مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" - الصفحة 19 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 444 - عددالزوار : 124381 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14556 - عددالزوار : 766591 )           »          جمع الصلوات بسبب المرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الزكـاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          نصيحة للمتأخرين عن صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 35914 )           »          ديننا.. يتجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          دروس من قصص القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 6538 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 3516 )           »          يُسر الإسلام وسماحته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #181  
قديم 17-04-2025, 04:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (184)


مقالات شرعية مثنى محمد هبيان



الحكم التشريعي الثالث عشر : التدرج في تحريم الخمر
الحكم التشريعي الرابع عشر : إصلاح مال اليتيم

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ 219 فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ220 [البقرة: 219-220]

السؤالالأول:
ما أهم دلالات هاتين الآيتين ؟
الجواب:
فيالآية( 219 ) قرأحمزةوالكسائي( إثمكثير) بالثاءالمثلثة، والكثرةباعتبارالآثمينمنالشاربينوالمقامرين، وقرأالباقون( إثمكبير) بالباءالموحدة.
2 ـهذهالآيةهيسؤالالصحابةالرسولعليهالسلامعنالخمرشرباًوبيعاًوشراءوتعاطياً.
3 ـالخمرمنالمخامرةوهيالمخالطة، وسُميتالخمرخمراًلأنهاتخالطالعقلوتسترهوتخفيه، وكأنّالخمريواريمابينالعقلالمستبصرمنالإنسانوبهيميتهالعجماء، وأمّااشتقاقالميسرفهومناليسرفيكسبالمالمنغيركدّولاتعب، أوهومناليسار وهوالغنى.
4 ـتحريمالخمركانعلىسبيلالتدرج، ونزلتحريمالخمر فيأربعآياتتمثلأربعمراحلفيطريقالتحريم:
آـقولهتعالى: ﴿وَمِنثَمَرَٰتِٱلنَّخِيلِوَٱلۡأَعۡنَٰبِتَتَّخِذُونَمِنۡهُسَكَرٗاوَرِزۡقًاحَسَنًاۚإِنَّفِيذَٰلِكَلَأٓيَةٗلِّقَوۡمٖيَعۡقِلُونَ٦٧[النحل: 67] فوصفالرزقبأنهحسن، فأثنىعليه، وسكتعنالخمر، وفيهذاتعريضبالذمغيرمباشر.
بـقولهتعالى: ﴿ يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗكَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ٢١٩ [البقرة: 219] فبيّناللهسبحانهأنّفيالخمروالميسرمنافعدنيوية، لكنهكسبحرامغيرمشروع، والإثمأكبرمنالنفع.
جـقولهتعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ [النساء: 43] فمنعشربالخمرفيالصلاة، والصلواتالخمستتخللالليلوالنهار.
دـقولهتعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ٩٠إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ٩١[المائدة: 90-91] فلمّانزلتهذهالآيةقالالصحابةوفيهمعمر: انتهيناربناانتهينا. وكانذلكبعدغزوةالأحزاببأيام، وتركواالخمرمنفورهم.
5 ـوقدلعنالإسلامفيالخمرعشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولةإليه، وبائعها، ومبتاعها، وواهبها، وآكلثمنها.
6 ـالآية( 220 ) : فيهاأمرمناللهأنيفعلالمسلمونالخيرللأيتامدائماً، وأنيصلحواأموالهم: حفظاًوصيانةواستثماراًوتنمية.
7 ـقولهتعالى: ﴿ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚالإعناتالحملُعلىمشقةلاتطاق، أي: ولوشاءاللهلكلّفكممايشتدعليكم.
8 ـقولهتعالى: ﴿ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ فيهوعيدلمنيفسدأموالاليتامىوأوضاعهموشؤونهم.

السؤالالثاني:
لِمَ قال تعالى: ﴿ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ ولم يقل: إصلاحهم في الآية ؟
الجواب:
انظر إلى عظيم عناية الله تعالى ولطفه بعباده الضعفاء. ويتجلّى هذا اللطف في قوله تعالى: ﴿ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ حيث قال: ﴿ لَّهُمۡ ولم يقل: إصلاحهم، لئلا يظن الإنسان أنه ملزم بإصلاح جسده ورعاية جسمه والعناية به وحسبُ ثم يهمل ما عداه، لا. فأنت أيها الكافل اليتيم مأمور بإصلاح ذاته وروحه وعقيدته وخلقه وكل ما يتعلق به.

السؤالالثالث:
قوله تعالى: ﴿ ٱلۡعَفۡوَۗ جاء فيه قراءتان، بالنصب وبالرفع، فما إعراب كل حالة ؟ وهل الفعل ( يسألونك ) يتعدى إلى مفعولين أم إلى مفعول واحد؟
الجواب:
1ـ الفعل ( يسألونك ) قد يتعدى لمفعولين إذا كان السؤال بمعنى طلب المال ، نحو : (من سأل الله شيئاً أعطاه ) ، وأما إذا كان السؤال استفهاماً فإنه يتعدى إلى مفعول واحد، كما في قول الله : ( يسألونك عن الساعة ).

2 ـ قرأ أهلُ الحرمين وأهلُ الكوفة بالنصب ، وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر وابن أبي اسحاق ( قل العفوُ ) بالرفع. قال أبو جعفر: إنْ جعلتَ "ذا" بمعنى (الذي) كانَ الاختيارُ الرفعَ وجاز النصبُ، وإنْ جعلتَ (ما) و(ذا) شيئاً واحداً كان الاختيارُ النصبَ وجاز الرفعُ، وحكى النحويون: ماذا تعلمتَ أنحواً أم شعراً؟ بالنصب والرفع على أنهما جَيدانِ حَسَنانِ ، إلا أنّ التفسير في الآية يدلّ على النصب. قال ابن عباس: (العفو) ما يفضل عن أهلك، فمعنى هذا: ينفقون العفو، وقال الحسن: المعنى: قل أنْفقُوا العفو.
فالرفع على تقدير (ما) اسم استفهام مبتدأ ، و(ذا) اسم موصول بتقدير : ما الذي ينفقونه ؟ والجواب: العفوُ، يعني: هو العفوُ. وأمّا النصبُ فعلى تقدير: (ماذا) اسم استفهام في محل نصب (مفعول به مقدم) بتقدير: ( أي شيء ينفقون ) ، فتكون كلمة ( العفوَ ) تعني : (قل أنفقوا العفوَ) ، أو: (قل تنفقون العفوَ) ، أي أنّ الرفع أو النصب مبني على إعراب الجملة التي قبلها، لأنّ الجواب مبني على السؤال ، فهنا كلمة: (ما) مفعولية أو استفهامية، وهي التي فُسرت بكلمة (العفو) ، فالسؤال كان : ما الذي ينفق ؟ وكان الجواب : ( العفو) ، فلما كانت تفسيراً لها كان لها حكمها في الإعراب ، فإنْ نَصبتَ ( ماذا ) فانصب ( العفوَ ) وإنْ رَفعتَ ( ماذا ) فارفع ( العفوُ ) ، وباختصار: إمّا مفعول به منصوب على قراءة الفتح ، أو خبر مرفوع على قراءة الرفع ، والله أعلم .










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #182  
قديم 17-04-2025, 04:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (185)


مقالات شرعية مثنى محمد هبيان



الحكم التشريعي الخامس عشر : زواج الوثنيات واهل الكتاب
﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)﴾ [البقرة: 221]
السؤالالأول:
ماذا تفيد اللام في قوله تعالى في الآية ﴿ وَلَأَمَةٞ ﴿ وَلَعَبۡدٞ ؟
الجواب:
قد تدخل اللام على المبتدأ وتسمى لام الابتداء وهي تفيد التوكيد كما في هذه الآية.
السؤالالثاني:
قوله تعالى في الآية: ﴿ ءَايَٰتِهِۦ وفي آيات أخرى يقول: ﴿ ٱلۡأٓيَٰتِ [البقرة:118] فما الفرق ؟
الجواب:
كلمة (الآيات) عامة من حيث اللغة ، وأمّا (آياته) فخاصة حيث الإضافة إلى ضمير الله سبحانه وتعالى فيها تشريف وتعظيم.
لمزيد من التفصيل انظر الجواب في السؤال الرابع في آية البقرة 187 .
السؤالالثالث:
ما دلالات هذه الآية ؟
الجواب:
1ـ تحدثت سورة البقرة في اثنتين وعشرين آية ابتداء من هذه الآية وحتى الآية ( 243 ) عن بعض أحكام الزواج والمعاشرة والإيلاء والطلاق والعِدّة والنفقة والرضاعة وغير ذلك من شؤون الأسرة ، وبدأ الحديث عن موضوع الزواج .
2ـ كان المسلمون مختلطين مع المشركين الوثنيين آنذاك في المدينة ، ولربما رغب أحد المسلمين بالزواج منهم أو العكس ، فنزلت هذه الآية لتبين الحكم .
3 ـ النكاح في الأصل هو الوطء ، ثمّ غلب على عقد النكاح .
4 ـ هذه الآية تحرم زواج المسلم من الوثنية ومن في حكمها ، كالبوذية والسيخية وعابدة البقر، ونحو ذلك ممن لا يؤمنون برسالة سماوية ، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر .
5ـ هناك فرق بين الوثنية وأهل الكتاب ، وكلاهما يُوصف بالشرك والكفر .
6 ـ خصصت آية المائدة في إباحة الزواج من نساء أهل الكتاب ، بقوله تعالى : ﴿وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ [المائدة:5] .
7 ـ قوله تعالى في الآية : ﴿ وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ بفتح التَّاء هنا، وبضمها في قوله:﴿وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ [البقرة: 221]لأنّ الأول من ( نَكَحَ ) وهو يتعدَّى إلى مفعولٍ واحدٍ، والثاني من ( أنْكَحَ ) وهو يتعدَّى إلى اثنين، الأول في الآية ( المشركين )، والثاني محذوفٌ وهو ( المؤمنات )، أي لا تنكحوا المشركين النساء المؤمنات حتى يؤمنوا.
8 ـ بشكل عام يحرم على المسلمة أن تتزوج المشرك ، ويحرم على المسلم أن يتزوج مشركة ، وأباح له الزواج بنساء أهل الكتاب .
9 ـ قوله تعالى : ﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ٢٢١ فالله يدعو عباده إلى الدين الحق المؤدي بهم إلى مغفرة الذنوب وإلى الجنة . والله أعلم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #183  
قديم 06-05-2025, 03:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (186)





مثنى محمد هبيان







الحكم التشريعي السادس عشر : تجنّب النساء في المحيض
﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَعَنِٱلۡمَحِيضِۖقُلۡهُوَأَذٗىفَٱعۡتَزِلُواْٱلنِّسَآءَفِيٱلۡمَحِيضِوَلَاتَقۡرَبُوهُنَّحَتَّىٰيَطۡهُرۡنَۖفَإِذَاتَطَهَّرۡنَفَأۡتُوهُنَّمِنۡحَيۡثُأَمَرَكُمُٱللَّهُۚإِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلتَّوَّٰبِينَوَيُحِبُّٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢[البقرة: 222 ]
السؤالالأول:
ما الوجه البلاغي لكلمة (أذى) في الآية: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَعَنِٱلۡمَحِيضِۖقُلۡهُوَأَذٗى﴾ ؟
الجواب:
انظر إلى هذه الدقة والإعجاز العلمي، فقد أطلق الله سبحانه وتعالى الأذى ولم يقيّده، فقال (هو أذى) ولم يقل (هو أذى لكم) أو (لهنّ) فهل لهذا التعبير من سبب؟ نعم لأنّ جماع المرأة أثناء حيضها أذى للرجل يسببه الدم الفاسد، وفيه أذى للمرأة ومرض، وفيه أذى للطفل، والأطباء يقولون: إنّ الجنين إذا تكوّن بجماع خلال الحيض قد يصاب بمرض الجذام.
السؤالالثاني:
ما دلالة المتطهّرين في قوله تعالى في هذه الآية: ﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلتَّوَّٰبِينَوَيُحِبُّٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢﴾ ؟
الجواب:
الذي يبدو والله أعلم أنّ ﴿ٱلۡمُطَهَّرُونَ٧٩[الواقعة:79] هم الملائكة؛ لأنه لم ترد في القرآن كلمة (المطهرين) لغير الملائكة، (والمُطهّر) اسم مفعول وهي تعني: مُطهّر من قِبَل الله تعالى.
وبالنسبة للمسلمين يقال لهم: (متطهرين أو مطّهّرين) كما في هذه الآية، و(متطهرين) هي بفعل أنفسهم، أي: هم يطهرون أنفسهم.
السؤالالثالث:
قال تعالى في هذه الآية البقرة: 222 ﴿ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ بالتاء، وقال في آية التوبة: 108 ﴿ٱلۡمُطَّهِّرِينَ١٠٨﴾ بالتشديد. فما الفرق؟
الجواب:
قال في آية البقرة:﴿ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢﴾ وفي آية التوبة ﴿ٱلۡمُطَّهِّرِينَ١٠٨﴾ وذلك:
1 ـ آية البقرة 222:
آ ـ هي في الطهر من الحيض والتطهر منه وهو متكررٌ متطاولٌ في العمر، فجاء به على صيغة الفك لأنها أطول.
ب ـ كذلك التطهر هنا أمر بدني للنساء والرجال، فالنساء ينبغي أن يتطهرن من الحيض والرجال ينبغي أن يعتزلوا النساء حتى يتطهرن .
ج ـ الآية في عموم المؤمنين والمؤمنات إلى يوم الدين.
2ـ آية التوبة 108:
آ ـ التطهر فيها منظور به إلى التطهر القلبي؛ لأنها نزلت في المنافقين الذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين، وهذا من فساد الباطن وسوء السريرة ودنس القلب، كما قال الله ﴿فِيقُلُوبِهِممَّرَضٞفَزَادَهُمُٱللَّهُمَرَضٗاۖ[البقرة:10] وأمر الله رسوله بترك ذاك المسجد .
ثم ذكر بإزاء أولئك المنافقين أصحاب القلوب الدنسة رجالاً آخرين هم أصحاب القلوب الطاهرة، فقال فيهم: ﴿فِيهِرِجَالٞيُحِبُّونَأَنيَتَطَهَّرُواْۚوَٱللَّهُيُحِبُّٱلۡمُطَّهِّرِينَ١٠٨﴾ ومعناه: أنه يحب الذين يبالغون في التطهر .
ب ـ الآية هي في صحابة رسول الله .
3ـ لذلك استعمل الصيغة الطويلة في المدة المتطاولة فاستعمل ﴿ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢﴾ للبدن ، بينما استعمل ﴿ٱلۡمُطَّهِّرِينَ١٠٨﴾ للقلب، وهو أبلغ وخاصة مع الصحابة؛ لأنهم أكمل الناس طهارة ظاهراً وباطناً.
4 ـ قد تقول: ولكنّ الله قال: ﴿فِيهِرِجَالٞيُحِبُّونَأَنيَتَطَهَّرُواْۚ[التوبة:108] فجاء بالفك ولم يقل (يطّهروا)؟ والجواب: أنّ الله جمع لهم بين التطهُّرَين القلبي والبدني، وذلك أبلغ وأمدح من أنْ يذكرهما بنوع واحد فإنه يحب المتطهرين جميعاً.
السؤالالرابع:
من الذين يحبهم الله تعالى؟
الجواب:
من يحبهم الله تعالى:
﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلتَّوَّٰبِينَوَيُحِبُّٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢ [البقرة:222].
﴿فَإِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلۡمُتَّقِينَ٧٦ [آلعمران:76].
﴿وَٱللَّهُيُحِبُّٱلۡمُحۡسِنِينَ١٣٤ [آلعمران:134].
﴿وَٱللَّهُيُحِبُّٱلصَّٰبِرِينَ١٤٦ [آلعمران:146].
﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلۡمُتَوَكِّلِينَ١٥٩ [آلعمران:159].
﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلۡمُقۡسِطِينَ٤٢ [المائدة:42].
﴿وَٱللَّهُيُحِبُّٱلۡمُطَّهِّرِينَ١٠٨ [التوبة:108].
﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلَّذِينَيُقَٰتِلُونَفِيسَبِيلِهِۦصَفّٗاكَأَنَّهُمبُنۡيَٰنٞمَّرۡصُوصٞ٤[الصف:4].
اللهم اجعلنا ممن تحبهم يا رب العالمين، وكذلك كل من يقول: آمين .
السؤالالخامس:
ما دلالة هذه الآية؟
الجواب:
1ـ كان اليهود يعزلون النساء إذا حاضت ويعتبرونها نجسة ، فلا يخالطوها ولا يأكلون أو يشربون معها مدة الحيض ، وكان النصارى لا يفرّقون بين المرأة وهي حائض أو غير حائض ، فيفعلون معها كل شيء حتى الجماع ، وحيث كان المسلمون قد امتزجوا باليهود في المدينة المنورة فقلدوهم في كثير من الأشياء ، فأنزل الله تعالى يبيّن أنه لا يحرم على الحائض إلا الجماع فقط ، كما حرّم الإسلام إتيان المرأة في دبرها .
2ـ يحرم على الحائض والجنب والنفساء : الصلاة والصوم ، ودخول المسجد ومس المصحف وحمله ، والطواف بالبيت ، وتفعل المرأة كل هذه الأمور بعد أن تطهر وتغتسل ، والصلاة لا تُقضى تخفيفاً ورحمة من الله لها لتكررها كل شهر ، والصوم يُقضى لأنه يأتي مرة واحدة بالعام .
3ـ ختم الله الآية بقوله:﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلتَّوَّٰبِينَوَيُحِبُّٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢﴾ أي يحب كثيري التوبة والاستغفار، وجاء بالتشديد لاحتمال تكرر المخالفات ، ويحب أيضاَ المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار .
4 ـ يستنتج من قوله تعالى : ﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلتَّوَّٰبِينَوَيُحِبُّٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢﴾ أنه ليس هناك نظام أرضي اهتم كل هذا الاهتمام بجمال الجسم وطهارته مثل الإسلام! وإنّ نقاء المسلمين البدني شارة تميزوا بها بين الشعوب الأخرى.( الغزالي ) .
5 ـ قال النبي عليه السلام في حديث ابن عمر : ( مَنْتوضَّأَفأحْسَنَالوضوءَ،ثُمَّقال : أشهَدُأنلَّاإلهَإلَّااللهُوحدَهُلَاشريكَلَهُ،وأنَّمحمدًاعبدُهُورسولُهُ،اللهمَّاجعلْنِيمِنَالتوَّابينَ،واجعلْنِيمنَالمتطهِّرينَ،فُتِحَتْلَهُثمانيةُأبوابِالجنَّةِ،يدخلُمِنْأيِّهَاشاءَ) [ أخرجهمسلم 234 ] .
6 ـ ما أجمل صوت أنين التائبين وما أعظم دموعهم على خدهم، يكفي التائبين فخراً قول الله فيهم : ﴿إِنَّٱللَّهَيُحِبُّٱلتَّوَّٰبِينَوَيُحِبُّٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢﴾ والله أعلم .








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #184  
قديم 06-05-2025, 03:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (188)


مثنى محمد هبيان






الحكم التشريعي الثامن عشر : أحكام الأيْمَان
﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 224]
السؤالالأول:
ما دلالات هذه الآية ؟
الجواب:
1ـ المعنى العام : أيها المسلمون لا تجعلوا حَلفكم بالله مانعاً لكم من البر والتقوى والإصلاح بين الناس ، فتحتجوا أنكم أقسمتم بالله ألا تفعلوه ، بل على الحالف أنْ يعدل عن حلفه ، ويفعل أعمال البر ، ويكفّر عن يمينه .
2 ـ القسم يعني تعظيم المقسم به ، وتأكيد المقسم عليه . وقد أمر الله في هذه الآية بحفظ الأيْمَان وعدم ابتذالها في كل صغيرة أو كبيرة ، وألا تحلفوا عن الامتناع عن أعمال البر والتقوى .
3 ـ ﴿ عُرْضَةً بالضم ، هو ما يُعرض ويُنصب ،ويُقال : هو عُرضة لكذا .
4 ـ قوله تعالى : ﴿ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ أي لجميع الأصوات ﴿ عَلِيمٌ بالمقاصد والنيات ، ومنه سمعه وعلمه بمقاصد الحالفين ، أخير أم شر ، وفي هذا تحذير بأنّ أعمالكم ونيّاتكم قد استقر علمها عند الله . والله أعلم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #185  
قديم 06-05-2025, 03:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 190)


مثنى محمد هبيان





الحكم التشريعي التاسع عشر : الإيلاء
﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 226-227]
السؤالالأول:
قوله تعالى في الآية: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) الإيلاء أريد به الحلف، فلِمَ قال تعالى: ﴿يُؤلُونَ ولم يقل: (يحلفون) أو (يقسمون)؟
الجواب:
لأنّ الإيلاء هو حلف ويمين، ولكنه يقتضي التقصير في حق المحلوف عليه، وهو مشتق من (الألو) وهو التقصير، والإيلاء فيه إجحاف وتقصير في حق المرأة التي حلف زوجها أنْ لا يقربها.
السؤالالثاني:
لِمَ عدّى الفعل ﴿يُؤلُونَ بـ (من) فقال: ﴿مِن نِّسَآئِهِمۡ فلِمَ لمْ يقل: (يؤلون على نسائهم)؟
الجواب:
لأنّ الله سبحانه وتعالى أراد أنْ يضعك في صورة مشهد هذا اليمين، فالرجل حلف أنْ يبتعد عن زوجه؛ ولذلك عدّى الفعل (يؤلون) بحرف جرٍّ يناسب البُعد وهو (من)، وتفهم معنى الابتعاد فكأنه قال: للذين يؤلون متباعدين عن نسائهم. والإيلاء هو حلف ويمين ولكنه يقتضي التقصير في حق المحلوف عليه، وهو مشتق من (الألو) وهو التقصير، والإيلاء أيضاً فيه إجحاف وتقصير في حق المرأة التي حلف زوجها أن لا يقربها.

السؤالالثالث:
ما المعنى العام للآيتين ؟
الجواب:
1ـ الإيلاء مثل اليمين أو القسم أو الحلف، ويقصد صاحبها يميناً على ترك الوطء والمجامعة لزوجته.
وقد كان الإيلاء في الجاهلية طلاقاً، ثم إنّ أهل الإسلام فعلوا ذلك فأزال الله تعالى ذلك وأمهل الزوج مدة أربعة أشهر ليتروى ويتأمل، فإنْ رأى المصلحة في ترك هذه المضارة فعلها وإلا فارق المرأة.
2ـ قال: ﴿ مِن نِّسَآئِهِمۡ وفيها معنى البعد، فكأنه قيل: يبعدون من نسائهم.
3ـ قوله تعالى: ﴿ فَإِن فَآءُو أي: إنْ رجعوا، فالفيء هو رجوع الشيء إلى ما كان عليه من قبل، ولهذا قيل لما تنسخه الشمس من الظل ثم يعود: فيءٌ .
ولذلك معنى ﴿ فَإِن فَآءُو أي: رجعوا عما حلفوا عليه من ترك جماع نسائهم. والرجوع يكون بالقول باللسان أو الجماع ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ لما وقع من الحلف رحيم بهم حيث لم يؤاخذهم على سوء فعلهم ، ولا كفارة عليه بسبب ذاك اليمين .
4 ـ قوله تعالى :﴿ وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ أي عقدوا عزمهم على الطلاق والاستمرار في اليمين ، وامتنعوا عن الرجوع لعدم رغبتهم مع ترك الجماع ، وهذه تعتبر الطلقة الثانية ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ لأقوالهم ﴿ عَلِيمٞ بمقاصدهم وسيجازيهم على ذلك ، وفي هذا تهديد ووعيد لمن قصد بذلك المضّارة .
5 ـ قوله تعالى : ﴿وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ٢٢٧ فإن قلتَ: عزمُهم الطَّلاق ممَّا يُعلم لا ممَّا يُسمع، فكيف قال: ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ ؟ قلتُ: العازم على الشيء يُحدِّث به نفسه، وحديث النَّفس ممَّا يسمعه الله ويسمع وسوسة الشيطان، مع أنّ الغالب في عزم الطلاق المقاولة والتحدث مع الزوجة. والله أعلم .
السؤال الرابع:
ما دلالة رسم كلمة ﴿ فَآءُو بدون ألف في القرآن الكريم ؟
الجواب:
وردت كلمة﴿ فَآءُو مرة واحدة في القرآن الكريم بدون ألف في هذه الآية ، والنقص يشير إلى الإسراع في العودة عن الإيلاء ، وألا يكون هناك طلاق كما في الآية اللاحقة (البقرة : 227 ) . والله أعلم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #186  
قديم 17-06-2025, 05:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 192)


مثنى محمد هبيان



الحكم التشريعي الحادي والعشرون: الطلاق الرجعي
الحكم التشريعي الثاني والعشرون: الخُلْعُ وأدلته
﴿ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡ‍ًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَا فِيمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ٢٢٩
[البقرة: 229]

السؤال الأول:
قوله تعالى: ﴿ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡ‍ًٔا لِمَ لمْ يقل: مالاً؟
الجواب:
وردت كلمة ( شيء) نكرة، وهو لفظ عميق الدلالة على النكرة، فدلّ استعمال كلمة ﴿ شَيۡ‍ًٔا على تحذير الأزواج من أخذ أقل القليل، بخلاف لو استعمل لفظ (المال) فإنه في هذه الحالة قد يفهم أنه يحذره من أخذ المال ويسمح له بأخذ ما سواه.

السؤال الثاني:
شبّه الله تعالى أوامره بالحدود، فما دلالة ذلك ؟
الجواب:
قوله تعالى في الآية: ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ انظر كيف شبه الله سبحانه وتعالى أوامره بالحدود؛ لأنّ (الحد) هو الفاصل بين أملاك الناس، وكذلك أحكام الله تعالى هي الفاصلة بين الحلال والحرام والحق والباطل.
والقاعدة أنّ الله تعالى يستعمل ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ [البقرة:187] في النواهي كما في آية البقرة 187، ويستعمل ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ [البقرة:229] مع الأوامر كما في هذه الآية .

السؤال الثالث:
قوله تعالى: ﴿ ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ جاءت بالصيغة الاسمية، فما دلالة ذلك ؟
الجواب:
1ـ قوله تعالى في آية البقرة 229: ﴿ ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ جاء بالطلقة الثالثة بالرفع؛ وذلك لأنها الطلقة الأخيرة والحكم معها يكون على وجه الدوام، وهو إمّا الإمساك بالمعروف أو التسريح الذي لا رجعة فيه؛ لذلك لم يقلها بالنصب؛ وذلك لأنّ النصب موقوت، فناسب الصيغة الاسمية التي تدل على الثبات والدوام .
والطلقة الثالثة هي التي سُئل عنها النبي عليه الصلاة السلام لمّا نزل قول الله تعالى : ﴿ ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فقيل : أين الثالثة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ﴿ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ وهذه هي البينونة الكبرى التي لا رجعة فيها . (رواه الدار قطني في السنن) .
وفي قوله تعالى :﴿ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ خُلُقٌ عظيمٌ لو تمثله المسلم في كل تسريح ومفارقة بينه وبين من يخالفه من زوجة أو شريك أو عامل أو صاحب.
2 ـ ولذلك في سورة محمد قال تعالى: ﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ [محمد:4] جاء بـ ﴿فضرْبَ [محمد:4] منصوباً وذلك على تقدير الفعل، أي: فاضربوا ضربَ، ولم يأت بالرفع وذلك لأنه موقوت بالمعركة وليس أمراً دائماً، فجاء بالصيغة الفعلية التي تدل على الحدوث والتجدد .

السؤال الرابع:
قوله تعالى في آية البقرة 228: ﴿ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فجاء بـ الذي، وفي آية البقرة 229 قال: ﴿ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡ‍ًٔا فجاء بـ (ما). فما الفرق ؟
الجواب:
انظر الجواب في آية البقرة 228.

السؤال الخامس:
قوله تعالى: ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ما الحد؟ وما الكلمات التي جاءت شبيهة بهذه الكلمة في القرآن الكريم ؟
الجواب:
الحد:
هو الطرف الذي يميز الشيء عن غيره فلا يختلط به؛ كحد الأرض.
شواهد قرآنية:
﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ [البقرة:229] .
الطَّرَف:
بداية الشيء ونهايته ولا يمكن فصله عنه.
شواهد قرآنية:
﴿ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ [طه:130]
﴿ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَآۚ [الأنبياء:44]
الحَرف:
طرف الشيء العالي المُدبَّب وهو حادٌّ كالسكين يصعب الوقوف عليه، وإن وقفت يصعب التماسك وتتعرض للسقوط .
شواهد قرآنية:
﴿ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ [الحج:11] .
الرجـــا: هو عكس (الحرف) بالمعنى ، وجمعها (أرجاء)، فهو واسعٌ يمكن الجلوس عليه أو تبني فيه.
شواهد قرآنية:
﴿ وَٱلۡمَلَكُ عَلَىٰٓ أَرۡجَآئِهَاۚ [الحاقة:17]، فالملائكة حول العرش في غاية الراحة والسعة.
الحافـــة:
هو مانع يمنعك من السقوط على الطرف .

السؤال السادس:
ما دلالات قوله تعالى : ﴿ ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡ‍ًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَا فِيمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ٢٢٩ ؟
الجواب:
1 ـ لا ينبغي للرجل أن يُضّار المرأة ويضايقها كي يلجئها إلى طلب الطلاق أو تفتدي نفسها منه برد المهر، أو شيء من المال، طلباً للطلاق .
2ـ الخُلع : أن تخلع المرأة نفسها بأن ترفع أمرها إلى القاضي ، وتبين له الأسباب الموجبة التي جعلتها لا تطيق العيش معه ، والإسلام في هذه الحالة يطلب منها أن تردّ له مهره أو تفدي نفسها منه على شيء من المال .
3 ـ الخُلع طلاقٌ بائنٌ عند جمهور العلماء .
4 ـ قوله تعالى : ﴿ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ أي الفاصلة بين الحرام والحلال ، والإسلام يسمي الخُلع أو الطلاق أو الرجعة حدود الله﴿ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ٢٢٩ لأنفسهم بتعريضها لعذاب الله بسبب الظلم الذي وقعت فيه .
5 ـ الظلم ثلاثة أنواع :
آ ـ ظلمٌ من العبد لربه فيما دون الشرك بالله ، وهو راجع إلى مشيئة الله إنْ شاء عفا وإنْ شاء عذّب .
ب ـ الظلم الأكبر هو الشرك بالله ، وصاحبه مخلد في العذاب والنار إنْ مات عليه ، أمّا إنْ تاب قبل الغرغرة والموت فإنّ الله يتوب عليه .
ج ـ وظلمٌ متعلق بحقوق العباد لا يترك الله منه شيئاً . والله أعلم .

السؤال السابع:
ما دلالة كتابة كلمة ﴿ ٱلطَّلَٰقُ بحذف الألف من وسط الكلمة في آيتي سورة البقرة [ 228ـ 229 ] ؟
الجواب:
وردت كلمة ﴿ ٱلطَّلَٰقُ بحذف الألف من وسط الكلمة في آيتي سورة البقرة
[ 227ـ 229 ] ، ويوحي حذف الألف من وسط الكلمة أن تنكمش الكلمة ، وبالتالي تكون ضيقة المبنى بأن يكون الطلاق في أضيق الحدود ، كما يوحي حذف الألف أنه ما زال هناك ارتباط بين الزوجين في فترة العدة .
ويوحي رسم كلمة﴿ مَرَّتَانِۖ بالألف الصريحة على ضرورة وقوع المرتين مرة بعد مرة ، وجاءت الألف في وسط الكلمة كألف فارقة لكل مرة على حدة . ومن لطائف القرآن الكريم التناسب العددي بين قوله تعالى :﴿ ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ وبين أنّ كلمة ﴿ ٱلطَّلَٰقُ قد جاءت مرتين في القرآن الكريم كله . والله أعلم .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #187  
قديم 17-06-2025, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 193)


مثنى محمد هبيان



الحكم التشريعي الثالث والعشرون : الطلاق البائن بينونة كبرى
﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ٢٣٠﴾ [البقرة: 230]

السؤالالأول:
ما طريقة الاستعمال القرآني لفعل الشرط ؟
الجواب:
انظر الجواب في آية البقرة 191.

السؤالالثاني:
قوله تعالى في الآية: ﴿إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ استعمل (إنْ) ولم يؤكد، فلماذا لم يؤكد الموضوع ؟
الجواب:
لم يؤكد في الآية بـ (إنّ) المؤكدة؛ لأنه ليس المقصود بالظن ههنا اليقين وإنما الرجحان فقط.
لمزيد من المعلومات حول الفعل ( ظنّ) انظر آية البقرة 46.

السؤالالثالث:
ما دلالات هذه الآية ؟
الجواب:
1ـ إذا طُلقت المرأةُ الطلقة الثالثة فقد بانت من زوجها بينونة كبرى ، ولا يحل لها أن ترجع إليه إلا إذا انقضت عدتُها ، وتزوجت شخصاً آخر زواجاً شرعياً صحيحاً يطؤها فيه ، وتقيم مع الزوج الثاني معاشرة الأزواج ، وبغير نية التحليل للزوج الأول ، فإنْ ساءت العشرة بينهما لسبب من الأسباب ففارقها وانتهت عدتها ، ففي هذه الحالة يمكنها أن تعود إلى الزوج الأول إنْ رغبا في ذلك .
2ـ قوله تعالى :﴿ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ يعود إلى الزوج الثاني . والمعنى : إنْ طلقها الزوج الثاني أو مات فلا حرج على زوجها الأول أن يتزوجها بعقد ومهر جديدين ، إنْ غلب على ظنهما استقامة الحياة الزوجية في حدود ما شرع الله من أحكام وحقوق وواجبات وهُمَا المنتفعان بها .
3 ـ هذه الآية تتضمن الحكم التشريعي الثالث والعشرين المتعلق بالطلاق البائن بينونة كبرى .
والله أعلم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #188  
قديم 17-06-2025, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 194)


مقالات شرعية مثنى محمد هبيان





الحكم التشريعي الرابع والعشرون : عَضْلُ الزوج للمرأة
﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة: 231]

السؤالالأول:
مادلالاتهذهالآية؟
الجواب:
لايجوزللزوجأنيُضارالمرأة، فلايُسرّحهاولايمسكها، ولايُحسنمعاملتها، ولايُنفقعليهاحتىيُلجئهاإلىطلبالطلاق، أولدفعشيءمنمالهالتفدينفسهابه.
لذاعليكمأيهاالأزواجإذاطلقتمالنساءطلاقاًرجعياً، فقاربنَانتهاءالعدة، فإمّاأنتراجعوهنمعالقيامبحقوقهنّوالإحسانلهنّ، وإمّاأنْتتركوهنّبلارجعةولاضرر.
2 ـجعلاللهالطلاقحلاًلحياةتستحيلفيهاالعشرةبينالأزواج، وهذامننعماللهعلىعباده، وخصّبهاهذهالأمةدونغيرها. والطلاقمنآياتاللهوقدنهاناسبحانهأننتلاعببالطلاقأوالرجعةعلىوجهغيرصحيح.
قولهتعالى:﴿وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗاۚ أيلاتتلاعبوابأحكامالله، وتتهاونوافيأوامرهونواهيهفتظلمواأنفسكموغيركمفتتعرضوالعقابالله.
جاءفيالموطأأنّرجلاًقاللابنعباس: إنيطلقتامرأتيمئةطلقة، فقاللهابنعباس: طُلقتْمنكلثلاث، وسبعوتسعوناتخذتَبهاآياتاللههزواً.
4 ـ قوله تعالى :﴿ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚتربية قرآنية تؤكد على أنّ الاعتداء على الآخرين هو ظلم للنفس ؛ بتعريضها لسخط الله وغضبه .

السؤالالثاني:
ماهوالفرقبين(استهزأبـ)،و(سخرمن)؟
الجواب:
الاستهزاءأعممنالسخرية، والسخريةخاصةبالأشخاصولمتردفيالقرآنإلاللأشخاص،أماالاستهزاءفعامٌّ،وردفيالأشخاصوغيرالأشخاص.
شواهدقرآنية:
ـ﴿ وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ [المائدة:58] الصلاةليستشخصاً،وإنماأقاويلوأفاعيل.
ـ﴿ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا[البقرة:231] .
ـ﴿ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ٦٥ [التوبة:65] إذنالاستهزاءعامفيالأشخاصوفيغيرالأشخاص.
أمّاالسخريةففيالأشخاصتحديداًولمتردفيالقرآنإلافيالأشخاصكقولهتعالى:
﴿ وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ٣٨ [هود:38].
إذنالاستهزاءعام،ومعنىالاستهزاءهوالسخرية،هميقولون: المزاحفيخفيةوهوجانبمنالسخرية.

السؤالالثالث:
ما دلالة رسم كلمة ﴿ نِعۡمَتَ الواردة في الآية بالتاء المفتوحة ، علماً أنها رسمت بالتاء المربوطة
﴿ نِعۡمَةَ في مواضع أخرى من القرآن الكريم ؟
الجواب:
وردت كلمة﴿ نِعۡمَةَ بالتاء المربوطة (25) مرة في القرآن الكريم ، ووردت ﴿ نِعۡمَتَبالتاء المفتوحة (11) مرة فقط في القرآن الكريم في الآيات :[ البقرة 231 ـ آل عمران 103 ـ المائدة11 ـ إبراهيم 28 ـ 34 ـ النحل 73 ـ 83 ـ 114 ـ لقمان 31 ـ فاطر3 ـ الطور 29] .
وعندما ترد﴿ نِعۡمَتَ بالتاء المفتوحة ، فإن ذلك يعني خصوصية هذه الكلمة وأهميتها ودلالتها غير العادية حين تدبر الآية التي وردت بها والسياق المحيط بها ، والنعم الخاصة التي وهبها الله للمؤمنين ، كما تدل على النعم المفتوحة التي لا يمكن إحصاء عددها . أمّا بالتاء المربوطة فهي تتحدث عن النعم العامة الظاهرة للبشر جميعاً .
وشبيه بهذا كلمة: [﴿لَعۡنَةُ﴿لَّعۡنَتَ] و كلمة: [﴿ٱمۡرَأَةٌ﴿ٱمۡرَأَتَ]و كلمة: [﴿كَلِمَةٞ﴿كَلِمَتُ].
والله أعلم .







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #189  
قديم 17-06-2025, 05:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,304
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 195)


مقالات شرعية مثنى محمد هبيان




الحكم التشريعي الخامس والعشرون : عَضْلُ الأولياء للمرأة
﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 232]

السؤالالأول:
قوله تعالى في الآية: ﴿ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ [البقرة:232] استعمل (العضل) بمعنى المنع والحبس، وهو لفظ أغرب بالدلالة من المنع، فما سبب اختيار هذه الكلمة؟
الجواب:
إنّ المنع قد يحتمل أمرين: منعاً بحقٍّ ومنعاً بغير حَقٍّ، أمّا العضل فهو منع ولكنه دون حق أو إصلاح . فنهى الوليّ عن منع المرأة في العودة إلى زوجها دون وجه إصلاح، لذا كان اختيار كلمة تعضُلوهن دون تمنَعوهن.

السؤالالثاني:
ما الفرق بين ﴿ ذَٰلِكَ و﴿ذَٰلِكُمۡ في الاستعمال القرآني ؟
الجواب:
1ـ الكاف في ﴿ ذَٰلِكَ حرف خطاب، وحرف الخطاب في (ذلك) و(تلك) و(أولئك) قد يطابق المخاطب: نحو: ذلك، ذلكما، ذلكنّ حسب نوع المخاطب المشار إليه.
2ـ حرف الخطاب في اسم الإشارة فيه لغتان، وكلاهما جائز لغوياً:
آ- أنه يجعل مطابقاً للمخاطب إذا كان مفرداً أو مفردة أو مثنى أو جمع ذكور أو إناث.
ب- ولك أن تجعله بلفظ واحد وهو الإفراد والتذكير أياً كان المخاطَب .
3ـ لكن يبقى: كيف استعملها القرآن بيانياً؟
والجواب: أنه مرة يستعملها مفرداً ومرة يستعملها جمعاً. فلماذا؟
هنالك أسباب عدّة لهذا الأمر من جملتها:
آـ أنْ يكون في مقام التوسع والإطالة في التعبير وزيادة التفصيل، فيأتي بالحرف المناسب للجمع؛ لأنّ ﴿ ذَٰلِكُمۡ أكثر من ﴿ ذَٰلِكَ من حيث الحروف، وإذا كان في مقام الإيجاز يأتي بكل ما في الإيجاز لغة .
شواهد قرآنية: قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[الأنعام: 99] الآية فيها تفصيل فقال: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فجمع ﴿ ذَٰلِكُمۡ حتى تتلاءم مع ما قبلها.
﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل:12] استعمل ( ذلك ) لأنّ المقام مقام إيجاز.
ب ـ في مقام التوكيد يأتي بما هو أكثر توكيداً فيجمع، وإذا كان المقام أقل توكيداً يُفرِد.
شواهد قرآنية: قوله تعالى:
ـ ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [البقرة:232] هذا حُكمٌ في الطلاق، قال: ﴿ ذَٰلِكُمۡ .
ـ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المجادلة:12] هنا قال ﴿ ذَٰلِكَ [المجادلة:12].
لكن أيُّ الحُكمين آكد وأدوم؟ بالطبع الطلاق آكد وأدوم؛ لأنه حكمٌ عامٌ إلى قيام الساعة يشمل جميع المسلمين ،أمّا الآية الثانية فهي للأغنياء ثم ما لبث أياماً قليلة ونسخ الحكم، حيث قال تعالى: ﴿ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [المجادلة:13]، فالآية الأولى آكد والحكم فيها عام مستمر، أمّا الثانية فالحكم متعلق بجماعة من المسلمين ثم ألغي، فالآية الأولى آكد فقال: ﴿ ذَٰلِكُمۡ ومع الأقل قال:
﴿ ذَٰلِكَ .
وكذلك إذا كان عندنا مجموعتان إحداهما أوسع من الأخرى يستعمل للأوسع ضمير الجمع وللأقل ضمير الإفراد.

السؤالالثالث:
قال في آية البقرة 232: ﴿ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ وفي آية الطلاق 2: ﴿ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ [الطلاق:2] فلماذا؟
الجواب:
1ـ في آية البقرة حيث قال: ﴿ ذَٰلِكَ فالخطاب للنبي وقُدِّمَ تشريفاً له، ثم عمَّم، فقال:
﴿ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ [البقرة:232] .
وفي آية الطلاق: الخطابُ له وللأُمَّةِ جميعاً، وقدّم تشريفَه بالنداءِ لقوله: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ [الطلاق:1].
2ـ في اللغة العربية جائز توحيد الكاف ﴿ ذَٰلِكَ وجائز التثنية، والقرآن جاء بالحالتين:
شواهد قرآنية:
﴿ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ [يوسف:37].
﴿ قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ [يوسف:32].

السؤالالرابع:
ما دلالة هذه الآية ؟
الجواب:
العَضَل: هوالحبسوالتضييقوالمنع، يُقال: هذامرضٌعُضال، وأعضلالأمرأي: اشتد.
الخطابفيالآيةعام، موجهلأولياءالأمورجميعاًألايمنعوابناتهنّوأخواتهنّومنلهمولايةعليهنمنالزواجممنيرغبنَفيه، أوالعودةإلىالزوجالأولإذاأرادتالرجعة، وهذاهوالعضَل، أيالمنعمنالرجعةأوالتزوج.
هذهالآيةخطابمناللهلأولياءالمرأةالمطلقةدونالثلاث، إذاانتهتعدتها، وأرادتالعودةإلىزوجها، وهذاهوالمُرادالأساسفيالآيةلقولهتعالى: ﴿ يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ أييردنالرجعةإلىمنطُلقتمنهطلاقاًرجعياً، كمايمكنأنيكونالخطابأيضاًموجهاًلأولياءالأموركماذكرنافيالفقرةالسابقة.
4 ـقولهتعالى: ﴿ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ٢٣٢فهويعلمصلاحكموأنتملاتعلمونذلك .
واللهأعلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 193.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 188.19 كيلو بايت... تم توفير 5.40 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]