الصبر والتأني في الأمور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13916 - عددالزوار : 745535 )           »          إزاي تفرقي بين العسل النقي والمغشوش؟ 4 طرق لاختباره بنفسك في البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          6 خطوات للعناية بالقدمين في الصيف.. الترطيب اليومي أساسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          10 حاجات لازم تبعديها عن البوتجاز.. ممكن تسبب حريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سنة أولى أمومة.. اعرفى إزاى تهتمى بشعر طفلك وإمتى تغسليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          خطة طوارئ مضمونة لاستعادة نضارة بشرتك فى 72 ساعة.. مثالية للمناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 تريكات فعالة تسهل إنقاص الوزن من غير حرمان.. الدايت أسلوب حياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل براونيز النوتيلا بمكونين فقط.. وصفة حلويات سريعة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          6 خطوات لاستعادة حيويتك بعد خروجة أو مقابلة استنزفت طاقتك النفسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          5 وصفات طبيعية قابلة للأكل هتنور وشك.. اتنين فى واحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2025, 11:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,203
الدولة : Egypt
افتراضي الصبر والتأني في الأمور

الصبر والتأني في الأمور

عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فقال ابن القيم رحمه الله تعالى: الحمد لله الصبور الشكور العلي الكبير، السميع البصير العليم القدير، الذي شَمِلت قدرته كلَّ مخلوق، وجرَت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور، وأسمعت دعوته لليوم الموعود أصحابَ القبور، قدَّر مقادير الخلائق وآجالهم، وكتَب آثارهم وأعمالهم، وقسَم بينهم معايشهم وأموالهم، وخلق الموت والحياة؛ ليبلوَهم أيُّهم أحسنُ عملًا، وهو العزيز الغفور القاهر القادر، فكلُّ عسير عليه يسيرٌ، وهو المولى النصير، فنعم المولى ونعم النصير، ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ * يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [التغابن: 1 - 4]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه جلُّ عن الشبيه والنظير، وتعالى عن الشريك والظهير، وتقدَّس عن تعطيل الملحدين كما تنزَّه عن شبه المخلوقين، فليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ (مقدمة كتاب عدة الصابرين).
الصبر مثلُ اسْمه مرٌّ مذاقُه
لكنَّ عواقبَه أَحلى من العسلِ




من لم يصبِّر نفسَه على الصبر، كثُر اعتراضه وتسخُّطه على أقدار الله المؤلمة، ولقد ذُكر الصبر في القرآن ما يقارب 92 مرة في عدة مواضع؛ مما يدل على أهميته، تارة عند المصائب قوله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، وتارَة عند الاستعانة على نوائب الدين والدنيا؛ قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ)؛ رواه مسلم رحمه الله 223.

ولا بد للإنسان من تعويد نفسه على الصبر؛ لِما فيه من خيري الدنيا والآخرة، والدنيا محفوفة بالمصائب والمنغصِّات؛ لأنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجن المؤمن)؛ رواه مسلمرحمه الله 2956 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

والصبر من معالم العظمة والكمال، والناجحون في الحياة هم الذين يقفون على الأمور بتأنٍّ وتريُّث ومصابرة، فالزرع لا يَنبُت ساعةَ البذر، ولا يَنضَج ساعة النبت، بل لابد من المكث شهورًا حتى يُجتنَى الحصاد المنشود، والجنين يظل في بطن أمه شهورًا حتى يستوي خلقُه، وقد أعلمنا الله عز وجل أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 38]، وما كان ليُعجزه سبحانه وتعالى أن يُقيمها في طرفة عين أو أقل، سبحانه إنه على كل شيءٍ قديرٌ.

فالزمن ملابسٌ لكل حركة وسكون في الوجود، فإذا لم نُصابره اكتوينا بنار الجزَع، ثم لم نُغير شيئًا من طبيعة الأشياء التي تسير حتمًا على قدر.

من ثمار الصبر:
الحصول على معية الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]؛ قال السعدي رحمه الله: أي: مع مَن كان الصبر لهم خلقًا وصفة ومَلَكةً بمعونته وتوفيقه وتسديده، فهانت عليهم بذلك المشاقُّ والمكارة، وسهُل عليهم كلُّ عظيم، وزالت عنهم كلُّ صعوبة، وهذه معية خاصة تقتضي محبته ومعونته ونصرَه وقُربه، وهذه مَنقبة عظيمة للصابرين؛ ا. هـ.


مضاعفة أجر الصابرين؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

المؤمن على قدر صبره ينال الرِّفعة في الدِّين؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].

سببٌ لدخول الجنة؛ قال تعالى: ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12].

خصال الخير لا ينالها إلا الصابرون؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ [القصص: 80].

أنه سبحانه أخبر أنه إنما ينتفع بآياته ويتَّعظ بها الصابر الشكورُ؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [لقمان: 31].

أنه أثنى على عبده أيوب بأحسن الثواب على صبره؛ قال تعالى: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44].

أنه سبحانه حكم بالخسران حُكمًا عامًّا على كل مَن لم يؤمِن، ولم يكن من أهل الحق والصبر، وهذا يدل على أنه لا رابح سواهم، فقال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

ونسأل الله العظيمَ ربَّ العرش العظيم أن يُلهِمَنا الصبر والمصابرة على طاعته ويوفِّقنا لمرضاته.

وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]