حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4458 - عددالزوار : 883544 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3993 - عددالزوار : 417586 )           »          لا ينبغي استخدام السواك بعد تكبيرة الإحرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تحجيج الوالدين أم فتح مدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الثلث الأخير من الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 324 - عددالزوار : 90388 )           »          آفات دعوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          رحمة النبي في التعامل مع المخطئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          الحكمة الإدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          فضل العشر الأواخر من رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2009, 11:28 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور

﴿قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)﴾ (آل عمران).
وقال- صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلاَّ مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
إن الحالة التي تعيشها الأمة منذ فترة لا يصح أن تمر على مسلم من غير أن يقف معها وقفة انتباه وتذكرة وبيعة مع الله تبارك وتعالى، وعهد لله عز وجل أن يكون من أوليائه وأن ينصر أولياءه، ونحن نرى هذه الهجمة البربرية المجنونة من العدو الصهيوني على غزة هاشم، هذا الجزء الغالي على قلب كل مسلم من قلب الأمة العربية والإسلامية.
وأقول في البداية: إن فلسطين كانت على مدار التاريخ محور الصراع العالمي منذ أن فتح الله القدس في عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، دخلها أبو عبيدة فاتحًا وجاءه عمر- رضي الله عنه- وتسلم مفاتيحها، منذ ذلك الوقت وأعداء الإسلام يديرون الصراع من وقت لآخر، همُّهم وهدفُهم: أن يخرجوا المسلمين مرة أخرى من الأرض المباركة التي بارك الله حولها حينما أسرى الله بنبيه- صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ونزلت الآيات الكريمة ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)﴾ (الإسراء).
ومع مرور الأيام يقع في نفوس بعض المسلمين اليأس والإحباط ويتكلم كثير من المسلمين باستسلام واستخذاء، كأن "إسرائيل" قدر إلهي لا طاقة للأمة به.
فهل الظروف المحلية والدولية فعلاً تدعو إلى اليأس والإحباط؟ وهل وجدت "إسرائيل" لتبقى فعلاً؟.
أقول: كلا كلا، بل إن زوال هذا الكيان أمر حتمي لا شك في ذلك؛ لما يلي:
أولاً: التاريخ خير شاهد على أن الأمة مهما غابت عن وعيها لا تلبث أن تعود إلى الوعي وتسترد حقوقها ويذهب الظالمون كأنهم كانوا كلمات مرت في التاريخ.
الصليبيون الذين استمروا في احتلال القدس قرابة قرنين من الزمان أين هم الآن؟ ذهبوا مع الريح، كما ذهب غيرهم من الظالمين على مدار التاريخ، حين عادت الأمة إلى وعيها، واستردت قرارها من أمراء الطوائف الذين جعلوا بقاءهم على كراسي الحكم المهتزة هدفًا أسمى ضحوا في سبيله بالأمة الإسلامية وبوحدتها، بل وبكل مقدساتها، واستعانوا في سبيل هذا الهدف الرخيص بالصليبيين على إخوانهم وبني جلدتهم ودينهم.
وهكذا هذه الدولة اللقيطة أيضًا، لا قرار لها ولا أساس، وستنتهي كما انتهى غيرها، ويجب أن نكون على يقين من هذا، واليهود يعلمون هذا أصلاً ويدركون أنهم لا بد أن يرحلوا من هذه الديار، وأن ما يؤخر رحيلهم هو هؤلاء الحكام الضعفاء الذين جعلوا كراسيهم أهم من مقدساتهم، وبقاءهم في سدة الحكم وتوريث أبنائهم إياه أهم من كل الدماء المراقة، لكن الأمة قد بدأت تستعيد وعيها، وجماهير الأمة في كل مكان قد انكشف أمامها الأمر وصارت قادرة على تمييز الطيب من الخبيث، ولن يكون من السهل على الأنظمة أن تستمر كثيرًا في تضليل الجماهير أو تجاهل رأيها ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
الأمر الثاني: أن من حكمة الله سبحانه وتعالى أن الأجساد التي تزرع في غير مكانها لا يكتب لها البقاء، وتحتاج لكي تبقى مدة على وجه الحياة إلى مثبتات ومعينات تساعدها على التعامل مع المحيط الغريب عنها والغريبة عنه، فمن يزرع كبدًا أو كلى أو غيرها فمن الصعب أن يتقبلها الجسم من غير أن بعض الأدوية التي تثبت هذا الجسم الغريب إلى حين.
وهذا هو حال الصهاينة في فلسطين، فهم جسم غريب في هذه المنطقة العربية الإسلامية لا يثبته إلا أمريكا وأوروبا والاستعمار، وبمجرد أن تخف أيديهم عن هذه الدولة ستسقط، لأنه ليس لها امتدداد ولا جذور في هذه الأرض.
لا بد أن نكون مؤمنين بهذا، نحن أصحاب هذه الأرض نضرب فيها في أعماق التاريخ، أما هم فهم كالشجرة الخبيثة التي ﴿اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ (إبراهيم: من الآية 26) هم شجرة مزروعة بالمثبتات، وإن شاء الله سوف تزول هذه المثبتات مع نمو الوعي، ومع صحوة المسلمين ومع انتباه المسلمين ومع تربية شباب المسلمين لن يكون لهم قرار في هذه البلاد بإذن الله.
الأمر الثالث الذي يملأ القلوب أملاً بقرب زوال الكيان الصهيوني: أن الله تعالى يرينا آيات النصر لأوليائه شيئًا بعد شيء.
على سبيل المثال حينما قامت هذه الدولة اللقيطة لم يكن الفلسطينيون ولا العرب قادرين على المواجهة، والمخلصون الذين كانوا يحاربون أخذوا إلى السجون، وبالتالي لم يجد اليهود من يواجههم، أما الآن فإن الأمة بدأت تفيق، ومارد الإسلام ومارد الجهاد بدأ يصحو في النفوس، والأمة تستعيد وعيها وقوتها وعافيتها، والآن هناك شباب عُزَّلٌ صغارُ السنِّ يُقْبِل على الجهاد، طالبًا الشهادة عند الله، يذيقون عدوهم مُرَّ العذاب، وهذه بداية النهاية لهذا العدو، وقد رأينا ما حصل في لبنان من سنتين! وقد ظنوا أنهم سيقضون في أيام قليلة على كل أثر للمقاومة، ورموا من القوة ومن النيران ما لا قِبَل لأحدٍ به، لكن دون جدوى، فالنصر في القلوب قبل أن يكون في ميدان المعركة والنصر في النفوس قبل أن يكون في الميدان، وحين نخسر المعركة في نفوسنا سينهزم المسلمون ولا شك.
وها هو هذا الأمر يتكرر في غزة هاشم مع المجاهدين الذين ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: من الآية 23) فهذا الصمود الأسطوري لمدة عشرين يومًا الذي يبديه رجال المقاومة في غزة أمام قوة النيران الهائلة والأسلحة المحرمة دوليًّا، هذا من مبشرات النصر إن شاء الله.
الأمر الرابع من دلائل قرب زوال إسرائيل: أن الكيان بعد أن كان يتمدد بدأ ينكمش، فبعد حرب سنة 67 التي اتسعت فيها مساحة إسرائيل جدًّا، عادت هذه المساحة تضيق بدءًا من خروج إسرائيل من سيناء، ثم خروجها من جنوب لبنان، ثم هزيمتها في حرب يونيه 2006م، وأكثر من هذا تضييقًا وانكماشًا: هذا الجدار العازل الذي يدل على الخوف والرعب الذي يملأ قلوب الصهاينة، فبعد أن كانوا يقولون: "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"، صاروا يحصرون أنفسهم داخل جدران عازلة بعيد عن النيل وعن الفرات، والله تعالى يبشرنا بأن هذا بداية الهزيمة لهذا الكيان الظالم يقول الله تبارك وتعالي ﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ (الحشر: من الآية 14)، وهذه علامة بإذن الله على زوال هذا الكيان، وستظل تنكمش وتنكمش إلى أن يفنيها الله سبحانه وتعالى.
الأمر الخامس من دلائل قرب زوال إسرائيل: أن الدولة الصهيونية كانت دولة تتزايد في عدد السكان كل يوم من خلال استدعاء يهود من بقاع الأرض للهجرة إليها، والآن تتم هجرة عكسية، وبدلاً من هجرة اليهود من أنحاء الأرض وزيادة عدد اليهود يهرب الموجود منهم إلى خارج الكيان؛ لأنهم أحرص الناس على حياة كما قال الله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)﴾ (البقرة). وهذا معناه أنهم في طريقهم إلى الزوال بإذن الله.
ويؤكد هذا حكمة عجيبة من حكم الخالق العظيم تبارك وتعالي، ففي كل مواليد العالم نسبة المواليد الذكور أقل من نسبة المواليد الإناث، والاستثناء الوحيد على مستوى العالم هم الفلسطينيون فنسبة الذكور في فلسطين أعلى من نسبة الإناث، كما أن أعلى نسبة خصوبة على مستوى العالم من نصيب المرأة الفلسطينية، ومتوسط ولادة المرأة الفلسطينية من (9- 10)، أما اليهود فمتوسط ولادتهم من (1-2 )، وبالتالي فمع مرور الأيام سيجدون أنفسهم رغمًا عنهم وسط بحر من العرب والمسلمين وسيضطرون للخروج أذلة صاغرين بإذن الله عز وجل، وقادة الكيان يدركون هذه الحقيقة ويحاولون جعل دولتهم اللقيطة يهودية خالصة، ويقفون أمام عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ويسعون إلى ترحيل الفلسطينيين خارج ما يسمونه دولة إسرائيل، وأملهم خائب، وكيانهم زائل بإذن الله.
الأمر السادس من دلائل قرب زوال دولة إسرائيل: أنها كيان قائم على الظلم والعدوان واغتصاب الحقوق، وهي بذلك تحمل بذرة فشلها وهزيمتها، فالظلم يبعث المقاومة من رقادها، ويجمع المظلومين على هدف التحرر، ويحرك الهمم إلى الثأر واستعادة الحقوق، وقد كتب الله الهلاك على الظالم، ووعد بنصرة المظلوم، ولا مبدل لكلمات الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلا. قال تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)﴾ (البقرة)، وقال تعالى ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)﴾ (هود)، وقال تعالى ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)﴾ (الأنفال).
وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)﴾ (إبراهيم)، وقال تعالى: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11)﴾ (الأنبياء)، وقال تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)﴾ (الحج)، وقال تعالى ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)﴾ (الحج)، وقال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ (القصص: من الآية 59)، وقال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31)﴾ (العنكبوت).
وأخرج الترمذي وغيره عن أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ".
ولئن طال ظلم الصهاينة وتعاظم فإن من حكمة الله أن يمهلهم حتى يأخذهم أخذًا شديدًا لا يقومون بعده، فقد أخرج البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾.
وهكذا نرى أن الصهاينة بكل ظلم جديد يرتكبونه إنما يقربون كيانهم من لحظة النهاية بإذن الله، وهذا ما حصل لبني إسرائيل فيما سبق وتوعدهم الله به فيما يأتي حيث قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)﴾ (الإسراء).
فحين أفسدوا سلَّط الله عليهم من جاس خلال الديار، وحين عادوا إلى الله عاد الله عليهم بالحياة الكريمة، فلما أساءوا مرةً أخرى سلَّط الله عليهم مَن يسوء وجوههم، وأكد القاعدة الإلهية في التعامل معهم، فقال ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾ والمعنى: بعد أن يرحمكم ربكم ويؤمنكم في البلاد التي تلْجأون إليها، إن عدتم إلى الإفساد عدنا إلى عقابكم مرةً أخرى، وها هم يعودون إلى الإفساد، مما يقطع بقرب زوال كيانهم وتعرضهم لعقاب الله على أيدي المؤمنين المجاهدين إن شاء الله.
الأمر السابع والأهم من دلائل قرب زوال دولة إسرائيل: أن الله وعد ووعده حق بأن ينصر الحق على الباطل، وهذا حق لا شك فيه ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية47 )، ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51)﴾ (غافر).
وإذ بدأ الناس يعودون للإسلام وبدأ شباب فلسطين يعودون للإسلام وبدأ شباب المسلمين في أنحاء الدنيا يعودون للإسلام فإن الأوضاع سوف تتغير، وإذا شاء الله أمرًا أنفذه، وها هم اليهود في تراجع، والحق في تقدم، وقد أخرج أحمد وغيره عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ على عَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ نَاوَأهُم" (لا يضرهم أن إخوانهم يخذلونهم والدول القريبة منهم تخذلهم، بل تقف ضدهم وتناوئهم) وهذه بشارة للمجاهدين في أرض الرباط "حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".
في فلسطين في القدس وحول القدس، حيث ستكون المعركة الأخيرة مع اليهود كما أخبر الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وهو لا ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ (النجم) فقد أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ"، فالذي يناديه الحجر والشجر لا بد أن يتوفر فيه وصفان أساسيان: العبودية لله وصدق الإسلام.
إن زوال هذه الدولة حتمية قرآنية عقلية تاريخية جغرافية هذا كلام لا شك فيه، وعقلاء اليهود يعلمون هذا، وكثير منهم يحمل جنسيات أخرى هو وأولاده وأحفاده، ويهيئ أماكن خارج فلسطين لمعيشته؛ لأنه يعلم أنه في طريقه للزوال، وإنا لمنتظرون وعد الله إن شاء الله، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51 ).
شبهة ورد:
قد يقول قائل: لكن هذا النصر إلى أن يأتي ستكون الأمة قد دفعت ثمنًا باهظًا من الأرواح الكثيرة التي تزهق والأراضي التي تدمر والبيوت التي تهدم.
أقول: ضريبة التحرير غالية، ولم يحصل في التاريخ أن أمةً نالت حريتها بسهولة أو أن باب الحرية فُتح من غير أن يمتلئ الباب دمًا، كل أمة نالت حريتها في هذا الكون لم تنل حريتها إلا بتضحيات عزيزة وغالية عظيمة جدًّا، وبالتالي فهذا الذي جري في غزة ضريبة ليوم النصر إن شاء الله.
لكن علينا أن يكون لنا دور في هذه المعركة وأن نُريَ الله تبارك وتعالى من أنفسنا ما يجعل النصر قريبًا بإذن الله ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ (محمد: من الآية 7)، علينا أن نبدأ فننصر الله، ننصر الله في أنفسنا، ننصر الله بأن ننصر شريعته وملته ودينه، وننصره بالوحدة فيما بيننا ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103)، ثم ننصر الله باليقين والثقة بأن الله سينصر دينه لا شك، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-01-2009, 12:09 AM
الصورة الرمزية أبو عقبة
أبو عقبة أبو عقبة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: TUNISIA
الجنس :
المشاركات: 92
الدولة : Tunisia
افتراضي رد: حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور


السلام عليكم ورحمة اله تعالى وبركاته

جزاك الله الجنة يا ولدي هذه محاضرة منهجية ممتازة ، وليس ذلك غريبا على داعية متألق مثلك ، والله ليس ما أقول مجاملة بل هو الحق ، والله على ماأقول شهيد .

لقد ذكرتني مقالتك خاصة في المقدمة ( كون الإستعمار الإسرائيلي تحول في أذهان بعض المتخاذلين قدرا محتوما لا يرد ..) بمقالة للمصلح الجزائري المشهور مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ فهو يصف هذه العقلية الجبرية بـ : القابلية للإستعمار . نعم هذه العقلية موجودة فعلا ولا تزال لدى كثير من ضعفاء الإيمان والنفوس ..لكنهم لن يوقفوا تيار التغيير الجارف والقادم بإذن الله تعالى فإن المستقبل لهذا الدين ولهذه الأمة ( وسيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل ..) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-01-2009, 02:34 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور

جزيت خيرا ابى الحبيب
ابو عقبة
على كلماتك الطيبة ونسال الله الاخلاص فى السر والعلن
وهى مقالة منقحة من فترة واعيد صياغتها
وهذا للعلم
والسلام عليكم
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24-01-2009, 12:36 AM
الصورة الرمزية المستمر
المستمر المستمر غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: جبل الـنـار ( نابلس )
الجنس :
المشاركات: 321
الدولة : Palestine
افتراضي رد: حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور

جازاك الله خيرا

لقد اعدت في قلبي بعضا من الامل القريب

مشكور على المقال الاكثر من رائع
__________________
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله****لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
[CENTER]<a href=http://forum.ashefaa.com/image.php?type=sigpic&userid=33187&dateline=1170760119 target=_blank>http://forum.ashefaa.com/image.php?t...e=117076 0119</a>
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24-01-2009, 10:38 AM
الصورة الرمزية ريحانة حماس
ريحانة حماس ريحانة حماس غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 130
افتراضي رد: حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور

بارك الله فيك
وزوال الاحتلال حتمية محققة
فنحن الواثقون بنصر الله
__________________
.
*_*
لَكِ الله ُ ياْ ضِفّةَ القَسّام
اختكم
رَيحــّــــــْـــــ حَماْس ـــــَـــــانةْ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24-01-2009, 07:27 PM
الصورة الرمزية FGN
FGN FGN غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
مكان الإقامة: جدة
الجنس :
المشاركات: 756
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: حتمية زوال اسرائيل..............القدر المقدور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير على الموضوع الرائع

وحقاً حتمية زوال اسرائيل حتمية مؤكدة
__________________
أختكم FGN

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.51 كيلو بايت... تم توفير 3.96 كيلو بايت...بمعدل (4.64%)]