|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#241
|
||||
|
||||
|
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (241) أنوع السحر (1-2) للسحر أنواع متعددة ومختلفة، وكلها تتوجه نحو الإفساد العقدي والاجتماعي، ومن أهم هذه الأنواع: أولاً: سحر التنجيم: وهو الاستدلال بالنجوم والأفلاك للإخبار عن بعض الوقائع والحوادث التي ستقع للإنسان أو للأرض، كمن يقول إذا طلع النجم الفلاني سيحدث كارثة أو دمار، وإذا النجم الفلاني فإن فلانًا من الناس سيموت أو سيمرض، وإذا طلع الكوكب الفلاني فإن فلانًا من الناس سيصبح غنيًا وفلانًا سيخسر ويصبح فقيرًا، وهكذا. وهذا النوع من السحر فيه ادعاء للغيب الذي هو من شأن الله تعالى وحده، ويسمى سحر التنجيم، وقد نهى عنه الرسول ﷺ بقوله: «من اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر»(1). * * * وتجدر الإشارة هنا إلى أن علم الفلك يختلف عن التنجيم كليًا، لأنه علم يعتمد على الحسابات والسنن الكونية التي خلقها الله تعالى لمعرفة الأيام والشهور والسنين، ومعرفة أوقات العبادات من الصلاة والصيام والحج وغيرها، وقد أشار الله تعالى إلى جواز ذلك والاعتماد على بعض الكواكب والنجوم لمعرفة الحسابات الزمنية بقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}(2). * * * وقد ذكر الله تعالى إضافة إلى ذلك أسبابًا أخرى من خلق النجوم والكواكب، وهي الزينة التي تتألق بها السماء، وكذلك حفظًا لهذه السموات من الشياطين التي تسترق علوم الأرض ورجمهم بشهبها ونارها، قال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ . وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ . إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ}(3) وقال جل جلاله: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ}(4). ثانيًا: سحر النفث في العقد: حيث يعمل السحر عن طريق العقد في الخيوط وقراءة أسماء الشياطين عليها والنفث فيها، هذا النوع كفر صريح، وجاء ذكر هذا النوع في القرآن حيث أمر الله تعالى المؤمنين بالاستعاذة بالله منه لعظم ذنبه وخطره، فقال في سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِن شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}(5). ثالثًا: سحر التخييلات: وهو خداع أعين الناس وتوهيمها بحركات سريعة فيرون الأشياء على غير حقيقتها، وكثيرًا ما تكون أفعالهم خارقة للعادة، فيتولد لدى الناظر إحساس بأن هذا الساحر عنده قدرات عظيمة يستطيع أن يتحكم بها على الأشياء ويغيّر من الثوابت والمألوفات، وبالتالي يترهب منه الناس ويخشون أن يصيبهم ببعض الأذى أو الضرر من خلال هذه القدرات الخارقة، وكان هذا شأن سحرة فرعون الذين تحدّث عنهم القرآن الكريم، قال تعالى: {قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}(6)، وقال جل وعلا في موضع آخر: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ}(7)، فلم تكن هناك ثعبان تسعى وتسير على الأرض، وإنما كانت حبالاً وعصيًا، ولكنهم بخداعهم لأعين الناس وما كانت لديهم من خبرة وقوة في التحكم بالسرعة والحركة، تخيّل للناس أنها ثعبان تسعى. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه أبوداود (ص555، رقم 3907) كتاب الطب، باب في تعلم النجوم. وهو حديث حسن.(2) [الأنعام: 97](3) [الحجر: 16-18](4) [الصافات: 6-7](5) [الفلق: 1-4](6) [الأعراف: 116](7) [طه: 66]
__________________
|
|
#242
|
||||
|
||||
|
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (242) أنوع السحر (2-2) رابعًا: سحر الأبراج: وهو أخذ اسم الإنسان وتاريخ ميلاده وتطبيقها على بعض القواعد المتعلقة بالأبراج السماوية والتي تستخرج من خلال العمليات الرياضية بين الأرقام الحسابية والحروف الأبجدية، وثم الحكم على حال هذا الإنسان بالسعادة أو الشقاء، بالتوفيق أو الفشل، بالصحة أو المرض، بالتآلف مع زوجته أو التنافر والاختلاف، وهكذا. ويصدقهم أصحاب العقول الضعيفة من النساء والصغار وكبار السن، فيتعلقون بها تعلقًا شديدًا، وربما يؤدي الأمر ببعضهم إلى أن يغير اسمه خوفًا من الشقاء الذي ينتظره وفق هذه الأبراج. وهذا ضرب من الشرك بالله تعالى، لأنه ادّعاء لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى وحده، يقول جلّ وعلا: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}(1). خامسًا: النميمة: وهي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد، كأن يذهب إلى أحدهم فيقول إن فلانًا تحدث عنك كذا وقال فيك كذا وكذا من الصفات السيئة، ثم يرجع إلى الآخر ويقول له الكلام نفسه، حتى يفتن بينهما ويوقع في قلوبهما البغضاء نحو بعض، وربما يفعل ذلك بين الزوجين فيرقهما عن بعض بنميمته، وهكذا. وأثر هذا الفعل الشنيع كبير في حياة الناس، لأنه يفكك الأسر ويمزق المجتمع، ويسبب في ظهور القطيعة والحقد بين المسلمين، وهو ما يفعله السحرة والشياطين بالسحر، لقوله تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(2). ومن ذلك قال بعض أهل العلم من السلف: «إن النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة». ويقول عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم مالعضة؟ هو النميمة القالة بين الناس»(3). وهو نوع من السحر. ورغم أن النميمة ليست كفرًا والنمّام لا يعدّ كافرًا، إلا أن أثرها الضار كبير على الناس وإثمها عظيم عند الله تعالى، فهي من كبائر الذنوب وبذلك يكون النمّام فاسقًا. * * * كما يطلق السحر أحيانًا على البيان والفصاحة والبلاغة لقوله ﷺ: «إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا»(4). وهناك أنواع أخرى من السحر، لا يسع المقام لذكرها جميعًا، كالسحر بالطلاسم، وسحر المحبة، وسحر العقاقير، وسحر الخمول، وسحر الجنون، وسحر المرض، وغيرها كثير ومتفاوت الأثر على المسحور، أعاذنا الله والمسلمين منها جميعًا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ (1) [الجن: 26-27](2) [البقرة: 102](3) أخرجه مسلم (ص1138، رقم6636) كتاب البر والصلة، باب تحريم النميمة.(4) أخرجه أبوداود (ص705، رقم5011) كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر. وأحمد (1/269، رقم2424). وهو حديث صحيح.
__________________
|
|
#243
|
||||
|
||||
|
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (243) حكم السحر أ– بالنسبة للساحر، فيقول تبارك وتعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}(1). قال القرطبي: فأثبت كفرهم بتعليم السحر(2). فالآية تدل بوضوح وصراحة على كفر السحر وطرفيه القائمين به من الشياطين والسحرة، ولا يحتاج الأمر إلى تأويلات أخرى بالنسبة إلى هذا الحكم. إلا أن بعض العلماء فرّقوا بين سحر وآخر، أو بين ساحر وآخر، فمن ثبت عليه السحر الذي يُفرق به بين المرء وزوجه أو التقرب إلى الكواكب والجن والإساءة إلى كتاب الله تعالى وغيرها، فإن ذلك كفر بحكم هذه الآية. وأما إذا خلا الأمر من هذه الأفعال والتصورات فإن حكم السحر يكون كبيرة من الكبائر وإثمًا عظيمًا ولكنه لا يصل درجة الكفر، لقوله ﷺ: «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات«(3). ب – أما بالنسبة لمن يأتي الساحر فهو على حالين: - لا تقبل له صلاة أربعين يومًا، لقوله ﷺ: «من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة«(4). وهذا الحديث الأول يخصّ أولئك الناس الذين يذهبون إلى السحرة والكهنة ليروا أعمالهم وما يفعلون أو كيف يخاطبون الجن وغيرهم، ولكنهم لا يصدقونهم، وهذا الفعل منهم يبطل صلاتهم أربعين يومًا. - الكفر الخارج عن الملة، لقوله ﷺ: «من أتى عرّافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ«. وهذا الحديث يدل على كفر من يذهب إلى السحرة والكهنة والعرافين، لقضاء حوائجهم وطلب العون والنصرة منهم، وإخراجهم مما هم فيه من المرض أو الفقر أو فقدان غائب أو سرقة مال، أو ماذا سيحدث لهم في المستقبل من زواج أو ولادة أو سفر، أو الأحوال التي سيمرون بها من عسر أو يسر. ذلك لأنهم يرجون الغيب من غير عند الله، أو أن يعملوا أعمالاً كفرية بتوجيه من الساحر، يقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}(5). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ (1) [البقرة: 102](2) تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، (2/43).(3) أخرجه البخاري (ص458، رقم2766) كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا﴾ [النساء:10]. ومسلم (ص53، رقم89) كتاب الإيمان، باب الكبائر وأكبرها.(4) أخرجه مسلم (ص990، رقم5821) كتاب السلام، باب تحريم الكهانة.(5) [الأنعام: 59]
__________________
|
|
#244
|
||||
|
||||
|
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (244) عقوبة الساحر لعظم إثم السحر وخطورته على العقيدة وحياة الناس فقد وضع الشرع للساحر عقوبة القتل إذا ثبت عليه السحر والتعامل مع الشياطين وتقديم الأمور الكفرية والشركية لهم، أو ثبت عليهم التفريق بين الناس وزرع الفتن والنزاعات في المجتمع، يقول عليه الصلاة والسلام: «حدّ الساحر ضربة بالسيف«(1). وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عماله: «أن اقتلوا كل ساحر وساحرة» قال الراوي: فقتلنا ثلاث سواحر(2). وقد روي عن حفصة رضي الله عنها أنها قتلت جارية لها سحرتها(3). وقال الإمام أحمد رحمه الله: «صحّ قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب النبي ﷺ»(4). يعني: عمر بن الخطاب وابنته حفصة وجندب رضي الله عنهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه الترمذي (ص355، رقم1460) كتاب الحدود، باب ما جاء في حد الساحر، وهو ضعيف، لكن عليه العمل عن الصحابة وغيرهم، فقد أخرج مالك في الموطأ (2/871، رقم1562) أن حفصة رضي الله عنها قتلت مسحرتها.(2) أخرجه أبويعلى في مسنده (2/167، رقم861). وابن أبي شيبة (10/136، رقم29585). وعبدالرزاق (6/49، رقم9972).(3) سبق تخريجه.(4) المسائل والرسائل عن الإمام أحمد 2/105.
__________________
|
|
#245
|
||||
|
||||
|
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (245) إشكالية حدوث السحر على النبي ﷺ لقد وقع السحر حقيقة على النبي ﷺ وتأثر به كما يتأثر به جميع البشر، وقد جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سحر النبي ﷺ حتى كان يخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب قال: ومن طبه؟ قال لبيد بن الأعصم، قال: فيما ذا؟ قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان، فخرج إليها النبي ﷺ ثم رجع فقال لعائشة حين رجع: نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت: استخرجته فقال: لا، أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرًا ثم دفنت البئر«(1). وقد أشكل هذا الحديث على بعضهم، فظنوا أنه لا يجوز ذلك على النبي ﷺ وأنه قدح في النبوة، ولذلك أنكروا الحديث من أصله، وقد ردّ هذا الكلام جمهور العلماء، وأثبتوا صحة الحديث، ومن أجمل هذه الردود وأوجزها كلام القاضي عياض رحمه الله، حيث يقول: «والسحر مرض من الأمراض، وعارض من العلل يجوز عليه ﷺ، كأنواع الأمراض مما لا يُنكر، ولا يقدح في نبوته، وأما كونه يُخيّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، فليس في هذا ما يدخل عليه داخلة في شيء من صدقه، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا وإنما هذا فيما يجوز طُرُوُّه عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها، ولا فُضِّل من أجلها، وهو فيها عرضة للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يُخيّل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان»(2). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ (1) أخرجه البخاري (ص544، رقم3267) كتاب بدء الخَلق، باب صفة النار.(2) نقلاً عن: زاد المعاد لابن القيم 4/ 124.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |