في سفرك للسياحة والترويح لا تنس الدعوة إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 12698 )           »          كن من أحباب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل أزواج النبي عليه الصلاة والسلام من أهل البيت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الفائزون في الأخدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوقفات الإيمانية مع الأسماء والصفات الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تكنولوجيا النانو ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 271 )           »          هل يقتصر معنى الضرر والعجز في الجهاد على المعنى الحسي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          البلطجة العصرية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          العقيدة اليهودية والسيطرة على العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1846 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 40797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2025, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,784
الدولة : Egypt
افتراضي في سفرك للسياحة والترويح لا تنس الدعوة إلى الله

في سفرك للسياحة والترويح لا تنس الدعوة إلى الله



د. خالد هنداوي



كنا قد بيَّنا في مَقَال سابق أهميَّة الترويح والترفيه والنزهة بالضوابط الشرعية في نظر الإسلام، وأنَّ ذلك قد يعتبر ضرورة في هذه الأيام لإزالة التعب وتفعيل الحيويَّة لمواجهة التزامات الحياة، ولا شك أنَّ فعل ذلك في السفر أو الحضر إنما هو استجمام ولهو مباح ومطلوب، ولكن هل من الممكن خاصَّة في حالة السفر لهذا الغرض أو لغيره من تجارة وثقافة ومؤتمرات أن تكون الدعوة إلى الله نوعاً من الترويح وتجديد الحياة؟ أم أنه لابدَّ أن نشغل جميع وقتنا بالمسليات والملهيات ومهما كانت مُباحة فلا ضرر في التوسُّع فيها؟
سؤال يتردَّد على الخاطر والبال عند الأكثرين، ولعلنا نجيب عليه باختصار نظرياً وعملياً في النقاط الآتية:
1 – ما من مسلم يماري في ضرورة الدعوة وأهميتها سواء جاءت بتفرغ كامل لها أو كانت ضمن الأعمال الحياتيَّة الأخرى على أي صعيد، وما ذلك إلا لأنَّها وظيفة الأنبياء والرسل جميعاً ولقداستها يجب أن تهفو قلوب الأتباع جميعاً إليها، ولذلك رأينا السلف الصالح يتسابقون في ممارستها ومحاولة النجاح فيها على الدوام؛ لأنَّها في لب الحقيقة إنَّما هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهي الصفة الفريدة التي جعلت المسلمين خير أمَّة أخرجت للناس: [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ] {فصِّلت:33} .
بل مَدَحَ اللهُ رسولَه محمداً صلى الله عليه وسلَّم بوصفه داعياً: [وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا] {الأحزاب:46} . وما ذلك إلا لأنَّ الداعي كما قال الحسن البصري مما نقله ابن كثير في التفسير 4/101 : هو حبيب الله، ولي الله، صفوة الله، خيرة الله، أحب أهل الأرض إلى الله، هو خليفة الله. وكما وصف ابن القيم الدعاة في كتابه (مفتاح دار السعادة) 1/194: هم خواص خلق الله وأفضلهم قدراً ومنزلة.
أقول: وهم أهل التواصي بالحق والتواصي بالصبر في الأمة الناجون من الخسارة في قوله تعالى: [وَالعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) ]. {العصر}. وكذلك الناجون من عقاب الله يوم القيامة ، ففي الحديث الذي أخرجه الترمذي بسند حسن عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)، فلابدَّ من الدعوة، ولابد للداعية أن يكون قائداً يشجع الناس ويكسر عندهم حاجز الخوف والخجل منها ، وذلك بالحكمة وحسن التدبير، وقد حدث الصحابي أنس بن مالك أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا كالغنم المطيرة فما زال أبو بكر رضي الله عنه يشجعنا حتى كنا كالأسود المتنمرة.
يقول الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله تعالى في كتابه حماية الدين والوطن ص 10 : فالعاقل لا يستوحش غربة الإسلام لقلة المتمسكين، ولا يفتر بكثرة التاركين للدين، وأقول: (فطوبى لمن شغل وقته بهذه الوظيفة المقدَّسة).
2 – أما عملياً فلننظر إلى دعوته صلى الله عليه وسلم في السفر وعدم ترك الناس بلا نور، فمثلاً روى الطبراني ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد 8/292 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أعرابي فلما دنا قال له: أين تريد؟ قال: إلى أهلي، قال : هل لك من خير قال: ما هو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: هل من شاهد على ما تقول؟ قال: هذه الشجرة، فدعاها وهي على شاطئ الوادي، فأقبلت تخد الأرض خداً، فقامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت أنَّه كما قال، ثم رجعت إلى مَنبتها ورجع الأعرابي إلى قومه قائلاً للرسول صلى الله عليه وسلم: إن يتبعون أتيتُك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك.
وهكذا نجاح عرض الدعوة في السفر.
ومن ناحية أخرى فإنَّه لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه من مكة إلى المدينة ومع أنهما مشغولان بالحذر ومُتابعة كفار قريش لهما فإنَّ شيئاً من ذلك لم يمنعه من الدعوة، فقد روى ابن سعد في طبقاته 4/442 عن عاصم الأسلمي قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وانتهى إلى الغميم (واد بمرحلتين من مكة) أتاه بريدة بن الحصيب فدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام هو ومن معه وكانوا زهاء ثمانين بيتاً. أي: فأسلموا وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء وصلَّوا معه).
وحتى الأطفال قبل البلوغ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَأخذ من بعضهم البيعة على الدعوة والعمل للإسلام فقد روى الطبراني عن محمد بن علي بن الحسين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بَايع الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم وهم صغار لم يبقلوا. أي: لم ينبت شعر لحاهم. كما رواه الهيثمي في خبر مُرسل رجاله ثقات.
وكذلك فقد كان السلف لا يتركون تذاكر العلم في السفر؛ لأنَّ العلم أقوى وسائل الدعوة، فقد روى الطحاوي في معاني الآثار 1/27 عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنهم كانوا على ساحل دجلة وكانت إذا حضرت الصلاة صَلَّوا ثم جلسوا حِلَقاً للعلم قال أبو موسى: يوشك العلم أن يذهب ويظهر الجهل حتى يضرب الرجلُ أمَّه من الجهل!.
وهكذا لم يمنعهم وهم عند شاطئ النهر أن يُتابعوا مذاكرة وتفقه العلم، بل ثبت أنَّهم كانوا يُسافرون من أجله كما فعل أبو أيوب الأنصاري حيث سافر إلى مصر ليسمع حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عقبة بن عامر وهو: من ستر مسلماً في الدنيا على عورة ستره الله يوم القيامة. ثم رجع إلى المدينة المنورة فما فكَّ رَحْلَه حتى حَدَّث به كما في كتاب حياة الصحابة 3/198.
وهذا غَيضٌ من فَيضٍ كنماذج في السفر، ولا ننسَ أنَّ الإسلام إنما انتشر في أفريقيا وجنوبي شرقي آسيا عن طريق التجار في سفرهم.
3 – أما عن بعض النماذج المعاصرة للدعوة في مختلف الأماكن كأمثلة فنذكر ما يأتي:
أ – دعوة الشيخ نعمة الله التركستاني المقيم الآن في طوكيو والذي هدى الله به المئات هنا ، وفي ألمانيا دعا أكثر من أربعين من السكارى الأتراك دخل المرقص وتابوا إلى الله، وقد كان أحدهم لا يستطيع الخروج إلا بعد أن أعانه اثنان من ثمالته من الخمر، ومرَّت ست سنوات وإذا به يلتقي بالشيخ نعمة الله في المدينة المنورة بعد أن عاد إلى استنبول حيث تاب إلى الله وطلب العلم الشرعي، حتى أصبح إماماً ومدرساً في أحد مساجد استانبول.
ب – هداية الكثير من غير المسلمين على يد أرباب الدعوة والتبليغ وغيرهم، وتثبيت كثير من المسلمين وردّهم عن المعاصي وكل ذلك قد حصل في السفر.
ج – دخول نائب رئيس شركة فولفو للسيارات في السويد للإسلام حيث كنا هناك وفي حفلة إسلامه أسلمت مديرة مدرسة ابتدائيَّة.
د – حتى في النزهة أذكر أننا كنا نصطاف في تركيا، ونزلنا بالأجرة في بيت في مدينة يلوا عند ضابط للبحرية هناك السيد حكمة وكان غير ملتزم، وتواصيت أنا وزوجتي بتذكيرهم وتمتين العلاقة معهم كمسلمين، وكان لديهم بنت شابة اسمها مريم سافرة، وكنت دائماً بالإشارة والعبارة أنصح الزوج وكذلك فإنَّ زوجتي تنصح زوجته وابنته. ثم لما غادرنا حسنت استقامتهم جداً. وبعد مرور سنة زرتُهم في تركيا فإذا بابنتهم مريم وقد تحجَّبَت وانتسبت إلى كلية الشريعة هناك، وهكذا لابدَّ من العلاقة بالآخرين للدعوة.
هـ - في فرنسا لم نهتدِ على مكان المركز الإسلامي في باريس، وعند محطة القطار أراد أحد الفرنسيين أن يُساعدنا فرجوناه أن يصعد معنا في السيارة بعد المغرب يوم خميس حيث إنني كنت مُكلَّفاً بخطبة الجمعة بعد ذلك وحادثناه حوالي ساعة ونصف حول الإسلام ثم وعدنا أن يلقانا ثانية، وقد تمَّ اللقاء بعد يومين في مدينة كالسروه الألمانية الحدوديَّة مع فرنسا وأسلم، وسميناه فؤاداً، وهو مُهندس طيران، ثم أسلمت أمُّه والحمد لله.
وصعدنا بالنبطون في النهر في السودان قريباً من مدينة سنار وإذا بطفلة فقيرة تبيع الفول السوداني، ولمدة نصف ساعة حَفَّظناها سورة الفاتحة ثم انتسبت إلى مركز القرآن لدينا هناك، وحفظت أكثر القرآن.
هذه بعضُ شواهد من عشرات نعرفها عن مُزاولة الدعوة في السفر والنزهة وهكذا يَستطيع المسلمُ أن يُضاعف الأجر لنفسه ولا يمنع مُتعته في السفر، وإن كان مجرَّد الدعوة من أروح الأشياء لأنفس السعداء.
4 – ثبت في الحديث الذي خرَّجه الخرائطي في مكارم الأخلاق في توصية الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما: إذا أحببتَ رجلاً فاسأله عن اسمه واسم أبيه وعشيرته ومنزله، فإن كان مريضاً عُدتَه، وإن كان في حاجةٍ أعنتَه، وإن كان غائباً حفظتَه في أهله.
وهكذا يُرسي رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد التعامل الاجتماعي ويعلمنا أهمية أبعادها، واغتنام الوقت لذلك، فعلى كل منا أن يتعاهد الدعوة ولو قليلاً في السفر، ولا يتوسع في السياحة دونها فقد يصير المباح مكروهاً، فهو لا يدري أين تكون البركة ومتى تتم الهداية، مما يجعله وأسرته من المؤثرين، لا من المتأثرين الذين تجرفهم العادات الغربية فتنهش من دينهم.
ومثلاً علينا أن نوزِّع سيديات الدعوة، والكتيبات العربية، والمترجمة، والهدايا وكل ما يؤدي بلقاءات في فرصة السفر لخدمة ونصرة هذا الدين، كما قال الشاعر:
فكن رجلاً همه في الثرى=وهامة هِمَّته في الثريا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.80 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]