|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد إعادة بناء شخصيتي أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ الملخص: طالبة في السنة الأخيرة من البكالوريا، تشعُر بالخوف من الناس والقلق، ولم تَعُد اجتماعيةً، وقد أرجعتْ ذلك إلى المشكلات الكثيرة في المنزل، ولم تُخبر أُمَّها بشيءٍ مِن ذلك، لانشغال أُمِّها بمشكلاتها مع الأب، وتريد النصيحةَ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاةٌ في نهاية العقد الثاني مِن عُمري، سأَجتاز امتحان البكالوريا هذا العام، مشكلتي هي الشعور بالخوف من الناس، والقلق والضياع، فأنا لم أعُد أعرِف نفسي، خاصة في المدرسة، ولم أعُد اجتماعيةً كما كنتُ، وكلُّ صديقاتي يَتَجَنَّبْنَنِي. أعاني من هذه الحالة منذ عامين تقريبًا، والآن ازداد الوضعُ سوءًا، فلم أعُد أستطيع النظرَ في عيون أساتذتي، حتى إن نظرتُ فإني أشعُر بالخوف والارتباك، لذا فإن معظم الأساتذة يتجاهلونني، علمًا بأني متفوقةٌ في الدراسة. في الحقيقة هناك كثيرٌ من المشكلات في المنزل، وأظُن أنَّها السببُ في معاناتي، فقد فقدتُ شخصيتي كليًّا، حتى إني لم أعُد أستطيع الصلاة بخشوعٍ ولا قراءة القرآن، ولم أعُد أستطيع القيام بأيسر الأمور، فقد أصبحتُ أشعُر بإرهاقٍ ونعاسٍ مستمر، وقد تبقَّى على امتحان البكالوريا 4 أشهر، وأنا ما زلتُ لا أستطيع التركيز والدراسة، وقد تراجَع مستواي الدراسي هذا الفصل، وأكثرُ شيءٍ أثَّر فيَّ هو تجاهُل أساتذتي لي، ذلك أني كنتُ أنتظِر تشجيعَهم وتحفيزَهم لي عند تراجُع علاماتي، فلا يوجد أحدٌ يُشجعني غيرهم، وقد حاولتُ إخبارَ أُمي بما يَحدُث لي، لكنها لا تستمع إليَّ؛ فهي دائمةُ الانشغال بمشكلاتها مع أبي، لذا توجَّهتُ إليكم لطلب النصيحة، جزاكم الله خيرًا. الجواب: ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نرحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسدِّدنا في تقديم ما يَنفعُك وينفع جميع المستشيرين. أَوَدُّ بدايةً أن أُشيد بما لمستُه فيكِ مِن رغبةٍ مستمرة في التغيير الإيجابي - مع ما يُواجِهك من ظروف مُقلقة - وقدرةٍ على تقييم وضعكِ، وتحديد العوامل التي تسبَّبتْ في تراجُعك الدراسي، وهي سمات إيجابية أتمنَّى منكِ تعزيزَها في نفسك وتطويرَها، والحفاظَ عليها! عزيزتي، لاشكَّ أن الظروف والمشكلات العائلية التي تعيشينها منذ فترة، تسبَّبت لكِ في مشاعر قلقٍ؛ مما يُمكن أن يَؤولَ إليه وضعُ أُسرتك، كما أن المشاحنات المستمرة التي تَعصِف بعائلتك، تسبَّبتْ لكِ في مشاعر توتُّرٍ؛ لذا فقد سيطرتِ الأفكارُ والهواجس السلبية على ذهنك ونفسك، وكل هذا أسهَم بالتأكيد في تشتُّت فكركِ وضياع تركيزك، وكذلك مَيلك إلى الانسحاب اجتماعيًّا. ويبدو أن ارتفاعَ سقفِ توقُّعاتك بردود فعلِ أساتذتكِ تُجاه تراجُع درجاتك - قد سبَّب لك إحباطًا، وربما مشاعرَ حسرةٍ، حين لم يكن سلوكُهم مقاربًا لِما توقَّعتِه منهم، ولذلك فإن كمَّ وحجمَ المشاعر والأفكار السلبية قد ازداد في نفسِكِ، مع ازدياد تلك المواقف اليوميَّة، وخَيبةِ التوقعات. ونظرًا لِما لديك مِن (الصفات والقابليات الإيجابية) التي يَعكسها مضمونُ رسالتك - فإني أنصَحك يا بُنَيَّتي بأن تتوقَّفي عن البحث عن شخصٍ يُحفِّز دافعيَّتك ويُشجعك، بل كوني أنت مَن يقوم بذلك، واستمدِّي قوَّتك مِن قدراتك التي يبدو أنها أقوى مما تعتقدين، بدليل استمرارك بالتفوق - حتى مع تراجُعِ علاماتك - مع الظروف العائلية الصعبة التي تُواجهك، وشعورِك بالوَحدة، وصِغَرِ سنِّك بالنسبة إلى كل هذه الصعوبات! وإن قيامَك بذلك ونجاحك فيه، لن يُسهم في تحقيق التفوق الدراسي الذي تَطمَحين إليه فقط، بل سيَجعل منكِ إنسانة قويةً، وناجحةً اجتماعيًّا ومهنيًّا، ويَصعُب على أي ظرفٍ أن يَقهَرَها أو يَمنَعَها مِن تحقيق أحلامها وأهدافها! كما أنصَحك بإجراء بعض الفحوصات البسيطة؛ مثل: نسبة الهيموجلوبين، وكذلك فحص الغدة الدرقية، للتأكُّد من أن عوامل الإرهاق والنعاس لا تَرتبط بهما. وأخيرًا، أسألُ الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كلَّه، ويَفتَح لك أبواب العلم والخير، وينفَعَ بكِ، وسنكون سُعداءَ بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |