الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا قدمت لما بعد الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التكاليف ليست متساوية بل متفاوتة الصعوبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كيفية إكرام الضيف وحدوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ميثاق الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تدمير التعليم في غزة: ترسيخ للتخلف واغتيال للنهوض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كن صادقًا ودع الناس تقول ما تقول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          لماذا التشدّد في الدين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          المخدرات تأخذ حكم الخمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          منصات التواصل ومنظومة القيم (الستر والحياء) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الموت ساجدا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 13-11-2025, 12:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,254
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث

الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (11)



كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبعد أن استقرّ الفتى مع والده تحت رايةٍ واحدةٍ، وهي: راية العمل في الدُّكّان، بدأت حياته في الانتعاش، بعدما عالج له والدُه مشكلتَه الاقتصاديّة.
والحقيقة أن الوالد لَم يعالج مشكلة فتاه فحسب، بل عالج مشكلته هو أيضًا، فقد وجد ضالَّتَه في فتاه ناصر، وأصبح يعتمد عليه في العمل، ويترك له الدُّكّان ويذهب ويجيء على راحته، وهو يعلم أنّ الدُّكّان في إدارة فتاه النَّبيه الأمين؛ لا سيَّما وأنّه قد ذاق الأمرَّين مِن أخويه نجيب وناجي، فلَم يقدرا على استيعاب المهنة مثل أخيهما ناصر، وكان الوالد يشكو ذلك كثيرًا.
قال الألباني -رحمه الله-: "كان انتقالي من النِّجارة إلى تصليح السَّاعات هو اقتراحٌ من أبي، أمّا أنا فكان هوسي في النِّجارة، فالنِّجارة ليس فيها ميكانيكا كثيرةٌ ولا إعمال مُخّ، وإنَّما فيها إعمال عضلات، فانتقلت إلى مهنة تصليح السَّاعات، وفعلًا نبغتُ في هذه المهنة تمامًا.
لكن ليست المهنة هي التي أعطتني الصَّبر والدِّقَّة، إنَّما هو الله -عزّ وجلّ-، والدَّليل المُتمِّم لهذا هو أنَّه قد عمل أخوان شقيقان لي عند أبي شهورًا، نجيب أخي الأكبر، وناجي الذي يكبرني بسنتَين، كان أبي -رحمه الله- إذا سهر في مجلسٍ يشكوهما، فيقول: يا جماعة، ظلُّوا عندي شهورًا وما يستطيعون أن يُبرِّدوا مِسمارًا!
أمّا أنا فقد فتح الله -عزّ وجلّ- لي في هذه المهنة فنبغتُ فيها، وما بكم من نعمةٍ فمن الله، ولا تزال آثارُ هذه المهنةِ واضحةً جدًّا عليَّ، والمَرجِع في ذلك كُلِّه إلى الله" (انتهى).
ووالدُه الذي جعله الله سببًا في علاج مشكلته الاقتصادية، هو الذي أعانه أيضًا في بداياته العِلْميّة، فدرس على يديه قِسْمًا من الفقه الحنفيّ، وشيئًا من النَّحو والصَّرف والبلاغة.
قال الألباني -طيَّب الله ثَراه-: "الحقيقة أنَّني أشعر بأنّ الله -عزّ وجلّ- كان -ولا يزال- إن شاء الله- بي حفيًّا، فمنذ نعومة أظفاري وقد تخرَّجتُ في المدرسة النِّظاميّة الابتدائيّة فقط، وكان والدي من فقهاء الحنفيّة الأقوياء في فقههم، والشَّديدين -رحمه الله- في تَعصُّبِهم، فدرستُ عليه -على الطريقة القديمة- شيئًا من الفقه الحنفيّ: كالقُدُوري، وبعض الكتب في علم الصَّرف، الذي هجره العرب واشتغلوا بالنَّحو فقط! ولعلّ الصَّرف أهمّ من النَّحو، فالنَّحو يُقوِّم الألفاظ ويهتمّ بآخِر الكلمة، أمّا الصَّرف فاهتمامه يكون ببنية الكلمة، وهذا أقوى وأهمّ، فدرستُ عليه وعلى شُيوخٍ آخَرين أيضًا شيئًا من الفقه من "مراقي الفلاح"، وشيئًا من النَّحو والبلاغة.
لكنَّني ما استمررتُ في ذلك، كما هو شأن الطَّلبة قديمًا، فوجدتُ نفسي مُنصرِفًا إلى دراسة كُتبٍ غريبةٍ عليَّ الآن، قصص وروايات، قصّة "عنترة بن شدّاد"، وقصّة "ذات الهِمّة والبَطّال"، وغيرها" (انتهى).
فهذه هي المسؤوليّة التي يجب أن يقوم بها الوالد تجاه أولاده، أن يكون سبّاقًا إلى إعانتهم على محن الحياة، حريصًا على أن يسلكوا سبل النَّجاة!
وإلى اللِّقاء في المقال القادم -بإذن الله-.
وعلى الله قصدُ السَّبيل.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20-11-2025, 08:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,254
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث

الألباني.. إمامُ الحديث في العصر الحديث (12)



كتبه/ ساري مراجع الصنقري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمضت الأيّامُ يومًا وراءَ يومٍ، ولا يزال الفتى يَمُرُّ على ذاك المِصريِّ النَّبيل، ويدور على ما ينثره على بِساطِه الجميل، فيطالع قصصَه ورواياتِه، في روحاتِه وغدواتِه.
ومع السَّعي والمُثابَرة، والجِدِّ والمُصابَرة، يَمُنُّ الكريم المنّان، ذو الفضل والإحسان، بأن يُوجِّهَ بصرَه وبصيرتَه، إلى ما تهفو إليه نفسُه، ويتطلّع إليه أملُه؛ فقد وقع الفتى على عددٍ من أعدادِ مجلّةِ "المنار"، التي أسَّسَها الشَّيخ محمد رشيد رضا (المُتوفَّى 1354هـ = 1935م)، والتي صدر عددُها الأول في 22 شوال 1315هـ = 15 مارس 1898م.
فبإشراقةِ هذا العددِ على الفتى أخذ يصحو من سُباتِه، ويستنهض قُواه، ويَستفِزُّ هِمَّتَه وعزيمتَه، فانطلق وتَحرَّر.
قال الألباني -رحمه الله-: "أول ما وَلِعْتُ بمُطالَعتِه من الكتب القصصُ العربيّةُ كالظَّاهر وعنترة والملك سيف وما إليها، ثم القصص البوليسية المترجمة -كأرسين لوبين، وغيرها-، ثم وجدتُ نُزُوعًا إلى القراءاتِ التَّاريخيّة.
وذاتَ يومٍ لاحظتُ بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جُزءًا من مجلّة "المنار"، فاشتريتُه ووقعتُ فيه على بحثٍ بقلم السيد رشيد، يَصِفُ فيه كتابَ "الإحياء" لِلغزّالي، ويشيرُ إلى محاسنِه ومآخذِه؛ ولِأوَّلِ مرَّةٍ أُواجِهُ مِثْلَ هذا النَّقد العِلْميّ، فاجتذبني ذلك إلى مُطالَعةِ الجُزءِ كُلِّه" (انتهى).
وقال أيضًا في مقامٍ آخَر: "الذي يسَّر لِيَ السَّبيل رجلٌ مِصريٌّ، أرسله الله إلى دمشقَ، وكي يعيشَ الرَّجلُ يشتري تركات المكتبات، وعنده دُكّانٌ أمام مسجد بني أُمَيَّة، عَرْضُه من الدّاخل أقلّ من متر، وواجهتُه نحو مترَين ونصف، يبعثرُ الكُتبَ على الرَّصيف.
وكانت كُتبُه أشكالًا وألوانًا، فيها الصَّالحُ والطَّالحُ، كما يقال عندنا في دمشق: "يا داخل مصر، مِثلُك أُلُوف"؛ أي: إن كُنتَ صالحًا فمِثلُك أُلُوف، وإن كُنتَ طالحًا فأيضًا مِثلُك أُلُوف.
والقارئُ يختار منها ما يهدف إليه، وهنا وقفتُ على بعض أجزاء مجلّة "المنار"، وتعلّقتُ به، ففُتِحَ طريقُ الحديثِ أمامي، وسِرتُ فيه" (انتهى).
وقال -أجزل الله ثوابه- في مقامٍ ثالث: "وذاتَ يومٍ وجدتُ عنده بعضَ الأعدادِ من مجلّةِ "المنار"، فَأَذْكُرُ جيِّدًا أنَّني قرأتُ فيه فَصْلًا بقلم السيد رشيد رضا -رحمه الله-، يتكلّم عن مزايا كتاب "الإحياء" لِلغزّالي، وينتقده من بعض النَّواحي، كصُوفِيّاتِه -مثلًا-، وكأحاديثِه الضَّعيفةِ والواهيةِ، وبهذه المناسبة ذكر أنّ لِأبي الفضل زين الدِّين العراقي كتابًا وضعه على "الإحياء"، خرَّج فيه أحاديثَه، وميَّز صحيحَها من ضعيفِها، وهو المُسمَّى: "المُغنِي عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار"، فتلهَّفَت نفسي جدًّا لهذا الكتاب، فنزلتُ إلى السُّوق أسأل عنه كالعاشق الوَلْهان، أين هذا الكتابُ؟" (انتهى).
فهل وجد الفتى كتابَ "المُغنِي" في السُّوق؟
فالإجابةُ عن هذا السُّؤالِ ستكونُ بدايةَ مقالِنا القادمِ -بإرادةِ الله-.
واللهُ وليُّ التَّوفيق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.35 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]