|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (11) رفض العرب لاتفاقية (سايكس – بيكو) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد استعانت إنجلترا بفرنسا وروسيا في أثناء الحرب العالمية الأولى ضد تركيا، ولاسيما بعد هزيمة إنجلترا في معركة (غاليبولي) في العراق، وبعد المفاوضات بين هؤلاء الحلفاء تم الاتفاق على تقسيم ممتلكات الإمبراطورية العثمانية فيما بينهم بعد انتهاء الحرب وهزيمة تركيا فيها، وعقدت اتفاقية (سايكس - بيكو) السرية بناءً على ذلك. ولما قامت الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا عام 1917م، وعثر زعماؤها على وثائق هذه الاتفاقية ضمن الوثائق التي وقعت تحت أيديهم أعلنوها لفضح نوايا إنجلترا تجاه العرب، ونشرتها إحدى الصحف الروسية. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وهزيمة تركيا فيها، وانتصار إنجلترا وحلفائها؛ نكثت إنجلترا بوعدها للعرب، وخلال عامي «1919 - 1920م» خسر العرب كل شيء!- ففي مؤتمر باريس للسلام اجتمعت الدول المنتصرة في يناير 1919م لتطبيق بنود الصلح على الألمان والأتراك، وتم توقيع معاهدة (فرساي) في 28 يونيو 1919م بين الدول المنتصرة الكبرى: (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية)، والتي أنهت الحرب رسميًّا. - وفي (سان ريمو) اتفق رؤساء حكومات بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على كيفية تنفيذ معاهدة فرساي، وتنسيق المواقف حول ما سيفرض على تركيا والمنطقة العربية. - وفي 10 أغسطس 1920م كانت معاهدة (سيفر) التي وقَّعت عليها تركيا. - وتم خلال ذلك تعديل اتفاقية (سايكس - بيكو)، بما يلائم مصالح إنجلترا أكثر بعد استبعاد روسيا التي خرجت من الحرب العالمية الأولى قبل نهايتها بعد قيام الثورة البلشفية فيها، والقضاء على النظام القيصري الذي كان يحكمها؛ فضمت إنجلترا ولاية الموصل لنفسها ليكون انتدابها شاملاً للعراق كله، وكانت إنجلترا قد تركت الموصل لفرنسا أولاً لئلا يكون لها حدود مشتركة مع روسيا القيصرية بعد الحرب؛ حيث كان قد تم الاتفاق على إعطاء روسيا القيصرية شمال شرق الإمبراطورية العثمانية. كما قبلت فرنسا وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وذلك كله في مقابل موافقة بريطانيا على الشروط التي وضعتها فرنسا لتطبق على ألمانيا بعد هزيمة ألمانيا في الحرب في أوروبا. وقد كان نكث إنجلترا لوعدها للعرب راجعًا إلى: - نظرتها الاستعمارية للمنطقة العربية. - إدراكها لقدرتها مع حلفائها على القضاء على أي حركة وطنية أو نزعة استقلالية عند العرب بالقوة. - إدراكها أن العرب ليست لهم علاقات وروابط دولية غير علاقتهم ببريطانيا؛مما يضعف موقفهم أمام بريطانيا، فلم يكن للعرب علاقة مع فرنسا؛ إذ كانوا يخشون مطامعها في (سوريا ولبنان وفلسطين)، ولم يكن لهم علاقة مع ألمانيا مِن الناحية الرسمية، ولا علاقة لهم مع روسيا؛ إذ كانت السياسة الروسية القيصرية لا تسمح بتلك العلاقة مع العرب، ولاسيما مع تبعيتهم لتركيا. - وقد تعلقت آمال العرب لفترة بالرئيس الأمريكي -وقتها- (ويلسون)، وذلك في صيف 1919م؛ حيث أعلن عن مبادئه لمساعدة الشعوب الصغيرة في المناطق التي استولى عليها الحلفاء في الحرب، وسميت المناطق المحررة؛ حيث نادى (ويلسون) بحق تقرير المصير لهذه للشعوب، ومنها بالطبع الشعوب العربية. وجاء اهتمام (ويلسون) بإجراءات السلام بعد الحرب العالمية الأولى من خلال 14 نقطة حددها في يناير 1918م؛ لذا اقترحت أمريكا إرسال لجنة تحقيق دولية لاستطلاع رأي السكان في البلاد العربية حول مصيرهم، وهذه اللجنة التي عرفت باسم: (لجنة كنج - كرين) باشرت عملها بعد وصولها إلى (حيفا) في يونيو 1919م. ورغم إيجابيات اللجنة فإنها لم تُسفِر عن نتيجة، وزاد الأمر سوءًا أن الرئيس الأمريكي «ويلسون» أقعده المرض المفاجئ، وانهزم مرشحه مِن بعده في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فتبدلت السياسة الأمريكية. وترتب على ذلك: - لم يأخذ مؤتمر باريس للسلام مِن مشروع الرئيس (ويلسون) إلا اقتراحه بإنشاء (عصبة الأمم)، والذي تكرس في مؤتمر (فرساي). - لم تأخذ الدول الأوروبية بحق تقرير الشعوب المحررة لمصيرها؛ لكونه يعارض أطماعها، ولا يوافق مخططاتها الاستعمارية. - ولاستمرار المضمون الاستعماري الأوروبي على الشعوب الصغيرة المحررة أقدمت الدول الأوروبية على وضع نظام (الانتداب) على تلك الشعوب مِن خلال عصبة الأمم؛ بدعوى مساعدة الشعوب الصغيرة على القيام بشؤونها، ولم يكن هذا الانتداب إلا غطاءً خارجيًّا يبقى تحته المضمون الاستعماري كما هو. - لم تنضم أمريكا بعد ترك الرئيس (ويلسون) للحكم إلى (عصبة الأمم)؛ حيث لم يوافق الكونجرس الأمريكي على الانضمام لها، رغم أنها تكونت استجابة لاقتراح أمريكا، كما طوى النسيان تقرير لجنة (كنج - كرين»)، فأكملت بريطانيا مخططها. - وقد ثار العرب مِن جديد، ولكن ضد الإنجليز والفرنسيين؛ لتحقيق ما يسعون إليه مِن تكوين دولة عربية لهم مستقلة موحدة: - فأعلن عرب سوريا (سوريا الكبرى) الاستقلال في مارس، ونصَّبوا الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا عليها، وكان الأمير «فيصل» قد قاد القوات العربية ضد الأتراك، واستطاع الاستيلاء على دمشق مع قوات الحلفاء عام 1918م، وأعلن نفسه ملكًا عليها قبل دخول القوات الفرنسية إليها، فدخلتها القوات الفرنسية بقوة السلاح بعد معركة (ميسلون) في 24 يوليو 1920م، وقد سقط (800) من العرب في هذه المعركة من بينهم (يوسف العظمة) قائد القوة العربية ووزير الحربية في حكومة الملك فيصل، وترتب على ذلك لجوء الأمير فيصل إلى العراق، ووضع سوريا تحت الانتداب الفرنسي، وفي عام 1921م جعل الأمير (فيصل) أميرًا على العراق ثم ملكًا إلى أن توفي في 1933م. - وفي العراق قامت حركة عربية تدعو إلى الاستقلال فقامت بريطانيا «وكان لها 150 ألف جندي بريطاني في العراق» بقمع تلك الحركة بالقوة في أكتوبر 1920م. - وقد شهدت فلسطين أيضًا مِن أبريل 1920م تظاهرات وانتفاضات مناوئة للتواجد اليهودي على أرض فلسطين أجبرت بريطانيا على تكليف لجنة عسكرية بريطانية للتحقيق في أسباب هذه الثورة الشعبية في فلسطين، ولكن الحكومة البريطانية تعمدت إخفاء نتائج تحقيقات اللجنة عن الرأي العام البريطاني والأوروبي. وقد وردت الإشارة إلى نتائج تحقيق هذه اللجنة بعد ذلك بسنوات طويلة؛ حيث جاء في تقرير اللجنة الملكية حول فلسطين في عام 1937م أن هذه الثورة العربية من عرب فلسطين في عام 1920م كانت ترجع إلى: 1- الخيبة التي شعر بها العرب بسبب عدم الوفاء بوعد الاستقلال الذي حصلوا عليه خلال الحرب العالمية الأولى. 2- اعتقاد العرب الراسخ أن إعلان (بلفور) يحرمهم مِن حق تقرير مصيرهم بأنفسهم، وخشيتهم من أن إقامة مقر لليهود في بلادهم يؤدي إلى ارتفاع كبير في الهجرة اليهودية يعطي اليهود القدرة على السيطرة الاقتصادية والسياسية على فلسطين. ومما جاء في تقرير اللجنة: «السكان المستقرون هنا منذ زمن بعيد معارضون تمامًا لأية هجرة جماعية لليهود، ومضادون كذلك في الوقت ذاته لأي سيادة يهودية عليهم، وإننا لنسأل أنفسنا: أيمكن أن يكون هناك إنجليزي واحد أو أمريكي واحد يعتقد أن تحقيق البرنامج الصهيوني أمر ممكن بغير مساندة من جيش كبير؟!». ورفضت اللجنة البرنامج الصهيوني الشامل، واقترحت إبقاء وحدة سوريا مع فلسطين تحت انتداب بريطاني أو أمريكي، مع موافقة محدودة على إنشاء موطن قومي يهودي محدود. وبصدور وثائق الانتداب الإنجليزي والفرنسي على البلاد العربية من (عصبة الأمم)، وكما جاء في اتفاقية (سايكس - بيكو) بدا أن الأمر قد انتهى واستقر، وقد فرض الاستعمار الأوروبي على العرب ما أراد رغم الآلاف من العرب الذين سقطوا، وغطت أجسادهم أراضي هذه البلاد العربية في مواجهة الأتراك ثم الإنجليز والفرنسيين (راجع في ذلك: ملف إسرائيل لروجيه جارودي - تاريخ المسألة الفلسطينية لفيصل أبو خضرا). - ومما يجدر الإشارة إليه أن مصر قد تعرضت إلى ما يشبه ما تعرضت له الحجاز والشام والعراق؛ إذ كانت مصر تابعة للدولة العثمانية، ولكن يحكمها (محمد علي باشا) ثم أبناؤه مِن بعده، طبقًا لما اتفقت تركيا مع (محمد علي) باشا عليه بعد الحروب التي وقعت بين الطرفين، وكان يطلق على حاكم مصر مِن قِبَل أسرة «محمد علي» لقب: (خديوي). وقد شجع الخديوي (توفيق) الإنجليز على دخول مصر لمساندته في نزاعه مع الجيش بعد ثورة عرابي، فصارت مصر مع تبعيتها للدولة العثمانية ولأسرة (محمد علي) تحت احتلال بريطاني فعلي منذ عام 1882م. وقد قامت في مصر حركة وطنية تندد بمساوئ الاحتلال الإنجليزي في مصر كان في مقدمتها الزعيم (مصطفى كامل)، ومِن بعده خليفته (محمد فريد). ولما قامت الحرب العالمية الأولى ووقع العداء بين تركيا وإنجلترا؛ انفردت إنجلترا بحكم مصر، فلم تعد مصر تابعة لتركيا، ومع وجود الحركة الوطنية وخوف إنجلترا من تعاطف المصريين مع تركيا كان وعد إنجلترا للمصريين بمنحهم الاستقلال بعد نهاية الحرب وهزيمة تركيا فيها على أن تقدم مصر مساعدات لإنجلترا خلال تلك الحرب، وقد التزم المصريون بذلك وتحملوا توابعه. ثم لما انتهت الحرب بهزيمة تركيا نكثت إنجلترا وعدها، ورفضت إعطاء مصر حق الاستقلال، ورفضت ذهاب وفدٍ مِن مصر إلى مؤتمر باريس للسلام لعرض مطلب مصر بالاستقلال، وكان الوفد بقيادة (سعد زغلول) الذي عاقبته إنجلترا بالنفي خارج مصر؛ مما أشعل ثورة شعبية عام 1919م أجبرت إنجلترا على السماح للوفد المصري بالتوجه لباريس، ولكنه عاد بخيبة أمل أمام رفض الدول المنتصرة في الحرب لمطلب استقلال مصر؛ مما دفع المصريين لاستكمال ثورتهم الشعبية التي انتهت بمنح مصر استقلالاً صوريًّا، صارت به مصر مملكة مستقلة في الظاهر، لكن لبريطانيا حق التدخل والتحكم الفعلي في شؤونها. اعداد: علاء بكر
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (12) (وعـد بلفـــور) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فانطلاقًا من نظرة الحكومة البريطانية للعرب كانت بريطانيا ترى أن وجود مجتمع يهودي بفكر أوروبي قوي في فلسطين على مقربة من قناة السويس متحالف معها وخاضع لسيطرتها هو أضمن لمصالحها بكثير، وأشد ملائمة للدفاع عن هذه المصالح من الدولة العربية التي يسعى العرب لإقامتها. وقد كان زعماء الحركة الصهيونية يدركون تمامًا هذا التوجه لدى بريطانيا، ويزينون للأوروبيين هذا التوجه ببيان الدور الذي يمكن أن تؤديه الحركة الصهيونية في هذا الشأن، ولعل «ورقة قناة السويس» كانت المحور الأساسي في المفاوضات والمباحثات السرية بيْن الحكومة البريطانية والمكتب الصهيوني في لندن، وكانت من دوافع ظهور وعد (بلفور).فهرتزل يقول في كتابه (الدولة اليهودية): «بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك -أي في فلسطين- جزءًا مِن السور المضاد لآسيا، وسنكون حراس الحضارة المتقدمي الموقع ضد البربرية!». ومِن بعده كتب (حاييم وايزمان) في رسالة له عام 1914م: «إذا كان لفلسطين أن تقع ضمن منطقة النفوذ البريطاني، وإذا شجعت بريطانيا على إقامة مستعمرة يهودية فيها تكون تابعة للتاج البريطاني، فيمكن أن يصبح هناك في فلسطين من الآن إلى 20 و30 عامًا مليون يهودي أو أكثر سوف يكونون قوة حراسة فعالة لقناة السويس». وقد كتب (هيربرت سايد بونام) -وهو أحد أصدقاء (حاييم وايزمان) ويعمل معلقًا عسكريًّا لجريدة (مانشستر جارديان)- في جريدته في نوفمبر 1915م مقالاً يدور حول أهمية وجود دولة صديقة في فلسطين للدفاع عن مصالح بريطانيا في قناة السويس في مصر. وقد عرض على الحكومة البريطانية أمر إعطاء وعد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين في «3-9-1917م»، ولم يتم إقراره، وبعد مدة من التشاور تمت الموافقة على القرار ولاسيما بعد أن وضع (لويد جورج) -رئيس الحكومة- و(آرثر بلفور) -وزير الخارجية- كل ثقلهما لإقرار القرار، وكُلف وزير الخارجية بالإعلان عنها بالطريقة الملائمة، وبعد يومين أصدر (بلفور) رسالته إلى اللورد الصهيوني البريطاني (ليونيل وولتر روتشيلد) صاحب المكانة بين يهود بريطانيا ويهود الغرب. وكان نص الرسالة: «عزيزي اللورد روتشيلد: يسرني أن أوجِّه إليك مِن قِبَل حكومة صاحب الجلالة الإعلان التالي الذي يعبِّر عن تعاطف الحكومة مع الأماني اليهودية الصهيونية، وقد وافق عليه المجلس الوزاري بعد عرضه عليه: أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بصورة إيجابية إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل كل جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، مع العلم الواضح أنه لن يتم الإقدام على ما شأنه إلحاق الضرر بالحقوق المدنية الدينية للجماعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو بالحقوق والوضعية السياسية التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر. أرجو منك مع الامتنان أن تبلغ هذا الإعلان إلى الاتحاد الصهيوني. آرثر جيمس بلفور». وقد صدرت هذه الرسالة في «2-11-1917م». ويثير (وعد بلفور) لغرابته العديد مِن التساؤلات: - كيف راهنت الحكومة البريطانية كل ذلك الرهان على الحركة الصهيونية، وهي حركة محدودة في وقت صدور هذا الوعد، ولم تكن تمثِّل إلا أقلية ضئيلة من يهود العالم، وتعاني العزلة حتى بين يهود أوروبا الغربية وأمريكا، الذين كانوا في غالبيتهم العظمى قد اندمجوا في مجتمعاتهم الغربية؟! - كيف راهنت بريطانيا بهذه الجدية على فكرة قيام دولة يهودية في فلسطين، وهي فكرة كانت من الغرابة لدى الجمهور البريطاني والرأي العام الغربي وقتها؟! وفي هذا المعنى يقول (آرتور كوستلر) مبينًا غرابة هذا الوعد: «أمة وعدتْ بإعلان رسمي أمة ثانية بأرض أمة ثالثة، فأعطت بحق ما لا تملك لمن لا يستحق!». - يزيد الأمر غرابة: أن أرض فلسطين لم تكن عند صدور (وعد بلفور) تحت حكم بريطانيا، بل كانت تحت حكم الدولة العثمانية! - ويزيد الأمر غرابة: كيف استطاعت بريطانيا حمل الدول الأوروبية الكبرى الأخرى على الموافقة على (وعد بلفور)لليهود، ومنحه الصفة الدولية بإدخاله في نص الصك الذي يوليها الانتداب على (فلسطين) والصادر مِن (عصبة الأمم)، مع أن (وعد بلفور) من الناحية القانونية مجرد عرض لنوايا الحكومة البريطانية ليس له أي قيمة قانونية، بل هو من الناحية القانونية يعد باطلاً! - كيف قامت بريطانيا بكل ذلك غير مكترثة بتحالف العرب معها ضد تركيا في الحرب العالمية الأولى، ومتخلية عن وعدها بإقامة دولة عربية (للشريف حسين) تضم الحجاز، والعراق، والشام؟! - إن بريطانيا كانت بذلك غير عابئة بما كانت تنادي به الدول الغربية خلال الحرب العالمية الأولى من إعطاء الشعوب المحررة حق تقرير مصير بنفسها، واختيار نظام الحكم فيها. وقد كتب (بلفور) حول هذه النقطة في «19-2-1919م» إلى (لويد جورج) يقول: «النقطة الضعيفة في وضعنا بشأن فلسطين هو أننا رفضنا مبدأ حق تقرير المصير؛ فلو أن سكان فلسطين الموجودين بها حاليًا استشيروا في ذلك لأعطوا دون أدنى شك رأيهم بالرفض للاستيطان اليهودي». أي أن تلك الدعاوى لم تكن إلا دعاوى خادعة كاذبة! وقد كان تعداد اليهود في فلسطين عند صدور (وعد بلفور) نحو 8% من إجمالي السكان، ولا يتملكون فيها إلا قرابة 2% من أرض فلسطين. اعداد: علاء بكر
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
![]() ![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (13) قــراءة متأنيـة لـ (وعـد بلـفــور) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد يلاحِظ مَن يطلع على نص (وعد بلفور) ويتأمله أن فيه دقة في إعداد ألفاظه، يحتاج الأمر معها إلى الإشارة إلى بعض عبارات صياغته وبيان ما وراءها. فمن ذلك: - أن الوعد جاء موجهًا إلى اللورد الصهيوني (روتشيلد) أحد اليهود البريطانيين، ولم يوجَّه إلى المنظمة الصهيونية العالمية أو إلى (حاييم وايزمان) الذي أدى دورًا كبيرًا في إصداره، وذلك أن (وعد بلفور) لم يكن معاهدة أو بروتوكولا أو اتفاقا دبلوماسيا، ولم تكن أرض فلسطين بعد تحت حكم بريطانيا، بل ما زالت ضمن السلطة العثمانية. كما أن المنظمة الصهيونية لم تكن الممثل الرسمي الشرعي لليهود وقتها، فليس لبريطانيا أن تتعامل معها بصفة رسمية، بل كان أكثر يهود الغرب ضد المنظمة الصهيونية التي تعادي ما هم عليه من اندماج في المجتمعات الغربية، بل كانت المنظمة الصهيونية تدعي الانقسام على نفسها بين لجنتها التنفيذية في برلين ثم كوبنهاجن، التي كانت على اتصال بألمانيا، وبين مكتبها في لندن الملتزم بالرهان على بريطانيا، فكان للحركة الصهيونية أكثر من رهان؛ لذا جاء الوعد على بيان موجَّه من الخارجية البريطانية إلى شخصية يهودية بريطانية لها مكانتها لدى يهود بريطانيا ويهود الغرب بسبب لقبه واسم عائلته؛ مما يقوي وضع الحركة الصهيونية بين يهود العالم.لقد أرادت الحكومة البريطانية عبر اختيار اللورد روتشيلد وضع الغطاء العام المناسب لإخراج الوعد من نطاق الإطار الصهيوني المحدود الضيق واستقطاب يهود العالم حوله. - جاء في نص (وعد بلفور) إقامة (وطن) قومي للشعب اليهودي في فلسطين، ولم يذكر (دولة يهودية)، وهذه صورة مِن صور الغموض والتمويه، والمرحلية في تحقيق الهدف؛ فاستعمال كلمة وطن وإخفاء كلمة دولة -مع أن هدف الحركة الصهيونية التي قامت من أجله هو إقامة دولة لليهود- يجنِّب اليهود كثيرًا من المتاعب، فذكر (الدولة) يعني سيادة على الأرض وسلطة، وحكم وإدارة، وهذا يثير تركيا التي تدخل فلسطين في نفوذها، كما يثير مخاوف العرب في فلسطين والمنطقة العربية، بل يخيف اليهود الذين يريدون الاندماج في أوطانهم التي يعيشون فيها في أوروبا الغربية. وكلمة (وطن) تجنب الحركة الصهيونية كل هذه المحاذير؛ لما فيها من الغموض الذي يجعلها تستعمل في أكثر من معنى. - ويلاحَظ وصف اليهود بأنهم شعب مع أن اليهود ليسوا في الحقيقة بشعبٍ، فاليهود مفرقون مشتتون من قرون طويلة؛ لا يربط اليهود الروس باليهود الأوروبيين أو باليهود العرب في اليمن في (آسيا) أو في (المغرب) في (إفريقيا) إلا الانتماء للديانة اليهودية، بينما جاء في (وعد بلفور) وصف أصحاب الأرض من الفلسطينيين العرب «الجماعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين»، فلم يعدهم شعبًا، رغم كل ما يجمعهم من روابط عديدة من الدين واللغة والتاريخ والآمال، وامتداد جذورهم في هذه الأرض التي يعيشون فيها من مئات أو آلاف السنين، ما ليس موجودًا قطعًا عند هؤلاء اليهود المراد جمعهم من شتى بقاع الأرض شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا. - يشير (وعد بلفور) إلى حقوق هذه الجماعات غير اليهودية في فلسطين «المدنية والدينية»، ولا يذكر لهم أي حقوق سياسية، فهم ليسوا شعبًا، وبالتالي فليس لهم أي حقوق سياسية، ليس لهم إدارة شؤونهم بأنفسهم، ولا حق تقرير مصيرهم على أرضهم، فلقد سلبهم الوعد كل ذلك! بينما أعطى «الوعد» اليهودَ هذه الحقوق السياسية، وحفظها لهم حتى في بلادهم التي جاؤوا منها إلى فلسطين واحتاط لها! فالإنجليز والصهاينة لا ينظرون للفلسطينيين بوصفهم شعباً أو أصحاب أرض لهم كيان وحقوق، وذلك بموجب النظرة الاستعمارية التي على ضوئها صيغ هذا الوعد. إن الحركة الصهيونية منذ نشأتها تتصرف بِعَدِّ شعب فلسطين لا وجود له، وتتجاهله تجاهلاً تامًّا، بل زعمتْ وصورت للأوروبيين أن فلسطين أرض خالية من السكان، تنتظر مَن يملؤها مِن يهود العالم! مع أن عدد سكان فلسطين وقتها قد تعدى 700 ألف فلسطيني، لكنهم لا وزن لهم عند هؤلاء المستعمرين. ولذلك رفضت إنجلترا بشدة طلب فرنسا إضافة عبارة «الحقوق السياسية» على «الحقوق المدنية والدينية» عند إدخال (وعد بلفور) ضمن وثيقة الانتداب البريطاني في (عصبة الأمم)؛ حيث رفضها (لويد جورج) رئيس الحكومة البريطانية رفضًا كليًّا، فالحقوق السياسية تعني فيما تعني حق تقرير المصير الذي نادى به الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، وتعني عاجلاً أو آجلاً تكوين سلطة ممثلة للشعب الفلسطيني ككل الشعوب، حتى في ظل الانتداب أو إشرافه، وهذا كله مرفوض عند هؤلاء المستعمرين. لذا قال (بلفور) ذات يوم: «لا نستطيع الأخذ بعين الاعتبار أماني المجتمع القائم -أي المجتمع الفلسطيني- فنحن نسعى عن قصد إلى إعادة تركيب مجتمع آخر، وإلى التأسيس في آخر المطاف من أجل أكثرية مستقبلية أخرى». وكتب أيضًا يقول: «لقد أقدمت الدول الأربع الكبرى على تعهدات تجاه الصهيونية، وسواء كانت الصهيونية عادلة أم غير عادلة، حسنة أم سيئة، فهي تجد جذورها في تقاليد غارقة في القدم، كما تجدها في حاجات الحاضر وفي آمال المستقبل، وكل ذلك أهم بكثير من رغبات 700 ألف عربي يعيشون اليوم في هذه البلاد القديمة». ولا يخفى ما في هذا الكلام من المغالطات وخلط الأمور! ويقول (هيربرت صموئيل) في الذكرى الثانية لـ(وعد بلفور) عام 1919م: «كان هدفنا تحويل فلسطين في أقصر وقت ممكن إلى كومنولث يحكم نفسه كليًّا بنفسه في ظل أكثرية يهودية مقيمة في البلاد». - يلاحَظ في (وعد بلفور) تعهد الحكومة البريطانية بأنها ستبذل كل جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية «أي إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين»؛ فلم تكتفِ بريطانيا بتقديم هذا الوعد، ولكن تعهدت ببذل كل الجهد لتنفيذه، وبذلت بالفعل كل جهودها حتى تَحقق؛ فأدخلت هذا الوعد الجائر ضمن وثيقة الانتداب في (عصبة الأمم) في يوليو 1922م، وبَنَت عليه كل سياستها خلال ربع قرن من الزمان من الحكم البريطاني المفروض على فلسطين؛ حيث إن وثيقة الانتداب تعطي بريطانيا الحق -بل توجب عليها- إقامة وطن لليهود في فلسطين بطريقة علنية رسمية، وهي صادرة من (عصبة الأمم) بموافقة الدول الكبرى بضغط من بريطانيا بدون أي مواربة أو حياء! اعداد: علاء بكر
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
![]() ![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (14)- مِــن نـتـائـج وعــد (بلفـــور) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فلا شك أن وعد «بلفور» باطل قطعًا؛ فليس لوزير خارجية بريطانيا -ولا لغيره- أن يعطي اليهود الحق في اغتصاب أرض (فلسطين) على حساب أهلها الذين عاشوا فيها، وعاش فيها آباؤهم وأجدادهم مِن قبلهم مئات وآلاف السنين! وكيف تم تجاهل رأي الفلسطينيين «أصحاب الأرض» في هذا الأمر الخطير؟! وهل كانت فلسطين عند ظهور هذا الوعد ضمن نفوذ بريطانيا، وتحت حكمها؟ أم كانت ما زالت تابعة للدولة العثمانية؟! والإجابة معروفة. فإذا كان الأمر كذلك؛ فكيف تعطي دولة أرضًا لا تملكها لشعب لا يسكنها ولا يقيم فيها على حساب شعب آخر يسكنها ويقيم فيها؟!لقد أعطت بريطانيا ما لا تملك لمن لا يستحق، وتصرفت في ذلك مِن منطلق نظرتها الاستعمارية لمصالح تريدها وأطماع تتطلع إليها. يقول (آرتور كوستلر) مبينًا غرابة هذا الوعد: «إن أمة وعدت أمة ثانية بأرض أمة ثالثة، فأعطت ما لا تملك لمن لا يستحق!». وقد ترتبت على هذا الوعد أمور عديدة، مِن أهمها: - ازدياد قوة الحركة الصهيونية، وتغير نظرة اليهود في أوروبا إليها، فقد كان أكثر يهود أوروبا بما فيهم يهود بريطانيا لا يتجاوبون مع فكر الحركة الصهيونية، ويميلون لاستمرار ما هم عليه من الاندماج في مجتمعاتهم الأوروبية، وكان مِن اليهود مَن يرى انتظار ظهور ملك يقيم لهم دولتهم التي يحكمون منها العالم دون أن يسعى اليهود لإقامتها مِن قِبَل أنفسهم قبل ظهور ملكهم الموعود، ولاسيما أن فكر الحركة الصهيونية يوافق ميول أعداء السامية الذين يتمنون التخلص من اليهود في أوروبا. ففي الوقت الذي انعقد فيه (مؤتمر بال) الصهيوني بسويسرا لتأسيس الحركة الصهيونية عام 1897م كان ينعقد مؤتمر (مونتريال) بكندا، الذي عبَّر عن موقف اليهود في أمريكا الشمالية على النحو الآتي: «إننا نرفض كامل الرفض كل مبادرة لخلق دولة يهودية، إن أية محاولات مِن هذا القبيل تنطوي على مفهوم خطأ لرسالة الشعب اليهودي». ويقول (كلود مونتيفيور) -وهو مِن أبرز أعضاء الهيئة المشتركة الممثلة لليهود البريطانيين في حينه-: «نعلم أن الصهيونيين سيصرون على التأكيد بأن اليهود حتى خارج فلسطين ينتمون إلى قومية خاصة بهم، ونعلم إلى أية درجة يلتقي الصهيونيون واللاساميون». ولما دُعي (مونتيفيور) لحضور مؤتمر باريس للسلام الذي أعقب الحرب العالمية الأولى بصفته الناطق باسم اليهود الغربيين وأحد ممثليهم الرسميين عبَّر عن وجهة نظر مَن يمثلهم مِن اليهود الغربيين أنهم مِن منطلق إدراكهم لخطورة المسألة اليهودية في أوروبا الشرقية يرون أن الحل الممكن هو الاندماج الكامل لليهود في بلدان أوروبا الشرقية؛ الاندماج الذي يحفظ لهم خصوصيتهم الدينية كما عليه الأمر في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وإن هذا ممكن على المدى البعيد إذا قدَّمت الدول الليبرالية الدعم المعنوي والدبلوماسي للمقهورين في أوروبا الشرقية. وكان التنازل الذي وافق علي تقديمه اليهود الغربيون هو إنشاء مقر روحي في فلسطين بشرط ألا يقتطع أي شيء من المجال الحيوي لسكان فلسطين المقيمين فيها، وأن يقتصر على الأنشطة الدينية والتقليدية اليهودية ليس أكثر، وممن كان يتبنون هذه النظرة أيضًا العالم اليهودي الشهير (ألبرت أينشتاين). فكان مما قاله (أينشتاين): «إني أود أن يتم اتفاق مقبول مع العرب على أساس العيش المشترك، وأفضل ذلك على خلق دولة يهودية، إذا وضعنا الاعتبارات العملية جانبًا فإن إدراكي للطبيعة الأساسية لليهودية يمنعني من القبول بدولة يهودية لها حدودها وجيشها، ووسائل سلطتها مهما كانت سلطتها الزمنية ضئيلة، إني أخشى التغيير الجوهري الذي سيلحقه ذلك بالديانة اليهودية». ثم جاء (وعد بلفور) أشبه بنقطة تحول في تاريخ الحركة الصهيونية؛ إذ أسهم في القضاء على الأصوات التي كانت تعارض الفكرة الصهيونية بين اليهود؛ لذا اندفع اليهود بعد ظهور (وعد بلفور) لتوحيد جهودهم ومضاعفتها، بعد أن وجدوا دولة كبيرة بحجم بريطانيا تتحمس لمشروعهم، وكان هذا دليلاً في رأيهم على قوة نفوذهم؛ لذا تقدموا ببرنامج خاص لإدارة فلسطين وتوطين اليهود فيها، فكانت فكرة تأسيس الوكالة اليهودية، وتأسيس شركة ذات امتياز لشراء الأراضي، وتوطين اليهود المهاجرين إليها، ومن خلال ذلك يكون تقديم المشورة والمعاونة في إدارة فلسطين، والشؤون الاقتصادية، والاجتماعية، وغير ذلك من الأمور التي تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين. ومما جاء في إعلان الوكالة اليهودية أن عليها أن تتخذ التدابير -بعد استشارة حكومة الجلالة البريطانية-؛ للحصول على معونة جميع اليهود الذين يبغون المساعدة في إنشاء الوطن القومي اليهودي، وعليه بدأت أفواج الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وقد أبدى العرب استياءهم الشديد لصدور هذا الوعد، فأوفدت الحكومة البريطانية تأكيدًا رسميًّا بأنه لن يُسمح بإسكان اليهود في فلسطين إلا بالقدر الذي يتفق مع حرية العرب السياسية والاقتصادية وحقوقهم، ثم شهدت فلسطين من أبريل 1920م تظاهرات مناوئة للتواجد اليهودي على أرض فلسطين، فأجرت بريطانيا لجنة عسكرية للتحقيق حول أسباب هذه الثورة في فلسطين، ولكنها أخفت نتائج التحقيق عن الرأي العام البريطاني والأوروبي، فلم تُعرف إلا بعد ذلك بسنوات طويلة. وبلغ الأمر ذروته عندما وقعت معاهدة الصلح (سان ريمون) في أبريل 1920م، فتم إدماج (وعد بلفور) بوصفه جزءٍاً مكملاً من المعاهدة ليكتسب الطابع الدولي، ثم قامت بريطانيا بإدخال وعد (بلفور) في وثيقة الانتداب البريطاني على فلسطين الصادرة من عصبة الأمم متواطئة في ذلك مع الدول الكبرى؛ ليسري العمل بهذا الوعد بصفة رسمية وعلنية، وبغطاءٍ مِن عصبة الأمم لتكتمل بذلك المؤامرة على العرب والشعب الفلسطيني. اعداد: علاء بكر
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
![]() ![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (15) نظرة على صك الانتداب البريطاني على فلسطين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قررت بريطانيا وفرنسا تقسيم المنطقة العربية المحررة مِن النفوذ التركي خلال الحرب العالمية الأولى، ووضعها تحت الانتداب البريطاني والفرنسي بدعوى مساعدة سكان هذه المنطقة على إدارة شؤونهم، والإشراف عليها لحين تَحقق قدرتهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم، وكانت هذه الخطوة في إطار من الشرعية الدولية متمثلة في (عصبة الأمم). وقد تم تقسيم المنطقة العربية وفقًا لاتفاقية (سايكس بيكو) السرية التي كانت بين بريطانيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، وقت كانت هذه المنطقة خاضعة للنفوذ التركي.وقد استطاعت بريطانيا أن تدخل (وعد بلفور) في وثيقة الانتداب الصادرة من عصبة الأمم في يوليو 1922م لتجعل من سياستها الرامية إلى تمكين اليهود من أرض فلسطين تتفق مع الشرعية الدولية، وتقرها الدول الكبرى، وتتم بموافقتها، وعليه أدرج (وعد بلفور) في مقدمة صك الانتداب البريطاني على فلسطين. - وقد جاء في المادة الثانية من صك الانتداب البريطاني الصادر عن عصبة الأمم: «على الدولة المنتدبة أن تخلق في البلاد مجموعة من الأوضاع السياسية والإدارية والاقتصادية مِن شأنها تأمين قيام الوطن القومي للشعب اليهودي..». - وجاء في المادة الرابعة مِن الصك: «يتم الاعتراف بهيئة يهودية ملائمة، ويعطى لها الحق في إسداء المشورة لإدارة فلسطين، والتعاون معها في كل الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، التي قد تؤثر في إقامة الوطن القومي اليهودي، وعلى مصالح السكان اليهود في فلسطين.، وسيتم الاعتراف بـ(المنظمة اليهودية) على أنها هي الهيئة المشار إليها بالاتفاق مع حكومة صاحب الجلالة البريطانية». - وجاء في المادة السادسة: «... ستسهل إدارة فلسطين -أي إدارة الانتداب البريطانية- الهجرة اليهودية إليها ضمن الشروط الملائمة، وستشجع بالتنسيق مع الهيئة الصهيونية المشار إليها في الفقرة الرابعة استيطان اليهود بكثافة في أراضي البلاد بما فيها الأراضي الأميرية -أي الحكومية غير المملوكة للأفراد- والأراضي غير المستصلحة للزراعة وغير المستعملة للخدمات العامة». - وجاء في المادة السابعة: «تكون إدارة فلسطين مسؤولة عن سن قوانين للجنسية، على أن يتضمن هذا القانون نصوصًا تسهِّل منح الجنسية الفلسطينية لليهود الذين سيقيمون في فلسطين دائما». - وجاء في المادة الحادية عشرة: «... بإمكان الإدارة الاتفاق مع الهيئة اليهودية المشار إليها في المادة الرابعة من أجل تنفيذ أو استثمار الأشغال والخدمات ذات المنفعة العامة، وتنمية كل الموارد الطبيعية في البلاد، وذلك ضمن شروط عادلة ومنصفة، وفي الحالات التي لا تقوم فيها إدارة فلسطين بهذه النشاطات مباشرة». يتضح من هذه البنود الواردة في صك الانتداب البريطاني الصادر من (عصبة الأمم) بتوجيه من بريطانيا وبتأييد من الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى أن عصبة الأمم عدت نفسها مالكة لفلسطين تتصرف فيها كيفما تشاء، تعطي اليهود ما تريد، وتحرم سكانها الفلسطينيين مما تريد، معطية بريطانيا الغطاء لتنفيذ مخططاتها! ولكي تضمن بريطانيا تنفيذ المخطط الصهيوني البريطاني في فلسطين على أكمل وجه أرسلت في يوليو 1920م (هربرت صموئيل)، وهو يهودي بريطاني صهيوني شارك في كل مراحل إقرار (وعد بلفور)، وكان مِن أصدقاء (حاييم وايزمان)، وشارك في السلطة البريطانية، وسبق له أن تسلم وزارة الداخلية فيها. وقد امتنعت بريطانيا بعد (بلفور) بسنوات عدة قليلة عن مد هذا الوعد إلى شرق الأردن، ورأت أن تفصل بين إدارة شرق الأردن وإدارة فلسطين، وفي سبتمبر 1922م أقرَّت عصبة الأمم بناءً على طلب بريطانيا توصية تدعو إلى فصل إدارة شرق الأردن عن فلسطين. وعليه لم يطبق على شرق الأردن إعلان (بلفور). ولقد أثار ذلك ثائرة اليهود الصهيونيين الساعين إلى قيام إسرائيل الكبرى دون تعديل، وكان ذلك؛ مما ساعد فيما بعد على استقلال الأردن عام 1946م على غرار الدول العربية الأخرى التي انتقلت من الانتداب إلى الاستقلال. اعداد: علاء بكر
__________________
|
#16
|
||||
|
||||
![]() ![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (16) الكفاح الفلسطيني ضد الإنجليز واليهود في العشرينيات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فلم يستسلم عرب الشام وأهل فلسطين للانتداب الإنجليزي وللهجرة اليهودية، بل سعوا إلى مقاومة ذلك، ولكن التآمر كان أكبر مِن قدراتهم وإمكانياتهم المحدودة، ولاسيما في غياب الخلافة العثمانية والوحدة العربية في مواجهة الاحتلال الإنجليزي باسم الانتداب، وتدفق اليهود على فلسطين بتواطؤ من الدول الغربية وعصبة الأمم. - في مطلع 1919م انعقد في القدس المؤتمر الفلسطيني العام الأول، وبَعث بمذكرتين إلى مؤتمر السلام بباريس يطالب فيهما بالاستقلال ويرفض إعلان (بلفور).- وفي يونيو 1919م عقد أول مؤتمر عربي في دمشق للتنبيه على خطر الهجرة اليهودية إلى فلسطين؛ حيث قرر المؤتمر رفض الهجرة اليهودية، وعدم الاعتراف بـ(وعد بلفور). - وفي يونيو 1919م أيضًا وصلت إلى يافا لجنة (كينج كرين) الأمريكية بناءً على اقتراح الرئيس الأمريكي (ويلسون) لمعرفة رغبات السكان العرب التي أكدت أن عرب فلسطين يعارضون تمامًا أي هجرة جماعية لليهود، ويرفضون أي سيادة يهودية عليهم. - وفي فبراير 1920م عقد مؤتمر عربي ثان لتأكيد رفض العرب لوعد بلفور، ورفض المشروعات الصهيونية لاستيطان فلسطين. - وفي أبريل 1920م قامت ثورة عربية في فلسطين ضد الهجرة اليهودية دامت أربعة أيام في مدينة القدس سقط خلالها العديد من القتلى والمصابين من العرب واليهود، وقد تألفت لجنة عسكرية للتحقيق أرجعت سبب الأحداث إلى رفض العرب للوجود اليهودي، ورفض سياسة بريطانيا المتواطئة مع الهجرة اليهودية لأرض فلسطين، ولكن بريطانيا لم تستجب للمطالب العربية. - وفي مايو 1920م تأسست الجمعية العربية الفلسطينية للدفاع عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني نتيجة لاجتماع عقد في النادي العربي بدمشق. - وفي ديسمبر 1920م انعقد مؤتمر عربي فلسطيني ثالث بمدينة حيفا، وشكلت لجنة لتنفيذ قرارات المؤتمر برئاسة (موسى كاظم الحسيني)؛ حيث قرر المؤتمر: 1- رفض وعد بلفور. 2- منع الهجرة اليهودية. 3- تشكيل حكومة وطنية لفلسطين. وقد ظلت هذه اللجنة التنفيذية تتزعم الحركة الفلسطينية من عام 1920م حتى عام 1935م. - في مايو 1921م هاجم العرب مركز المهاجرة الصهيوني في يافا، وقتلوا عددًا من المهاجرين اليهود احتجاجًا على الهجرة اليهودية، كما تعرضت المستوطنات اليهودية بين يافا وطولكرم لهجمات قتل فيها الكثير من اليهود، كما قتل عشرات من الفلسطينيين برصاص الإنجليز، وتألفت لجنة برئاسة (توماس هايكرفت) للتحقيق، وقدمت تقريرها لمجلس النواب البريطاني يفيد أن سبب الأحداث سخط الفلسطينيين من سياسة بريطانيا الرامية إلى تهويد فلسطين. - في يونيو 1921م عقد مؤتمر عربي رابع في القدس، وتقرر فيه انتخاب وفد عربي يسافر إلى أوروبا لعرض القضية الفلسطينية على الدول الأوروبية المتمدنة، وقد سافر الوفد بالفعل في أول يوليو 1921م، وقام بجولته وقدَّم تقريرًا بنتيجة أعماله في المؤتمر العربي الخامس الذي عقد بنابلس في أغسطس 1922م، وأوصى المؤتمر بمتابعة المساعي لتحقيق الاستقلال. وقد شهد عام 1922م: - قدوم اليهودي الإنجليزي (هربرت صموئيل) -وهو أحد الوزراء الإنجليز- إلى فلسطين بعد تعيينه أول مندوب سامٍ بريطاني لفلسطين. وقد أصدرت الحكومة البريطانية (الكتاب الأبيض) بخصوص إنشاء مجلس تشريعي في فلسطين يتكون أعضاؤه من الإنجليز واليهود والفلسطينيين بالانتخاب، وقد رفض عرب فلسطين ما جاء في هذا الكتاب، وعليه لم تتم هذه الانتخابات. - قيام الإنجليز بإجراء تعدادٍ للسكان في فلسطين في 31-12-1922م، فكان تعداد السكان في فلسطين: 757 ألف نسمة، منهم 663 ألف من العرب، منهم 590 ألف مسلم، و73 ألف نصراني، بينما بلغ عدد اليهود 83 ألف يهودي، أي أن العرب يشكلون 88% من السكان، ويشكل اليهود 11% من السكان. - إنشاء وحدات (الهاجاناة) اليهودية المسلحة التي كانت الأساس لتكوين الجيش الإسرائيلي فيما بعد، وكانت بريطانيا تصرِّح بإقامة وحدات عسكرية للشباب اليهودي تحت أسماء مستعارة في فلسطين ظاهرها أنها جمعيات رياضية أو اجتماعية، فكان منها جمعيات: «أبناء صهيون - شباب إسرائيل - الطلائع...»، وهذه الوحدات مارست بعد ذلك أنشطة إرهابية، واعتداءاتٍ مسلحة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بتواطؤ مع حكومة الانتداب البريطانية. وقد قرر زعماء اليهود في المؤتمر الصهيوني في (جينيف) في عام 1930م اعتماد مبالغ طائلة لتقوية هذه الوحدات من الهاجاناة وتسليحها وتدريبها على أعلى مستوى، كما سمحت حكومة الانتداب أيضًا بتكوين شرطة من اليهود لحماية المستعمرات اليهودية أصبحت فيما بعد النواة لتكوين الشرطة الإسرائيلية. - في يونيو 1923م عقد مؤتمر عربي سادس في يافا بناءً على طلب لجنة المتابعة التنفيذية، وتقرر فيه: - إقرار مقاطعة دعوة حكومة الانتداب إلى إنشاء مجلس تشريعي من الإنجليز والفلسطينيين واليهود. - تنظيم الحركة الوطنية لتحقيق الاستقلال. - اختيار وفد يسافر إلى لندن لإفساد تنفيذ وعد (بلفور)، وقد سافر الوفد بالفعل إلى لندن في 25 يونيو 1923م، وبقي هناك حتى 23 -12-1923م، و لكن الوفد عاد بلا جدوى. - في منتصف العشرينيات افتتحت الجامعة العبرية، ودعي لافتتاحها العالم اليهودي (ألبرت أينشتاين)، وحضر الافتتاح من مصر أحمد لطفي السيد (كيف قامت دولة إسرائيل؟ ص 70). - في نوفمبر 1926م عيَّن المندوب السامي البريطاني مجلسًا استشاريًّا من الموظفين البريطانيين واليهود فقط. - وخلال عام 1927م قام اليهود بطرد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين وشردت عائلاتهم في طبعون والزبيدات والساخنة. - في يونيو 1928م عقد مؤتمر عربي سابع بالقدس، وتقرر فيه: الاحتجاج على إعطاء امتياز استغلال البحر الميت لشركة أجنبية يهودية، وتفضيل اليهود على العرب في الأشغال الحكومية، وطالب المؤتمر عصبة الأمم بإنشاء نظام حكم برلماني فلسطيني. - وفي أغسطس 1929م وقعت ثورة حائط البراق الفلسطينية ضد اليهود، واستمرت لمدة أسبوعين كاملين، وعمت جميع المدن الفلسطينية، وأسفرت عن مئات القتلى ومئات الجرحى من اليهود والفلسطينيين، وسنخصص لها لأهميتها المقال القادم -إن شاء الله تعالى-. راجع في ذلك: - ملف إسرائيل لجارودي. - (تاريخ المسألة الفلسطينية) لفيصل أبو خضرا. اعداد: علاء بكر
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
![]() ![]() صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (17) – ثــورة (حـائـط البــراق) 1929م جاء في تقرير عصبة الأمم: «للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه، لكونه يؤلف جزءًا لا يتجزأ مِن ساحة الحرم الشريف» الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فحائط البراق هو ذلك الجزء الواقع في الجهة الغربية من سور المسجد الأقصى بطول 47م، وارتفاع 18م، وعرض 330سم، وكان أمام هذا الحائط رصيف أو ممر عرضه نحو 4 أمتار، ولكن هذا الرصيف هدمه اليهود عام 1967م بعد احتلالهم للقدس الشرقية. - وهذا الجزء من السور الغربي للمسجد الأقصى يطلق عليه اليهود اسم (حائط المبكى)، ويزعمون -دون أي دليل تاريخي رغم كل الحفريات التي قام بها اليهود حول المسجد الأقصى وتحته- أنه مِن بقايا هيكل سليمان الثاني، ويقومون بزيارته للبكاء عنده والنواح، وأضافوا إلى ذلك دعاءً خاصًّا، ثم راحوا يصلون عنده كما لو كان كنيسًا لهم، مع أن هيكل سليمان -في اعتقادهم- لم يكن إلا بيتًا لتقديم القرابين في المناسبات، ولم يكن تقام فيه الصلوات.- أما عند المسلمين فهو المسجد الأقصى الذي بني على التوحيد واتباع الرسل، ولا دليل على أنه كان في البقعة نفسها التي بني فيها المسجد أيام عمر رضي الله عنه إلى الآن. - وقد حوَّل اليهود هذا الحائط إلى رمز وطني لدولة إسرائيل تقام عنده الاحتفالات في المناسبات الوطنية في العصر الحديث إمعانًا في جذب يهود العالم لفلسطين. - ويحرص اليهود على جعل كبار الزوار لدولة إسرائيل يقومون بالتوجه إلى الحائط ليشاركوا اليهود في مشاعرهم، وليضفوا على المكان الصبغة اليهودية بذلك، مع أن هذا الحائط جزء لا يتجزأ من سور المسجد الأقصى، ويتبع الأوقاف الإسلامية طوال القرون الطويلة السابقة، وأقرت بذلك عصبة الأمم عام 1930م كما سنبينه -إن شاء الله-. - في عام 1800م زاد عدد اليهود في فلسطين فأصبحوا قرابة الألفين، ومِن باب التسامح الديني سُمِح لليهود بالمرور والوقوف للتباكي عند زقاق حائط البراق، وفي عهد إبراهيم باشا سمح لليهود بالاقتراب من الحائط والبكاء عنده. - ومع الوقت تمادى اليهود في تعاملهم مع الحائط فجلبوا معهم ستائر ومقاعد للجلوس عليها؛ مما اضطر معه ناظر الأوقاف الإسلامية بالقدس الجهة المسؤولة عن المكان إلى الشكوى لإدارة لواء القدس «عام 1327هـ الموافق 1911م» التي منعت اليهود من جلب أي أدوات معهم عند الحائط، ولكن اليهود عادوا لمحاولاتهم مِن جديد ولاسيما بعد (وعد بلفور) وبدء الانتداب البريطاني، بجلب المقاعد والستائر، والحصر، والمصابيح لممر الحائط الضيق. - في سبتمبر 1929م أعطت بريطانيا اليهود حق المرور للحائط وإقامة شعائرهم عنده في جميع الأوقات، وحددت أدوات العبادة التي لهم جلبها إلى الحائط مع التأكيد على ملكية المسلمين للمكان. - في توصيات المؤتمر الصهيوني العالمي السادس عشر في زيورخ في يوليو 1929م وصَّى زعماءُ اليهود السياسيون والدينيون بالسعي لإعادة بناء هيكل سليمان، ورفضوا الاعتراف بكون حائط البراق من الوقف الإسلامي، وقد ترتب على ذلك قيام يهود فلسطين -وبموافقة الحكومة البريطانية- بمظاهرات عنيفة في 14 أغسطس 1929م عند حائط البراق، وهم يحملون العلم اليهودي ويهتفون «الحائط حائطنا»، ويخطبون الخطب المحرضة للجماهير اليهودية على السيطرة على الحائط. - وفي يوم الجمعة 16 أغسطس 1929م اندلعت المناوشات بين المسلمين واليهود بسبب تعنت اليهود، وتحولت إلى ثورة استمرت مدة أسبوعين عمت جميع المدن الفلسطينية، وعرفت باسم (ثورة البراق)، وأسفرت الهجمات العربية عن قتل الكثيرين من اليهود والعرب والإنجليز؛ حيث قتل مِن اليهود 133 قتيل وأصيب 329, واستشهد من الفلسطينيين 116 شهيداً وأصيب 232. ولوقف الاشتباكات دفعت بريطانيا جيشًا قوامه 30 ألف جندي إنجليزي، منهم قوات إنجليزية جاؤوا بها من مصر؛ حيث تم محاصرة العرب وقمعهم، واعتقال الآلاف من الشباب الفلسطيني والتحقيق معهم، وفرضت الغرامات على الفلسطينيين الذين شاركوا في الاشتباكات، وحددت إقامة زعماء العرب الذين قادوا الثورة. وقامت القوات البريطانية بمحاكمات مجحفة ضد الفلسطينيين، ولم تصدر أي عقوبة ضد أي يهودي! فحكموا بإعدام 27 فلسطينيًّا، ثم خفف عن 24 منهم، ونُفذ الحكم في ثلاثة منهم صباح يوم الثلاثاء 17 يونيو 1930م في سجن مدينة عكا بالقلعة. وقد أرسلت الحكومة البريطانية على إثر هذه الاضطرابات لجنة عُرفت باسم (لجنة شو) -نسبة إلى رئيسها (والتر شو)-؛ للتحقيق والتوصية بما يجب أن يتخذ من تدابير لمنع تكرار المشكلة؛ حيث قدَّمت تقريرها في أول مارس 1930م، وأوصت بإصدار بيان يحد مِن الهجرة اليهودية، وأكدت على مطالب الفلسطينيين بإقامة حكومة نيابية، وتشكيل لجان فنية للنظر في توصيات اللجنة. - وكان من توصيات اللجنة: إرسال لجنة دولية للنظر في موضوع حق العرب واليهود في حائط البراق، وقد وصلت لجنة التحقيق الدولية المنبثقة عن عصبة الأمم في 19 يونيو 1930م، واستمعت لمدة شهر للشهود المسلمين من فلسطين وأقطار إسلامية أخرى، وللشهود من اليهود، واطلعت على الوثائق المقدمة مِن الطرفين. - وقد أنصفت عصبة الأمم المسلمين في تقريرها باسم (مرسوم الحائط الغربي)، وأقرت بحقهم في حائط البراق؛ حيث جاء في التقرير: «للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه، لكونه يؤلف جزءًا لا يتجزأ مِن ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، ولهم أيضًا تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط، وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة لكونه موقوفًا حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخير» (راجع في ذلك: «حائط البراق» لجهاد جميل العايش، ط. مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية - قبرص ط. الأولى 1427 هـ - 2007م). اعداد: علاء بكر
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |