الصالون الأدبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 320 )           »          الوقفات الإيمانية مع الأسماء والصفات الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 86 )           »          مناقشة شبهات التكفيريين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تكنولوجيا النانو ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 465 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 5375 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 2814 )           »          نور الفطرة ونار الشهوة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 42431 )           »          بيع وشراء رباع مكة ودورها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أخطاء المصلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 397 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2024, 12:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,207
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصالون الأدبي

الصَّالون الأدبي (مع عُقَاب العربية: الأستاذ محمود محمد شاكر) (7)






كتبه/ ساري مراجع الصنقري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد اختتم الأستاذُ محمود شاكر حكايتَه في الجامعةِ، في هذه المقدمةِ التاريخيةِ الأدبيةِ بكلماتٍ ظهرتْ فيها فورةُ العاطفةِ، وحِدَّةُ التَّعبيرِ، وعنفُ الهجومِ؛ فكأنّه يكتبُ والسَّيفُ في يمينِه، وأساليبُ اللُّغةِ العربيَّةِ كُلُّها طَوْعُ بيانِه.

وقد جاءت هذه الكلماتُ بعد أن عَرَضَ أمرَ إعلانِ مُعارَضَتِه لِلدُّكتور طه على المبادئِ الخُلُقِيَّةِ أيَليقُ به ذلك أم لا يَليقُ؟ ثم عرضه على مبادئَ عامّةٍ وكُلِّيّاتٍ ثابتةٍ عنده يُؤمِنُ بها كُلَّ الإيمانِ؛ ولَم يعرض أمرَه على المنطقِ أخطأٌ هو أم صوابٌ؟ لأنَّه كان يُؤمِنُ بأنّه على حقٍّ مَحْضٍ والدُّكتور طه على باطلٍ مَحْضٍ.

فقال -رحمه الله-: "وقُضِيَ الأمرُ! ويَبِسَ الثَّرَى بيني وبين الدُّكتور "طه" إلى غيرِ رَجْعَةٍ! ومِن يومئذٍ لَم أَكُفَّ عن مناقشةِ الدُّكتور في المحاضراتِ أحيانًا بغير هَيْبَةٍ، ولَم يَكُفَّ هو عن استدعائي بعد المحاضراتِ، فيأخذني يمينًا وشمالاً في المُحَاوَرَةِ، وأنا مُلتزمٌ في كُلِّ ذلك بالإعراضِ عن ذِكْرِ سَطْوِهِ على مقالةِ "مرجليوث"، صارفًا همِّي كلّه إلى موضوعِ "المنهج" و"الشَّك"، وإلى ضرورةِ قراءةِ الشِّعْرِ الجاهليِّ والأُمَويِّ والعبّاسيِّ قراءةً مُتذوِّقةً مُستوعبةً؛ لِيَسْتَبِينَ الفَرْقُ بين الشِّعْرِ الجاهليِّ والشِّعْرِ الإسلاميِّ قَبْلَ الحديثِ عن صِحَّةِ نسبةِ هذا الشِّعْرِ إلى الجاهليَّةِ، وأنّ التماسَ الشَّبَهِ لِتَقْرِيرِ أنّه باطلٌ بالنِّسْبَةِ، وأنّه موضوعٌ في الإسلامِ، مِن خلال رواياتٍ في الكتب هي في حَدِّ ذاتِها مُحْتَاجَةٌ إلى النَّظَرِ والتَّفْسِير.

ولكنِّي مِن يومئذٍ أيضًا لَم أَكُفَّ عن إذاعةِ هذه الحقيقةِ التي أَكْتُمُهَا في حديثي مع الدُّكتور "طه"، وهي أنّه سطا سَطْوًا كَرِيهًا على مقالةِ المُسْتَشْرِقِ الأعجميِّ، فكان بلا شَكٍّ يَبْلُغُهُ ما أُذِيعُهُ بين زملائي. وكَثُرَ كلامي عن الدُّكتور "طه" نَفْسِه، وعن القَدْرِ الذي يَعْرِفُهُ مِن الشِّعْرِ الجاهليِّ، وعن أسلوبِه الدَّالِّ على ما أَقُول.

واشْتَدَّ الأمرُ، حتى تَدَخَّلَ في ذلك، وفي مُناقَشَتي، بعضُ الأساتذةِ كالأستاذ "نلّينو"، والأستاذ "جويدي" مِن المُسْتَشْرِقِينَ، وكنتُ أُصَارِحُهُمَا بالسَّطْوِ، وكانا يَعْرِفَانِ، ولكنّهما يُدَاوِرَانِ.

وطال الصِّراعُ غيرُ المُتكافِئِ بيني وبين الدُّكتور "طه" زمانًا، إلى أن جاء اليوم الذي عزمتُ فيه على أن أُفَارِقَ مِصْرَ كُلَّهَا؛ لا الجامعةَ وَحْدَهَا، غيرَ مُبَالٍ بإتمامِ دِرَاسَتِي الجامعيَّةِ، طالبًا لِلْعُزْلَةِ، حتى أَسْتَبِينَ لِنَفْسِي وَجْهَ الحَقِّ في "قضيَّةِ الشِّعْرِ الجاهليِّ" بعد أن صارت عندي قضيَّةً مُتَشَعِّبَةً كُلَّ التَّشَعُّبِ) (انتهى).

فعمل الأستاذُ محمود شاكر على إنهاءِ ذلك الموقفِ المُعَقَّدِ، بأن اتَّخَذَ القرارَ الأكثرَ تعقيدًا، وهو: تَرْكُ الجامعةِ بلا رَجْعَةٍ، بل عزم على أن يُفارِقَ مِصْرَ كُلَّهَا، كي يُنْقِذَ نَفْسَهُ مِن أَزْمَةٍ كانت مَخْشِيَّةَ العَواقِب.

فلا عَجَبَ أنْ يَصْدُرَ هذا القَرارُ مِن شابٍّ يرى نَفْسَه مِن القادرين على النَّجاحِ والتَّغيير، أَحَبَّ الحقيقةَ حُبًّا جَمًّا، فسعى إليها في مَظانِّها بهِمَّةٍ عاليةٍ، ورغبةٍ عارمةٍ، وشُمُوخٍ كبير.


ولا رَيْبَ أنّ ذلك الصِّراعَ الفكريَّ والمنهجيَّ كان له أثرٌ كبيرٌ في تكوين شخصيَّتِه وبناءِ تاريخِه، فقد أورثه قُدرةً على البحثِ والمُناظَرةِ، أخذتْ تنمو وتقوى وتزدادُ حتى استوت وصارت بعد ذلك مَلَكَاتٍ راسخةً.

وفي المقالِ القادمِ نَتَناولُ -إن شاء الله- مرحلةً جديدةً في حياةِ الأستاذِ محمود شاكر.

ونَسألُ اللهَ -سبحانه- التَّوفِيق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.28 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]