|
|||||||
| رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#27
|
||||
|
||||
|
رفع الجبل فوق رؤوس بني إسرائيل عاد موسى إلى هدوئه واستأنف جهاده في الله وقرأ ألواح التوراة على قومه أمرهم في البداية أن يأخذوا بأحكامها بقوة وعزم ومن المدهش أن قومه ساوموه على الحق قالوا: انشر علينا الألواح فإن كانت أوامرها ونواهيها سهلة قبلناها فقال موسى: بل اقبلوها بما فيها فراجعوا مرارا فأمر الله تعالى ملائكته فرفعت الجبل على رءوسهم حتى صار كأنه غمامة فوقهم وقيل لهم: إن لم تقبلوها بما فيها سقط ذلك الجبل عليكم فقبلوا بذلك وأمروا بالسجود فسجدوا وضعوا خدودهم على الأرض وراحوا ينظرون إلى الجبل فوقهم هلعا ورعبا وهكذا أثبت قوم موسى أنهم لا يسلمون وجوههم لله إلا إذا لويت أعناقهم بمعجزة حسية باهرة تلقي الرعب في القلوب وتنثني الأقدام نحو سجود قاهر يدفع الخوف إليه دفعا أمر موسى بني إسرائيل أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه اختار منهم سبعين رجلا الخيّر فالخيّر وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم خرج موسى بهؤلاء السبعين المختارين لميقات حدده له الله تعالى دنا موسى من الجبل وكلم الله تعالى موسى وسمع السبعون موسى وهو يكلم ربه ولعل معجزة كهذه المعجزة تكون الأخير وتكون كافية لحمل الإيمان إلى القلوب مدى الحياة غير أن السبعين المختارين لم يكتفوا بما استمعوا إليه من المعجزة إنما طلبوا رؤية الله تعالى كوفئ الطلب المتعنت بعقوبة صاعقة أخذتهم رجفة مدمرة صعقت أرواحهم وأجسادهم على الفور فماتوا أدرك موسى ما أحدثه السبعون المختارون فملأه الأسى وقام يدعو ربه ويناشده أن يعفو عنهم ويرحمهم يحكي المولى عز وجل دعاء موسى عليه السلام بالتوبة على قومه في سورة الأعراف وَاخْتَارَمُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَاوَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِين (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّاهُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّلَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) (الأعراف) هذه كانت كلمات موسى لربه وهو يدعوه ويترضاه ورضي الله تعالى عنه وغفر لقومه فأحياهم بعد موتهم واستمع المختارون في هذه اللحظات الباهرة من تاريخ الحياة إلى النبوءة بمجيء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سنلاحظ طريقة الربط بين الحاضر والماضي في الآية إن الله تعالى يتجاوز زمن مخاطبة الرسول في الآيات إلى زمنين سابقين هما نزول التوراة ونزول الإنجيل ليقرر أنه (تعالى) بشّر بمحمد في هذين الكتابين الكريمين نعتقد أن إيراد هذه البشرى جاء يوم صحب موسى من قومه سبعين رجلا هم شيوخ بني إسرائيل وأفضل منفيهم لميقات ربه في هذا اليوم الخطير بمعجزاته الكبرى تم إيراد البشرى بآخرأنبياء الله عز وجل السير باتجاه بيت المقدس سار موسى بقومه في اتجاه البيت المقدس أمر موسى قومه بدخولها وقتال من فيها والاستيلاء عليها وها قد جاء امتحانهم الأخير بعد كل ما وقع لهم من المعجزات والآيات والخوارق جاء دورهم ليحاربوا بوصفهم مؤمنين قوما من عبدة الأصنام رفض قوم موسى دخول الأراضي المقدسة وحدثهم موسى عن نعمة الله عليهم كيف جعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا يرثون ملك فرعون وآتاهم مَّا لَمْيُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ وكان رد قومه عليه أنهم يخافون من القتال قالوا: إن فيها قوماجبارين ولن يدخلوا الأرض المقدسة حتى يخرج منها هؤلاء وانضم لموسى وهارون اثنان من القوم تقول كتب القدماء إنهم خرجوا في ستمائة ألف لم يجد موسى من بينهم غير رجلين على استعداد للقتال وراح هذان الرجلان يحاولان إقناع القوم بدخول الأرض والقتال قالا: إن مجرد دخولهم من الباب سيجعل لهم النصر ولكن بني إسرائيل جميعا كانوا يتدثرون بالجبن ويرتعشون في أعماقهم مرة أخرى تعاودهم طبيعتهم التي عاودتهم قبل ذلك حين رأوا قوماي عكفون على أصنامهم فسدت فطرتهم وانهزموا من الداخل واعتادوا الذل فلم يعد في استطاعتهم أن يحاربواوقال قوم موسى له كلمتهم الشهيرة(فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)هكذا بصراحة وبلا التواء أدرك موسى أن قومه ما عادوا يصلحون لشيء مات الفرعون ولكن آثاره في النفوس باقية يحتاج شفاؤها لفترة طويلة عاد موسى إلى ربه يحدثه أنه لا يملك إلانفسه وأخاه دعا موسى على قومه أن يفرق الله بينه وبينهم وأصدر الله تعالى حكمه على هذا الجيل الذي فسدت فطرته من بني إسرائيل كان الحكم هو التيه أربعين عاما حتى يموت هذا الجيل أو يصل إلى الشيخوخة ويولد بدلا منه جيل آخر جيل لم يهزمه أحد من الداخل ويستطيع ساعتها أن يقاتل وأنينتصر فترة التيه مكث بنو إسرائيل في التيه أربعين سنة حتى فني جيل بأكمله فنى الجيل الخائر المهزوم من الداخل وولد في ضياع الشتات وقسوة التيه جيل جديد جيل لم يتربى وسط مناخ وثني ولم يشل روحه انعدام الحرية جيل لم ينهزم من الداخل جيل لم يعد يستطيع الأبناء فيه أن يفهموا لماذا يطوف الآباء هكذا بغير هدف في تيه لا يبدوله أول ولا تستبين له نهاية إلا خشية من لقاء العدو جيل صار مستعدا لدفع ثمن آدميته وكرامته من دمائه أخيرا ولد هذا الجيل وسط تيه الأربعين عاما ولقد قدر لموسى زيادة في معاناته ورفعا لدرجته عند الله تعالى قدر له ألا تكتحل عيناه بمرأى هذا الجيل فقد مات موسى عليه الصلاة والسلام قبل أن يدخل بنو إسرائيل الأرض التي كتب الله عليهم دخولها ودفن عند كثيب أحمر حدث عنه آخر أنبياء الله في الأرض حين أسرى به قال محمد صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر مات موسى عليه الصلاة والسلام في التيه وتولى يوشع بن نون أمر بني إسرائيل السؤال التاسع عشر صحب موسى من قومه سبعين رجلا هم شيوخ بني إسرائيل وأفضل من فيهم لميقات ربه في هذا اليوم الخطير بمعجزاته الكبرى من سماعهم لصوت الله تعالى وقولهم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره والرجفه التي صعقت أرواحهم وأجسادهم على الفور فماتوا ثم احياهم الله تعالى في هذا اليوم سمعوا ببشرى كريمة تتعلق بأمة محمد فما هي؟ ![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |