|
|||||||
| ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
عِش على ما تتمنى أن تموت عليه أ. د. زكريا محمد هيبة يموت الإنسان على ما عاش عليه، ويُبعث يوم القيامة على ما مات عليه، فمن عاش عمره ملازمًا للطاعات، حريصًا على السُّنن، ختم الله له بخاتمة طيبة، وفارق الدنيا على حال يُرضي الله، أما من ألِف المعاصي وأدمن الغفلة، فإن رحلته ستنتهي على ما عاش، ويلقى ربه على الهيئة التي قبضه عليها. قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبده خيرًا استعمله، قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفِّقه لعمل صالح قبل الموت)). عندما نزل الموت بمعاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "مرحبًا بالموت زائر بعد غياب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حِلَق الذكر". أما من غلبت عليه الدنيا، فقد تُختم حياته بما انشغل به قلبه، رُوي أن تاجرًا حضره الموت، فأخذ يردد: "سعر الأرض أعلى ... وهذه أرخص ..."، حتى فاضت روحه. ويحكي عبدالوهاب مطاوع في كتابه "أعطِ الصباح فرصة" قصةَ سياسي مصري، كان يحلم برئاسة الوزراء، ويسعى بكل جهده إليها، لكن المنصب ظل بعيدًا عنه، حتى إذا جاءه الموت، جلس بين أهله يلفظ أنفاسه الأخيرة، وفجأة شرع يقرأ "بيان الحكومة"، الذي طالما تمنى أن يلقيه أمام البرلمان: "وستعمل حكومتي على ... وستعمل حكومتي على"، كان أهله يرجونه أن ينطق بالشهادتين، لكنه لم يستجب، وظل يكرر بيانًا لم يكتبه، حتى فاضت روحه، وهو أسير أمنيته الضائعة! ومن أعجب القصص في هذا الأمر، ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه "الجواب الكافي"؛ قال: "كان رجل واقفًا بإزاء بابه، فمرت امرأة فسألته عن حمام للبخار يُقال له حمام منجاب، وكان بابه يشبه باب الحمام فأشار إلى بيته، قال: هذا حمام منجاب مشيرًا إلى بابه، فدخلت الدار ودخل وراءها، فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها، أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه، وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا، وتقر به عيوننا، فقال لها: الساعة آتيكِ بكل ما تريدين وتشتهين، وخرج وتركها في الدار ولم يغلق الباب، فأخذ ما يصلح ورجع، فوجدها قد خرجت وذهبت ولم تخُنه في شيء، فهام الرجل وأكثر الذكر لها، وجعل يمشي في الطريق ويقول: يا رُبَّ قائلةٍ يومًا وقد تعبت كيف الطريق إلى حمام منجابِ فبينما هو يوم يقول ذلك، وإذا بجارية تجيبه من طاق:هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت بها حرزًا على الدار أو قفلًا على البابِ فازداد هيمانه وحبه وتعلقه بها، فعندما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فأجاب:يا رب قائلة يومًا وقد تعبت كيف الطريق إلى حمام منجابِ حتى فاضت روحه، وما نطق الشهادة، والعياذ بالله!بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21].
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |