|
|||||||
| ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
هل أنت مُتعلم ؟ الاستاذ أسامة الخراط التعليم هو الشيء الذي نقضي به سنوات طويلة في أعمارنا قد تمتد لعشرين سنة وعشرات آلاف الساعات ومَصَاريف قد تصل للملايين ولكن هل سألنا أنفسنا كيف يمكن أن نقيس الفائدة التي نحرزها كتقدم شخصي جرَّاء هذا التعليم؟؟؟ وبرأيي أن الفائدة الأساسية التي توازي كل هذا الانفاق الضخم للمال والوقت يجب أن يكون على صعيد تحسين طريقة التفكير واتخاذ القرار، وليس على صعيد جمع المعلومات لأننا في هذا العصر وظهور الانترنت ومحركات البحث (قوقل)، لم تعد هناك قيمة كبيرة للمعلومات بسبب توفرها ورخص وسرعة الحصول عليها فأنت اليوم من هاتفك تستطيع الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمنتجات والخدمات بكافة اللغات وخصوصا الغربية منها ولكن المهم هو كيف سيستطيع عقلك أن يتفاعل مع هذه المعلومات ويسخرها لتنمية طريقة تفكيرك واتخاذك للقرار الصائب في مجال عملك وانتاجك ومشاريعك؟ ولنضرب مثالا عمليا على مستوى التجارة والمال، فلو كنت قد درست سنوات طويلة حتى تخرجت من الجامعة في مجال إدارة الأعمال والتجارة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنك قادر على اتخاذ القرار الصحيح في التصرف بألف دولار مثلا متوفرة عندك أو يمكن أن يقرضك إياها أحدهم للانطلاق بها فأسوء سناريو أن تتخذ قرارا أن الألف دولار مبلغ تافه ولا يمكن فعل شيء بها، فأنت في هذه اللحظة قد أعلنت بوضوح أن كل سنوات التعليم هذه لم تطور في عقليتك شيئا، بل بالعكس ربما أضرتك وجعلتك تشعر بالغرور ووهم العلم، وأنك يجب أن تنطلق بأول مسيرتك من مكتب مكيف، وموظفين يعملون عندك لأنك أنت المتعلم صاحب الشهادات، أو يحدث معك كما حدث مع الملايين وتجلس في البيت وتندب حظك والمجتمع الذي ظلمك ومنع عنك فرص العمل، والصهيونية العالمية التي تتحكم بالدولة التي تعيش فيها وتجعلها فقيرة بينما قد ترى شخصا لم يدرس كثيرا ويملك الحد الأدنى من المعلومات حول التجارة، ولكنه قادر على ابتكار وتطبيق عشرة أفكار يستطيع من خلالها الانطلاق من الألف دولار هذه ليجعلها ألفين وخمسة وعشرة وهكذا حتى يصل لما يريد هو من تقدم، وانتبه: من عرف الطريقة التي تناسبه مهاراته ويمكن من خلالها كسب ألف دولار فهي نفسها الطريقة لكسب مئة ألف دولار وأكثر وسأحكي لكم قصة شهدتها عن شاب فقير منخفض التعليم من أحد البلاد الآسيوية يعمل في بلد خليجي ، كان قد جاء كسائق في بيت أحد التجار وبعد شهور من عمله بجد وإخلاص لاحظ أن في تلك البلد سوق لبيع الأشياء المستعملة يفتح يومين في الأسبوع ورجع من السوق الذي اشترى منه حاجياته بفكرة لماذا لا أبيع المفروشات الصينية الرخيصة في هذا السوق، وأخبر التاجر رغبته في أن يقرضه مبلغا صغيرا من المال يبدأ في شراء بعض المفروشات بالجملة وبيعها للناس ويقاسم التاجر بالأرباح ورضي التاجر بعد اصراراه باعتبار المبلغ بسيطا وفترة انقطاعه هي يومين في الأسبوع فقط، عمل الشاب بكل جد وصدق وخلال سنتين انتقل الشاب إلى الشراء مباشرة من الصين كمستورد، واليوم اشترى محلا مع شريك له من أبناء جنسيته بأكثر من 120 الف دولار ليبدأ به حياة جديدة في عالم التجار وهذه القاعدة نفسها التي تقول أن العلم هو القدرة على تحويل المعلومات إلى طريقة تفكير وقرارات صحيحة، تنطبق على مجال الشريعة والقرآن والحديث والعلوم والكمبيوتر والهندسة والسياسة وغيرها، فليس مهما مقدار المعلومات التي حشوت بها رأسك أو حفظتها عن ظهر الغيب بل المهم هل جَعلتك هذه المعلومات قادرا على اتخاذ القرار الصحيح والمناسب، بالوقت المناسب، وينتج عنه منتجا ذا قيمة في عالم اليوم ويمكن أن يشتريه منك أحدهم، أو حلولا وأفكارا يستفيد منها الناس ؟ ولذلك استعاذ رسول الله وقال: اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع وأريد أن أسأل سؤالا في آخر هذه المقالة وأرجو أن أسمع اجابات شافية منكم هل الشخص الفقير هو المسؤول وحده عن استمراره في حالة الفقر أم هناك سبب آخر؟
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |