير بين العصر الجاهلي ما قبل الإسلام وبين عصرنا الحالي، سنجد وقد ظهر على السطح بعض الموروثات الوثنية التي تعود إلى تلك الحقب التي كان يعبد فيها الأوثان برغم صلتها الواضحة بالشيطان وكوسيلة من وسائل عبادته، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد بعض الأعلام لدول إسلامية وقد توسطها صورة طائر برغم تحريم التصوير، ونجد بعض الشركات قد جعلت من بعض صور آلهة الفراعنة شعارات ورموز لها، وشيوع ذلك الاتجاه في الفن والأدب.

إنه مما لا يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي شيوع تلك المخالفات الواضحة لأبسط أمور التوحيد، ولا يصح ربط دولة مسلمة موحدة بمخلفات الحضارات الوثنية المتفشية في تلك الممارسات الشعبية، مع أنه من المفترض تنقية وتجديد معتقدات الأمة من تلك المتعلقات والرواسب التي تشوه صفاء التوحيد.

(الحقيقة أن العرب في عصر الإسلام قد دخلوا عصر المفاهيم الأصلية الصادقة بعد أن قدم لهم القرآن صورة كاملة وصحيحة عن تاريخ ما قبل الإسلام فلم يعودوا في حاجة إلى تلك الأساطير والخرافات والأكاذيب والأوهام التي حاول الرواة إذاعتها وترويجها ولكن دعاة التغريب كانوا يهدفون شيئا خطيرًا، هو إثارة أتباعهم للبحث عن هذه الأساطير وإعادة كتابتها من جديد ونشرها وإذاعتها حتى تفسد المفهوم الإسلامي الأصيل القائم على الصدق والإيمان والتوحيد وهى واحدة من عدة خطط استهدفت ابتعاث كل صور الفكر البشرى القديم سواء فيما يتصل بالتاريخ أو الأدب وغيرها. من هذا أنشأت الشعوبية هذا العمل الخطير الذي أطلق عليه اسم الفولكلور لضرب الإسلام وفكره الأصيل وأدبه الواضح الصريح والإدالة منه ومن هذا كان تكريم طه حسين لقصته عن أهل الكهف والإشادة بها). ( )

طه حسين يقول في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر): (وأنا من أجل ذلك مؤمن بأن مصر الجديدة لن تبتكر إبتكارًا، ولن تخترع اختراعًا، ولن تقوم إلا على مصر القديمة الخالدة (الفرعونية).. ومن أجل هذا لا أحب أن نفكر في مستقبل الثقافة في مصر إلا على ضوء ماضيها البعيد (الفرعوني) وحاضرها القريب (الاقتداء بأوروبا) وخلاصة هذا في سطرين: أن على مصر أن تخلع ثوبها الإسلامي وتقبل على حضارة أوروبا بلا تردد. وأن تحيى ماضيها الفرعوني. فالإسلام فيها جسم غريب لم تتأثر هي به طوال 14 قرنًا من الزمان؟! ألف طه حسين هذا الكتاب عام 1938م بعد 14 عاما من مصادرة كتابه في الشعر الجاهلي الذي أعلن فيه براءته من دينه. فكان هذا الكتاب تعويضا عن ذاك وفكر طه حسين استشراقي تبشيري في لحمته وسداه، وهو أحد أسباب الانحلال والتمرد على القيم الإسلامية الذي طم وعم في عصرنا الحاضر).( )

أوردت (الفتح) وقائع النيابة وتحقيقها مع طه حسين: هذا التحقيق الذي انتهى إلى الحفظ وعلق على ذلك الشيخ يوسف الدجوي فقال: (ينكر طه حسين وجود إبراهيم وإسماعيل ويطعن في القرآن والتوراة طعنًا مرًا يقدم للقضاء بل تحفظ قضيته أمام النيابة في مصر التي دينها الإسلام، وينكر رجل في بولونيا وجود الشيطان فيعاقب بالسجن ثمانين يوما وبالغرامة.. ).( )

وأخيرًا وليس آخرًا حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل عن قصته [أولاد حارتنا] بما تحمله من مخالفات عقائدية، ومثل ما يقدمه أنيس منصور من كتابات في أمور غيبية، أقحم فيها قلمه وعقله مثل (القوى الخفية - أرواح وأشباح - الذين عادوا إلى السماء - الذين هبطوا من السماء) وكلها مؤلفات تثير الخيال، وتغرى عقول السفهاء من الناس ليلوكوا تلك الغيبيات بألسنتهم، وينشغلوا بالخرافات والخزعبلات، التي لا تقوم على ثوابت الدين أو حتى حقائق علمية، وليته عالجها في ضوء الكتاب والسنة!

