ولا تنس نصيبك من الدنيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أصول بلا تأصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 156 )           »          ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب (مطوية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 124 )           »          حديث: سُئِلَ ابنُ عُمرَ عن صومِ عرفةَ بعرفةَ ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 104 )           »          الرزق ليس المال فقط! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          قيمنا في العشر من ذي الحجة: قيمة تعظيم شعائر الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 115 )           »          هل مع حب لذة المعصية توبة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 111 )           »          التبصر والبصيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          الإجازة الصيفية للأبناء .. خطة لتحويل القراءة إلى متعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2023, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,878
الدولة : Egypt
افتراضي ولا تنس نصيبك من الدنيا

ولا تنس نصيبك من الدنيا
أ. رضا الجنيدي

السؤال:
الملخص:
فتاة في منتصف العشرينيات تشعر بفراغٍ إيماني داخلها؛ بسبب انغماسها في الدنيا، رغم حفاظها على الصلوات، وتسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في الرابعة والعشرين من عمري، شارفت على التخرج، مجتهدة في دراستي إلى حدٍّ ما، وحياتي تقترب من كونها مثالية ولله الحمد، ورغم كوني أحافظ على الصلاة بفضل الله، ولكن عندما أحاول الزيادة عليها من نوافل وأذكار، وصيام السنن، وقيام الليل، وكل العبادات التي يتمنى المسلم ألَّا تُقبض روحه إلا وهو من أهلها، فإن نفسي لا تطيقها وتستثقلها، وليس لكسلٍ، إنما التهاء القلب بالحياة وانغماسه فيها، وعندما تلمُّ بي مصيبة، وأفكر أن أسجد لله، أشعر بالخجل من ذلك؛ لأني لم أكن قبلها من الساجدين المقتربين؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ﴾ [العلق: 19]، سجلت في دروس علمية عسى أن يكون مردُّ هواني إلى ضعف الجانب العلمي، وبالفعل وجدت حالي أفضل ما يكون عندما ألتزم وأواظب في هذه الدروس، ولكن عندما أخلو إلى نفسي لا أستشعر بها، وأجدني عالقة في الدنيا، على سبيل المثال أجدني أقرأ الروايات على حساب وقتي الذي من المفترض فيه حفظ القرآن الكريم، أو أنشغل بأمور لا أولوية لها على حساب قيام الليل، أجدني سارحة لاهية على حساب التفكر والتأمل في مخلوقات الله، ربما سؤالي يتلخص في الآتي: هل يمكن الجمع بين حظ الدنيا والآخرة؟ وكيف أرسخ في نفسي أولوية الأخيرة على الأولى؟ جزاكم الله عنا خيرًا.



الجواب:
أهلًا بكِ ابنتي، بارك الله فيكِ لحرصكِ على الفرائض، وعدم التفريط فيها، أسأل الله أن يعينكِ على نفسكِ، ويحبب إليكِ سائر العبادات، وييسِّرها على قلبكِ ونفسكِ، وأن يذيقكِ حلاوة الأنس به.

مشكلتنا - نحن البشر - تكمُن أحيانًا كثيرة في استغراقنا في الدنيا، وانشغالنا ببريقها عن النور الحقيقي؛ مما يبعدنا تدريجيًّا عن مصدر السكينة والطمأنينة، ويغرقنا في الشتات، لذلك علينا أن نذكِّرَ أنفسنا من حين لآخر بحقيقة الدنيا، فمن عرف وأدرك حقيقة الدنيا بقلب مبصِرٍ، يمكنه بعون الله أن ينطلق انطلاقة صحيحة في الطريق المستقيم.

يقول الله عز وجل: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45].

يقول القرطبي عن هذه الآية: "إنما شبه تعالى الدنيا بالماء؛ لأن الماء لا يستقر في موضع، كذلكِ الدنيا لا تبقى على واحد، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا، ولأن الماء لا يبقى ويذهب، كذلك الدنيا تفنى، ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل، كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعًا منبتًا، وإذا جاوز المقدار كان ضارًّا مهلكًا، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر".

هذه هي حقيقة الدنيا يا بنتي، فإن أنتِ لم تنسَي نصيبكِ من الدنيا، وأخذتِ منها ما ينفعكِ، واستمتعت بحياتكِ، دون استغراق في الدنيا بقلبكِ ومشاعركِ ووقتكِ، ودون الإصرار على المعصية، فلن تصلِي إلى الحالة التي أنتِ عليها الآن، ولكنكِ تُشْبِهِين من ينزل بجسمه في النهر فيبتل، ثم يحزن من هذا البلل، ثم إذا به إن لم يدرك نفسه يغرق في هذا النهر، فانتبهي لنفسكِ، وحافظي عليها من هذا المصير.

الله عز وجل لم ينْهَنَا عن الاستمتاع بدنيانا؛ بل إن الله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا [القصص: 77].


النهي من الله عز وجل كان عن الاغترار بالدنيا، والانغماس فيها وفي ملهياتها؛ يقول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ [فاطر: 5].


لذلك حاولي ألَّا تجعلي الدنيا في قلبكِ، وأن تستمتعي بها استمتاعًا حلالًا بعيدًا عن المعاصي، ويعينكِ على ذلك تذكر الآخرة، ومشهد الوقوف بين يدي الله عز وجل، ومشهد الحساب، ومعرفة الله حق المعرفة، فحين نعرف الله نقدِّره حق قدره، ونستحيي منه أن يرانا على معصية، ووقتها ستهرب الغفلة من حياتنا، ونتذوق نعيم اليقظة.

وأُوصيكِ ونفسي بالابتعاد عن المعاصي؛ فهي السبب الأساسي في الغفلة التي يعيشها الإنسان؛ فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئةً، نُكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب، صُقل قلبه، وإن عاد، زِيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله؛ ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]))؛ [حديث صحيح، رواه الترمذي].

جاهدي نفسكِ - يا بنتي - حق الجهاد، واستعيني بالله، وخذي قرارًا بالتوقف عن كل ما يغضب الله عز وجل؛ كي ينعم قلبكِ بنعيم الإيمان، ونور الهداية، ولكي تهدأ روحكِ الحائرة، وتعثري على نفسكِ التائهة، وأنصحكِ بقراءة فصل أثر المعاصي والذنوب من كتاب "الداء والدواء" لابن القيم؛ ففيه ما يوقظ القلب يقظة قوية بإذن الله.

واحرصي على الإكثار من ذكر الله قدر استطاعتكِ، فذكر الله يزيل الران الموجود على القلب، ويبعد الإنسان مع الوقت عن الغفلة، ويجعله يحيا في نعيم روحاني جميل، يهذِّب قلبه، ويجعله أكثر همة في الطاعات والعبادات المختلفة؛ يقول الله عز وجل: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].

واهتمي بالوجود بين صحبة صالحة تعينكِ على القرب من الله أكثر وأكثر، وتذكركِ به حين تصابين بالغفلة، وتشد من أزركِ، وتأخذ بيدكِ إن حادت نفسكِ عن الطريق المستقيم.

أسأل الله أن يردكِ إليه ردًّا جميلًا، ويرزقكِ اليقظة الدائمة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.61 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]