لا أحظى بالاستقرار في بيتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199519 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 491 - عددالزوار : 124848 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353351 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السلام النفسي في فريضة الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2023, 08:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,374
الدولة : Egypt
افتراضي لا أحظى بالاستقرار في بيتي

لا أحظى بالاستقرار في بيتي
أ. منى مصطفى

السؤال:
الملخص:
فتاة تعيش في مشاكل دائمة مع أمها وأختها؛ إذ إن أمها تقسو عليها، وأختها تكرهها؛ ما جعلها تعيش حالة من الاكتئاب وعدم الاستقرار، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة أبلغ الثانية والعشرين من عمري، نشأت في منزل غير ملتزم بالدين، واجهت صعوبة بالغة في طفولتي البائسة؛ أدت إلى انعدام ثقتي بنفسي وبالآخرين، وصعوبة الكلام، حتى إنني فكرت في الانتحار كثيرًا بسبب قسوة معاملة أختي وأمي لي، وعزلتي عن الأطفال؛ بسبب ضعف شخصيتي، أمي ليست حنونة كغيرها من الأمهات؛ فهي تهملنا وتقسو علينا كثيرًا بحجة التربية، ومع أنها لا تنقطع عن صلاتها أبدًا، ولا عن صيام الاثنين والخميس، فإنها تكذب وتقذف، وتلعن وتسب بكلمات بذيئة، نصحتها كثيرًا، وذكَّرتها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن المؤمن ليس باللعان ولا الطعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء))، لكنها تواجهني بالدعاء عليَّ، والسب والشتم، لا أعلم إن كنتم ستصدقون أنها تغني متعمدة وتثير الضجة عندما تراني أحفظ القرآن الكريم، وتتهمني بأني عاقة وكاذبة، وتتهمني بالسرقة دائمًا، بالرغم أني أخاف الله ولم أسرق في حياتي، المشاكل في بيتنا لا تنتهي، ذات مرة وقعت مشكلة، فهددتنا بأنها ستشوِّه سمعتنا، وبالفعل سمعتها تتحدث مع بعض النساء بما ليس فيَّ، فما رأيت منهن بعدُ إلا نظرات الاحتقار والازدراء، كرهت الذهاب إلى التحفيظ رغم تعلقي به، وتركت ما حفظته، أما أختي، فهي تضربني وتشتمني، وترميني بالكلام الجارح؛ لأن والدي يفضلني عليها، وقد أخبرته ألَّا يعاملني معاملة جيدة على الأقل أمامها؛ حتى لا تسيءَ هي معاملتي، وبسبب إصابتها بمرض في صغرها، كبرت ولم تتزوج؛ فأصبحت تصب جام غضبها فوق رأسي، غيَّرت من سلوكي معهن وحاولت إرضاءهن، لكني لم ألقَ إلا الصد والتهجم وسوء الأخلاق، وقد حاولت العفو عنهن كثيرًا، ولكن كلَّ موقف يذكرني بذلك البؤس في طفولتي؛ فتزداد حالتي سوءًا، نسيت ما حفظت من القرآن، ثم استعدت خمسة عشر جزءًا، ثم تركت القرآن مرة أخرى؛ لانعدام قدرتي على الحفظ والمراجعة؛ بسبب الاكتئاب الذي أصابني منهن، ولشعوري بأن لا حظَّ لي في الراحة النفسية والاستقرار النفسي، صبرت حتى طفح الكيل، دخلت في حالة من الاكتئاب، وانعزلت بغرفتي، التي يكاد بابها يتهشم لكثرة ركله، أصبحت أتحاشى أن ألتقي بهنَّ، أتمنى أن أجد حلًّا لمعاناتي، وجزاكم الله خير الجزاء.



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فيا ابنتي الحبيبة، عوَّضكِ الله عن هذه الحياة المضطربة بزوج يكون هو أهلكِ وبيتكِ وموطنكِ، أكْثِري من الدعاء والانكسار لله عز وجل في جوف الليل أن يصلح حالكِ وبالكِ، وأن يسخِّرَ لكِ أمكِ وأختكِ، ويعطيكِ خيرهم، ويكفيكِ شرهم.

من الواضح أن بيتكم من البداية متحزِّب؛ فالأب يحبكِ، والأم تكرهكِ – ولا أظنه كرهًا – وفي الجانب الآخر الأم تحب أختكِ، وأختكِ المأزومة تكرهكِ؛ هناك خلل ما في العلاقات، وما يقع عليكِ من سوء معاملة هو نتيجة هذا الخلل.

في العموم أنتِ من حَفَظَةِ كتاب الله - وحسبكِ بهذا شرفًا - وتعلمين مكانة الوالدين في الدين، ووجوب الصبر عليهم، مهما كانت قسوتهم، فلن أكرر عليكِ ما تعرفينه وتحفظين أدلته، لكن دعيني أقول لكِ: غيِّري وجهتكِ، اكسري روتين حياتكِ، غيري اهتماماتكِ، فستجدين موقف الآخرين منكِ تبدَّل؛ مثلًا: اتجهي للعمل بدل الدراسة لتوسيع دائرتكِ الاجتماعية، وكذلك تخفيف العبء المادي عنهم، وحبذا لو كان العمل في تحفيظ القرآن للنساء أو الأطفال، فسوف تجدين سعادة في هذا كبيرة، وسوف تشعرين أن هناك أهدافًا في الحياة أهم من (أختي تكرهني، وأمي تقسو عليَّ)، ستشعرين أنكِ مسؤولة عن بناء عقول ونفوس الصغار، وأن أثَرَكِ فيهم إنجاز عظيم يفتح لكِ منافذ سعادة وافرة، كذلك الاكتفاء المادي سيجعل نوعًا من الاستقرار النفسي ينمو بداخلك، ومن هنا تستطيعين التخطيط لكسب أختكِ بهدية أو فسحة أو ثوبًا جديدًا؛ فهي مريضة وتحتاج يدًا حانية تمتد إليها؛ لتقلل الغل والحزن في قلبها، بإذن الله تكونين أنتِ هذه اليد؛ قال الله جل وعلا: ﴿ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ﴾ [النور: 61]؛ فاغفري لها، واصبري عليها، وقابلي إساءتها بالإحسان، وستكون في صفِّكِ لا شكَّ؛ فهي تعاني مما تعانين منه وأكثر؛ فأبوكِ يفضلكِ وبالتأكيد هذا يحزنها، مثلما أحزنكِ تفضيل أمكِ لها، فإذا كسبتِ أختكِ وفي الأساس والدكِ يحبكِ، فقد قلَّت جبهات الضغط عليكِ ولم يبق إلا الأم، ولا سبيل لنا إلا الصبر عليها، والدعاء لها ولنفسكِ بأن يؤلِّف الله بين قلوبكم.

كلما هممتِ بالغضب عليها أو توجيه ردٍّ قاسٍ عليها، تذكَّري أن هذا ربما يرثه أولادكِ؛ فتراجعي حسبة لله العلي القدير.

ثم دعيني أناقشكِ بهدوء: هي تلعن وتطعن، إن فعلتْ، اكْتَفي بالدعاء لها ولا تنصحيها؛ لأن النصح يكثر العداوات، وإن أخذناها من باب الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، فحسبكِ مع والديكِ الإنكار بالقلب، ومع الناس عامة لا تنصحي غاضبًا؛ فربما يدفعه ذلك للكفر بما تقولين أو بالله عياذًا بالله، لا تنصحي غاضبًا أو مكلومًا أبدًا إلا بعد زوال ذلك عنه.

أنتِ تحتاجين لمساحة من السلام النفسي حتى تصبري على أمزجة أهلكِ المتقلبة، فانظري في المتاح حولكِ، حتى تحقُّق هذا السلام النفسي، ابحثي عن صديقة صدوقة تقضي معها بعض الوقت، امشي ساعة في اليوم حبذا لو في مكان خصيب، ولا أجمل من اليمن السعيد، كما قلت لكِ حفِّظي صغار الحي القرآن، حتى لو بدون أجر في البداية، اذهبي لبيت جدكِ أسبوعًا مثلًا إذا كان ذلك متاحًا، اعتمري إذا سمحت ظروفكِ.

في النهاية بعد أن تحققي المتاح من كل ذلك، ارضي؛ ارضي بحياتكِ ومشاكلها وسعتها وضيقها... إذا بذل الإنسان كل سبب ولم يقدِّر الله له التغيير، فليرضَ بالقضاء حتى يجعل الله له مخرجًا، وعندها سيهون كل حزن، وستملأ السعادة قلبكِ بإذن الله، وطبعًا وافقي على أول خاطب مناسب لك، فالزواج خطوة مهمة في هذا العمر إذا تيسَّر.

وفَّقكِ الله، وهداهم لكِ، وهداكِ لهم، وألف بين قلوبكم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.91 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]