ثمرات قوة الإيمان بقوله سبحانه (والله على كل شيء قدير) والأسباب الجالبة له - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 233 - عددالزوار : 77852 )           »          صور من الطاقة البديلة لمكافحة الاحتباس الحراري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 33576 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 10872 )           »          النجاح الحق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تأملات في سورة الكهف .. !! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بين الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الغنيمة والربح في العشاء والصبح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الذوق العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سر في مسارين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-10-2025, 12:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,713
الدولة : Egypt
افتراضي ثمرات قوة الإيمان بقوله سبحانه (والله على كل شيء قدير) والأسباب الجالبة له

ثمرات قوة الإيمان بقوله سبحانه:

﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ والأسباب الجالبة له

الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فقد ورد في كتاب الله؛ القرآن الكريم، آياتٌ كثيرة تبين عظيم قدرة الله سبحانه، وأنه لا يعجزه شيء أبدًا؛ منها: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1]، وقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 189]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 77].

ولذا فلا بد للمؤمن من التأمل من خلال تلاوته لهذه الآيات ولغيرها، في عظيم قدرة الله سبحانه، وتقوية إيمانه بذلك، وهذا العلم والإيمان يُثمر ثمراتٍ جليلة القدر؛ منها:
الأولى: قوة الإيمان بالقدر والصبر والرضا؛ فالإيمان به ركن، والصبر واجب، والرضا مستحَب.

الثانية: وقوة إيمانه بأن الله سبحانه لا يعجزه شيء أبدًا.

الثالثة: ومن ثَم قوة التوكل على الله سبحانه وحده، لا على الأسباب مهما بلغت من القوة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

الرابعة: طرد اليأس والقنوط وهما من كبائر الذنوب؛ لقوله تعالى: ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56].

الخامسة: الإلحاح في الدعاء مع قوة الثقة واليقين في الله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

السادسة: العلم الجازم بأن ما يختاره الله للعبد هو الخير، وإنْ ظنَّ المؤمن أن غيره هو الخير؛ لقوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

السابعة: الاسترجاع عند المصيبة بصدقٍ وإخلاص ويقين بالفَرج؛ للحديث عن أم سلمة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلمٍ تُصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، اللهم أجِرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أولِ بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ [رواه مسلم].

ومن أعظم ما يقوِّي كلَّ ما سبق الآتي:
الأول: الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر؛ لقوله سبحانه: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]. فالتذكر تابع للتدبر ونتيجة له.

الثاني: المجاهدة على تحقيق الإيمان والتوكل.

الثالث: الدعاء بإلحاح بسؤال الله قوةَ الإيمان واليقين والتوكل.

الرابع: العلم وخاصة علم التوحيد، وبالأخص علم الأسماء والصفات، الدال على عظمة الله سبحانه وما يجب له سبحانه من الإخلاص والتوكل عليه.

الخامس: واقرأ فيما يلي الكلام الجميل الذي قاله الشيخ ابن باز رحمه الله عن الآية: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

ج: "هذه الآية آية عظيمة، وهي تدل على أن العلماء بالله وبدينه، وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم، هم أشد الناس خشية لله، وأكملهم خوفًا منه سبحانه، فالمعنى: إنما يخشى اللهَ الخشيةَ الكاملة هم العلماء بالله، الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته، وعظيم حقه، وتبصروا في شريعته، وعرَفوا ما عنده من النعيم لمن اتقاه، والعذاب لمن خالفه وعصاه، فهم لكمال علمهم بالله هم أشد الناس خشية لله، وأكمل الناس خوفًا من الله، وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم أكمل الناس خشية لله سبحانه، وتعظيمًا له، ثم خلفاؤهم العلماء بالله وبدينه.

وهم على مراتب في ذلك متفاوتة، وليس معنى الآية أن غيرهم لا يخشى الله، فكل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، يخشى الله عز وجل، لكن خشية الله فيهم متفاوتة، فكلما كان المؤمن أبصر بالله وأعلم به وبدينه، كان خوفه لله أكثر، وكلما قلَّ العلم وقلَّت البصيرة، قل الخوف من الله، وقلَّتِ الخشية منه سبحانه.

فالناس متفاوتون في هذا الباب تفاوتًا عظيمًا، حتى العلماء متفاوتون في خشيتهم لله كما تقدم، فكلما زاد العلم زادت الخشية لله، وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله؛ ولهذا يقول عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 7، 8]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وبالله التوفيق".

حفظكم الله، ورزقكم قوة الإيمان والتوكل، وصلِّ اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.20 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]