خواطرفي سبيل الله - الصفحة 7 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة جلولاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وقفات مع سورة البلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مواقع التواصل الاجتماعي بين المنافع والمفاسد الفيس بوك ًانموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 20693 )           »          ماذا أخفت منى عن أمها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الأخ المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أقبل الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          زد من حلمك عليها طوال حملها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 107157 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 22121 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 31-10-2025, 05:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (66)


محمد خير رمضان يوسف

  • يا بني،
وصيَّتي إليكَ أن تتَّقي الله تعالَى في السرِّ والعلَن،
وأن تحافظَ على الصلاةِ كما تحافظُ على روحك،
وأن لا ترائي بعملٍ لك،
وأن تطيعَ والدَيكَ بالمعروف،
وأن تخدمَ مجتمعكَ الإسلاميَّ بما تقدرُ عليه.

  • كما تجتمعُ الكريّاتُ البيضُ حولَ الجراثيمِ لتفتِكَ بها وتطردَها من الجسم،
كذلك جعلَ اللهُ الاستغفارَ على لسانِ المؤمنِ ليطردَ به السيئات التي التبسَ بها.

  • إذا كان الوالدانِ متفقَين متحابَّين فرحَ الأولادُ وتآلفوا وتحاببوا،
فإذا اختلفا وتباغضا وتشاجرا انقبضَ الأولادُ وخافوا،
وتباغضوا وتشاجروا كذلك،
وأُصيبوا بأمراضٍ نفسية،
وافتعلوا مشكلات،
داخلَ البيتِ أو خارجه.

  • ترَى كثيرًا من (الملتزمين) في عصرنا لا تختلفُ معاملاتهم عن غيرهم،
رغمَ صلواتهم وتردُّدِهم على المساجد،
وهذا لأنهم لم يتربَّوا تربيةً صالحة،
ولم يتمكنوا من المواءمةِ بين شعائرِ دينهم وحياتهم العملية.

  • جولةٌ لكَ في عالَمِ السياسةِ تُعيدُكَ كئيبًا متحسِّرًا على عالَمِ الإنسان،
لما ترَى من أكاذيبَ تملأُ الساحة،
وخرابِ ذِمَم،
ومصالحَ خاصةٍ تُقضَى بلا ميزان،
ونهبِ أموالٍ فيها حقوقُ الناس،
وخياناتٍ لا تعدُّ ولا تُحصَى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 05-11-2025, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (67)


محمد خير رمضان يوسف



  • يا بني،
إذا جاءَ شهرُ الخيرِ فاجعلْ للقرآنِ الكريمِ نصيبًا كبيرًا من برنامجِكَ فيه،
فإنه شهرٌ أُنزِلَ فيه القرآن،
وتُضاعَفُ فيه الحسنات،
ومن أكثرِ الأعمالِ فيه أجرًا قراءةُ القرآن.

  • قولهُ تعالى:
{وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا}،
ذكرَ ابنُ عطيةَ في تفسيرهِ "المحرر الوجيز" ما ملخصه:
أنه تبرئةٌ من الله تعالى لسليمان،
ولم يتقدَّمْ في الآياتِ أن أحداً نسبَهُ إلى الكفر،
ولكنَّ اليهودَ نسبتهُ إلى السحر،
والسحرُ والعملُ به كفر.

  • كثيرٌ من أهلِ العلمِ فقراء،
ولكنهم يتبرَّعون بحقوقهم وأتعابهم في سبيلِ نشرِ العلم،
طلبًا للأجرِ والمثوبة.
وهذا هو الفرقُ بينهم وبين بعضِ المدرِّسين العاديين.
وقد رأيتُ مدرِّسًا ساخطًا غاضبًا متأفِّفًا؛
لأنه صادفَ شهرَ شباط (فبراير) 29 يومًا في تلك السنة!!
فكان يحفرُ الأرضَ برأسِ قدمهِ عصبية،
وهو لا يملُّ من تكرارِ كلامهِ في ذلك،
كيف زادَ هذا اليومُ دون أن يأخذَ أجرتَهُ فيه،
وأنا أيضًا أنظرُ إليه وأتعجَّبُ منه،
وقد شخصَ إليه بصري،
لا يرتدُّ عنه!!

  • قد أدمَى قلبي نداءُ طفلٍ من حلب،
أُسعِفَ من بين الأنقاض،
وقد أثخنتِ الجراحُ جسمَهُ الصغير،
فتشوَّهَ واحمرّ،
ووقعَ بين أيدي الأطباء،
فكانوا يقطِّعون ثيابَهُ ليصلوا بسرعةٍ إلى جروحهِ الغائرة،
وهو يبكي بكاءً متواصلًا بحرقةٍ وألم،
ويناشدهم ألّا يمزِّقوا ثيابَهُ الجديدة!
كم نالنا الإذلالُ أيها المسلمون؟
كم قُتلِ من أطفالنا وشبابنا؟
وكم شُرِّدَ من أهلنا؟
وويلاتُ الأمهاتِ ملأتِ الصِّماخ،
وآهاتُ المعذَّبين لا تنقطع،
وإذلالُ الأسرى يزيد،
والحالُ تسيرُ إلى الأسوأ،
وأملُنا في المجاهدين الأبطالِ بعد الله.
اللهم نصركَ لعبادك،
اللهم إن كان بعيدًا فقرِّبه،
وإن كان قريبًا فيسِّره..

  • كلُّ ما يُرَى من صياحٍ وضجيجٍ واستغاثةٍ حولَ الفلوجةِ وغيرها من المناطق،
هو من ضعفِ أهلِ السنةِ وتقصيرهم في الجهاد،
ولو كانت عندهم قوةٌ لقدَّموا الأفعال،
وما احتاجوا إلى كلام!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #63  
قديم 05-11-2025, 04:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (68)


محمد خير رمضان يوسف



• يا بني،
عهدتُكَ صغيرًا تلعب،
وشابًّا تتجمَّل،
وطالبًا تتعلَّم،
وأبًا تربِّي،
يا ولدي،
ليَصحبْكَ الإسلامُ في مراحلِ عمرك،
فلا خيرَ في دنيا لا تعمَّرُ بالدين،
ولا خيرَ في عُمرٍ لا يصحبهُ عملٌ صالح.

• قولهُ تعالَى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ...}
[سورةُ آل عمران: 14]،
ذكرَ ابنُ عطية في تفسيرهِ كمدخلٍ لتفسيرِ الآية،
أنه إذا قيل: زَيَّنَ الله،
فمعناهُ بالإيجادِ والتهيئةِ لانتفاعٍ وإنشاءِ الجِبلَّةِ عن الميلِ إلى هذه الأشياء،
وإذا قيل: زَيَّنَ الشيطان،
فمعناهُ بالوسوسةِ والخديعةِ وتحسينِ أخذها من غيرِ وجوهها.

• إذا كنتَ تتكلَّمُ في الأساسيات،
وتستنتجُ من الأعمِّ الأغلب،
وصاحبُكَ يردُّ عليكَ من الأقلِّ والشاذّ،
ويوردُ مسائلَ فردية،
وحوادثَ عارضة،
فاعلمْ أنه مجادل،
ولا يعرفُ أصولَ البحثِ والاستنتاج،
ومثلُ هذا منتشرٌ بين الناس،
والحوارُ فيه ليس له نهاية.

• هناك إخوةٌ شباب،
نبَغةٌ نجَبة،
يتواصلون اجتماعيًّا عن طريقِ الفيس والتويتر وما إلى ذلك،
ويكتبون الروائع،
ويعلِّقون الفوائد،
هؤلاءِ يتشتَّتُ جهدهم بذلك،
ولو أنهم أعطَوا أكثرَ أوقاتهم للبحثِ والتأليفِ لكان أفضل،
فإن العمرَ قصير،
وإن الهمَّة تضعفُ بعد وقت،
ولا يستطيعُ صاحبُها الاستمرارَ في الأعمالِ الصعبة،
التي تستدعي همَّةَ الشبابِ وشِرَّته.

• ننتظرُ حاكمًا مسلمًا قويًّا مثلَ صلاحِ الدين،
يجمَعُ شملَنا،
ويأخذُ بيدنا إلى النصرِ بإذنِ الله،
بينما حكّامنا لأمثالهِ بالمرصاد،
فينشرون الخوفَ والفسادَ في كلِّ بيتٍ وشارعٍ ومؤسسةٍ لئلّا يَنبت،
فإذا نبتَ أُسكِت،
وإذا حدثَ أنِ استوى كُدرَ وقُصف وأُبعد،
فإذا اعترضَ سُجن،
وإذا أصرَّ قُتل.
والله أعلمُ كم قَتلوا من أبطالٍ كان يُنتظَرُ أن يصبحوا صلاحَ الدين،
وما زالوا يُقتَلون ويُسجَنون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #64  
قديم 08-11-2025, 09:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (69)


محمد خير رمضان يوسف



• يقولون إن طريقَ العلمِ شاقّ!
ولكنه لذيذٌ أيضًا،
فالنفسُ تأنسُ به وكأنه ظلٌّ دائم،
وصاحبٌ مُحَبّ،
ولا تشعرُ بالوقتِ كيف يمضي وأنت معه،
ومجالسهُ أطيبُ من مجالسِ الملوك،
وثمارهُ من ثمارِ الجنة!

• الكتابُ يُطبَخ!
ولكنها طبخةٌ فريدةٌ ومميَّزة!
وبدايتُها من عند المؤلف،
الذي يجمعُ الحروفَ المبعثرةَ في كلمات،
وينظِّمُ الكلماتِ الشاردةَ في سطور،
ويهذِّبُ الجُملَ ويجعلُها في فقرات،
ويرتِّبُ الموضوعاتِ فيوزِّعُها على مطالبَ ومباحثَ وفصولٍ وأبواب،
ويعرِّفُها بمقدِّمةٍ ويجمعُ شواردَها في خاتمة،
لتنامَ في أوراقٍ حتى يُكتبَ لها الحياة،
وعندما يتسلَّمهُ الناشرُ يحرِّكهُ كلَّهُ ليبدأ الدخولَ في نهرِ الحياة!
فينسِّقهُ ويُخرِجهُ ويصحِّحه،
ويرميهِ في فرنِ الطباعةِ بعد توثيقه،
ويَخرجُ شهيًّا مطليًّا للقارئ!

• الذي لاحظتهُ ولاحظَهُ غيري،
كثرةُ عددِ المصلين والصائمين والمتردِّدين إلى المساجدِ هذا العام،
وهذا لأسباب،
منها مصائبُ الأمة،
التي توقظُ الغافلَ والنائم،
ومنها شيءٌ من الحريةِ عمَّتْ كثيرًا من البلاد،
بعد عقودٍ مظلمةٍ من القهرِ والكبتِ والعَسف،
ومنها ملامحُ صحوةٍ جديدةٍ أكثرُ عمقًا،
تعمُّ سائرَ المسلمين.

• يا بني،
هناك من يريدُ الإصلاحَ ولكنَّ عملَهُ ينتهي إلى فشل،
لأنه دخلَ المجالَ من دونِ علمٍ وتجربة،
فلم يخطِّط،
ولم يستشر،
ولم يتعاون،
ولم يهتمَّ حتى بالكيفية،
فأخطأ في الأسلوب،
وتركَ ما بقيَ دون رعاية،
فتقاذفتْهُ الأخطاء،
فوقع.

• هناك من لا يهمُّهُ إذا صنَّفتَهُ في صفِّ الأشرار؛
لأنه يعتبرُ مصلحتَهُ هي المهم،
فإذا وقعتْ مصلحتهُ في الشرِّ فلا بأسَ عندهُ أن يتلبَّسَ به!
وهذا من سوءِ الحال،
ونعوذُ بالله من سوءِ المآل.
الشر


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #65  
قديم 10-11-2025, 04:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (70)


محمد خير رمضان يوسف



• لم يغترَّ السحرةُ بعدَ إيمانهم بتقريبِ فرعونَ لهم عندما قال:
{وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [سورة الأعراف:114]،
على الرغمِ من أن طلبَ الأجرَ كان من قِبَلِهم:
{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ}؟
وعلى الرغمِ من أن القربَ من فرعونَ يومذاكَ كان مطلبًا عزيزًا ومنصبًا كبيرًا،
فقد ذاقوا حلاوةَ الإيمان،
ولا أحلَى منه،
وعرفوا قيمةَ الحقّ،
ولا أغلَى منه،
وتوجَّهوا بقلوبهم إلى الربّ،
ولا أجلَّ من هذه الوجهة،
وانصبغوا بصبغةِ الإسلام،
{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}؟
[سورة الأعراف: 138].

• الانغماسُ في العلمِ والعملِ يخفِّفُ من وطأةِ الجوعِ والعطشِ الذي يشعرُ به الصائم،
والأفضلُ ألّا يفكرَ بما يكونُ عليه من جوع،
كما لا يفكرُ المريضُ بمرضهِ لئلّا يزدادَ شعورهُ بالمرض.

• يا بنتي،
لا تأخذي مواقفَ سلبيةً من كلِّ ما يقولهُ زوجك،
فقد لا يعودُ إلى بعضِها أصلًا ولا يتذكَّرها؛
لأنه كثيرًا ما يحدِّثُكِ لينفِّسَ عمّا بداخله،
من ضغوطِ العملِ ومعاشرةِ الناسِ وما لا طاقةَ له به،
فاستمعي إليه،
وخفِّفي عنه ولو بعضَ ما يشكو،
فإنه يجدُ عندَكِ ما لا يجدُ عندَ أخلصِ خلصائه.

• اجعلِ الكتابَ كساعةٍ في يدك،
ولكنْ ساعةَ علم،
تنظرُ فيه كما تنظرُ إلى الساعةِ بين فينةٍ وأخرى،
فإذا استغرقتَ فيه لم تسألْ عن الوقت!
وصرتَ كتابًا في كتاب!

• الكثيرُ من الأغنياءِ يقولون مثلما قالَ قارونُ في ماله:
{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [سورة القصص: 78]،
ولا يُسندون ما أُوتوهُ من مالٍ إلى اللهِ الرازق،
وهم يعرفون أشخاصًا يبذلون أكثرَ من جهودهم ولكنهم لا يحصِّلون سوى القليلِ من المال،
فكيف تأتيهم الثروةُ الكثيرةُ بقليلٍ من العمل،
ولا تأتي الآخرين بكثيرٍ من الجهد؟


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #66  
قديم 10-11-2025, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (71)


محمد خير رمضان يوسف




• يا بني،
إذا أحببتَ صديقًا،
ونصحتَهُ ولكنهُ لم ينتصح،
فلا تقطعْ أملكَ منه،
ولا تقاطعْهُ لأجلِ ذلك،
بل اعرفْ سببَ إعراضهِ عن النصيحة،
ابحثْ عن موضعِ الخلَلِ في نفسهِ لتعالجه،
وبدونِ ذلك يُعرِضُ عن نصائحَ كثيرة.

• لا يخلو المرءُ من أوقاتٍ يتذكَّرُ فيها ماضيه،
وهذا التذكُّرُ نعمةٌ لمن هداهُ الله،
ليستغفرَهُ تعالَى إذا كان ما تذكَّرَهُ ذنبًا،
ويشكرَهُ إذا كان نعمة.
فلا تدَعْ تذكُّرَكَ تخيُّلًا وحده،
وهوًى ولذَّة،
فالمسلمُ يستلهمُ العبرَ إذا فكَّرَ أو نظر.

• يا ابنَ أخي،
مصيبتُكَ ليستْ مصيبةً عند الآخرين،
فلا تؤاخذْهم إذا هم ضحكوا وأنتَ حزين،
وهناك من يمشي ومصيبتهُ تمشي معه،
لا تغادرُ قلبه،
وأنتَ لا تعرفُ ذلك.

• قد يكونُ الكتابُ كجلسةٍ عابرةٍ مع شخصٍ رأيتَهُ مرةً واحدةً ومضَى،
وقد يكونُ كجلساتٍ تتكرَّرُ مع صديقٍ لظروفِ العملِ وغيره،
وقد يكونُ صديقًا دائمًا لا تملُّ منه،
وتحتفظُ به لتلتقي به كلَّما احتجتَ إليه.

• أصحابُ الابتكاراتِ يملكونَ قُوًى عقليةً أكبر،
ولو أنها رُوعيتْ وربِّيت لأنقذتِ البلادَ من التبعياتِ العلميةِ والاقتصاديةِ وغيرها،
بل صدَّرتْ إبداعاتها واستفادتْ من براءاتِ الاختراع،
واكتسبتْ سمعةً طيبةً بين الأمم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #67  
قديم 10-11-2025, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (72)


محمد خير رمضان يوسف

• لاحظتُ في بحوثٍ أكتبها،
أو تحقيقاتٍ أقومُ بها،
أن بدايتَها قد تصعبُ عليّ،
أو أنجزُ قليلًا وأمضي فيها ببطء.
أو تعرضُ لي أمورٌ لا أعرفُ كيف أسلِّطُ الضوءَ عليها،
فإذا تعبتُ وصبرتُ سهلَ الأمرُ من بعد.
إن الله يمتحنُ عزيمةَ المرء،
وينظرُ في أهليتهِ للأعمالِ الجليلة،
فإذا رآهُ صابرًا،
متوكلًا عليه،
عازمًا على المضيِّ فيه ولو كان شاقًّا،
ساعدَهُ ووفَّقَهُ فيه،
وإذا رآه متردِّدًا،
قد وضعَ القلمَ من أولِ امتحانٍ له،
تركَهُ وهمَّتَهُ الضعيفة.
كما يُمتحَنُ المسلمُ في إيمانه،
ليُعلَمَ هل هو صادقٌ فيه،
مستمسِكٌ به،
أم يضعفُ ويتكاسلُ ويؤثِرُ الراحة؟

• ساحةُ الدعوةِ مفتوحة،
كلٌّ على قدرِ ما يعلَم،
ولا يَدخلُ الداعي فيما لا يعرفه،
بل يحيلهُ إلى العلماء.
ويُسلِمُ كثيرٌ من الناسِ على أيدي مسلمين عاديين،
لا يُعرَفون بعلمٍ أو دعوة!
رأى ألمانيٌّ مسلماً يُطيلُ السجود،
فلما انتهى من صلاتهِ قال له:
إنني أعاني من مرضٍ شديد،
لا يذهبُ ألمهُ إلا إذا وضعتُ جبهتي على الأرض!
فتبسَّمَ المسلمُ وقال له:
تقصدُ إلّا إذا سجدت!
فاستفسرَ الألمانيُّ عن ذلك،
فما زالَ يشرحُ له معنى الصلاةِ والسجود،
حتى هداهُ الله وأسلم!

• أحِبُّوا الصالحين وانشروا أخبارهم،
ولا تتعصَّبوا لبعضهم دون البعضِ الآخر،
فإن التقليدَ يحجِّرُ الفكر،
وإن التعصبَ يُعمي،
فلا يرَى المتعصِّبُ الحقَّ إلا في أشخاصٍ يحبُّهم ويتعصَّبُ لهم.
وهكذا الأمرُ مع أهلِ العلمِ والدعوة.

• شأنُ المرءِ مع الموتِ غريب!
إنه يرى الأمواتَ ويشيِّعُهم ثم ينسَى شأنَهم بعد ساعات!
ويرى حوادثَ مرورٍ فظيعةً ويتألَّمُ لها،
ثم يتجاوزها مهدِّئًا من سرعته،
ثم لا يلبَثُ أن يسرعَ كعادته!
طبيعتانِ في البشر:
النسيان، والعجلة!

• رحمَ الله الشيخ محمد هاشم المجذوب،
كان من العلماءِ العاملين،
المتمسكين بسنةِ سيدِ المرسلين صلى الله عليه وسلم،
علّامة،
فقيهًا شافعيًّا متمكنًا،
داعيةً مشهورًا،
ناصحًا صادقًا،
أمينًا على دينِ الله،
شديدًا على الأعداءِ لا يلين،
بقيَ في سجونِ الطغاةِ أكثرَ من عشرينَ سنة.
جزاهُ الله خيرًا عن الإسلامِ والمسلمين.
توفي رحمه الله ليلةَ الأربعاء 17 رمضان 1437هـ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #68  
قديم 10-11-2025, 05:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (73)


محمد خير رمضان يوسف



• القرآنُ الكريمُ هو إمامُ جميعِ المسلمين،
ومن تمسَّكَ به عن علمٍ وتدبُّرٍ فقد أفلح،
ولم يُصبْ من قال:
"من لم يكنْ له شيخٌ فشيخهُ الشيطان"،
فالشيطانُ شيخُ الكافرينَ والمشركين والفاجرين،
أما المسلمون،
فإنه {لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
[سورة النحل: 99]،
وكيف يكونُ شيخُ المسلمِ شيطانًا وإمامهُ القرآن؟
إنما الشيخُ يزيدُكَ علمًا وتوجيهًا،
ويدلُّكَ على الخطأ في وقته،
وشيخهُ في ذلك: القرآنُ الكريم.
ومن له شيخٌ أفضلُ ممن لا شيخَ له؛
لأنه مع التعليم يربِّي،
هذا إذا كان صالحًا.

• كثيرًا ما يردُ في القرآنِ الكريمِ لفظُ (الآيات)،
ويعني: الأدلةَ والحججَ والبيِّنات،
والعلاماتِ والمعجزات،
في معرضِ الردِّ على المشركين والمنافقين وأهلِ الزيغِ والفساد.
فالدليلُ شيءٌ مهمٌّ في الإسلام؛
لإثباتِ حقيتهِ وعلوِّهِ وانتصارهِ على الباطل،
فعليكَ بالدليلِ أخي المسلم،
لا تتركه،
حتى تتثبَّتَ في أمرك،
وتعلَمَ أنكَ على حقٍّ أولًا،
وتُثبتهُ لغيرِكَ بالحجَّةِ واليقين.

• الرغبةُ في العلمِ لا تكفي؛
لأن هناك رغباتٍ كثيرةً في الحياة،
قد يغلبُ بعضُها بعضًا،
وقد تنحِّي إحداها الأخرى،
ولكنها تُعضَدُ بالإيمان،
والعزيمة،
والصبر،
فمن أخذَ بها فقد دخلَ الخطّ،
وأمسكَ بالخيط.

• فكرةُ الكتابِ قد تطولُ عند بعضهم سنوات،
وتلحُّ على صاحبهِ حتى يكتب،
وهي عند آخرين أقلُّ من هذه المدَّة،
حتى تجتمعَ عناصرُ الفكرةِ في الذهن،
وأهمُّ الفصولِ والأبواب.
وقد تأتي فكرةُ الكتابِ والبدءُ بتأليفهِ في يومٍ واحد!
وهو نادر،
وقد حدثَ معي مثلُ هذا،
ولا أذكرُ من بين ما ألَّفتُ سوى كتابٍ واحد!

• إذا دخلَ الشبابُ صفًّا جعلوا منه قوةً وعزمًا وحيوية.
وفي مشاريعِ الدعوةِ شبابٌ كثر؛
ولذلك فهي مستمرة،
ولا تهرم،
والدخولُ في الإسلامِ لم يتوقَّف.
جزَى الله الشبابَ خيرًا إذا كان لهذا وأمثاله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #69  
قديم 14-11-2025, 12:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (74)


محمد خير رمضان يوسف



• تتفتحُ القلوبُ لأزهارِ العيدِ فتبتسم،
وتلهجُ الألسنةُ بالكلماتِ الطيبةِ وعباراتِ التهنئةِ وألفاظِ الترحابِ وكيفَ الحال،
وتكبرُ العيونُ لترَى أشياءَ جديدةً ارتسمتْ على صفحةِ الحياة،
وتختفي الأحقادُ والضغائنُ ليحلَّ محلَّها مراسمُ المحبةِ والوئام.
فأهلًا بالعيد.
وكلُّ عامٍ وأنتم بخير.

• من رأيتَهُ يَصدُقُ ولا يحيدُ عنه فاعلمْ أنه صاحبُ أعمالٍ صالحة،
فإن الصدقَ يَهدي إلى البِرّ،
ومن رأيتَهُ يكذبُ فاحذره،
فإنه صاحبُ أعمالٍ سيئة؛
لأن الكذبَ يَهدي إلى الفجور.

• الوفيُّ يتألَّمُ في نفسه!
لأنه يشعرُ بالتقصيرِ مع من أحسنَ إليه،
ولا يعرفُ كيف يوفيهِ حقَّهُ من الوفاء،
وقد مدَّ إليه يدَ العونِ في وقتِ العسرِ والحاجة،
وردُّ المعروفِ في وقتِ الرخاءِ لا يساويهِ في وقتِ الشدَّة،
ولكنهُ (وفاء) على كلِّ حال!
ونعمَ الخُلق.

• يا بني،
لا تُثرْ أمورًا لا خيرَ فيها ولا نفعَ منها،
لا تكنْ في جانبِ اللغوِ والهراء،
فإنه مضيعةٌ للوقت،
وكلامٌ في الهواء،
لا تجني منه ثمرًا،
ولا تفيدُ به أحدًا.
ومن المؤسفِ أن يكونَ هذا منتشرًا بين الأصدقاء،
وكثيرًا في النوادي والمجالس.

• ملَكٌ يسوقُكَ إلى الحساب،
وآخرُ يشهدُ عليك بما عملت،
والمحاسِبُ هو الله،
{وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ}
[سورة ق: 21]،
فأين المفرُّ إنْ لم تُدرِكْكَ رحمةُ الله؟
ولا مكانَ للإقامةِ يومئذٍ سوى في جنانٍ أو نيران.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #70  
قديم 14-11-2025, 02:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,390
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خواطرفي سبيل الله

خواطرفي سبيل الله (75)


محمد خير رمضان يوسف



كنتُ أعجبُ كيف يُقَلَّدُ الغربُ حتى في أمورٍ صغيرةٍ ليست في الحسبان،
مثلِ تزيينِ الحدائقِ والمجسَّماتِ الجماليةِ والإعلاناتِ في الشوارعِ وفنونِ لوحاتها،
وبعضِ الشؤونِ الإداريةِ والتعليمية،
وما إلى ذلك،
وهل حقًّا لا يوجدُ في بلادنا من يبدعُ حتى في مثلِ هذه الأمورِ الصغيرة؟
لقد أخذَ بي التفكيرُ إلى أن السببَ هو الجوُّ العامُّ الذي تفرضهُ الحكوماتُ على المواطنين،
من التسلطِ والمراقبةِ وسوءِ التعاملِ وعدمِ تكافؤ الفرص،
ومن الخللِ في استحقاقِ المناصب،
وإهمالِ المواهب،
وعدمِ تشجيع الإبداع،
والتضييق على المفكرين والفنانين التشكيليين البارعين والإداريين المتفوقين،
فيضطرون للانصياعِ للأوامر،
ويعملون في حدودِ ما يُسمَحُ لهم وما يُكلَّفون به فقط،
ولا يشجعونهم على ما وراءه،
ولا يقبلونَهُ منهم أو لا يهتمون به،
فيتحولون إلى (لوحات)،
وإلى حالاتِ (عدمِ الرضا وعدمِ الثقةِ) بدلَ الإبداعِ والتفنن،
فتكلُّ أذهانهم،
وتبقَى إبداعاتهم محدودة،
بحسبِ ما ضُيِّقَ عليهم.

××× ××× ×××

الطفلُ كائنٌ لطيفٌ محبوب،
ولكنهُ ضعيف،
لا يقدرُ على الدفاعِ عن نفسه،
ولا يعرفُ حججَ الكلامِ ليثبتَ رأيه،
وقد أُوتيَ سلاحًا قويًّا يعوِّضهُ عن كلِّ ذلك،
وهو البكاء،
الذي ما إن يبكي حتى يهرعَ إليه أحدُ أفرادِ الأسرةِ ليسكت،
فإذا لم يُسعَفْ ظلَّ يبكي حتى يُلبَّى طلبه!
والبكاءُ مزعجٌ جدًّا،
تتردَّدُ نبراتهُ الحادَّةُ في قناةِ الأذنِ حتى تصلَ إلى الدماغ!
ولا تتحمَّلهُ سوى الأمّ،
التي تتركهُ يبكي أحيانًا لقيامها بأعمالٍ أخرى،
وتكونُ قد تخرَّجتْ على هذا الصوت،
وصارَ عندها كالنشيدِ اليومي!
وقلتُ إنه سلاحٌ (قويّ)،
فإن الكبارَ لا يقدرون على مثله،
وليجرِّبْ ذلك من يريد،
ولْيَبكِ بأعلى صوتهِ مدَّةَ خمسِ دقائقَ أو أكثر،
ولينظرْ في حالهِ كيف تصير،
وقد بُحَّ صوته،
وترهَّلَ لسانُ مزماره،
وتعطَّلَ حَلقه،
واحمرَّتْ عيناه،
وبرزتْ أوداجه..
كما لن يجدَ حولَهُ أحدًا من الحضور!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 145.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 139.65 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]