بالصبر يُزهر النصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4973 - عددالزوار : 2089332 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4551 - عددالزوار : 1363426 )           »          كيف تصنع ب"لا إله إلا الله" يوم القيامة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          رأس المنافقين ( عبد الله بن أُبَيّ بن سلول) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الأخوَّة.. تلك الحلقة المفقودة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          محمد بن القاسم الثقفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الإسلام عقيدة وعبادة وأخلاق وتشريع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          معركتنا مع الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أويس القرني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-02-2025, 09:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة : Egypt
افتراضي بالصبر يُزهر النصر





بالصبر يُزهر النصر


مما لا شك فيه أن هناك علاقة وثيقة بين النصر والصبر، فقد قيل: إنما النصر صبر ساعة.
ففي الصبر معاقد النصر، ومرارة الصبر تجلوها حلاوة النصر، وما صبرت أمة فخابت:

الصبر مثل اسمه مُرٌ مذاقتهلكنْ عَوَاقِبه أحلى من العسل
والدنيا ميدان صراع كبير، فمنذ جرى على العبد قلم التكليف وهو في صراع لا ينتهي حتى تفارق الروح الجسد، فهو يصارع نفسه الأمارة بالسوء، ويصارع شيطانه الذي يؤزه على الشر أزا، كما يصارع شياطين الإنس وقرناء السوء الذين يريدون به إثما وبغيا، ويصارع الابتلاءات والمصائب والمحن، كما إنه يصارع الأعداء الذين يريدون هزيمته وإذلاله والقضاء عليه، وفي كل هذه الصراعات والمعارك لا يجد العبد ولا تجد الأمة سلاحا بعد الإيمان أقوى من الصبر؛ لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن في الصبر على ما تركه خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» . (الترمذي).

وإن زاد المؤمنين في مواجهتهم لأعدائهم سواء في ميدان المناظرة والمجادلة والحجة والبرهان، أو في ميادين الجهاد والقتال هو الصبر؛ لذا كان من أوائل الآيات التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آيات تأمره بالصبر، في قوله تبارك وتعالى: {وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل: 10]. وقوله عز وجل في سورة المدثر التي كانت من أوائل ما نزل من سور القرآن: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}[المدثر: 7]. وقوله: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ}[طه: 130].

وعند مواجهة هؤلاء الأعداء في ساحات الوغى وميادين الجهاد والقتال يحتاج المجاهدون إلى الصبر حتى يتحقق لهم النصر، وقد نبَّه الله عباده إلى هذه الحقيقة فقال: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: 249].

وقص الله علينا من نبأ الأمم السابقة ما يبين أهمية الصبر في ساحات القتال، فقال: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة: 250-251].
فإن القوم حين قاتلوا عدوهم سألوا الله تعالى أن ينزل عليهم صبرا وأن يثبت أقدامهم فلا ينهزموا أمام عدوهم، فاستجاب الله لهم، وصبروا أمام عدوهم حتى نصرهم الله تعالى.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أمته على التحلي بالصبر في قتال عدوهم فيقول: «أيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا» (البخاري).

تجري المقادير إن عُسرا وإن يُسراحَاذَرت وَاقِعَـهـا أو لـم تكـن حَذِرا
والعُسْر عَنْ قَـدَرٍ يجـري إلى يُســروالصبرُ أفضل شيء وَافَقَ الظَّفَرا
ولا شك أن الأمة التي أمرها ربها بالصبر في أكثر من تسعين موضعا في كتابه الكريم لجديرة أن تتحلى به، خصوصا عند مقارعة الأعداء، وعندئذ سيكون النصر حليفها وإن طال الزمان: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ. وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 146-148].
إن الحياة صراعٌ بين الحق والباطل، ويفوزُ في هذا الصراعِ من كان أطول نَفَساً وأكثر تحمُّلاً، قال تعالى:{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}[الفرقان: 20].

والله عز وجل يبتلي عباده ليتبين الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد: 31].
قال الشيخ السعدي رحمه الله: (ثم ذكر أعظم امتحان يمتحن به عباده، وهو الجهاد في سبيل الله، فقال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} أي: نختبر إيمانكم وصبركم، {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} فمن امتثل أمر الله وجاهد في سبيل الله لنصر دينه وإعلاء كلمته فهو المؤمن حقا، ومن تكاسل عن ذلك، كان ذلك نقصا في إيمانه).

وقد أمر الله عباده المؤمنين بالصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى وبين لهم أنه طريق الفلاح فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[آل عمران: 200].



وإذا كان أهل الباطل وأعداء المؤمنين يوصي بعضهم بعضاً بالصبر على باطلهم: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ}[ص: 6]. {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا}[الفرقان: 42]. فحري بأهل الحق أن يكونوا أشد صبرا، خصوصا أنهم يوقنون بوعد الله تبارك وتعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}[هود: 49].

منقول بتصرف








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.12 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]