|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الخاتمة وبعد إيراد هذه القصص يحق لكل واحدٍ منا أن يتساءل : بأي شيء بلغت هؤلاء النسوة هذا المبلغ ؟! يحق لكِ أيتها الفتاة أن تسألي هذا السؤال ، أعرف ما يجول في خاطركِ وكأنكِ تقولين : كيف بلغن هذا المبلغ ؟؟ هن فتيات مثلي ، لطالما تمنيت أني أكون مثلهن ، نعم ، مازال نداء الفطرة يناديني ، يصرخ في أعماقي ، أسمع هذا النداء بوضوح ، ألتفتُ إلى هذا الصوت ، لكن حجب الغفلة كثيفة ، أريد أزالته ، حتى أرى صاحبة النداء لأرجع إليها . ما أروعكِ أيتها الفتاة الصالحة ، نعم أقول ذلك وأنا الفتاة المتبرجة ، وأنا المعاكسة ، وأنا التي استبدلت كتاب ربها بأصوات الناعقين والناعقات ، أنا الشاردة عن الله أقولها بملئ فمي ، ما أروعكِ أيتها الخيرة .. كنتُ أراك رمزاً رائعاً وما زلت أصدقكِ القول فقد ازددت في عيني رفعةً ومكانة ، حينما سمعتُ شيئاً من خبركِ ، كم أنا بحاجة إليكِ ، مدي إلي يدك لتسلكِ بها سبيل النجاة ، أحس الآن بانكشاف حجب الغفلة ، فقد وجدت الصوت فهيا بارك الله فيك دليني على طريق الخير لأسلكه ، لا وقت للتأخير والتسويف . حينها يأتيها الجواب من الخيرة الصالحة : أخيتي : إن طريق ذلك المجاهدة ، ألم تسمعي إلى قول الله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 نعم أخية ، يعجبنا كغيرنا بهرج الحياة الدنيا ، وزينتها ، لكننا آثرن ما عند الله على الحياة الفانية ، نعم أخية ، نحن في هذا الزمن أحوج ما نكون إلى المجاهدة ، عدة الجهاد ليست مدافع ولا طائرات ، بل عدة ذالك سلاح الإيمان ، به نقاتل ونصول ونجول ، به نكر ونفر ، لسنا يا أخية ممن يتولى يوم الزحف ، إلا لنتحرف إلى قتال أو لنتحيز إلى فئة . أعداءنا كثر ، إبليس والهوى والنفس وشياطين الإنس والجن ، يا أخية ، هيا احملي السلاح ، قد تقولين أي سلاح !! فأقول لكِ ، هو في نداءاتي لكِ فأرعني سمعكِ يا رعاك الله تعالى .. حينها يأتيها الجواب مرة ثانية : إن طريق ذالك القرآن يا أخية ، فهو حبل الله المتين والنور المبين ، من تمسك به عصمه الله تعالى ، ومن اتبعه أنجاه الله تعالى ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ، نعم ، إنه يزرع الإيمان ، ويزكي النفس، إنها آيات تنزل برداً وسلاماً على قلب المؤمن ، فلا تعصف فيه فتنة ، حينها يطمئن القلب بذكر الله تعالى ، إنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين ، نعم ، إذا هممت بإطلاق نظري إلى الحرام ، وإذا القرآن رباني بقوله تعالى {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }النور31 وإذا هممت بسماع رقية الشيطان ، إذا القرآن يُربيني بقوله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ }لقمان6 وإذا هممت بالخضوع بالقول ، إذا القرآن يُربيني : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }الأحزاب32 وإذا هممت بالغيبة ، فإذا القرآن يُربيني : { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً }الحجرات12 وإذا تقاعست عن قيام الليل ، وإذا القرآن يهز أعماق قلبي بوصف ربي لعباده المؤمنين {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }الذاريات17 18 حينها أهب من فراشي لمناجاة الله تعالى ، كنت أقرأ في وصف الجنة فيطير قلبي شوقاً إليها ، وكنت أقرأ في وصف النار فيطير قلبي فزعاً منها ، لا تعجبي من ذالك إنها تربية القرآن ، فقولي لي كيف حالكِ مع القرآن يا أخية ؟! ثم يأتيها الجواب مرة ثالثة : إنه طريق ذلك الدعاء ، نعم ، فالدعاء أكرم شيء على الله تعالى ، هو طريق إلى الصبر في سبيل الله تعالى ، وصدق في اللجأ وتفويض الأمور إليه والتوكل عليه . يا أخية : كيف حالكِ مع الدعاء ؟ إن هذه العبادة سهلة ميسورة مطلقاً ، ليست بمقيدة بمكان ولا زمان ولا حال ، وإن كانت تتأكد في بعض الأوقات وفي بعض الأماكن ، فالدعاء في الليل والنهار وفي البر والبحر والجو ، والسفر والحضر ، وحال الغنى والفقر ، والمرض والصحة ، والسر والعلانية ، فالدعاء وأي والله وظيفة العمر ، وهي مع المسلم في أول منازل العبودية ، وأوسطها وآخرها ، ليعيش العبد دائماً في حال الالتجاء والافتقار لخالقه ومولاه سبحانه وتعالى ، وملازمة الدعاء أخذ بأسباب رفع البلاء ، ودفع الشقاء ، كما قال تعالى : { وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً }مريم48 يا أخية : كم من بلاء رُدَّ بسبب الدعاء .. وكم من مصيبة كشفها الله بالدعاء ، وكم من ذنب ومعصية غفرها الله تعالى بالدعاء ، فهو حرز للنفس من الشيطان ، وترس لرد الصعاب ، وقد قال تعالى { وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ }النساء102 يا أخية : ما أحوجنا فيه إلى الدعاء في وقت كثرت فيه الفتن وادلهمت ، يا أخية : يا من شردتِ عن الله تعالى ، قد تقولين دعوت فلم يستجب لي ، فأقول لكِ ، نحن ندعو الله في كل كرب ثم ننساه عند كشف الكروب : كيف نرجو إجابة لدعاء *** قد سددنا طريقها بالذنوب ثم يأتيها الجواب مرة رابعة ، يا أخية : إنه الموت .. وكفى بالموت واعظاً و زاجراً : إن الحبيب من الأحباب مختلس *** لا يمنع الموت بواب ولا حر فكيف تفرح بالدنيا ولذتها .. *** يامن يعد عليه اللفظ والنفس أصبحت يا غافلا في النقص منغمسا *** وأنت دهرك في اللذات منغمس لا يرحم الموت ذا جهر لغرته *** ولا الذي كان منه العلم يقتبس يا أخية : إن الأمر أكبر مما تتصورين ، نعم ، وبعد هذا القبر ، وبعد ذلك الحشر ، ثم الحساب والصراط ، ثم لا ندري إلى أي الدارين نسير ، يا أخية هذا هو طريقنا فهيا جاهدي واصبري ، والجأي إلى الله بالدعاء ، وابتعدي عن مواطن الفتن والمنكرات ، وتذكري الموت لا يغيب لكِ على بال ، ما زالت يدي في يدكِ ، لن أدعكِ ما حييت بإذن الله تعالى . هذا هو الذي أوصلني لهذا أيتها المباركة ، لم يأت ذلك من فراغ ، بل كان ذلك ثمرة صبر ومجاهدة ومكابدة ، فلقد علمت أن الجنة حفت بالمكاره ، وأن النار حفت بالشهوات ، فيا غيوم الغفلة تقشعي ، ويا قلوب المشفقين اخشعي ، و يا جوارح المتهجدين اسجدي لربك واركعي ، وبغير جنان الخلد أيها الهمم العالية لا تقنعي ، فطوبى لمن أجاب وأصاب ، وويل لمن طرد عن الباب . يا أخية : ألا إنما الدنيا بقاؤها قليل ، وعزيزها ذليل ، وغنيها فقير ، شابها يهرم ، وحيها يموت ، أين سكانها الذين بنوا مرابعها .. وشققوا أنهارها .. وغرسوا أشجارها .. وأقاموا فيها أياماً يسيرة ، وغرتهم بصحبتها ، وغروا بنشاطهم ، فارتكبوا المعاصي ، حدثيني ما صنع التراب بأبدانهم ؟.. والرمل بأجسامهم ؟.. والديدان بأوصالهم ولحومهم وعظامهم ؟..
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |