|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله و الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه و الصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين و سيد الخلق أجمعين و الهادي إلى الصرط المستقيم و إمام الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه و آله وصحبه و سلم عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أبِي طالبٍ سِبْطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَيْحَانَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَفِظْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ) رواه الترمذيو النسائي وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم النصح لأمته , يوجههم إلى ما فيه خيرالدنيا والآخرة , في معاشهم ومعادهم ، فأمرهم بسلوك درب الصالحين ،ووضح لهم معالم هذا الطريق ,والوسائل التي تقود إليه , ومن جملة تلك النصائح النبوية , هذا الحديث الذي يُرشدنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اجتناب كل ما فيه شبهة , والتزام الحلال الواضح المتيقن منه. هذا الحديث عظيم وهو من جوامع الكلم وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه،وهو أصل من أصول الشريعة يدخل فيه ترك جميع ما يريبالمسلم إلى شيء يتيقن من جوازه،، وأنه لا يلحقه به إثم، أو شيء في دينه أو عرضه. وهو في المعنى قريب من قوله -عليها لصلاة والسلام- في حديث النعمان بن بشير: (فمن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام). وفى رواية اخرى زاد الترمذى : وإن الصدق طمأنينه والكذب ريبه روى هذا الحديثا لحسنبن على رضي الله عنه , والحسن والحسين اخوة سيدا شباب اهل الجنه وهما ابناء فاطمة رضى الله عنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم ) السبط)(هو ابن البنت(،وابن الابن يسمى: حفيداً، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيد فقال: (إِنَّ ابْنِي هذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللهُ بهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ) وكان الأمر كذلك، فإنه بعد أن استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبويع بالخلافة للحسن تنازل عنها لمعاوية رضي الله عنه، فأصلح الله بهذا التنازل بين أصحاب معاوية وأصحاب علي رضي الله عنهما، وحصل بذلك خير كثير.وقد توفي النبي صلى ا لله عليه وسلم وللحسن سبع سنين. (ريحانته)الريحانة هي تلك الزهرة الطيبة الرائحة،وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين بأنهما ريحانتاه اى القريب الذى يرتاح اليه. )حفظت من رسول الله) الحفظ باب من ابواب التعليم )دع(اترك، وهذا أمر. والريبة هي الشك كمافي قوله سبحانه وتعالى : (الم ،ذلك الكتاب لا ريب فيه)البقرة (مايريبك(ما تشك فيه ولا تطمئنله، وتخاف منه؛لأن الرَّيب هو الشك وعدم الطمأنينة، وما يخاف منه من يأتيه فلايدري هل هو له أم عليه ؟. (الى مالايريبك) اى الى ما لا تشك فيه، لو تأملنا هذا الحديث لاحظنا أنه رسم لنا خطوطا واضحة لبيان منهج التعامل مع مايريب. اى اترك ماتشك فيه من الشبهات والذي ترتاب فيه إلى الشيء الذي لا تشك فيه طلب ا لبراءة الدين والعرض,أي إذا أتاك أمر فيه عدم طمأنينة لك،أو أنت إذا أقبلت عليه، أو إذا أردتعمله، شككتفيه، وصرت في خوف أن يكون حراما، فدعه إلى شيء لا يريبك, لأن الاستبراء مأمور به، فترك المشتبهات إلى اليقين هذا أصل عام. فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فالأحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى لايكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت. وللفقهاء وقفة عند هذا الحديث ، فقد استنبطوا منه قاعدة فقهية مهمة تدخل في أبواب كثيرة من الأحكام ،ونصّ القاعدة : " اليقين لا يزول بالشك "،اذا تعارض الشك مع اليقين أخذنا باليقين وقدمناه وأعرضنا عن الشك .فالمرء يبحث عن اليقين؛ لأن فيه الطمأنينة، وإذا حصل له اليقين سيدع ما شك فيه. فمثلا: إذا اشتبه على أحد في مسألة ما, هل هي حلال أم حرام؟ فإنه يتركها إلى اليقين، وهو أن يستبرئ لدينه، فيترك المسألة، أو إلى ما هو حلال بيقين عنده، فيدع ما يريبه منه، ويأتي مالايريبه. كذلك في العبادات - الشعائر: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، يأتي اليقين، وإذاطرأ الشك عليه فلا يدع هذا اليقين لشك طرأ؛ لأن اليقين لا يريبه، وما وقع فيه من الشك هذا يريبه،ولا يطمئن إليه. مثلا إذا اشتبه على أحد في الصلاة هل أحدث، أم لم يحدث؟هل خرج منه شيء، أم لم يخرج منه شيء؟ فيبني على ا لأصل، وهو ما لا يريبه، وهو أنه دخل الصلاة على طهارة، متيقن منها،فيبني على الأصل، ويدع ما طرأ عليه من الشكإلى اليقين، كان متطهرا فشكَّ هل أحدث أم لا؟ يبني على الأصل، ويدع الشك . أو لو اراد احد ان يصلي وشك بطهارة البقعه عليه ان يبني على اليقين فاليقين لايزول بالشكاي يترك الشك ( شكه بوجود نجاسة) ويتصرف على اساس مايتيقن منه .. واليقين هوماكان متاكد منه مثلا برؤية النجاسة بعينه اومايدل بشكل حسي على وجودها . ولسلفنا الصالح رضوان الله عليهم الكثير من المواقف ا لرائعة ، والعبارات المشرقة التي تدل على تحليهم بالورع ، وتمسكهم بالتقوى ، فمن أقوالهم : ما جاء عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضيالله عنه أنه قال : " تمام التقوى ترك بعض الحلال خوفا أن يكون حراما " . وقال أبو الدرداء الخير في طمأنينة والشر في ريبة . ويقول الفضيل بن عياض رحمه الله : " يزعم الناس أن الورع شديد ،وماورد عليّ أمران إلا أخذت بأشدهما ، فدع ما يريبك إلى ما لايريبك " . وعن أبي إسماعيل المؤدب قال : جاء رجلإلى العمري فقال : " عظني" ، قال : فأخذحصاة من الأرض فقال : " زنة هذه من الورع يدخل قلبك ، خير لك من صلاة أهل الأرض. وقد رؤي سفيان الثوري في المنام ، وله جناحان يطير بهما فيالجنة ، فقيل له : بم نلت هذا ؟ فقال : بالورع وقال ابن مسعود -رحمهالله-: "دَعْ الواحد الذي يريبك -يعني: الشيء الواحد الذي يريبك- إلى أربعة آلاف لاتريبك". يعني ابن مسعود -رحمهالله- أن الذي يريب قليل، والذي لا يريب المرء -سواء في الأقوال أو في الأعمال أوفي الاعتقادات- هذا كثير ولله الحمد، فالذي يريب اتركه، الذي يريبك من العلم، الذييريبك من القول، الذي يريبك من الأعمال، الذي يريبكمن العلاقات، الذي يريبك منالظن. كل ما يريبك،تخاف منه، ولا تطمئن إليه، فدعه واتركه إلى أمر لا يريبك، وهوكثير ولله الحمد.فهذا فيه طلب براءة الذمة إلى الأشياء المتيقنة. وللحديث زيادة أخرى،فقد جاء في الترمذي : (فإن الصدق طمأنينة ،والكذب ريبة) فعلامة الصدق أن يطمئن به القلب وعلامة الكذب أن تحصل به الشكوك ولايسكن إليه القلب بل يضطرب وينفر منه. اذا دع ما تشك فيه من الشبهات الى ما لا تشك فيه فالحلال المتيقن لا يحدث للمؤمن فى قلبه منه شك ولكن الشبهات تسبب قلقا وارتباكا ،والخوض فى المحرمات يفقد المسلم الورع ،وقد شرحنا فى الحديث السادس من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ،لذا فدرء الشبهات فى كل مناحى الحياه سبب من اسباب التورع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |