|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() تَّفْسِيرِ (الْجَامِعِ لِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، وَالْمُبَيِّنِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَآيِ الْفُرْقَانِ ) الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْطُبِيُّ المجلد (10) سُورَةُ الإسراء من صــ 306 الى صــ 315 الحلقة (440) "صفحة رقم 306" خاصة دون غيرها من الصلوات لأن القرآن هو أعظمها إذ قراءتها طويلة مجهور بها حسبما هو مشهور مسطور عن الزجاج أيضا قلت : وقد استقر عمل المدينة على استحباب إطالة القراءة في الصبح قدرا لا يضر بمن خلفه يقرأ فيها بطوال المفصل ويليها في ذلك الظهر والجمعة وتخفيف القراءة في المغرب وتوسطها في العصر والعشاء وقد قيل في العصر : إنها تخفف كالمغرب وأما ما ورد في صحيح مسلم وغيره من الإطالة فيما استقر فيه التقصير أو من التقصير فيما استقرت فيه الإطالة كقراءته في الفجر المعوذتين كما رواه النسائي وكقراءة الأعراف والمرسلات والطور في المغرب فمتروك بالعمل ولإنكاره على معاذ التطويل حين أم قومه في العشاء فافتتح سورة البقرة خرجه الصحيح وبأمره الأئمة بالتخفيف فقال : ) أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والمريض والسقيم والضعيف وذا الحاجة ) وقال : ) فإذا صلى احدكم وحده فليطول ما شاء ) كله مسطور في صحيح الحديث الخامسة قوله تعالى : ) وقرآن الفجر ( دليل على أن لا صلاة إلا بقراءة لأنه سمى الصلاة قرآنا وقد اختلف العلماء في القراءة في الصلاة فذهب جمهورهم إلى وجوب قراءة أم القرآن للإمام والفذ في كل ركعة وهو مشهور قول مالك وعنه أيضا أنها واجبة في جل الصلاة وهو قول إسحاق وعنه أيضا تجب في ركعة واحدة قاله المغيرة وسحنون وعنه أن القراءة لا تجب في شيء من الصلاة وهو أشذ الروايات عنه وحكي عن مالك أيضا أنها تجب في نصف الصلاة وإليه ذهب الأوزاعي وعن الأوزاعي أيضا وأيوب أنها تجب على الإمام والفذ والمأموم على كل حال وهو أحد قولي الشافعي وقد مضى في [ الفاتحة ] مستوفى السادسة قوله تعالى : ) كان مشهودا ( روى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في قوله : وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا قال : ) تشهده "صفحة رقم 307" ملائكة الليل وملائكة النهار ) هذا حديث حسن صحيح ورواه علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وروى البخاري عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح ) يقول أبو هريرة : إقرءوا إن شئتم وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ولهذا المعنى يبكر بهذه الصلاة فمن لم يبكر لم تشهد صلاته إلا إحدى الفئتين من الملائكة ولهذا المعنى أيضا قال مالك والشافعي : التغليس بالصبح أفضل وقال أبو حنيفة : الأفضل الجمع بين التغليس والإسفار فإن فاته ذلك فالإسفار أولى من التغليس وهذا مخالف لما كان عليه السلام يفعله من المداومة على التغليس وأيضا فإن فيه تفويت شهود ملائكة الليل والله أعلم السابعة استدل بعض العلماء بقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ) على أن صلاة الصبح ليست من صلاة الليل ولا من صلاة النهار قلت : وعلى هذا فلا تكون صلاة العصر أيضا لا من صلاة الليل ولا من صلاة النهار فإن في الصحيح عن النبي الفصيح عليه السلام فيما رواه أبو هريرة : ) يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ) الحديث ومعلوم أن صلاة العصر من النهار فكذلك تكون صلاة الفجر من الليل وليس كذلك وإنما هي من النهار كالعصر بدليل الصيام والإيمان وهذا واضح الإسراء : ) 79 ( ومن الليل فتهجد . . . . . ) الاسراء 79 ( فيه ست مسائل : الأولى قوله تعالى : ) ومن الليل ( من للتبعيض والفاء في قوله فتهجد ناسقة على مضمر أي قم فتهجد ) به ( أي بالقرآن والتهجد من الهجود وهو من الأضداد يقال : هجد نام وهجد سهر على الضد قال الشاعر "صفحة رقم 308" ألا زارت وأهل منى هجود وليت خيالها بمنى يعود آخر : ألا طرقتنا والرفاق هجود فباتت بعلات النوال تجود يعني نياما وهجد وتهجد بمعنى وهجدته أي أنمته وهجدته أي أيقظته والتهجد التيقظ بعد رقدة فصار اسما للصلاة لأنه ينتبه لها فالتهجد القيام إلى الصلاة من النوم قال معناه الأسود وعلقمة وعبد الرحمن بن الأسود وغيرهم وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي من حديث الحجاج بن عمر صاحب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : أيحسب أحدكم إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد إنما التهجد الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة كذلك كانت صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقيل : الهجود النوم يقال : تهجد الرجل إذا سهر وألقى الهجود وهو النوم ويسمى من قام إلى الصلاة متهجدا لأن المتهجد هو الذي يلقى الهجود الذي هو النوم عن نفسه وهذا الفعل جار مجرى تحوب وتحرج وتأثم وتحنث وتقذر وتنجس إذا ألقى ذلك عن نفسه ومثله قوله تعالى : فظلتم تفكهون معناه تندمون أي تطرحون الفكاهة عن أنفسكم وهي انبساط النفوس وسرورها يقال رجل فكه إذا كان كثير السرور والضحك والمعنى في الآية : ووقتا من الليل اسهر به في صلاة وقراءة الثانية قوله تعالى : ) نافلة لك ( أي كرامة لك قاله مقاتل واختلف العلماء في تخصيص النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالذكر دون أمته فقيل : كانت صلاة الليل فريضة عليه لقوله : نافلة لك أي فريضة زائدة على الفريضة الموظفة على الأمة قلت : وفي هذا التأويل بعد لوجهين : أحدهما تسمية الفرض بالنفل وذلك مجاز لا حقيقة الثاني قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) خمس صلوات فرضهن الله على العباد ) وقوله تعالى : ) هن خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدي ) وهذا نص فكيف يقال افترض عليه صلاة زائدة على الخمس هذا ما لا يصح وإن كان قد روي عنه عليه السلام "صفحة رقم 309" ) ثلاث علي فريضة ولأمتي تطوع قيام الليل والوتر والسواك ) وقيل : كانت صلاة الليل تطوعا منه وكانت في الابتداء واجبة على الكل ثم نسخ الوجوب فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة كما قالت عائشة على ما يأتي مبينا في سورة المزمل إن شاء الله تعالى وعلى هذا يكون الأمر بالتنفل على جهة الندب ويكون الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأنه مغفور له فهو إذا تطوع بما ليس بواجب عليه كان ذلك زيادة في الدرجات وغيره من الأمة تطوعهم كفارات وتدارك لخلل يقع في الفرض قال معناه مجاهد وغيره وقيل : عطية لأن العبد لا ينال من السعادة عطاء أفضل من التوفيق في العبادة الثالثة قوله تعالى : ) عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ( اختلف في المقام المحمود على أربعة أقوال : الأول وهو أصحها الشفاعة للناس يوم القيامة قاله حذيفة بن اليمان وفي صحيح البخاري عن بن عمر قال : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها تقول : يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود وفي صحيح مسلم عن أنس قال حدثنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض فيأتون آدم فيقولون له اشفع لذريتك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام فإنه خليل الله فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيؤتى موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه روح الله وكلمته فيؤتى عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) فأوتى فأقول أنا لها ) وذكر الحديث وروى الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا سئل عنها قال : ) هي الشفاعة ) قال : هذا حديث حسن صحيح "صفحة رقم 310" الرابعة إذا ثبت أن المقام المحمود هو أمر الشفاعة الذي يتدافعه الأنبياء عليهم السلام حتى ينتهي الأمر إلى نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فيشفع هذه الشفاعة لأهل الموقف ليعجل حسابهم ويراحوا من هول موقفهم وهي الخاصة به ( صلى الله عليه وسلم ) ولأجل ذلك قال : ) أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) قال النقاش : لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثلاث شفاعات : العامة وشفاعة في السبق إلى الجنة وشفاعة في أهل الكبائر بن عطية : والمشهور أنهما شفاعتان فقط : العامة وشفاعة في إخراج المذنبين من النار وهذه الشفاعة الثانية لا يتدافعها الأنبياء بل يشفعون ويشفع العلماء وقال القاضي أبو الفضل عياض : شفاعات نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يوم القيامة خمس شفاعات : العامة والثانية في إدخال قوم الجنة دون حساب الثالثة في قوم من موحدي أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع فيهم نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) ومن شاء الله أن يشفع ويدخلون الجنة وهذه الشفاعة هي التي أنكرتها المبتدعة الخوارج والمعتزلة فمنعتها على أصولهم الفاسدة وهي الاستحقاق العقلي المبني على التحسين والتقبيح الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين فيخرجون بشفاعة نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) وغيره من الأنبياء والملائكة وإخوانهم المؤمنين الخامسة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها وترفيعها وهذه لا تنكرها المعتزلة ولا تنكر شفاعة الحشر الأول الخامسة قال القاضي عياض : وعرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح لشفاعة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ورغبتهم فيها وعلى هذا لا يلتفت لقول من قال : إنه يكره أن تسأل الله أن يرزقك شفاعة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأنها لا تكون إلا للمذنبين فإنها قد تكون كما قدمنا لتخفيف الحساب وزيادة الدرجات ثم كل عاقل معترف بالتقصير محتاج إلى العفو غير معتد بعمله مشفق أن يكون من الهالكين ويلزم هذا القائل ألا يدعو بالمغفرة والرحمة لأنها لأصحاب الذنوب أيضا وهذا كله خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف روى البخاري عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة "صفحة رقم 311" القول الثاني أن المقام المحمود إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة قلت : وهذا القول لا تنافر بينه وبين الأول فإنه يكون بيده لواء الحمد ويشفع روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ) الحديث القول الثالث ما حكاه الطبري عن فرقة منها مجاهد أنها قالت : المقام المحمود هو أن يجلس الله تعالى محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) معه على كرسيه وروت في ذلك حديثا وعضد الطبري جواز ذلك بشطط من القول وهو لا يخرج إلا على تلطف في المعنى وفيه بعد ولا ينكر مع ذلك أن يروى والعلم يتأوله وذكر النقاش عن أبي داود السجستاني أنه قال : من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا من أنكر جوازه على تأويله قال أبو عمر ومجاهد : وإن كان أحد الأئمة يتأول القرآن فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم : أحدهما هذا والثاني في تأويل قوله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال : تنتظر الثواب ليس من النظر قلت : ذكر هذا في باب بن شهاب في حديث التنزيل وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال : يجلسه على العرش وهذا تأويل غير مستحيل لأن الله تعالى كان قبل خلقه الأشياء كلها والعرش قائما بذاته ثم خلق الأشياء من غير حاجة إليها بل إظهارا لقدرته وحكمته وليعرف وجوده وتوحيده وكمال قدرته وعلمه بكل أفعاله المحكمة وخلق لنفسه عرشا استوى عليه كما شاء من غير أن صار له مماسا أو كان العرش له مكانا قيل : هو الآن على الصفة التي كان عليها من قبل أن يخلق المكان والزمان فعلى هذا القول سواء في الجواز أقعد محمد على العرش أو على الأرض لأن استواء الله تعالى على العرش ليس بمعنى الانتقال والزوال وتحويل الأحوال من القيام والقعود والحال التي تشغل العرش بل هو مستو على عرشه "صفحة رقم 312" كما أخبر عن نفسه بلا كيف وليس إقعاده محمدا على العرش موجبا له صفة الربوبية أو مخرجا له عن صفة العبودية بل هو رفع لمحله وتشريف له على خلقه وأما قوله في الأخبار : ) معه ) فهو بمنزلة قوله : إن الذين عند ربك ورب بن لي عندك بيتا في الجنة وإن الله لمع المحسنين العنكبوت ونحو ذلك كل ذلك عائد إلى الرتبة والمنزلة والحظوة والدرجة الرفيعة لا إلى المكان الرابع إخراجه من النار بشفاعته من يخرج قاله جابر بن عبد الله ذكره مسلم وقد ذكرناه في [ كتاب التذكرة ] والله الموفق السادسة اختلف العلماء في كون القيام بالليل سببا للمقام المحمود على قولين : أحدهما أن الباريء تعالى يجعل ما شاء من فعله سببا لفضله من غير معرفة بوجه الحكمة فيه أو بمعرفة وجه الحكمة الثاني أن قيام الليل فيه الخلوة مع الباريء والمناجاة دون الناس فأعطى الخلوة به ومناجاته في قيامه وهو المقام المحمود ويتفاضل فيه الخلق بحسب درجاتهم فأجلهم فيه درجة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فإنه يعطى ما لا يعطى أحد ويشفع ما لا يشفع أحد وعسى من الله عز وجل واجبة ومقاما نصب على الظرف أي في مقام أو إلى مقام وذكر الطبري عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ) المقام المحمود هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي ) فالمقام الموضع الذي يقوم فيه الإنسان للأمور الجليلة كالمقامات بين يدي الملوك الإسراء : ) 80 ( وقل رب أدخلني . . . . . ) الاسراء 80 ( قيل : المعنى أمتني إماتة صدق وابعثني يوم القيامة مبعث صدق ليتصل بقوله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا كأنه لما وعده ذلك أمره أن يدعو لينجز له "صفحة رقم 313" الوعد وقيل : أدخلني في المأمور وأخرجني من المنهي وقيل : علمه ما يدعو به في صلاته وغيرها من إخراجه من بين المشركين وإدخاله موضع الأمن فأخرجه من مكة وصيره إلى المدينة وهذا المعنى رواه الترمذي عن بن عباس قال : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال : هذا حديث حسن صحيح وقال الضحاك : هو خروجه من مكة ودخوله مكة يوم الفتح آمنا أبو سهل : حين رجع من تبوك وقد قال المنافقون : ليخرجن الأعز منها الأذل المنافقون يعني إدخال عز وإخراج نصر إلى مكة وقيل : المعنى أدخلني في الأمر الذي أكرمتني به من النبوة مدخل صدق وأخرجني منه مخرج صدق إذا أمتني قال معناه مجاهد والمدخل والمخرج [ بضم الميم ] بمعنى الإدخال والإخراج كقوله : أنزلني منزلا مباركا المؤمنون أي إنزالا لا أرى فيه ما أكره وهي قراءة العامة وقرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم مدخل ومخرج بفتح الميمين بمعنى الدخول والخروج فالأول رباعي وهذا ثلاثي وقال بن عباس : أدخلني القبر مدخل صدق عند الموت وأخرجني مخرج صدق عند البعث وقيل : أدخلني حيثما أدخلتني بالصدق وأخرجني بالصدق أي لا تجعلني ممن يدخل بوجه ويخرج بوجه فإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عندك وقيل : الآية عامة في كل ما يتناول من الأمور ويحاول من الأسفار والأعمال وينتظر من تصرف المقادير في الموت والحياة فهي دعاء ومعناه : رب أصلح لي وردي في كل الأمور وصدري وقوله : ) واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ( قال الشعبي وعكرمة : أي حجة ثابتة وذهب الحسن إلى أنه العز والنصر وإظهار دينه على الدين كله قال : فوعده الله لينزعن ملك فارس والروم وغيرها فيجعله له الإسراء : ) 81 ( وقل جاء الحق . . . . . ) الاسراء 81 ( "صفحة رقم 314" فيه ثلاث مسائل : الأولى روى البخاري والترمذي عن بن مسعود قال : دخل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مكة عام الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا فجعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يطعنها بمخصرة في يده وربما قال بعود ويقول : ) جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ) لفظ الترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح وكذا في حديث مسلم نصبا وفي رواية صنما قال علماؤنا : إنما كانت بهذا العدد لأنهم كانوا يعظمون في يوم صنما ويخصون أعظمها بيومين وقوله : ) فجعل يطعنها بعود في يده ) يقال : إنها كانت مثبتة بالرصاص وأنه كلما طعن منها صنما في وجهه خر لقفاه أو في قفاه خر لوجهه وكان يقول : ) جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) حكاه أبو عمر والقاضي عياض وقال القشيري : فما بقي منها صنم إلا خر لوجهه ثم أمر بها فكسرت الثانية في هذه الآية دليل على كسر نصب المشركين وجميع الأوثان إذا غلب عليهم ويدخل بالمعنى كسر آلة الباطل كله وما لا يصلح إلا لمعصية الله كالطنابير والعيدان والمزامير التي لا معنى لها إلا اللهو بها عن ذكر الله تعالى قال بن المنذر : وفي معنى الأصنام الصور المتخذة من المدر والخشب وشبهها وكل ما يتخذه الناس مما لا منفعة فيه إلا اللهو المنهي عنه ولا يجوز بيع شيء منه إلا الأصنام التي تكون من الذهب والفضة والحديد والرصاص إذا غيرت عما هي عليه وصارت نقرا أو قطعا فيجوز بيعها والشراء بها قال المهلب : وما كسر من آلات الباطل وكان في حبسها بعد كسرها منفعة فصاحبها أولى بها مكسورة إلا أن يرى الإمام حرقها بالنار على معنى التشديد والعقوبة في المال وقد تقدم حرق بن عمر رضي الله عنه وقد هم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بتحريق دور من تخلف عن صلاة الجماعة وهذا أصل في العقوبة في المال مع قوله عليه السلام في الناقة التي لعنتها صاحبتها "صفحة رقم 315" ) دعوها فإنها ملعونة ) فأزال ملكها عنها تأديبا لصاحبتها وعقوبة لها فيما دعت عليه بما دعت به وقد أراق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبنا شيب بماء على صاحبه الثالثة ماذكرنا من تفسير الآية ينظر إلى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ) والله لينزلن عيسى بن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ) الحديث خرجه الصحيحان ومن هذا الباب هتك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الستر الذي فيه الصور وذلك أيضا دليل على إفساد الصور وآلات الملاهي كما ذكرنا وهذا كله يحظر المنع من اتخاذها ويوجب التغيير على صاحبها إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم وحسبك وسيأتي هذا المعنى في النمل إن شاء الله تعالى قوله تعالى : ) وقل جاء الحق ( أي الإسلام وقيل : القرآن قاله مجاهد وقيل : الجهاد ) وزهق الباطل ( قيل الشرك وقيل الشيطان قاله مجاهد والصواب تعميم اللفظ بالغاية الممكنة فيكون التفسير جاء الشرع بجميع ما انطوى فيه وزهق الباطل : بطل الباطل ومن هذا زهوق النفس وهو بطلانها يقال زهقت نفسه تزهق زهوقا وأزهقتها ) إن الباطل كان زهوقا ( أي لا بقاء له والحق الذي يثبت الإسراء : ) 82 ( وننزل من القرآن . . . . . ) الاسراء 82 ( فيه سبع مسائل : الأولى قوله تعالى : ) وننزل ( قرأ الجمهور بالنون وقرأ مجاهد وينزل بالياء خفيفة ورواها المروزي عن حفص ومن لابتداء الغاية ويصح أن تكون لبيان الجنس كأنه قال : وننزل ما فيه شفاء من القرآن وفي الخبر ) من لم يستشف بالقرآن ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |