الإسلام وبناء واقع اجتماعي

سامي · #1 20-07-2009, 01:09 PM

الاسلام وبناء واقع اجتماعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه

من المعروف لدينا ان الله عز وجل بعث مائة واربعة وعشرون نبيا ورسولا

-صلوات الله عليهم اجمعين -الى سبعين امة

كان اخرهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي بعث للناس كافة

وهذه الامة "امة محمد صلى الله عليه وسلم " هي خاتمة الامم واول الامم دخولا الجنة

وسبب هذا العدد لتبليغ الناس دين الله وبناء مجتمع على اساس متين

واذا اردنا ان نستنتج علاقة الاسلام ببناء الواقع الاجتماعي

علينا في البداية ان ندرك تعريف الاسلام

وقبل ان اخوض في هذا الامر اسلط الضوء بشكل بسيط على الديانة الغربية المتمثلة بالكنيسة

فقد اصبح الدين في حياتهم فقط داخل الكنيسة واما خارج اسوارها

فلا دين يحكمهم وينظم امور حياتهم الامر الذي ادى الى وصول الغرب الى اسفل سافلين

وانتشار الانحطاط الاخلاقي في مجتمعاتهم بغض النظر عن التقدم التكنلوجي

الذي سأتطرق له فيما بعد ضمن هذا الموضوع

والان بعد ان تعرفنا بنظرة بسيطة على حال الدين في المجتمعات الاوروبية

وغيرها من مجتمعات الكفر نعود الى تعريف الاسلام

فالاسلام ببساطة تعريفه من كلمتين فهمو نظام حياة

ومن هذا التعريف تتشعب اهتمامات الاسلام في ايجاد مجتمع اسلامي خالي من الفساد بانواعه

فالنظام الاسلامي يتفرع الى نظام ديني ونظام اجتماعي ونظام سياسي ونظام اقتصادي

ونظام ثقافي و و ....ليشمل امور الحياة كافة وشتى المجالات

فالاسلام لم يجعل كافة تركيزه على الجانب الروحي على حساب الجانب المادي او العكس

انما عمل على المساواة بينهما واذا كان القران الكريم قد ذكر ايات الرقي بالجانب الروحي

من صلاة وصيام وغيرها من العبادات الروحية

فقد ذكر ايضا ما يحث به الناس على الرقي بالجانب المادي

من اعمار للارض وللفرد

"فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله "

" ولا تنس نصيبك من الدنيا "

وفي بداية الدعوة الاسلامية وبعد ان استمرت الدعوة الى التوحيد سنوات عديدة لتطهير قلوب الناس من الشرك وعند انتقال دولة الاسلام الى المدينة المنورة بدأ اهتمامه بالاسرة بشكل خاص وبالمجتمع بشكل عام ليثبت بذلك انه ليس مجرد دين يوضع داخل المسجد انماهو نظام حياة كامل متكامل لم يهمل جانب على حساب اخر

فلهذا نجد ان الدولة الاسلامية بلغت اوج قوتها في عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم بعد ان كان الاسلام يحكمهم كنظام حياة متكامل

وهنا اعود الى قضية التقدم التكنولوجي والعلمي الغربي مقابل التخلف في دولنا الاسلامية

وهذه القضية ينظر اليها من جانبين

الجانب الاول وهو الجانب الديني

ويتمثل في قوله تعالى

" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "

وقوله تعالى

" سنستدرجهم من حيث لا يعلمون "

ومن هذه الايات نستنتج ان الله عز وجل اعطاهم الدنيا ليزيدوا في الظلم والطغيان

حتى اذا جاء امر الله عز وجل اخذهم اخذة واحدة

وفي المقابل نرى الامة الاسلامية في الضيق الذي تعيش فيه فهو ابتلاء من الله حتى تعود الامة اليه وحده لا شريك له

واما الجانب الاخر فهو الجانب العلمي واذكره من باب قوله تعالى

" ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى "

فاذا امعنا النظر الى الغرب فانا نجد انهم اعتنوا بالقراءة والابداع الذاتي

ورفضوا ان يكونوا من المستوردين فعملوا بجد على الرقي بالجانب المادي لديهم

وسخروا مواردهم وطاقاتهم المادية والبشرية في سبيل هذا الهدف وبالفعل نجحوا بالوصول اليه

اما امتنا بكل اسف فقد اضاعت طاقاتها المادية والبشرية وتخلت عن " اقرأ "

وانتابها الكسل والخمول ورضت بان تكون مع الخوالف