بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية- نموذج للفتوحات الإسلامية القائمة على الإخلاص والإعداد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 9405 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 8776 )           »          أَقِطُ أم سُلَيْم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حدث في الثامن من ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المتحابون في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ويؤثرون على أنفسهم... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 9462 )           »          الدين وإصلاح الإدارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          الحديث عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ليس مرهونا بيوم مولده. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 475 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2025, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,561
الدولة : Egypt
افتراضي بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية- نموذج للفتوحات الإسلامية القائمة على الإخلاص والإعداد




بمناسبة ذكرى فتح القسطنطينية- نموذج للفتوحات الإسلامية القائمة على الإخلاص والإعداد والعلم الشرعي والشجاعة


اعتنى الفاتح بإعداد الجند إعدادًا معنويًا قويًا وغرس روح الجهاد فيهم وتذكيرهم بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على الجيش الذي يفتح القسطنطينية
فتح القسطنطينية كان إنجازًا تاريخيًا عظيمًا في تاريخ أمة الإسلام، ونقطة تحول في تاريخ العالم أجمع
يصادف يوم 29 مايو الذكرى الـ562 لفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح قاهر الروم، في معركة تاريخية حاسمة ، سطرت آخر ساعات العصور الوسطى، وبداية التاريخ الحديث؛ حيث يعد فتح القسطنطينية من أبرز العلامات في التاريخ الإسلامي، ونقطة فارقة في تاريخ الإسلام والمسلمين وتاريخ الفتوحات، التي انطلقت من خلالها جحافل الحق لتفتح أوروبا وآسيا، وتغزو الشرق والغرب، وتنشر العدل والخير والسماحة والإسلام، ويدخل بعدها الناس في دين الله أفواجًا، ينشرون الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة.
الأمل المنشود
القسطنطينية الأمل المنشود للفاتحين المسلمين، عاصمة البيزنطيين، نبوءة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبشارته حين قال: «لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش»، وبسبب هذه البشارة تنافس الخلفاء المسلمون وقادتهم لفتح تلك المدينة المباركة، وقد بذلت محاولات عدة خلال 800 عام قبل محمد الفاتح لنيل هذه البشارة، منذ عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، مرورًا بالخلافة الأموية والعباسية ودولة السلاجقة؛ فالدولة العثمانية، وما أعظم أن تجنّد الأمة نفسها من أجل تحقيق حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم !
محاولات مستمرة
لقد كانت هناك محاولات مستمرة من قبل المسلمين لفتح القسطنطينية؛ حيث قامت إحدى عشر محاولة لفتحها، ومن أهم تلك الحملات:-
بعد قيام الدولة العثمانية تجددت المحاولات الإسلامية لفتحها ومن أهمها:
محاولة با يزيد الأول: تمكنت قواته من محاصرتها بشدة ولكن في الوقت نفسه وصلت جيوش المغول إلى الأراضي العثمانية وأخذت تعيث فسادًا، فاضطر بايزيد لسحب قواته والتوجه إلى الشرق، ولكن بعد أسره وموته تفككت الدولة العثمانية، وتوقف التفكير في فتح القسطنطينية.
محاولة مراد الثاني: استقرت الأحوال وعادت روح الجهاد؛ حيث تمكنت جيوش العثمانيين في أيامه من محاصرتها عام 825 هـ(1422م)، ولكن كان للإمبراطور البيزنطي دور كبير في إخفاق العثمانيين من فتح القسطنطينية؛ حيث أوقع الفتنة بين صفوفهم بدعم من الخارجين عن طاعة السلطان.
القائد الفاتح
وشاء الله -تعالى- أن جاء سلطان حازم وعازم وإرادته قوية في فتح القسطنطينية وهو محمد الثاني (الفاتح) (1432- 1481)، كان محمد الفاتح يمارس الأعمال السلطانية في حياة أبيه، منذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البيزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على اطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية، بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الإسلامية المختلفة، وبالتالي فمنذ أن ولي السلطنة العثمانية سنة (855 هـ) كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية، فلقد نشأ السلطان محمد الفاتح على حب الإسلام والإيمان واتصف بالتقى والورع وحب للعلم والعلماء، وكان بروز دور شيخه (آق شمس الدين) واضحًا في تكوين شخصيته وبث فيه منذ صغره أمرين هما:-
الأول: مضاعفة حركة الجهاد العثمانية.
الثاني: الإيحاء دومًا لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي: «لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش»، لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
الاستعداد للفتح
بدأ السلطان محمد الفاتح في عاصمته (أدرنه) الاستعدادات لعملية فتح القسطنطينية، فبذل جهودًا كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده قرابة ربع مليون مجاهد، كما عُني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة، بمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للعملية الجهادية المنتظرة، ومن ذلك صب المدافع، ولاسيما الضخم منها والاستعداد لنقل هذه المدافع إلى أسوار المدينة.
كما اعتنى الفاتح بإعدادهم إعدادًا معنويًا قويًا وغرس روح الجهاد فيهم وتذكيرهم بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على الجيش الذي يفتح القسطنطينية كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائم الجنود وربطهم بالجهاد الحقيقي وفق أوامر الله.
الفتح العظيم
توجه محمد الفاتح مع جيشه الكبير نحو القسطنطينية برًا وبحرًا؛ حيث استطاعوا حصار القسطنطينية من كل الجهات، واستبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح، وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين الحادي عشر (1404-1453) صمودًا كبيراً في الدفاع، وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يخلص مدينته وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة، فقدم عروضا مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال أو الطاعة، وبعد معركة طويلة حاسمه انتهت بانتصار العثمانيين ورضوخ البيزنطيين لأوامرهم وفتح بذلك محمد الثاني القسطنطينية يوم الثلاثاء 20 جمادى الأول 857هـ الموافق29 مايو 1453م ، وحول كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد في اسطنبول.
دروس وعبر
لا شك أن الفتح كان حدثًا جللاً وإنجازًا تاريخيًا عظيمًا في تاريخ أمة الإسلام، بل نقطة تحول في تاريخ العالم، ولقد كشف هذا الحدث العظيم عن طاقات وإمكانات وإبداعات العقل المسلم المجاهد العظيم الموصول بالله -عز وجل- التي طالما نتوق إليها في وسط الظلمات المدلهمة التي تحيط بأمتنا من خارجها، بل ومن داخلها أيضًا، ولا شك أننا في حاجة أن نستلهم من هذه الشخصية دروسًا وعبرًا نقدمها لأبنائنا، عسى الله أن يخرج منهم من يقتدي بهذا البطل المغوار؛ فيكتب الله على يديه النصر والتمكين لأمتنا من جديد ومن هذه العبر:
(1) اتخاذ هدف للحياة: فمحمد الفاتح يعد نموذجًا ناجحًا لاختيار الهدف والنجاح في تنفيذه، وكان هذا الهدف هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش».
(2) الإخلاص : فإن كثيرًا من المواقف التي سجلت في تاريخ الفاتح تدلنا على عمق إخلاصه لدينه وعقيدته.
(3) العلم: فلقد نشأ الفاتح على حب العلم والعلماء وخضع منذ صغره لنظام تربوي علمي متكامل فتعلم القرآن والحديث والفقه والعلوم العصرية، وكان يكتب الشعر بالتركية, وبرع في علم الفلك، وكان يشرف بنفسه على صناعة المدافع، ويجربها بنفسه وهذه الصفة جعلته يجل ويحترم العلماء، ويجعلهم خاصته ومستشاريه .
(4) التقوى والورع والبعد عن المعاصي: كان الفاتح من أتقى الناس لله تعالى، ومن أكثرهم استعانة به بعد الأخذ بالأسباب، ومن أبعد الناس عن معصية الله -تعالي- التي تحرم العبد من التوفيق والنجاح في تحقيق هدفه.
(5) العزيمة والإصرار: كان محمد الفاتح العظيم يتحدث عن نفسه فيقول: «إن لي قلبًا كالصخر لا يهدأ ولا يلين حتى أحقق ما أريد»، ويتضح هذا الأمر جليًا من إصراره لفتح القسطنطينية رغم المتاعب الجمة التي لاقاها أثناء ذلك .
(6) الشجاعة : كان رحمه الله يخوض المعارك بنفسه، ويقاتل الأعداء بسيفه.
(7) الحزم : كان من شدة حزمه أنه كلما ظهر تقصير أو تكاسل من أحد قواده فإنه كان يعزله فورًا .
(8) الذكاء: وأكبر دليل على علمه وذكائه الوقاد ما فعله أثناء حصار القسطنطينية عندما نقل سفن الأسطول العثماني على ألواح خشب ضخمة مدهونة بالزيت والشحم؛ وذلك لمسافة ثلاثة كيلو مترات على أرض اليابسة في فكرة عبقرية تدل على سعة علمه وذكائه الفذ.
(9) عدم الاغترار بقوة النفس وكثرة الجند: وسعة السلطان، فهو أسند الفضل إلى الله؛ ولذلك لهج لسانه بالحمد والثناء والشكر لمولاه الذي نصره وأيده، وهذا يدل على عمق إيمانه بالله سبحانه وتعالى.



اعداد: وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]