حوار شيق بين ابن غزه والاقصي المبارك

[أبو جهاد المصري]

السلام عليكم

هذا حوار شيق دار بين ابن غزة .. والأقصى المبـــارك ..

-ابن غزة :حدثني عن نفسك ,ما قصتك ؟

-الأقصى المبارك :أنا يا ولدي أدعى المسجد الأقصى المبارك ..أنا يا ولدي أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ..أنا يا ولدي إلي تشد الرحال ..أنا يا ولدي من شرفني رب العزة أن بارك حولي ...أن يا ولدي الصلاة في تعدل خمسمائة صلاة في غيري إلا ما كان بالمسجد الحرام أو الحرم النبوي ..أنا من بناني الخليل إبراهيم عليه السلام ..بعد أن بنى المسجد الحرام بأربعين سنة ...


-ابن غزة :حدثني عن أشرف يوم مر بك ؟

-الأقصى المبارك :أشرف أيامي حين أضاءت جنباتي بنور خير البرية و إمام الأنبياء و المرسلين و مع الملك جبريل و سائر الانبياء و المرسلين ...حيث صلوا جميعا في رحابي و أحمد إمامهم ..ومني عرج إلى السماوات العلى ..

-ابن غزة : كيف كان دخول المسلمين لمدينتك القدس الشريف ؟

-لقد اشترط رهبان النصارى ألا يسلموا المفاتيح إلا لخليفة المسلمين ..ولي الله و رسوله سيدنا عمر بن الخطاب الخليفة الملهم ...فجاء من المدينة المنورة ..بثوب مرقع و فتحها بنفسه في جو من الطمأنينة و الأمان ..فلم ترق قطرة دم واحدة ..و لازلت أذكر أن الرهبان اشترطوا على الخليفة ألا يجاورهم في القدس يهود ..

-ابن غزة :و ماذا حدث حتى أسرك الفرنجة ...؟

-الأقصى المبارك :بعد أن بسط الاسلام رداءه على الشام أيام الخليفة عمر رضي الله عنه ..عشت و عاش الناس من حولي في سلام و أمان قرونا من الزمن ..ثم ساءت حال المسلمين فاختلفوا و تفرقت كلمتهم و صاروا ممالك و شيعا ...فطمع فيهم البعيد و القريب ..و تكالب عليهم التتار من الشرق فأفنوا مدنهم و دكوا قلاعهم و أحرقوا بغدادهم ..و سبوا نساءهم ..حتى إذا انشغلوا بحرب التتار جاءهم من قبل الغرب الأفرنج بجيوش جرارة ترفع شعار الصليب كذبا و بهتانا ..و اجتمعت كلمتهم انكليزا و فرنسيس و ألمان و إيطاليين , فجاسوا خلال الديار , و تساقطت مدن الشام و حواضرها واحدة تلو الأخرى حتى جاء الدور علي ..

-ابن غزة مقاطعا :وكيف كان دخولهم إليك سيدي ..؟هل يشبه الفتح الإسلامي ...؟


-الأقصى المبارك و قد اغرورقت عيناه و صار يكابد ليمنع دموعه من الانهمار :آه يا ولدي لقد أيقظت أحزاني ..لقد كان يوما مأساويا للغاية ...لقد قتلو و أسرفوا حتى خاضوا في الدماء إلى الركب ...يا لهم من مجرمين ..

-ابن غزة :سيدي كم دامت سيطرتهم على هذه البقاع المقدسة ؟وكيف انتهت ؟


-الأقصى المبارك :تسعين سنة كاملة ...ألى أن جاء رجل كردي عربه الاسلام ..هو القائد صلاح الدين الأيوبي الذي أكمل مسيرة أستاذه التركي نور الدين محمود زنكي ..فجزاهما الله عني و عن المسلمين خير الجزاء و جعل مثواهما الجنة ,,

-سيدي الحبيب ..حدثني عن يوم الفتح :

-الاقصى المبارك :كان يوم الفتح يوما من أيام الله ...ذلك أنه ما إن نادى صلاح الدين في الامة ..بالفتح حتى أجابته كتائب الايمان من المشارق و المغارب ,,,
و استعاد المسلمون حقوقهم يوم حطين المجبد ..و ما بعد ذلك حتى دخلو القدس و فكوا قيودي التي أدمت قلبي ..و عاد الاذان ليعلوا من فوقي و جاءت الملائكة تحفني و دخل المؤمنون باحتي يصلون و يلهجون بالحمد و الشكر لرب العالمين فالحمد لله على ذلك اليوم العظيم الذي عز نظيره ....