ومن الجدير بالذكر أنه قد انضم لأندية الروتارى( )...( وقد ظل عشر سنوات يدور في هذه الدوائر الضيقة: حفلات وطعام دون جدوى، ثم صرخ بعد هذه السنوات صرخة مدوية، صرخة شاهد عيان تساءل فيها عن جدوى هذه الأندية ونشر صرخته في (مواقف) بأخبار اليوم 20/5/1973م وفيها يقول: (اشتركت على سبيل العلم بالشيء، في إحدى جماعات الروتاري منذ أكثر من عشر سنوات، وكان اشتراكي نتيجة لضغط شديد، من الأصدقاء قالوا لي: تعال، تفرج، لكي تزداد معلوماتك ومعارفك.. بدلا من أن تدفن رأسك وحياتك كلها في الكتب.. يا أخي أنت تدور حول الأرض شرقًا وغربًا وسوف يأتي العالم كله إليك.. تعال اشترك. ثم يعلق الكاتب عن هذه الأندية وجدواها بعد عشرة سنوات فيقول (أنا حقيقة لا أدرى لها فائدة، ولم أسمع من أحد أن لها فائدة).( )

الروتاري:
هي منظمة من رجال الأعمال والمهنيين، أنشئت لتوسيع نطاق الخدمة من أجل الأخرين، وقد أسس أول نادى روتاري محام يدعى بول ب. هاريس في شباط (فبراير 1905) في مدينة شيكاغو، وتعقد اجتماعات متعاقبة فكانت سببا في التسمية (النادي الروتاري) ثم أنشئت نزاد مماثلة في مدن أخرى بالولايات المتحدة، ثم في بريطانيا وأيرلاندا. (الجندي؛ أنور [الروتارى] دار الأنصار _ القاهرة). صفحة (5). نقلاً عن (الموسوعة البريطانية) ص 569 من الجزء التاسع عشر المطبوع 1962).

وهو أحد محافل الماسونية وخلاياها النشيطة، ويذكر البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولات حكماء صهيون (والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض، أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجرى فيها، وبعضهم يغشاها أيضًا لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل.

والأمميون يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان ونحن نوزعها جزافًا بلا تحفظ، ولهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم، لكي نوجه لخدمة مصالحنا كل من تتملكهم مشاعر الغرور، ومن يتشربون أفكارنا عن غفلة واثقين بصدق عصمتهم الشخصية، وبأنهم وحدهم أصحاب الآراء، وأنهم غير خاضعين فيما يرون لتأثير الآخرين. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر الأمميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة بإثارة غروره وإعجابه بنفسه، وكيف يسهل، من ناحية أخرى، أن نثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة، ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك ندفعه إلى حالة خضوع ذليل كذل العبد، إذ تعده عن الأمل في نجاح جديد، وبمقدار ما يحتقر شعبنا النجاح، ويقصر تطلعه على رؤية خططه متحققة، يحب الأمميون النجاح، ويكونون مستعدين للتضحية بكل خططهم من أجله). انظر: [بروتوكولات حكماء صهيون] ـ مرجع سابق. صفحة (237).

فأي فكر يقدمه لنا رجل يدفن رأسه وحياته كلها في الكتب، ولم يقرأ عن الماسونية وأندية الروتاري ولو كلمة واحدة تمنعه من الاشتراك فيها، برغم مرور عشر سنوات عل اشتراكه فيها كما يدعى؟! كل هذه الثقافات والموروثات إن كان يقصد أصحابها النهوض بالأمة فكيف تقوم أمة على الخرافات بينما أعدائها متمسكون بالعلم والأسباب الكونية؟! عندما ارتبطت الأمة بالإسلام والتوحيد والعلم ارتقت وعلت، وعندما تخلت عن دينها وسمحت للفساد العقائدي أن يتسلل إليها بدون رقابة، خسرت العلم والدين والدنيا والآخرة وصارت في أعقاب أعدائها.

نشر الدجل في الثقافة والتربية والإعلام:
لقد تمرس اليهود على استغلال مثلث الثقافة والتربية والإعلام، وأجادوا تسخيرهم لخدمة أهدافهم وتنفيذ مخططاتهم، وإن فساد المادة الإعلامية له دوره الخطير في تدمير البنية الفكرية والعقائدية بل والأخلاقية لأي مجتمع ما، وبخاصة إذا أدركنا أن الإحصائيات تثبت أن ( الأولاد ما بين سن ستة عشر سنة يقضون ما بين 500 إلى 1000 ساعة في العام أمام التلفاز، وأن هذا الوقت يكاد يعادل الوقت الذي يقضيه الطلاب في عام دراسي، مما يظهر لنا حجم التدمير الذي يمكن أن يحدث لأبنائنا عبر الإعلام المرئي المسموم وغيره). ( )

ويشتد الأمر سوءًا من خلال القنوات الفضائية أو (السماء المفتوحة) وانتشار الوسائل الحديثة من أفلام الفيديو وشبكة الإنترنت التي تيسر الاتصال والتعرف على مختلف أنواع الثقافات على مستوى العالم كله في لحظات معدودة، ناهيك عن ما يقدمه الإعلام من مواد فنية وفلكلورية في شكل أعمال درامية تتزامن مع أوقات العبادات، خاصة في شهر رمضان وساعات قيام الليل، مما يصرف أصحاب الهمم الضعيفة عن انتهاز تلك المنح والنفحات الربانية، فيزداد ضعف الأمة ووهنها من خلال ترويج الأساطير والخرافات وإحياء السحر، والثمرة سريان تلك السموم في أنفسها وعقولها، وذلك سبب هام من أسباب انتشار السحر والدجل بين فئات المثقفين والمتعلمين فضلاً عن العوام.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد الإعلام يقدم سنويًا في شهر رمضان المسلسل الشهير (ألف ليله وليلة)، وما على شاكلته من أعمال درامية تعج بذكر الجن والعفاريت والأشباح وإحياء السحر وطقوسه وتحضير الجن، و أسطورة (مغارة على بابا) التي تفتح بالطلسم سحري (افتح يا سمسم) لينفتح باب المغارة من توه، بينما يجرب آخرون طلاسم مختلفة فلا ينفتح لهم باب المغارة، ولو جربنا الاسترسال في ذكر ما يقدم فلن نستطيع حصر ذلك الكم الرهيب من الغيبيات والدجل والسحر الذي يقدم للناس، خاصة البعيدين عن الحصانة الدينية والعقائدية، ثم يخرج لنا من يدعى أنه يحارب الدجل بينما يغضون الطرف عن ذكر الحق وبيان المعالجين بالقرآن على صورتهم الحقيقية، ذلك بإظهار الدجالين وتسليط الأضواء عليهم، وتنحية المعالجين الحقيقيين عن دائرة الضوء.

(حاولت حركات التبشير والتغريب التي رافقت النفوذ الغربي والاستعمار أن تجعل من كتاب ألف ليلة وليلة (وثيقة) لدراسة صورة المجتمع الإسلامي ولذلك فقد ترجم إلى مختلف اللغات وأثيرت حوله اهتمامات كبرى . . . وإنما هو مجموعة من القصص الخيالية التي جمعت ورويت في ظل اضطراب المجتمع الإسلامي وضعفه، وقد تولى ترجمته المستشرق الفرنسي غالان عام 1704… وعرف بالتأكيد عن طريق البحث العلمي النزيه أن (ألف ليلة وليلة)، لم تكن إلا مجرد صورة خيالية تمثل الأساطير والأحلام والأوهام التي تعيش في خيالات القصاص وهى في مجموعها مستمدة من تراث الأساطير الشرقية والغربية القديمة).( )

وقد حكى المؤرخ الكبير المسعودى المتوفى سنة 956هـ. القرن الثالث الهجري في كتابه (مروج الذهب) عن وجود كتاب قديم بالفارسية أو بالبهلولية يحكى عن ملك وعن بنت وزيره (شهر زاد) وخادمتها دين زاد).( )

إن من يتشدقون باسم مصر والعروبة، ويدعون أنها (أم الدنيا) كما يقال لم يكونوا يومًا الأبناء البررة بها عندما أنكروا وجود الجن، ونفوا حدوث المس والسحر، وساهموا في نفس ذات الوقت في إحياء السحر والتراث الفلكلوري والأسطوري والوثني، مستغلين في سبيل ذلك كل الوسائل الممكنة في نشر هذا الفساد، حتى سقط المجتمع المسلم في ظلمات المس والسحر يكتوي بنارهما، وعندما قام بعض المخلصين من المعالجين بالتصدي بالدعوة والدعاء رموهم بالدجل، بينما رعاة السحر والشعوذة فتحت لهم صفحات الجرائد، وخصصت لهم البرامج الإعلامية لينشروا سمومهم بين الناس، ولم يتحرك أحد من هؤلاء المتشدقين ليتصدى لهذا السم الزعاف الذي تتجرعه الأمة يوميًا، بينما مئات بل آلاف الحالات تقع صرعى المس الشيطاني والسحر، ليس على مستوى مصر فقط، بل لمصر أن تفخر بالمخلصين من أبنائها الملتزمين بدينهم، لدرجة أن الناس يأتون من خارج مصر بأموالهم الطائلة ليعالجوا على أيدي أبنائها البررة الموحدين، ذلك ليصلحوا ما أفسده الإعلام من نشر السحر والدجل.

كتب السحر:
ومن الواضح أن هذه النوعية من الكتب تعد القاهرة مركزًا هام لانتشارها في أرجاء العالم العربي مما يساعد على انتشار السحر على نطاق واسع، يذكر الدكتور قتيبة الشهابي في كتابه (أسواق دمشق القديمة)، صفحة ( 119). أسماء الكتب وأنواعها التي تباع في سوق الكتب فيقول: (ومن الغريب أن بعضها كان يحمل عناوين أورد على سبيل الطرفة: (الكباريت في إخراج العفاريت - اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان - سحر بارنوخ - الجواهر اللماعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة - سحر الكهان في حضور الجان) وغير ذلك كثير، وتبين لي أنها جميعًا مطبوعة في القاهرة ..) اهـ. (الشهباني؛ د. قتيبة [أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية]/ (منشورات وزارة الثقافة – دمشق). صفحة (119). وسوف نتكلم مفصلا عن كتب السحر في موضعه بإذن الله تعالى.

لم يكن هؤلاء بالأمناء عندما أخفوا الحقيقة عن الناس، بل عمدوا إلى توسيع دائرة الدجل والخرافة ببث الدراما الأسطورية على النحو الذي ذكرناه، ولا تكاد تخلو جريده من الطالع والعرافة والكهانة باسم [حظك اليوم] و[الأبراج] بل تجد في نفس الصفحة خبر القبض على دجال! بخلاف انتشار كتب الخرافات باسم الدين والعلم، وانتشار كتب السحر التي تعلم قراءة الفنجان والكوتشينة والكف والتنويم المغناطيسي وتحضير الأرواح، وعلى رأس كل ذلك كتب السحر بقسميه الأبيض والأسود كما يقسمه السحرة( )، حيث يقسم السحرة أعمال السحر إلى قسمين، سحر علوي يقصر التعامل فيه مع الأرواح العلوية الخير ويستخدم هذا النوع من السحر في أعمال الخير كتزويج الفتيات وتأليف القلوب وفى علاج المرضى وكشف الطالع وفتح المندل وما شابه، أما القسم الثاني فيسمى سحر سفلي يتعاملون فيه مع الشياطين والأبالسة السفليين، ويستخدمون فيه النجاسات مثل دماء الحيض والسائل المنوي الناتج عن الزنى خاصة بالمحارم ويمتهنون كتاب الله بقراءته منكسًا وكتابته منكسًا بالمداد النجس بغية إرضاء الشيطان، ويدعون أنهم يستخدمون هذا النوع من السحر في الشرور والتفريق بين الأزواج والتعذيب والأمراض والقتل إلى آخر ما هنالك من شرور.

وفى أوربا (كان هناك نفر من السحرة المثقفين والمتنورين كأرباب الأعمال أو المال أو الأساتذة فكانوا خوفًا من الجزاء الصارم يسترون سحرهم بحجج باطلة واهية إذ كانوا يدعون أن سحرهم موجه للأعمال الخيرية والإفادة مثل شفاء المرضى أو الإصلاح بين العائلات أو الأزواج أو الكشف عن أسرار الكنوز والعلوم المخبأة التي تنفع المدنية ويستفيد منها الناس ولذا كانوا يطلقون على عملهم هذا: السحر الأبيض White Magic تفرقة له من السحر الأسود Black Magic المقصود به الضرر. انظر: [السحر]- مصدر سابق. صفحة (27).

الحقيقة أنهم يخدعون السذج بذلك، فأي كان صفة السحر علوي أو سفلي فهو في الأصل سحر، سواء استخدم فيه أرواح علوية أو شياطين سفلية، فهي كائنات غير مرئية للعيان يجهل جرمها وعدالتها وما ورد في كتاب الله عز وجل يرد عليهم تقسيمهم ذلك، حيث أثبت أن الشياطين يعلمون الناس السحر ومن جهة أخرى فالسحر سواء كان للخير أو للشر كما يدعون، فإنه يتم رغما عن إرادة المسحور له، هذا بخلاف أنه يصاب بالمس نتيجة تسلط الجن [خادم السحر] لينفذ أمر التكليف، فالسحر كله واحد، ومن الموبقات كما ورد في الحديث، وطالما توافرت له أركانه وشروطه.

والحقيقة أن كله سحر سواء كان أبيض أو أسود، ومن المؤسف حقًا انتشار تلك الكتب( ) بغزارة ملحوظة في كثير من المكتبات، بل وتعرض للبيع على الأرصفة وفى الميادين العامة، بل وأمام قلعة الإسلام في مصر الجامع الأزهر، فقبل محاربة الدجالين أين الرقابة على هذه السموم؟ ولماذا لا تستأصل من المجتمع المسلم الذي تروج فيه مثل تلك المصنفات المسمومة؟ وكيف لنا أن ندعى محاربة السحر والدجل واعتقاد الناس في بعض الرجال ذوى القدرات الخرافية، في حين تستبدل دراسة سلف الأمة العظماء بدراسة حياة الدجالين؟

وهذا ليس ادعاء أو اتهام باطل، ولكن (هذا نموذج من تجاوزات كتاب الصف الأول الثانوي تأليف د. عبد المنعم النمر وآخرين طبعة 88/1989م وما بعدها والكتاب السابق طبعة 87/1988م وكان تأليف د.عبد الله شحاته وآخرين ومن الذي ألغي منه ما يلي: حذف الشخصيات الإسلامية (عائشة- أبو حنيفة- محمد عبده) وتقرر بدلا منها (الحسن البصري، الشيخ شلتوت، الشيخ عبد الحليم محمود، السيد البدوي) لماذا هذا الحذف وهل في الجدد أحد أفضل من عائشة رضى الله عنها؟ ولماذا السيد البدوي بالذات ولماذا كتب عنه ما يلي بالكتاب الجديد طبعة 89/1990م. قال: (في بغداد أرواح آل البيت – رضوان الله عليهم – وأرواح أولياء الله على اختلاف درجاتهم. فهذا ضريح معروف الكرخى، وضريح…) هل هذا هو التطوير. ماذا يفعل الطلاب بالأرواح في بغداد؟ هل يسافر إلى بغداد ليلتقي بالأرواح ويزور الأضرحة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إقامتها فضلاً عن زيارتها).( )


مختصرات منقولة من مخطوط (الدخان الأسود) للكاتب: بهاء الدين شلبي


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)

التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 24-04-2006 الساعة 10:20 PM.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلاج بالماء د / أحمد محمد باذيب ملتقى الطب البديل والحجامة 16 03-04-2011 01:04 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 232.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 226.40 كيلو بايت... تم توفير 5.94 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]