رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد - الصفحة 10 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 194 - عددالزوار : 118968 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 202 - عددالزوار : 136809 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 27298 )           »          وجوب نصرة الدين والسعي في نصرة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصبر على الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حصر الواقع ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حديث عجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فمِنكَ وحدَك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علة حديث: (من غسَّل واغتسل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 07-02-2010, 08:16 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,630
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد



جزاكم الله خيرا
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
  #92  
قديم 10-02-2010, 09:34 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد


حول الاعتقالات الأخيرة لقيادات الإخوان المسلمين






قامت قوَّات الأمن المصرية فجر الإثنين الموافق 8 من فبراير 2010م بإلقاء القبض على ستة عشرة (16) من قيادات الإخوان المسلمين، على رأسهم الأستاذ الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، وثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد: (د. عصام العريان، د. محيي حامد، د. عبد الرحمن البر)، بالإضافة إلى اثني عشر (12) آخرين من قيادات الجماعة ورموزها المعروفة في المجتمع المصري؛ الأمر الذي يؤكد منهج النظام الحاكم وقوات أمنه في الإقصاء، ورفْض المشاركة مع القوى والحركات الشعبية والسياسية ذات الانتشار الواسع والمتجذِّر في الأمة بكل أطيافها؛ وخاصةً في الانتخابات التشريعية القادمة لمجلسَي الشورى والشعب.

وتأتي هذه الاعتقالات في سياق استمرار بطش وفساد النظام القائم، دون التفات إلى التحديات الكبرى التي تواجه الدولة؛ داخليًّا وخارجيًّا، وكان الأولى أن تأخذ هذه الأمور العناية الكافية من جانب السلطات؛ توطئة لتهدئة التوتر الاجتماعي، وتجاوز الأزمة الاقتصادية، والبدء بخطوات المصالحة الشاملة بين النظام وكافة شرائح المجتمع.

وتجري هذه الاعتقالات بعد إنجاز الجماعة انتخاباتها الداخلية، التي حَظِيَت باحترام وتقدير المراقبين المنصفين في الداخل والخارج، وهو ما يشير إلى أن نضج الحركات الاجتماعية والسياسية وترسيخ العمل السلمي لا يروق لفريق في السلطة يسعى إلى إثارة التوتر وعدم الاستقرار، كما أنه يرسِّخ قواعد انتهاك الحريات.

كما جاءت في سياق تحديات تواجه القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية للعالم العربي والإسلامي، التي تقف الآن على مفترق طرق، ويبدو أن هناك من يسعى إلى إجهاض وتقويض كلِّ عناصر القوة الداعمة للشعب الفلسطيني والمقاومة ضد الصهاينة؛ لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وهذه السياسة ليست وليدة اليوم، وإنما هي سياسةٌ امتدَّت عبر عقود من الزمان.

ونودُّ أن نؤكد ما يلي:
1- أن جماعة الإخوان المسلمين إنما قامت من أجل الإصلاح على أساس الإسلام الصحيح الكامل، وأنها تمارس ذلك بكل الوسائل السلمية، فنحن ندعو الناس إلى الإسلام، والحكومة جزءٌ منه، والحرية فريضة من فرائضه، وأولى بالنظام أن يولي اهتمامه إلى معاول الهدم التي تحاول النَّيل من هوية الشعب المصري وثقافته وحضارته.

2- أن هذه الحملات الظالمة لن تفتَّ في عضدنا، ولن تصرفنا عن دعوتنا أو تعوِّق مسيرتنا، فضلاً عن أن تستفزَّنا للخروج عن منهجنا وطريقنا في الإصلاح والتغيير السلمي المتدرِّج، وستظلُّ إستراتيجيتنا الأساسية في المرحلة المقبلة هي استمرارَ عمل الجماعة وجهودها الفعالة والمؤثرة؛ لضمان تحقيق الغاية والرسالة والأهداف التي تسعى إليها بكل وسائل وصور النضال الدستوري السلمي، واستمرار مدِّ الجسور والحوار مع جميع الأطراف الداخلية بما يحقق المصلحة العليا للوطن.

3- أنَّ استمرار الاعتقالات والافتراءات الظالمة ضد الإخوان المسلمين، ومحاربة الأسر في أرزاقهم، واستخدام الأساليب الهمجية التي تمثل إرهاب الدولة لا يحقِّق مصلحة الوطن، ويؤدي إلى عدم الاستقرار، ويقوِّي الفساد، ويصبُّ في مصلحة الصهاينة.

4- أن هذه الاعتقالات قُصد بها إسكات صوت كل المعارضين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وبالتالي فنحن ندعو كل القوى الوطنية إلى إدانة هذه الحملات وفضحها، والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الاستبداد والفساد.

5- أن هذه الاعتقالات ردٌّ قاطعٌ على من يزعم أن جماعة الإخوان بها انشقاقاتٌ وتياراتٌ وأجنحةٌ، أطلق عليها البعض ألفاظًا من شاكلة "إصلاحيين" و"محافظين" و"حمائم" و"صقور"، وتأتي هذه الاعتقالات لتردَّ على الأقلام المسمومة التي زعمت أن هناك صفقةً تمَّ إبرامها بين الإخوان وهذا النظام الفاسد.

6- أن هذه الإجراءات الجائرة المتكررة والمستمرة إنما تؤكد المأزق الذي يعيشه النظام، وفشل سياساته، وما أدَّت إليه من أزمات ومشكلات حياتية يعاني منها المواطن المصري.

7- أن هذه الإجراءات تُسيء إلى سمعة مصر وكرامتها، وتحرم صفوةً من أبنائها من القيام بدورهم المبدع في خدمة أمتهم ووطنهم، وتهدف إلى تمرير أمور تُبيَّت بليل ضد مصلحة الشعب والوطن؛ من أجل البقاء في المناصب، واستمرار الفساد والاستبداد، والاستيلاء على مقدرات وثروات هذا الوطن لحساب قلة، كما أنها تتم إرضاءً لأصحاب الهيمنة العالمية (الأمريكان والصهاينة)، وهذا ما لن نقبله أو نتغاضى عنه.



.................................................. ........
نصبرعلى المعتقلات ونثبت فى المحاكمات(بقلم الامام الشهيد)
ليس خافيًا على أحد ما يصيب الإخوان نهارًا وما يدبَّر لهم بليل؛ من بأساء وضراء.. ومع هذا الإيذاء والاستضعاف والمهانة والاستكانة ما لانت لهم قناة وما ضعفت لهم عزيمة، بل يخرجون من المحن أصلب عودًا وأقوم قيلاً وأهدى سبيلاً وأشد تثبيتًا.. ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)﴾ (آل عمران).
ومن هنا كان حرص الإمام حسن البنا على ركن الثبات، وحضَّ عليه، ودعا أبناء الدعوة إليه؛ لأن طريق الدعوة مليء بالآفات المهلكة، والعقبات المثبطة، ولا يمكن الفكاك من هذه، والوقاية من تلك إلا بالتحلي بالثبات.
فأوصى رحمه الله إخوانه السالكين درب الأنبياء والسائرين على فجاج العزة والكرامة منذ ما يربو على ستين عامًا، أن يثبتوا ويصبروا ويصابروا قائلاً: "أحب أن أصارحكم، إن دعوتكم لا زالت مجهولةً عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميَها وأهدافَها ستلقى منهم خصومةً شديدةً وعداوةً قاسيةً، وستجدون أمامكم الكثيرَ من المشقات وسيعترضكم كثيرٌ من العقبات، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيلَ أصحاب الدعوات، أما الآن فلا زلتم مجهولين، ولا زلتم تمهِّدون للدعوة، وتستعدون لما تتطلَّبه من كفاح وجهاد، سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبةً في طريقكم، وستجدون من أهل التديُّن ومن العلماء الرسميين مَن يستغرب فهمَكم للإسلام ويُنكر عليكم جهادكم في سبيله، وسيحقِد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجهكم كلُّ الحكومات على السواء، وستحاول كلُّ حكومة أن تحدَّ من نشاطكم، وأن تضع العراقيل في طريقكم".
وكأنه- رحمه الله- بين ظهراني إخوانه الآن، يشخص لهم الداء ويصف لهم الدواء الناجع، يناديهم أن يقفوا على معالم الدعوة وحدودها ويحيطوا بها فهمًا وسلوكًا، ويبصِّرهم بما يمكن أن يعترض طريقهم؛ فيقول: "وسيتذرَّع الغاصبون بكل طريق لمناهضتكم، وإطفاء نور دعوتكم، وسيستعينون من أجل ذلك بالحكومات الضعيفة، والأخلاق الضعيفة، والأيدي الممتدَّة إليهم بالسؤال وعليكم بالإساءة والعدوان، ويثير الجميعُ حول دعوتكم غبارَ الشبهات وظلم الاتهامات، وسيحاولون أن يُلصقوا بها كلَّ نقيصة، وأن يُظهروها للناس في أبشع صورة، معتمدين على قوتهم وسلطانهم، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)﴾ (التوبة)".
ثم يحدد الأساليب التي تتعامل بها الأنظمة المستكبرة مع الدعاة المجاهدين مما يمسهم من الأذى والضير في سبيل فكرتهم النبيلة وغايتهم المجيدة، فيقول: "وستدخلون بذلك ولا شكّ في دور التجربة والامتحان، فتُسجنون وتُعتقلون وتُقتلون وتُشرَّدون، وتُصادَر مصالحكُم، وتُعطَّل أعمالُكم، وتُفتَّش بيوتكم، وقد يطول بكم مدى هذا الامتحان ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)﴾ (العنكبوت)، ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله نصرةَ المجاهدين ومثوبةَ العاملين المحسنين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)﴾ (الصف)، فهل أنتم مصرُّون على أن تكونوا أنصار الله؟!".

نعم إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا.. وهنا مقالان من مقالات الإمام الشهيد حسن البنا يشدُّ فيهما على أيدي إخوانه المعتقَلين الممتحَنين خلف الأسوار وفي السجون، والمحالين للمحاكمات العسكرية:

*******

1- تثبيت
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) ﴾ (إبراهيم).
آيتان من كتاب الله تبارك وتعالى في سورتَين منه: في الأنعام وفي هود، ظلَلْتُ أذكرهما منذ الحديث السابق إلى اليوم، فأحببتُ أن يشركني الإخوان الكرام في تذوُّق حلاوتهما وتدبُّر معانيهما، والعظة الكاملة بما فيهما، و﴿ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾ (الأنفال: من الآية 7).
ذكرت الأولى في سورة الأنعام ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ (35)﴾ (الأنعام).
لقي الأخنس بن شريك أبا جهل في بدر في خلوة، فقال له: "يا أبا الحكم ليس ها هنا أحدٌ إلا أنا وأنت تسمع ما يقول.. أفتظن أن محمدًا كاذب وما عهدنا عليه كذبًا؟!"، فقال أبو جهل: "يا هذا إن محمدًا لصادق، ولكن إذا ذهبت قُصَيّ بالحجابة والسقاية والندوة والنبوة.. فما لسائر قريش؟!" فأنزل الله الآية الكريمة: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ﴾.

وكذلك الناس في كل زمان ومكان، هل يظن أحد في هذا الوادي أن دعوة الإخوان التي ترتكز على أصول الإسلام الحنيف، وهو دين الدولة والأمة دعوة باطلة أو كاذبة؟! لا، ولكن الأحزاب المستفيدة، والحكومات المتعاقبة، وأهل الجاه والسلطة يكرهون أن تقوم في الناس دعوةٌ تعلِّم الجاهلين، وتنبِّه الغافلين، وتأخذ بحقِّ المظلومين من الظالمين، وتقرّ العدالة باسم الله رب العالمين، ولو عقلوا لعلموا أنهم ناصروا دعوة الحق واعتنقوا فكرة الحق، قام سلطانهم على دعائم لا تزول ولا تحول، ولكن هكذا كان، ولله في خلقه شئون.

وذكرت الآية الثانية في ختام سورة هود قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَكُلاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾ (هود).
فقلت ما أشبه الليلة بالبارحة..!! ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، وهل خرجت دعوة الإخوان عن أنها الحق والموعظة والذكرى للمؤمنين؟!
فيا أيها الذين لا تؤمنون بها.. اعملوا على مكانتكم إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون..
ويا أيها الإخوان المسلمون من المؤمنين بدعوة الإسلام والمجاهدين في سبيلها.. اعبدوا الله حقَّ عبادته، وتوكَّلوا عليه في كل شئونكم، وما ربكم بغافل عما تعملون ويعملون، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، واثبتوا على هذا الخبر اقتداءً بنبيكم والمرسلين من قبله، صلوات الله عليهم أجمعين.
ولا أحب أن أُطيل عليكم القول، فتذهب الإطالة بحلاوة الآيات الغنية عن الشرح والبيان لمن كان له قلب أو ألقَى السمع وهو شهيد.

(هذا المقال ورد بجريدة (الإخوان المسلمون) اليومية- السنة الثانية- العدد 597- ص 1 بتاريخ 29 جمادى الأولى 1367هـ= 9 أبريل 1948م)
2- محنة أو منحة

﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ (33)﴾ (يوسف).
كذلك مضت سنةُ ربك من قبل ومن بعد.. ما صدع أحدٌ بالحق وجهر به، ودعا الناس إليه إلا أوذي، والعاقبة للمتقين والنصر للصابرين.
﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)﴾ (البقرة).. ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)﴾ (الحج)، ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)﴾ (العنكبوت)، وسبحان من قسَّم الحظوظ، فلا عتابَ ولا ملامةَ، ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ (الشورى: من الآية 7).
تلوت هذه الآيات جميعًا، واسترسل بي التفكير، وتداعت إلى نفسي المعاني، يأخذ بعضها بعجز بعض، وانتقل الخاطر من الآيات إلى العظات، ومن الحاضر إلى الغابر، وتكشَّفت صحائفُ التاريخ، فلمحتُ في ثناياها المشرقة أئمة الفقه الإسلامي الأربعة: أبا حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل الشيباني، رضي الله عنهم جميعًا، أولئك الذين مهَّدوا للناس سبُل الفقه، وعبَّدوا طرائقَه للسالكين، وكانوا في الناس كالشمس للدنيا والعافية للبدن، ومع هذا لم ينجُ أحدهم من محنة في سبيل الحق، كانت له منحةً ولا شكّ
عُرض القضاء على أبي حنيفة مرتين، وهو يعلم أن استقلال القاضي حينذاك قد يهدِّد بتدخُّل الولاة ورأي الخلفاء، مع أن القاعدة العامة يومئذ أن منزلة القاضي من السموّ بحيث لا تنال منها رهبةٌ ولا تؤثر فيها رغبةٌ، وكان لأبي حنيفة في الدولة رأيُه فلم يشأ أن يقبل، وألحَّ أبو جعفر وأصرَّ أبو حنيفة، وأقسم الخليفة فأقسم الإمام، وانتقل الأمر إلى التهديد والوعيد، فلم يفعلا شيئًا أمام عزيمةٍ أقوى من الحديد، وضُرب الإمام أكثر من مائة سوط حتى سال الدم على عقبيه وهو ثابتٌ لا يلين، وحُبس حتى مات في محبسه أو أُخرج منه واعتُقل في منزله لا يُفتي، ولا يجتمع الناس عليه، وهو على موقفه الأول، وجاءته أمه تعاتبه وتقول: "يا نعمان، إن علمًا ما أفادك غير الضرب والحبس لحقيقٌ بك أن تنفرَ عنه"، فقال: "يا أماه لو أردت الدنيا ما ضُرِبت، ولكن أردت وجه الله وصيانة العلم".
وسئل مالك عن طلاق المكرَه- وهو يعلم ما يقصد السائل، وأنه يسأل عن يمين البيعة يُكرِه الوالي عليها الأمةَ، فلا تجد مخرجًا إلا اليمين هربًا من العذاب الأليم- فقال: "طلاق المكره لا يقع"، وغضب الوالي لفتوى الإمام، وأحضره، وحاول أن يثنيَه عن عزمه، وأنَّى له، فأمر به فضُرب مائة سوط، وجُذب جذبًا عنيفًا حتى خلعت كتفه، وطيف به في الأسواق وهو يقول مع هذا كله: "طلاق المكره لا يقع".
واتُّهم الشافعى رضي الله عنه في اليمن بانضمامه إلى حزب الطالبيين وشغبه على حكومة الرشيد وإمامته، فأُحضر من صنعاء إلى بغداد بالسيف والنطع، وأُعدم قبله تسعة وكان هو العاشر، ومع هذا لم تهُن عزيمتُه، ولم تلن قناته، ولم يذهب الخوف بلبّه، وأثبت الحق لنفسه حتى فاز بإعجاب الخليفة به، وتقريبه إياه، وسلم العلم والفضل بسلامته.
وحاول المعتصم أن يظفر من الإمام أحمد بن حنبل الشيباني بكلمة تُوافق رأي الخلافة ومذهبها حين ذاك، والإمام حيث هو وقَّاف عند كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- منكِر لكل ما يسمع عداهما لا يتحوَّل ولا يتردَّد، وضُرب حتى غُشي عليه، وسُجن في بيته لا يتصل بأحد، ولا يتصل أحد به، حتى فرَّج الله عنه، فلم يكن خصومه معه إلا على حد قول القائل:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ومن قبل ومن بعد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مضت وتمضي سنة الله العلي الكبير ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)﴾ (محمد).
فاللهم إن كان بلاءً في مرضاتك وفي سبيلك فمرحبًا به وأهلاً، ولك العتبى حتى ترضى، وما لم يكن بك غضبٌ علينا فلا نبالي، وعافيتك بعد ذلك أوسع لنا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وأنتم أيها المجاهدون العاملون لدعوات الحق اليوم وغدًا.. هذا نبأٌ من الأمس ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ﴾ (الأنعام: من الآية 90).
(هذا المقال ورد بجريدة (الإخوان المسلمون) اليومية- السنة الأولى- العدد 192- ص 1 بتاريخ 25 محرم 1366هـ= 19 ديسمبر 1946
__________________
  #93  
قديم 22-02-2010, 04:14 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

حول المشروع الصهيوني الأمريكي ضد الإسلام


تسعى القوى الصهيونية المدعومة من أمريكا لتمرير مخططها في العالم، والهادف لطمس الحق الفلسطيني عبر مفاوضات غير مشروطة، وفي الوقت ذاته تسيل دماء العراقيين، ويعانون من فوضى عارمة وممارسات سياسية مجتزأة وموجهة، ولا يختلف الحال في أفغانستان عنه في العراق.. فتَحْت جنح الظلام يدفع الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال وشباب ثمن التحرير الأمريكي الكاذب، وتتوالى حلقات الفوضى الأمريكية الصهيونية؛ لتسري في جسد الأمة في اليمن والصومال ونيجيريا وباكستان.
ولأن دعوة الإخوان المسلمين لا تستهدف الشعائر فقط، بل تمتد في شمولية فكرتها إلى الحياة بكل مفرداتها؛ فكان لا بد لأصحاب المشروع الصهيوأمريكي أن يكون لهم مشروع يستهدف الجماعة على كافة المستويات أمنيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا سعيًا لتشويه الجماعة فكرة وأعضاء وممارسة.

وفي ضوء هذا الحال فإننا ننبه إلى ثلاثة أمور:
أولاً: شمولية منهج الإخوان
1- الإخوان المسلمون "هيئة إسلامية عالمية جامعة"، تنتهج الإسلام بشموله وعمومه بكل أصوله وتفاصيله، لا فرق فيها بين العمل الدعوي والتربوي والخيري والسياسي
2- يؤمن الإخوان أن ما يقدمونه من تضحيات وما يتعرضون له من محن ليس ناتجًا عن مجرد اختلاف سياسي مع الأنظمة المتتالية، وإنما هي طبيعة النضال الدستورى ضد الاستبداد والفساد، الذي يوقن أصحابه بخطورة الفكرة الإسلامية على بقائه، ومن ثمَّ فإن الدعوة في هذه المرحلة ترفع راية الاستمرار في الحركة التي لا تراجع عنها ولا تهور فيها، في عمل مستمر سعيًا للإصلاح الشامل والنهضة العامة، ولهذا الفعل تبعاته من ابتلاءات لا يصبر عليها إلا الصادقو
3- يجب على الإخوان ألا ينشغلوا بما تسعى إليه بعض وسائل الإعلام الموجهة لصرف الإخوان عن خطواتهم المرسومة، وليتذكروا وصية الإمام الشهيد حسن البنا يوم قال للإخوان: "لا تحجبكم الألفاظ عن الحقائق، ولا الأسماء عن الغايات، ولا الأعراض عن الجوهر، وإن للإسلام لسياسة في طيها سعادة الدنيا وصلاح الآخرة وتلك هي سياستنا لا نبغي بها بديلاً فسوسوا بها أنفسكم، واحملوا عليها غيركم تظفروا بالعزة الأخروية، ولتعلمن نبأه بعد حين".
ثانيًا: فلسطين إسلامية
1- قضية فلسطين هي قضية محورية للأمة التي لا تقبل التفريط في أي شبر من أرض العروبة والإسلام في فلسطين من أي طرف فلسطيني أو عربي أو إسلامي.
2- محاولة التفاوض لتحقيق السلام المزعوم إضاعةٌ للوقت، وتضييع للحق الفلسطيني لصالح العدو الغاصب، الذي يفرض شروطه ويمارس الإرهاب الدموي ضد الشعب الفلسطيني بأسره، وتبقى المقاومة ضد العدو الصهيوني دائمًا هي خيارنا جميعًا.
3- حماس حركة مقاومة فلسطينية قامت على منهج الإخوان المسلمين ورؤيتهم الإسلامية، وتقوم على إدارة شئونها باستقلالية تامة، والعلاقة بينها وبين الحركات الإسلامية الوسطية في العالم كله علاقة فكرية وعقائدية، بعيدة عن محاولات التشكيك في هوية الحركة وولاءاتها الفلسطينية الأصيلة.

ثالثًا: الديمقراطية الأمريكية الزائفة
1- بات واضحًا لكل متابع حجم الجُرم الذي فعلته أمريكا بالعراق؛ بعدما صار الحال فوضى أمنية واقتصادية، وتبعه ما أحدثته الانتخابات الأخيرة من فوضى سياسية.
2- على المشاركين في العملية السياسية العراقية أن ينتبهوا إلى محاولة استخدامهم كواجهات لمشروع الاحتلال الأمريكي، الهادف لمزيد من الفوضى في العراق، ومن بعدها المنطقة بأسرها.
3- يجب على المؤسسات والمنظمات الدولية أن تسعى لمراقبة حقيقية للعمليات العسكرية التي تشنها أمريكا وأحلافها على الآمنين في أفغانستان والعراق؛ للوقوف على حقيقة الحالة الإنسانية المريعة التي تُخلفها هذه العمليات.
__________________
  #94  
قديم 24-02-2010, 10:00 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

الإجرام الصهيوني واعتقالات الإخوان


تواترت الأخبار هذه الأيام عن استشهاد المجاهد محمود المبحوح، وما أحاط بحادثة اغتياله، وظهرت حقائق كثيرة عن التآمر في الجريمة، الذي شمل دولاً عدَّة، وجرت بعض المحاولات الإعلامية الصهيونية لصرف الأنظار عن أصل القضية، وحقيقة الصراع بين صاحب الأرض والمحتل الصهيوني الغاصب.
وفي الوقت ذاته أضاف الصهاينة إلى مسلسل جرائمهم جريمةً جديدةً بضمِّ الحرم الإبراهيمي الشريف، ومسجد بلال بن رباح إلى مغتصباتهم التي تشمل الأرض والمقدسات والآثار، وأمام الصمت الغربي والعجز العربي والاستبداد المحلي فإننا نؤكد الآتي:
أولاً: عملية اغتيال المبحوح
1- يجب التركيز على القضية الأصيلة، وهي أن العدو الصهيوني لم يكن ليؤمَن جانبه في يوم من الأيام؛ فتاريخه مع الإرهاب والاعتقالات لكل من يعارض مطامعه من العرب والأجانب تاريخ دموي أسود، فهو أساس الإرهاب في العالم، مع التأكيد أنه ليس بعد اغتصاب الأرض واحتلالها وقتل الشعب ذنب، وبالتالي فإن جريمة اغتيال المبحوح جريمة عصابات منظمة، لا فرق فيها بين من خطط أو نفَّذ، فكل صهيوني مدان حتى يرحل عن الأرض.
2- على الأنظمة العربية والإسلامية أن تراجع مواقفها من علاقاتها مع الكيان الصهيوني، الذي لن تجني من ورائها إلا إضاعة الوقت، وانتهاك السيادة، وتهديد الأمن، وتخريب الاقتصاد.
3- يجب على النظام العالمي المتواطئ مع الصهاينة القتلة أن يكون له وقفة جادة للتحقيق دوليًّا في الحادث، الذي تم الإعلان فيه صراحة عن الجناة وعلاقاتهم الدولية.
4- ضرورة أن تقوم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد البرلمانيين العرب والإسلاميين بدعم موقف دولة الإمارات العربية، وأن تطالب هذه المنظمات بفتح ملف دولي للتحقيق في الحادث.
5- ضرورة تفعيل كل الوسائل الإعلامية لفضح الجريمة وتوثيقها؛ حتى لا ينساها العالم بمرور الزمن، وهو ما يراهن عليه قادة الكيان الصهيوني الغاصب، مع إبراز أن حماس قدمت نموذجًا فريدًا للمقاومة ضد الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين، دون توسيع لدائرة المقاومة باستهداف العدو خارج أرض فلسطين المحتلة.

ثانيًا: ضم الحرم الإبراهيمي للمغتصبات الصهيونية
1- لا فرق بين اغتصاب وسرقة الأثر التاريخي الإسلامي وبين إحراقه أو هدمه، ومن ثمَّ لا بد أن تتعامل المنظمات الدولية مع المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة بما يضمن لها حصانة تحميها من وحشية الاحتلال.
2- يجب على الأنظمة العربية ألا تحول بين شعوبها وبين إعلان الغضب ضد انتهاك مقدساتها وتراثها؛ لأن السطو على التاريخ الإسلامي في فلسطين السليبة جريمة المحتل الصهيوني، وكل من يشاركه فيها بصمته أو عدم مبالاته أو بعلاقاته وتطبيعه معه على أي مستوى من مستويات التطبيع.

ثالثًا: تنامي حملة الاعتقالات والبطش ضد الإخوان المسلمين
1- الاعتقالات والمداهمات والإجراءات القمعية التي يمارسها النظام المصري ضد الإخوان المسلمين تؤكد إصراره على إدارة شئون الوطن بعيدًا عن أي احترام للدستور، الذي يكفل لكل مواطن حريته وحقه في التعبير عن رأيه، وإصراره على تجاوز القانون وعدم احترام الأحكام القضائية، لتدفع الحياة المصرية إلى مزيد من الانغلاق والكبت والتضييق على الحريات؛ الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان الداخلي، متجاوزًا كل الحدود؛ وهو ما يهدد أمن البلاد واستقرارها، وكل احتمالات التنمية فيها.
2- أثبتت هذه الاعتقالات والابتلاءات التي يتعرض لها الإخوان المسلمون أن الجماعة لا تعوقها الإجراءات الاستثنائية، ولا تحدُّ حركتها الاعتقالات، وإنما تزيدها قوة وصلابة، وتُجلي حقيقة معدنها. والإخوان المسلمون يدفعون ضريبة سيرهم على طريق الإصلاح، والخروج بالأمة من حالة الاستبداد السياسي والعجز والتراجع في شتَّى المجالات، ومساندتهم الدائمة لقضية فلسطين وللمقاومة الفلسطينية، وبذلهم مع باقي أبناء الأمة لكسر الحصار الظالم عن أهل غزة، ويحتسبون كل ما يصيبهم عند الله تعالى.

__________________
  #95  
قديم 24-02-2010, 10:03 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

بيان من الإخوان حول اغتيال المبحوح وضم الحرم الإبراهيمي للآثار اليهودى




حواجز أمنية صهيونية حول الحرم الإبراهيمي بالخليل

تلقَّى الإخوان المسلمون أخبار ضمِّ الصهاينة للحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية المحتلة إلى الآثار اليهودية المزعومة باستنكارٍ شديدٍ لهذا الإجراء الذي يعدُّ سرقةً واضحةً للتاريخ وتعديًا سافرًا على المقدسات الإسلامية، بل والمسيحية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الإجراء الذي لم تُعلِّق عليه حتى الآن الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية، فضلاً عن أن تتخذ الوسائل اللازمة والكفيلة وبشكلٍ عاجل لوقف هذا التبجح والإجرام الصهيوني؛ للحفاظ على هذه المقدسات من أن تدنسها يد الغدر الصهيونية.
ويطالب الإخوان المسلمون منظمةَ اليونسكو باعتبارها المنظمة الدولية المنوط بها الحفاظ على التراث الإنساني بالتحرك العاجل والفوري؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لحماية حقوق الشعوب في تراثها ومقدساتها، خاصةً في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونؤكد أن الوقت لم يعد يحتمل التأجيل لاتخاذ وقفة جادة مع الكيان الصهيوني بعد تكرار حوادثهم الإجرامية، سواء بقتل المجاهدين في جريمة دولية غير مسبوقة تمثَّلت في اغتيال الشهيد محمود المبحوح وتأجيج النيران بين الفلسطينيين ودول كثيرة في العالم، بمؤامرة دنيئة على هذه الدول وعلى المقاومة الفلسطينية الشريفة، أو السطو على المقدسات في أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام؛ مما يوجب وضع هؤلاء على رأس قائمة الإرهاب، ليس إرهاب الأفراد وحسب، ولكنه إرهاب منظم شاركت فيه قيادة الكيان الصهيوني ومؤسساته.
ويدعو الإخوان المسلمون منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والعالم الغربي- الذي تحرك منذ سنوات وأقام الدنيا من أجل الحفاظ على تماثيل بوذا في أفغانستان باعتبارها تراثًا إنسانيًّا- بوقفةٍ مماثلة مع هذه المقدسات العربية الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يمارسوا نفس الضغوط على الصهاينة لاحترام مقدسات الغير وعدم السطو على تاريخهم، كما اعتادوا على ذلك.
ويستمر الإخوان المسلمون في تأكيدهم أن الصهاينة لا يحترمون عهدًا ولا يلتزمون بميثاق، وهو ما يتطلب موقفًا عربيًّا وإسلاميًّا ضد إجرامهم المدعوم أمريكيًّا ضد حقوق العرب والمسلمين.
كما نطالب الشعوب العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان المعنية والمنظمات الأخرى المهتمة بالحفاظ على التراث العربي والإسلامي بممارسة الضغوط على حكامهم وأنظمتهم من أجل التحرك لوقف هذا العدوان الصهيوني المستمر.
وليرى الجميع ويسمع أهمية التوجيه الإسلامي الثابت للحفاظ على دور العبادة الخاصة بالأديان السماوية؛ انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 9 من ربيع الأول 1431هـ= الموافق 23 من فبراير 2010م


__________________
  #96  
قديم 07-03-2010, 12:49 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد


القمع في الداخل والنعومة مع الصهاينة


يتصاعد الإجرام من العدو الصهيوني- في ظل الصمت الرسمي العربي- تجاه الحق الإسلامي والعربي في فلسطين؛ حيث استمر الصهاينة في تدنيس الحرم القدسي، وزاد عنادهم وإصرارهم على ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي المزعوم، وفي الوقت ذاته تتفاعل فضيحة اغتيال الشهيد محمود المبحوح، وتتسع دوائر التواطؤ الدولي، بينما يُعد القادة العرب لقمتهم الجديدة دون أن يبدو في الأفق توجه حقيقي نحو إجراءات فعالية ضد ممارسات الصهاينة، وعربدتهم في فلسطين وفي المنطقة بأسرها للتفاعل مع هذه القضايا؛ بل على العكس يُعلَن عن زيارة شيخ الأزهر للقدس، ثم يتم تكذيب ذلك كأن المقصود هو مجرد الترويج لهذا الأمر، ويتم الإعلان عن سفر المنتخب الأوليمبي المصري لإقامة مباراة مع نظيره الفلسطيني في القدس؛ الأمر الذى يصب في خانة التطبيع مع الصهاينة، وتسعى بعض وسائل الإعلام لصرف النظر عن جرائم الصهاينة، بالتركيز على قضايا أخرى هامشية.

وفي الآونة الأخيرة أيضًا زادت وتصاعدت حدة الممارسات القمعية التي يمارسها النظام في مصر ضد محاولات الإصلاح التي تتحرك من خلال تجمعات القوى السياسية والحركات الفئوية والطلاب.

وأمام هذا الواقع فإننا نؤكد ما يلي:
أولاً: الإخوان المسلمون والحراك المجتمعي العام:
1- إن إجماع ألوان الطيف السياسي للدفاع عن المحبوسين من الإخوان المسلمين- أ. د. محمود عزت وإخوانه- يوم الإثنين 1 مارس الماضي؛ ليؤكد أن مشروع الإخوان المسلمين الإصلاحي لا يمثل تهديدًا إلا للاستبداد والفساد والمفسدين.

2- الإخوان المسلمون يدفعون ضريبة السير على طريق الإصلاح؛ من أجل حرية أبناء الوطن، ولا فرق في دفع هذه الضريبة عندهم بين أي قيادة وبين أي جندي من جنود هذه الدعوة، فالكل أمام هذه المسئولية سواء.

3- إن محاولة صرف الأنظار عن جرائم النظام في حق الإخوان المسلمين، وفي حق الوطن والمواطنين بجعل القضية تبدو وكأنها محصورة في شخص منْ يقع عليه قمع وبطش النظام، ويضفي المشروعية على إجراءات القمع ويجعلها واقعًا لا بد من القبول به؛ الأمر الذى يجتزئ أزمة الوطن كله، ولا يصب إلا في مصلحة أعدائه الصهاينة، ويجب ألا يسعى ولاة الأمر إلى تهميش دور المعارضة، وإظهار الأمر على أنه قضية أشخاص لا قضية وطن وشعب، والإخوان المسلمون جزء من نسيج حركة الإصلاح المصرية، ويشاركون كل أصحاب الأصوات المطالبة بالإصلاح، ويجب على النظام أن يكف عن الإجراءات الاستثنائية التي يمارسها ضدهم منذ سنين طويلة بالمخالفة للدستور والقانون.

4- جميع الطلاب في الجامعات المصرية لهم حق التعبير عن آرائهم، والإعلان عن مواقفهم في قضايا أمتهم، ووقوف النظام بعنف ضد حركة الطلاب بالجامعات، واستخدام البلطجة للعدوان عليهم لن يكون لصالحه، وإنما سيؤدي بالضرورة إلى وجود أجيال جديدة ترى في الاستبداد والفساد والمفسدين كابوسًا يجب إزاحته.
5- إن تنامي المد الشعبي المعارض للواقع المصري أصبح أكبر من أن يصر النظام على تشويهه، وتوزيع الاتهامات على رموزه، واعتصام عمال الشركات والمؤسسات خير دليل على أن الشعب المصري قد بلغ الرشد، وشب عن الطوق، وأصبح لديه الوعي والإرادة، على عكس ما يظن ويريد أهل الفساد والاستبداد، ولم يعد مقبولاً من النظام المصري أن يهرب من مواجهة أخطائه بتشويه صورة معارضيه؛ بل صار فرضًا عليه أن ينزل على إرادة الأمة للإصلاح العام، السياسي والاقتصادي... إلخ.
ثانيًا: بخصوص تصاعد الإجرام الصهيوني:
1- على الدول العربية إعادة النظر في خطوات التطبيع التي تتم مع العدو الصهيوني، وخاصة في ظل تهديداته التي تطال الأمن القومي للدول العربية والإسلامية.

2- ضرورة أن يراعي المثقفون والسياسيون ورجال الأعمال والأكاديميون والرياضيون والمبدعون الحذر الشديد من الوقوع في شَرَك التطبيع مع الصهاينة بأية صورة، حتى لو كانت زيارة القدس بدعوة من السلطة الفلسطينية نفسها.
3- إن الدور المأمول من الجامعة العربية خلال القمة القادمة يتجاوز حدود الدور الدبلوماسي التقليدي؛ خاصةً في ظل وصول تهديدات العدو الصهيوني للشأن العربي الداخلي وللمقدسات الإسلامية، ويجب أن يكون الموقف العربي من الصهاينة واضحًا ضد ممارساتهم وعدوانهم على أرض وشعب ومقدسات فلسطين، وتهديدهم للسلام وأمن المنطقة بأسرها.
4- على الشعوب العربية والإسلامية أن تعلن غضبتها ضد ما يحدث للمقدسات الإسلامية في القدس وأكنافها، مطالبين بحماية دولية للحق التاريخي للمسلمين والمسيحيين في أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام.

__________________
  #97  
قديم 07-03-2010, 12:56 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

قراءة في المشهد العام


تقرير أسبوعي يرصد باختصار أهم التغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية
أولاً: الشأن الداخلي
1- تنازع الرقابة في مصر:
شهدت الأيام الماضية جدلاً واسعًا حول طبيعة الدور الرقابي للجهاز المركزي للمحاسبات (المراقب المالي للدولة)، وكان ذلك في سياق عرض التقرير المالي لأداء الحكومة، وكان من اللافت أن هذا الجدل حدث بين مجلس الشعب والجهاز المركزي، رغم أنهما يشتركان في الرقابة على الجهاز التنفيذي للدولة.

ومع إثارة مشكلات العلاج على نفقة الدولة، وما يرتبط بها من فساد، تبدو هناك عدة اتجاهات داخل النظام الحاكم بحزبه وحكومته ومؤسساته الأمنية تسعى لتقليل الدور الرقابي للجهاز وتقييده لأدنى حد ممكن، بحيث يقتصر دوره على رصد المعلومات دون تحليلها وإبداء الرأي بشأنها.

وفي ظلِّ اختلال التصرفات المالية للنظام، فإنه من المتوقع أن يتزايد هذا الخلاف في المدى المنظور، وخاصةً مع سعي أعضاء في الحزب الحاكم للبحث عن طرق لتقليل الدور الرقابي للجهاز، وقد يكون ذلك من خلال نقل بعض من جوانب الرقابة المالية في النموذج الفرنسي، خاصةً تلك التي تحمي الحكومة وتضعف دور الأجهزة الرقابية، أسوةً بما حدث في كثيرٍ من القوانين التي يمكن أن توجه نُقلت عن القانون الفرنسي (مع ملاحظة الفرق الكبير بين التطبيق والمتابعة في البلدين).

وبالنظر إلى تقرير الجهاز المركزي يمكن القول بأن ثمة إشارات مهمة ومنها، أن النفقات العامة هي الوجه الآخر للسياسات العامة، ومن ثَمَّ فإنه ليس من الصواب توجيه انتقادات للجهاز بسبب ربطه بين السياسة والتمويل العام؛ حيث إن الفصل أو التمييز في هذين الجانبين يضر بالمصالح العليا للدولة، وذلك للارتباط الشديد بين التصرفات الحكومية وقضايا الفساد المرتبطة بالسلطة، وظهر منها مؤخرًا العلاج على نفقة الدولة والذي لا يخلو من أبعاد سياسية وإدارية في المقام الأول.

غير أن المشكلة الأهم التي نواجهها في هذا الصدد، تكمن في أن مجلس الشعب (لجنة الخطة) هي التي تصدت لتقرير الجهاز المركزي وطعنت في أهليته، رغم أن المجلس ولجانه يمثلون جهة رقابية أخرى، وكان من الضروري أن يتضافر الجهد والرأي للوصول إلى موقف واضح لمحاسبة الحكومة على تصرفاتها.

ويمكن القول بأن الصدام الذي حدث بين الجهتين الرقابيتين في مجلس الشعب منذ ما يقرب من شهر وتداعياته اللاحقة يكشف عن أمرين: الأول (أن شبكات الفساد والمصالح الخاصة سوف تبذل جهدًا عظيمًا لإضعاف الأجهزة الرقابية ودفن تقاريرها. أما الثاني) فهو أن هذه الاختلالات سوف تنعكس على التعامل مع المشكلات الاقتصادية والأزمات السياسية، بحيث لا تتوفر حلول ناجعة للمشكلات اليومية أو المزمنة.

2- أزمات الغاز المتتالية:
خلال الشهور الماضية شهدت البلاد أزمات متتابعة، وتمثلت في النقص الحاد لأنابيب "البوتاجاز" بالنسبة لحاجات المستهلكين، وقد ظهرت هذه الأزمة على مدى فصول السنة، كما انتقلت من منطقة لأخرى خلال تلك الفترات، بما أدَّى إلى زيادة أسعار "الغاز" عن مستوى الأسعار الحقيقية بكثير.

وقد لازم هذه الأزمات المتنقلة، دعاية إعلامية تفيد بأن الأسباب الحقيقية للأزمة ترجع إلى التوسع في تصدير الغاز ودخول فصل الشتاء، وإذا كان من اتفاق مع الجزء الأول وهو تصدير الغاز للعدو الصهيوني، إلا أن الزعم بأن دخول فصل الشتاء كان سببًا أيضًا لا يتفق مع الواقع؛ حيث إن الظروف المناخية الحالية لا يترتب عليها زيادة مفاجئة في الطلب على "الغاز"، وهذا ما يتطلب البحث في مشكلات الإنتاج والتوزيع.

وفيما يبدو أنه تخطيطٌ لتوزيع الأزمة ونشرها على مستوى المحافظات، يتم إثارة هذه الأزمة في محافظات دون غيرها؛ حتى وصلت إلى محافظات القاهرة الكبرى، بعد أن جابت المحافظات الأخرى؛ وذلك خلال فترة تقارب العام.

ويمكن القول؛ أن هذه الأزمات لا تخلو من شبهة احتكار نتجت عن تنامي شبكات الفساد في مقابل تهاوي سلطة الدولة، وهو ما ترتب عليه استلاب لأموال الناس في عمليات مشبوهة تدر الملايين على المحتكرين، وهو ما يعرف بانعكاس أهداف دعم الطاقة الذي يصل إلى غير مستحقيه من التجار وغيرهم.

هذه النوعية من المشكلات الحادة والمزمنة سوف تتفاقم، وخاصةً في ظل رفض مطالب الإصلاح وتهميش الأجهزة الرقابية، وتداخل المصالح بين الدولة ورجال الأعمال.

3- جدل النظام بين المصالح العامة والخاصة:
مرةً أخرى يكشف مشروع المحطة النووية بالضبعة عن وجود خلافات شديدة داخل النظام، ليس فقط حول المشروع ولكن حول المصالح الخاصة، فمنذ فترة ظهر وجود خلاف بين اتجاهين، الأول يرى بملائمة المكان (الضبعة) لإنشاء المحطة النووية، فيما يرى اتجاه آخر إمكانية تحويله إلى مشروعات سياحية، ذلك فضلاً عن أن سياسة عليا تعمد إلى تعطيل دخول مصر إلى عالم استخدام الطاقة النووية، وخاصةً في الأغراض السلمية.

واستمرار الجدل حتى اليوم، قد يعني وجود حالة من تنازع المصالح، بين مَن يرى أولوية مصلحة الدولة وبين من يقاتل لأجل المصلحة الخاصة، ومن ناحية أخرى، رفض مجلس الشعب مقترحات (أحمد عز) التي تتبني السماح بالاتجار في الآثار.

ويمكن اعتبار ذلك ظاهرة صحية، لكن العبرة دائمًا بالنتائج وبالسياق العام، فمن ناحية لا يمكن إنكار أهمية دور المدافعين عن المصالح العامة، ولكن في ذات الوقت لا بد من اتخاذ إجراءات تصحيحية شاملة في كل المجالات، فإن وجود وتبني سياسة شاملة لمكافحة الفساد تعد حاجة ضرورية، كما أن توسيع فرص المشاركة السياسية هي شرط للمحاسبة الصحيحة والتقدم، فهل يمكن أن يكون ذلك بداية صفرية على طريق طويل للإصلاح؟

4- حالة حقوق الإنسان في مصر:
في إطار مراجعة المجلس الدولي لحقوق الإنسان (الأمم المتحدة) لأوضاع حقوق الإنسان في العالم، تمت مراجعة التقرير عن حالة حقوق الإنسان في مصر خلال الفترة الماضية.

وقد رصد تقرير المراجعة الكثير من الملاحظات (173) على الأداء المصري تجاه التزاماتها باحترام حقوق الإنسان، وفي إطار القانون الدولي الإنساني، وهو ما يعد من أعلى الملاحظات التي أبداها "المجلس الدولي"؛ وذلك مقارنة بالعديد من تقارير الدول الأخرى؛ حيث جاءت الملاحظات في معظمها مرتبطة بتداعيات استمرار فرض حالة الطوارئ، والممارسات اللاإنسانية: كالتعذيب، والاعتقال، والحبس، في قضايا النشر والتوسع في الحبس الاحتياطي وغيرها من الموضوعات المماثلة.

وهناك مجموعة أخرى من الملاحظات التي أبداها تقرير المراجعة، لم تأخذ في الاعتبار الخصوصية المصرية في النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية؛ حيث أشار إلى غياب المساواة التامة بين الرجل والمرأة كاستحقاق ضروري لتساوي المرأة مع الرجال، وخاصةً في نطاق الزواج والميراث والطلاق، بالإضافةِ إلى الدعوة إلى الحريات الدينية دون ضوابط، بشكلٍ يؤدي إلى حدوث فوضى في التحول بين العقائد، وإهدار القيم الدينية لدى المجتمع.

ورغم ورود العديد من الملاحظات المهمة على الأداء المصري في مجال احترام حقوق الإنسان، يبدو أن الاستجابة المصرية لتصحيح الاختلالات في التشريعات المصرية سوف تكون في الحد الأدنى؛ حيث إن الاستجابة المصرية لملاحظات "المجلس الدولي" اقتصرت على الإعلان عن مراجعة بعض مواد قانون العقوبات المتعلقة بالتعذيب، ولكنها لم تتحدث عن الموقف من التعديلات الدستورية التي تتيح سن قوانين جديدة تحد من الحريات الأساسية أو تصادرها، وهذا الوضع يلغي كل الآثار الإيجابية المحتملة في اتجاه تحسين واحترام حق الأفراد في التعبير والمشاركة السياسية، وتوفير الضمانات اللازمة لها.

ورغم وجود الكثير من الملاحظات على التقرير المصري، وتزايد النقاش والجدال حولها، إلا أن ذلك كله لم يشر إلى توجه الحكومة لمصادرة الملكيات الخاصة لأسباب سياسية، وإساءة استعمال قانون الحبس الاحتياطي، وتوظيفه لأغراض سياسية، وهي إجراءات تتماثل في شدتها وقسوتها مع الإيذاء البدني والمعنوي، كما هي في ذات الوقت مخالفات صريحة لكل العهود الدولية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان.

ثانيًا: الشأن الإقليمي
1- الانتخابات السودانية وبارقة أمل جديد:
رغم التقديرات المتشائمة حول المستقبل السياسي في السودان، إلا أن المؤشرات الأولية على الانتخابات الحالية تشير إلى إمكانية تجاوز الاختناقات السياسية، والنظر في أسباب الاختلاف الحاد بين الأطراف السياسية المتعددة.

وهناك العديد من المؤشرات على التوجهات الإيجابية التي تلازم الانتخابات التي يجرى الإعداد لها هذه الأيام، لعل أهمها هو ما يتمثل في تضاؤل الخلافات حول الإجراءات المتعلقة بها، وذلك باستثناءات قليلة في "جنوب كردفان" ووجود بعض المشكلات في "دارفور"، وبهذا المعنى تشكل الانتخابات حالة سياسية جديدة وتعد أكثر تطورًا عن الانتخابات التي جرت في المرات السابقة.

كما أنه في ذات الوقت يوجد حالة من الجدل السياسي حول القضايا الرئيسية في الدولة، سواء فيما يتعلق بإعادة بناء الدولة الموحدة أو فيما يتعلق بترتيب العلاقات مع المحيط الإقليمي.

ويمكن القول بأن اتساع المشاركة السياسية في الانتخابات التشريعية والرئاسية يشكل حلقةً مهمةً في تفكيك الأزمة السياسية في السودان، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة، وخاصةً ما يتعلق منها بالقبول بنتائج الانتخابات، وتطوير العمل الجماعي للتوافق على العناصر الأساسية لبناء الدولة؛ للتغلب على تحديات الاستفتاء على تقرير المصير، والتغلغل الأجنبي في الشئون الداخلية.

2- بروز المصالحة الفلسطينية لمواجهة الأحداث ومنع انعقاد جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني:
خلال الأيام الماضية عادت المصالحة الفلسطينية إلى واجهة الأحداث السياسية؛ حيث شغلت حيزًا مهمًا في اللقاءات والحوارات السياسية على مستوى المنطقة، وكذلك في اللقاءات بين مسئولي حركة حماس والاتحاد الروسي، وإن كان ما قامت به السلطة الفلسطينية من منع انعقاد جلسة طارئة للمجلس التشريعي؛ لمناقشة موضوع ضم الصهاينة للحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى الآثار الصهيونية يُعد نوعًا من تعويق مساعي المصالحة بين السلطة الفلسطينية من ناحية، وبين حماس وباقي فصائل المقاومة من ناحية أخرى.

ويأتي بروز بعض المحاولات للوصول إلى المصالحة الفلسطينية في سياق ثلاثة توجهات سياسية إقليمية وعالمية تؤثر على الشئون الفلسطينية، وهي:

أ- تزايد التوتر الإقليمي بسبب سعي الكيان الصهيوني؛ لأن يكون طرفًا في الأزمة بين إيران والغرب؛ حيث نشر الصهاينة خلال الأيام الماضية تهديداتهم بالحرب ضد سوريا ولبنان، بشكل زاد التوتر مع دول الجوار بما فيها مصر، ومع تزايد الأزمة بين إيران والغرب فإنه من المتوقع تزايد التوتر الإقليمي.

ب- أن السلطة الفلسطينية باتت تدرك مدى تحول السياسة الأمريكية عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وانتقالها إلى ملفات أخرى تراها أكثر أهميةً (الصين، أفغانستان، اليمن، العراق)؛ ولذلك لم يكن مستغربًا أن يوجه (أبو مازن) انتقادات مباشرة للسياسة الأمريكية ويعتبرها سببًا لتعثر العملية السلمية.

ج- تشير التعليقات المصرية إلى أن السياسة الصهيونية تجاه إفريقيا، أصبحت تشكل تهديدًا سياسيًّا لدور مصر، وأشارت كذلك إلى وجود إمكانية للتغلب على هذا التهديد، وقد يكشف ذلك عن تزايد فرص التوتر بين الطرفين، وبشكل عام فقد دار جدل سياسي حول الورقة المصرية، ومحورية الدور المصري في المصالحة بين الفلسطينيين، ويبدو أن التوافق حول الورقة المصرية سوف يكون قاسمًا مشتركًا بين كل الأطراف الفلسطينية، وخاصةً في ظل تطورات إقليمية ودولية تتطلب التوجه نحو تقوية الأجندة الوطنية الفلسطينية.

3- اغتيال "المبحوح" يكشف الخلل الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية:
كشفت حادثة اغتيال "محمود المبحوح" (القيادي في حركة حماس) عن الشرخ العميق في الحركة الوطنية الفلسطينية؛ إذ إنه رغم وضوح واتساع نطاق التآمر في هذه الحادثة، إلا أن مواقف بعض المسئولين الفلسطينيين تعد بعيدةً تمامًا عن تحمل التزامها، سواء تجاه حماية الفلسطينيين أيًّا كانت انتماءاتهم السياسية أو بالسعي؛ لتقريب المواقف والالتحام لتوحيد تلك المواقف تجاه الآخرين.

ويومًا بعد يوم؛ تتكشف أبعاد هذه الحادثة لتظهر بوادر أزمة سياسية بين دول الاتحاد الأوروبي ومعها إستراليا والكيان الصهيوني، وذلك بعد كشف "الإمارات العربية" لكثير من جوانب جريمة الاغتيال، وفي هذا السياق يمكن القول بأن الخلافات بين الأوربيين والصهاينة لا تتعلق بالجوانب الأخلاقية بقدر ما تتعلق باحترام سيادة الدول، والحفاظ على مصالحها الأمنية والاقتصادية، وهو ما يتقارب بشكل كبير مع دوافع "الإمارات" في الإعلان عن تفاصيل المؤامرة وأبعادها.

ورغم أن هذه الخلافات تكشف عن الكثير من التفاصيل السياسية والجنائية وتورط حكومات في المؤامرة، فإن الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينية ينصرف إلى اتجاهات وقضايا أخرى، وبشكل يكشف عن حدة الأزمة في الحركة الوطنية الفلسطينية.

وخلال هذه الفترة يمكن ملاحظة أن السلطة الفلسطينية تسعى لإثارة الأوروبيين والأمريكيين ضد حركة حماس، وطالبت بدعم السلطة في الضفة الغربية؛ حتى لا يصير الوضع كما هو في قطاع غزة، وهذا ما يتضح في تصريحات (رئيس السلطة) في صحيفة "لوفيجارو" أثناء زيارته لفرنسا؛ حيث أشار في لغة تهديدية إلى أن السلطة لا تزال تسيطر على الضفة، وأن هذه السيطرة معرضة للزوال، يحدث ذلك رغم تراجع الاهتمام الدولي لبدء مفاوضات على المسار الفلسطيني، ومع ذلك فإن السلطة تنخرط في حوارات ومحادثات إقليمية عن عودة المفاوضات وشروطها وكيفيتها.

هذه الجهود تتم في سياق غياب أجندة واضحة على المستويين العربي أو الدولي، وهو ما يثير تساؤلات عن أسباب تنقلات السلطة الفلسطينية بين العواصم الدولية.

ومنذ أيام نشأ ما يشبه حربًا دعائية بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، وفي ثناياها كشفت جوانب من الفساد السياسي بمعناه الواسع داخل السلطة الفلسطينية، ويبدو أن الهدف من نشر هذه الوثائق هو إضعاف موقف السلطة والانصراف عن المفاوضات في الوقت الراهن، غير أن النتائج الأخرى لا تقل أهميةً؛ حيث تدهورت الشرعية السياسية للسلطة لدى قطاع عريض من الرأي العام ولدى الدول المانحة أيضًا.

وتشكل التوجهات الصهيونية نحو مصادرة الأراضي والمساجد (كما حدث مع الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح)، فضلاً عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، تحديًا رئيسيًّا لوجود كيان فلسطيني متماسك، وبهذا المعنى؛ فإن استمرار المساعي والحديث عن الانخراط في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة يعد عديم الأهمية؛ حيث إن السياسات الصهيونية لن تترك ما يمكن التفاوض عليه، سواء في القدس أو غيرها، وخاصةً في ظل التفاخر بسياسة الاغتيالات من قبل الصهاينة.

ومع اغتيال "المبحوح"، كان من المتوقع أن تتحمل السلطة أو منظمة التحرير مسئوليتها السياسية والإدارية حول هذه الحادثة، لكن ما حدث تنافى وتعارض بشكل تام مع هذه المسئولية؛ حيث سارت السلطة تتحدث عن وجود اختراق أمني لحركة حماس، وأن ما حدث هو نتيجة لتغطيات داخلية، وهذا التناول أقل ما يقال عنه هو أنه مسلك لا يقدر المسئولية ولا يعرف لها معنى، إذ كان من الضروري أن تتم معالجة هذه الحادثة في إطار المشكلة الفلسطينية، وتتحمل منظمة التحرير والسلطة مسئوليتها تجاه العالم.

وبمرور الوقت يتضح عمق التباين بين مكونات الحركة الفلسطينية، وهو أمر يبدو أنه يستعصي على الحوار أو المصالحة، وبات من الأهمية إجراء مراجعة واعية لمسيرة النضال الفلسطيني.

ثالثا: الشأن الخارجي
1- السياسة الخارجية الأمريكية في ضوء خطاب أوباما عن حالة الاتحاد:
باستثناء قضية "الإرهاب" وأفغانستان، انشغل خطاب أوباما عن حالة الاتحاد بالقضايا والأزمات الداخلية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال العام الماضي، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية خلال العام القادم.

فقد انشغل الخطاب بتداعيات الأزمة الاقتصادية على المجتمع الأمريكي ودور الحكومة في النشاط الاقتصادي والخدمات العامة، وهذا ما يعكس مدى التحديات الداخلية التي تواجه الحكومة الأمريكية، ويشير في ذات الوقت إلى استمرار الاهتمام بمعالجة الشئون الداخلية الأخرى.

وفي ظل هذا الوضع فإنه من الأهمية التعرف على اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، ومدى تأثرها بالمشكلات الداخلية، وخاصةً في ظل إهمال تجنب الحديث عن القضية الفلسطينية، وعقد مؤتمري لندن حول اليمن وأفغانستان في إطار إستراتيجية مكافحة "الإرهاب".

ويمكن القول بأنه خلال العام الماضي حدثت تغيرات في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية؛ حيث اهتمت بشكل ملحوظ بوضع إستراتيجيات للتعامل مع الملف الأفغاني وتداعياته الإقليمية، فيما لم تتقدم خطوة في طرح مبادرات جديدة تجاه القضية الفلسطينية، وظلت السياسة الأمريكية تتأرجح حول التحضير لمفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، دون وضوح لسياسة أو إستراتيجية التعامل مع ملفات القضية الفلسطينية.

وتقوم إستراتيجية أمريكا وحلف الأطلسي تجاه أفغانستان على جانبين: الأول) حيث يركز على الاهتمام بتقويض حركة طالبان وتفكيكها، وهذا هو الجانب العسكري الذي يقوم به حلف الأطلسي، ولكنه خلال العامين الماضيين لم يحقق نتائج مرضية، بل إن حلف الأطلسي ومعه "الجيش الأفغاني" تلقوا خسائر فادحة عطلت التقدم في المجال العسكري؛ وذلك ما استدعى إعادة تطوير الإستراتيجية مرة أخرى، والدفع بعشرات الألوف من الجنود الأمريكيين والأوربيين.

أما الجانب الثاني، فهو ما يتعلق بإستراتيجية بناء النظام السياسي للدولة، وتقوم السياسة الأمريكية على أن النظام الأفغاني لا يجب أن يكون علمانيًا فقط، ولكن لا بد وأن يتجاوز التقاليد الاجتماعية الأفغانية، ويتبنى اقتصاد السوق.

ولكنه مع تراجع أو تدهور العمل العسكري، لم يحدث تقدم في المجال السياسي المدني وشهد نشاط الحكومة حالة عدم استقرار، ولعل المشكلات العميقة في الدولة هو ما دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى التفكير على محورين، تفكيك حركة طالبان وتسليم السلطات الأمنية للحكومة في بعض المناطق بنهاية 2010م.

وكان ذلك هو الموضوع الأساسي لمؤتمر لندن حول أفغانستان، وأشير إلى أن السياسة تجاه طالبان تقوم على دمج المقاتلين في أجهزة الدولة، وإجراءات حوارات مصالحة مع القيادة، ولكنه لم يتضح بعد مدى نضج هذه المقترحات وقالبيتها للتنفيذ، وخاصةً في ظل التباين الأيديولوجي الغربي، وفي ظل ضآلة الإنجازات التي حققها التدخل الدولي في أفغانستان خلال السنوات الماضية.

ومع تزايد حدة الأزمة الداخلية في اليمن وتهديدها لوحدة الدولة، بدأت "بريطانيا" والولايات المتحدة في تبني سياسات لاحتواء التداعيات السلبية على الدولة.

وقد اعتبرت كلٌّ من بريطانيا وأمريكا أن ما يهدد وحدة اليمن يتمثل في تزايد نفوذ القاعدة بعد نقل جزء من نشاطها إلى القرن الإفريقي، وتزايد النفوذ الإيراني لدى الشيعة في اليمن، وفي فترة لاحقة أضافت بريطانيا أن اليمن يقع في إطار الدولة الفاشلة، وكان هذا التصنيف هو المدخل لتشكيل إطار دولي للتعامل مع الأزمة السياسية اليمنية.

وفي هذا السياق جاء انعقاد مؤتمر لندن ليشكل بداية التعامل الدولي الجماعي مع الأزمة اليمنية وبمنهج قد يقترب في لحظة ما من منهج التعامل مع الأزمة الأفغانية.

وقد انبثق المؤتمر عن توجهين، وهما؛ النظر للأزمة من الناحية الاقتصادية على نطاق إقليمي، حيث تتحمل دول الخليج غالبية المنح والمساعدات الدولية وتقدر بـ 5.2 مليارات دولار، أما من الناحية السياسية والأمنية، فقد أشار المؤتمر إلى أهمية حل الخلافات مع جنوب البلاد في إطار الحوار السياسي، ويضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة تتبع سياسة للتنسيق والمساعدات الأمنية؛ حتى تظل الحكومة قادرة على مواجهة تهديدات الحوثيين والقاعدة، وبإضافة السياسة الأمريكية تجاه العراق والترتيبات الجارية بشأنها، يمكن القول أن الولايات المتحدة سوف تكون أكثر اهتمامًا بهذه القضايا في المدى المنظور؛ وذلك للاعتبارات التالية:

أ- أن تفاقم المشكلات الداخلية الأمريكية يدفع باتجاه تبني سياسة خارجية انتقائية، وترتيب أولويات القضايا.

ب- أن قضيتي العراق وأفغانستان تشكلان أولوية للسياسة الأمريكية، نظرًا لارتفاع التكاليف والخسائر المباشرة بسبب الاحتلال المباشر.
ج- أن إستراتيجية مكافحة "الإرهاب" واحتوائه، لا تزال القضية الأبرز في السياسة الخارجية، وهي في هذه المرحلة تركز على ملاحقة القاعدة، وإجهاض المشروع النووي الإيراني.

د- أن القضية الفلسطينية أصبحت لا تشكل عامل ضغط على السياسة الأمريكية؛ وذلك بسبب غياب مشروع واضح للتسوية أو الحل، وأيضًا تقارب سياسات الدول العربية تجاه الفلسطينيين مع السياسة الأمريكية.
وبناءً على ذلك، فإن تجنب خطاب حالة الاتحاد للقضية الفلسطينية قد يعني أن السياسة الأمريكية ستميل ناحية القضايا الأكثر حدة، والتي تؤثر على التوجهات العالمية للولايات المتحدة.
2- تزايد توقعات سياسة أمريكية خشنة تجاه إيران:
يبدو أن موقف الدول العربية بات أقرب للموقف الأمريكي تجاه إيران، فخلال هذه الفترة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لحساب قضايا وملفات أخرى، من بينها الأزمة الداخلية في اليمن، والبحث عن دور أكثر فعاليةً في الملف الأفغاني، فضلاً عن الانشغال بتطورات الموقف العراقي.

وعلى صعيدٍ آخر، وبينما تقوم الولايات المتحدة بتعزيز الدفاعات العسكرية في أربع دول خليجية، قام مدير المخابرات الأمريكية (ليون بانيتا) بزيارة لكلٍّ من الكيان الصهيوني ومصر، ويشير هذا التزامن إلى أن السياسة الأمريكية تتحرك نحو اتخاذ إجراءات ضد إيران.
وتشير الأخبار المرتبطة بالزيارة إلى أن موضوع الملف النووي الإيراني كان محور اللقاءات، سواء في الكيان الصهيوني أو مصر، وهو ما يعتبر نوعًا من التمهيد السياسي والفني لبدء إجراءات جديدة تجاه إيران، قد يكون من بينها ممارسة ضغوط سياسية عبر توحيد مواقف مصر ودول الخليج والكيان الصهيوني تجاه ما يسمى " الخطر الإيراني"، ويعد النجاح في هذه المرحلة من الخطوات المهمة لتفعيل السياسة الأمريكية في الضغط على إيران.
وتأتي هذه الأحداث في سياق تجانس مواقف الإدارة الأمريكية تجاه قضايا السياسة الخارجية، وأيضًا في ظل التراجع الحاد لتوجهات الرئيس (أوباما)، وبهذا المعنى فإن هذه السياسة سوف تعود لطبيعتها التقليدية في فترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي؛ حيث تسعي الولايات المتحدة للانفراد بالهيمنة على العالم بأقصى قدر ممكن، وهذا ما يتضح في الوقت الراهن من خلال السياسة الأمريكية المتشددة مع الصين، سواء في مجال سياسة الصين الداخلية أو الخارجية، ولعل أهمها الدعم العسكري لـ"تايوان
وتكشف تلك التطورات في التحليل الأخير، عن زيادة التقارب بين العديد من الدول العربية والولايات المتحدة، والتي تشهد انقلابًا على مواقف أوباما، وهو ما ينهي الجدل حول فكرة التصالح والحوار في القضايا العالمية، وخاصة تلك المتعلقة بالحرب والسلام والتكنولوجيا، وهي قضايا تمثل جوهر الخلاف مع إيران.

3- المساعي الأمريكية لتفعيل تحالف "المعتدلين":
خلال ما يقرب من شهر تتابعت زيارات المسئولين الأمريكيين إلى المنطقة، وقد تشابهت هذه الزيارات من حيث شمولها لدول معينة أو الموضوعات التي تناولتها، كما جمعت بين الشئون السياسية والأمنية، وتثير كثافة هذه الزيارات تساؤلات حول طبيعة التحركات الأمريكية في هذه المرحلة.
فمن الناحية الأمنية، زار المنطقة كلٌّ من مدير المخابرات، وقائد الأركان المشتركة، وقد ركزت لقاءاتهما مع المسئولين في المنطقة وخاصة دول الخليج، ومصر، والأردن، والأراضي الفلسطينية، والكيان الصهيوني، على التعاون العسكري والأمني، وقد ترافقت كلتا الزيارتين مع سعي الولايات المتحدة لتعزيز الدفاعات العسكرية لدى دول الخليج ( باستثناء قطر)، وقد أعلن أن هذا لا يعني التمهيد لشن حرب ضد إيران.
ورغم تناول العديد من القضايا المشتركة في العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، إلا أن المسألة الإيرانية أصبحت تشكل في الوقت الحالي الجانب الأبرز في السياسة الأمريكية، فمن خلال تصريحات المسئولين الأمريكيين خلال الفترة الماضية، يمكن القول أن السياسة الأمريكية تتجه إلى التركيز على التعامل مع إيران وخفض وتقليل أعبائها في قضايا أخرى كالعراق، غير أن التحدي الذي يواجهها يتمثل في تكوين تحالف دولي لمساندتها، كما حدث في الحرب ضد العراق ويحدث حاليًّا في أفغانستان.
ومن خلال المتابعة لتصريحات الخارجية الأمريكية، يتضح أن ما قيل عن العلاقة مع العالم الإسلامي لا يتجاوز الأطر العامة لمبادرة كولن باول (2003م) ومخططات الشرق الأوسط الكبير، وأيضًا فإن ما تناولته "كلينتون" بشأن القضية الفلسطينية هو امتداد لمقترحات الإدارة الأمريكية السابقة، وبهذا المعنى لا تقدم السياسة الأمريكية إضافة جديدة في هذين الجانبين، ولذلك تعد الأهداف هي الأكثر أهمية.
وهنا تبرز أهمية المساندة الإقليمية التي تسعى إليها الولايات المتحدة في المواجهة مع إيران، سواء من الناحية السياسية أو الناحية العسكرية، وفي ظل الأوضاع الحالية، يمكن القول؛ إن السياسة الأمريكية تسعى في هذه المرحلة إلى تعزيز التحالف مع شركائها الإقليميين وهي الخطوة الضرورية لتفعيل العزلة السياسية ضد إيران، وقد يكون تطوير صيغة تحالف "المعتدلين" التي اقترحها "بوش"، صبغة مواتية في هذا الاتجاه، وهذا ما سوف ينعكس على تركيبة العلاقات فيما بين الدول العربية؛ حيث تقل فرص التقارب والتفاهم، ولا تخرج العلاقات المصرية- السورية عن هذا الإطار.
4- أزمات أمريكا مع الصين وروسيا:
في إطار سياسات بلورة النظام العالمي في فترة ما بعد الحرب الباردة (منذ 1989م) يلاحظ بروز حدثين مهمين بالنسبة للسياسات العالمية، الأول وهو ما يتعلق بالتصورات الروسية عن حلف الأطلسي، أما الثاني فيرتبط بالعلاقات الصينية الأمريكية.
وخلال الشهر الماضي وجهت روسيا انتقادات للقيادة العسكرية لحلف الأطلسي واعتبرتها تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الروسي، وطالبت بوقف تنفيذ معاهدات خفض الأسلحة النووية والتقليدية، وهو مؤشر على تزايد الخلافات بين الطرفين، وخاصةً في ظل كثافة تواجد قوات الأطلسي في أفغانستان.
وفيما يتعلق بالأزمة بين الولايات المتحدة والصين، فإن هذه الأزمة تعد متعددة الأبعاد، إذ تشمل التنافس التجاري والأمني؛ حيث تحقق الصين فائضًا في الميزان التجاري مع أمريكا بحوالي 20 مليار دولار شهريًّا، فضلاً عن تزايد قدرات الصين على المنافسة في كثير من مناطق العالم، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة تهديدًا لسعيها للهيمنة على النظام الاقتصادي العالمي، وتدعيمًا لاستمرار هيمنتها الأمنية على العالم.
ويمكن القول؛ أن ظهور هذه الخلافات في الوقت الحالي قد يدفع باتجاه تكوين محاور دولية تكون فيها الصين وروسيا كتلة سياسية واقتصادية مؤثرة في العلاقات الدولية.
5- حول الأزمات الدينية في غرب إفريقيا:
يشهد بعض دول غرب إفريقيا توترات دينية أدت إلى قتل العديد من الأشخاص، وهذه الظاهرة تتفاقم في دولة مثل نيجيريا غير أنها تبدو ظاهرة حديثة في دولة مثل غينيا، وهذا ما يثير التساؤل حول الدوافع الكامنة وراء الخلافات الدينية في تلك البلدان.
في حالة نيجيريا تبدو الأزمات الدينية بين المسيحيين والمسلمين شديدة الوطأة، ليس فقط منذ الاستقلال، ولكن كانت بذور تلك الخلافات وقت الاحتلال البريطاني؛ حيث عملت سياسات دولة الاحتلال على تطوير المجتمع المسيحي في الجنوب، وخاصة لدى "الإيبو و "اليوروبا" وخاصة في مجال التعليم والتجارة والصناعة في الجنوب وتأهيلهم لإدارة الدولة، وخلال فترة من الزمن أدت هذه السياسة؛ لتوسيع نطاق النفوذ المسيحي في الجنوب بينما تظل الكتلة الأساسية للمسلمين في الشمال، وذلك إلى جانب وجود تداخل واختلاط واسع في العديد من المناطق.
وكان من اللافت في الأحداث الدموية، سواء ضد جماعة "بوكو حرام" يونيو 2009م، أو ضد المسلمين في "جوس" أن بعض جهات السلطة كانت طرفًا مباشرًا ضد المسلمين، وبشكل يثير التساؤل عن طبيعة الامتدادات الدينية داخل أجهزة الدولة وحقيقة التعصب الطائفي لبعض الموظفين العموميين.
وإذا كانت الأزمات الدينية تتفاقم في نيجيريا منذ الاستقلال، فإن الإرهاصات الأولية للخلاف بين المسيحيين والمسلمين جنوب غينيا (مدينة تزير يكورى) يمكن قراءتها في سياق التمدد التنصيري الذي لازم بناء الدولة فترة ما بعد الاستقلال، وما زال يتوسع حتى اليوم، وبالتالي فإنه رغم ما حدث ضد المسلمين في غينيا، إلا أنه يظل مؤشرًا على وجود أزمات دينية عرفتها المجتمعات الإفريقية مع دخول الغزو الأوروبي المتحالف مع الكنيسة منذ القرن السادس عشر.
6- تحسن العلاقات الأمريكية السورية في ظل التقارب بين سوريا وإيران:
على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين خلال العام الماضين، ارتفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وسوريا، وهي خطوة تحمل الكثير من الدلالات في ظل التطورات الإقليمية والعالمية؛ حيث رفعت مستوى التمثيل إلى مستوى السفير، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات بين البلدين.
وخلال الأسابيع الماضية دارت اتصالات بين البلدين حول العديد من القضايا، وكان منها، التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والتسوية السلمية؛ حيث عبرت سوريا عن رغبتها في استثمار العلاقات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ لاستئناف محادثات السلام، فضلاً عن البدء بتطبيع العلاقات بين الطرفين.
وإذا كانت هذه التطورات تأتي في ظل مراجعة الولايات المتحدة لجوانب في سياستها الخارجية، إلا أن الأوضاع الإقليمية قد تعطي دلالات أخرى، لعل أهمها يتعلق برؤية الولايات المتحدة للعلاقات بين الدول العربية، ومشاريعها تجاه المنطقة.
وفي سياق هذه التطورات، رأت وسائل الإعلام الأوربية أن تحسن العلاقات السورية- الأمريكية، سوف يؤثر على علاقات سوريا مع إيران، وهذا التناول يعد امتدادًا للسياسة المشتركة بين أوربا وأمريكا لمنع أي تحالفات محتملة بين الدول العربية وإيران، وهي سياسة تقليدية، غير أنها اكتسبت أهميتها في هذه الفترة من تداعيات الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، وتزايد احتمالات اندلاع حرب إقليمية.
وحتى الآن، يعد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مجرد خطوة، خاصة وأن هناك العديد من الخلافات السياسية، والتي تتطلب تغيير في نظرة المؤسسات الأمريكية إلى سوريا، ومنها العقوبات الاقتصادية، وقانون محاسبة سوريا، وغيرهما من القيود الأمريكية.
وإذا كانت الولايات المتحدة تسعى لعزل سوريا عن إيران، فإنها تواجه تحديًّا رئيسيًّا يتمثل في عدم الاستقرار الأمني في العراق، والذي يضعف الموقف الأمريكي تجاه كلٍّ من إيران وسوريا، هذا فضلاً عن ترابط العلاقات بينهما، وهذا التشابك يصعب تفكيكه في المرحلة الحالية، ولذلك يمكن القول؛ أن السياسة الأمريكية تسعى لتقليل مستوى التفاعل والتواصل المتبادل بين إيران وسوريا قدر استطاعتها، وقد ظهر ضعف التأثير الأمريكي في هذا المجال في اللقاء الأخير الذي تم بين أحمدي نجاد والأسد في دمشق، وما أعلنه الرئيس السوري بتهكم واضح على تحذيرات وزيرة الخارجية الأمريكية لسوريا من التقارب مع إيران، وما أعلنه كلٌّ من الرئيس الإيراني والرئيس السوري من إصرار كلٍّ منهما على التقارب، وتوطيد العلاقات بين بلديهما، الأمر الذي يتعارض مع رغبة الإدارة الأمريكية ضد البلدين.
7- الصراع في تركيا إلى أين:
في الآونة الأخيرة وجَّهت محكمة تركية الاتهام لمجموعة من الضباط في الجيش التركي في قضية تآمر للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية في أحدث تطور لحملة زادت من حدة التوتر بين الحكومة والجيش.
وكان قد تم توجيه الاتهام لأكثر من 30 ضابطًا، بينهم جنرالان متقاعدان، فيما يتصل بمخطط مزعوم يرجع لعام 2003م؛ لإسقاط الحكومة برئاسة الطيب أردوغان.
وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن محكمة في إسطنبول وجهت في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي 28/2/2010م الاتهامات للكولونيل حسين أوزجوبان قائد قوات الأمن شبه العسكرية في مدينة كونيا واللفتنانت كولونيل يوسف كيليلي.

وألقى القبض على الضابطين الأسبوع الماضي في إطار تحقيق غير مسبوق استدعى انعقاد قمة طارئة بين القيادات السياسية والعسكرية في البلاد.
وكان الجيش قد أطاح بأربع حكومات في تركيا خلال الخمسين عامًا الماضية، لكن سلطته تضاءلت أمام إصلاحات تهدف لتمكين البلاد من الانضمام للاتحاد الأوروبي.
ورغم سجل تركيا من الانقلابات العسكرية لا يعتقد معظم المحللين أن قادة الجيش سيقدمون على تحدي حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتمتع بأغلبية كبيرة في البرلمان، وتقويض الثقة الوليدة في الديمقراطية.

__________________
  #98  
قديم 12-03-2010, 08:30 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

إحياء السلام المزعوم وشعار الإخوان



كشفت الأيام القليلة الماضية الوجه الحقيقي للمؤسسات الدولية التي تعلن مسئوليتها عن حماية حقوق الإنسان، عندما قامت آلة الحرب الصهيونية بالعدوان على المسجد الأقصى وعلى المصلين فيه، كاستمرار ممارسات الصهاينة الإجرامية ضد المقدسات على أرض فلسطين ومحاولة هدم الأقصى المبارك.
وفي نفس الوقت تقف معظم الأنظمة العربية والإسلامية عاجزةً عن ردع العدوان الصهيوني عن مقدساتنا وإخواننا في فلسطين أرض العروبة والإسلام، بل وتتجاوز هذه النظم حدود الصمت العاجز إلى الفعل السلبي- كما هو الحال في مصر- سواءٌ بالسماح لفلول العدو أن تدنِّس أراضينا بدعوى مولد أبوحصيرة أو بإعادة افتتاح معبد موسى بن ميمون في حضور ممثلي الكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت الذي يقف فيه النظام حجر عثرة أمام كل من يتحرك لنصرة المسجد الأقصى ودعم المقاومة في فلسطين معتقِلاً ومعذِّبًا ومضطهِدًا لكل من يستمر في هذا الدعم.
ولا تقف حدود هذه الأزمة عند الموقف المتراجِع من القضية الفلسطينية، بل تتجاوز ذلك إلى إعلان العداء ورفض الإنصات لكل أصحاب الرأي والفكر ومن يتحركون من أجل الإصلاح الداخلي، وتهديد النشطاء السياسيين والسعي لإقصاء كل من كان مؤثرًا في الساحة السياسية للإصلاح، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون ورموزهم وقياداتهم، الذين يصرُّون- رغم ما يلاقونه- على دعم القضية الفلسطينية والمقاومة وعلى رفع راية الإصلاح حاملة شعارهم "الإسلام هو الحل".
وأمام هذا الواقع فإننا نؤكد ما يأتي:
أولاً: العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى
1- على الشعوب العربية والإسلامية أن تتحمَّل مسئوليتها، وتستمر في غضبتها وحركتها ضد الوجود والإجرام الصهيوني على أرض فلسطين؛ لأن الحق العربي والإسلامي لن يعود ولن يُسترد من أيدي الصهاينة إلا بإرادة هذه الشعوب ورفضها التام لهذا الكيان الغاصب ورفض المطبِّعين معه والمفسدين في بلاد العرب والمسلمين.
2- موقف معظم الدول العربية والإسلامية من اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى موقفٌ برتوكوليٌّ هزيلٌ، ولا يرقى إلى مستوى الجريمة الواقعة على المسجد الأقصى وقدره لدى ملايين المسلمين، وكان الأولى أن يتم تعجيل القمة العربية لتتحوَّل إلى قمة طارئة لتتخذ خطوات فاعلة في هذا الصدد، وعلى رأسها قطع كل العلاقات بأي شكل مع الكيان الصهيوني، وإن كانت هذه النظم تعجز عن اتخاذ مواقف مشرفة من الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى فلا أقلَّ من أن تترك الشعوب لتعبر عن رفضها بدلاً من المشاركة في الجريمة بقمع من يتظاهر لنصرة الأقصى كما نرى الآن في مصر.
3- ما تقوم به الإدارة الأمريكية للوساطة فيما تسميه بإحياء عملية السلام، عبر "ميتشل" أو "بايدن"- بزعم العودة إلى المفاوضات- يمثل نوعًا من الوصاية وإضاعة الوقت وتضييع الفرص على الفلسطينيين في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن الممارسات الصهيونية باستمرار بناء "المستوطنات" الاستعمارية على أرض فلسطين المغتصبة، وتهيئ لها الأجواء المحلية والإقليمية والعالمية لتكمل جريمتها ضد أبناء المنطقة جميعًا.
ثانيًا: الإخوان والشأن المصري العام
1- يمضي الإخوان المسلمون في مسيرتهم للإصلاح السياسي بالمشاركة الشعبية والمشاركة في كل الانتخابات وشعارهم الدائم (الإسلام هو الحل).
2- إن تنامي حملة الاعتقالات ضد الإخوان المسلمين وإصرار نظام الحكم على أن يكون الحوار الداخلي مع كل معارضيه عبر القوانين الاستثنائية والمحاكم العسكرية يُعدُّ سباحةً عكس التيار، وهذه الإجراءات التعسفية إن دلَّت على شيء فإنما تدل على ضعف النظام وعجزه عن المنافسة الشريفة عبر انتخابات حرة نزيهة، وعلى الرغم من كل هذا فإن الإخوان المسلمين مع كل من يطالب بالإصلاح في كافة المجالات، بما يكفل للشعب المصري امتلاك قراره بحرية دون قمع أو تزوير لإرادته أو حتى اجتزاء لها.
3- أكدت الاعتصامات التي قام بها الأسبوع الماضي بعض الشرائح الفئوية لعمال مصر وغيرهم؛ أن روح الممانعة ومقاومة الفساد والاستبداد قد استيقظت في نفوس المصريين، على عكس ما كان يراهن الظالمون والمفسدون عليه، ورغم مساعي النظام لتهميش هذه الروح في الشعب، لذا يجب على النظام أن يتراجع عن موقفه المنحاز للفساد، وأن ينزل على إرادة الأمة بإطلاق الحريات العامة وإلغاء القوانين سيئة السمعة، وإجراء انتخابات حرة نزيهة بشفافية وديمقراطية وتحت رقابة شعبية حقيقية.

__________________
  #99  
قديم 12-03-2010, 09:22 PM
الصورة الرمزية فتي الاْسلام
فتي الاْسلام فتي الاْسلام غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: في ارض المقاومه ....غزة الصمود والتحدي
الجنس :
المشاركات: 2,692
الدولة : Palestine
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

حسبي الله ونعم الوكيل علي الحكومه المصريه لعنها الله في كل كتاب اللهم ثبت الاخوان المسلمين في وجه جيش مصرائيل
إلي فرعون مصرالرابض في قصره ينظر من وراء الشرفات
وإلي جنوده المخلصين علي الثغور المتاخمة للعدو الفلسطيني

قال(ص)من أعان علي دم مؤمن ولو بشطر كلمةلقي الله مكتوب بين عينيه ايس من رحمة الله (رواهابن ماجة ).

هنيئالكم لقيا الله وانتم علي هذاالحال
ومن عاش علي شئ مات عليه
  #100  
قديم 13-03-2010, 05:37 PM
حسين الازهري حسين الازهري غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

جزاك الله خيرا اخانا الكريم
__________________

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 150.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 144.57 كيلو بايت... تم توفير 5.76 كيلو بايت...بمعدل (3.83%)]