|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أشعر أنني قبيحة وغبية
أشعر أنني قبيحة وغبية أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: فتاة تصف نفسها بأنها غبية وقبيحة، ولا تستطيع أن تُخرج نفسها عن تلك الدائرة التي وصمَها بها المجتمع، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم. لدي مشكلة تثقل كاهِلي، ابتُليت بمصائب عدة، ولكن أقساها وأكثرها ألمًا غبائي وقلة جمالي، منذُ طفولتي والجميع يصفني بالغبية، وأرى أنهم على حق؛ ذلك أن ردود أفعالي لم تتغير حتى مع بلوغي؛ فلم تنضج تصرفاتي ولم يزدَدْ جمالي، تمر الأيام والسنون وأنا كما أنا، لم أجد الاحتواء من أسرتي ولا مجتمعي، فقررت الانتحار لكني لا أود إزهاق روحي، تعرضت للتنمر اللفظي من قِبل زميلاتي ومعلماتي وأهلي، واستطعت المقاومة، لكن التراكمات النفسية والألفاظ التي تتكرر كلما قمت بردة فعل غير ناضجة؛ مثل: عبيطة، غبية - تكسر قلبي، سأدخل الثلاثين، وما زلت حمقاء وقبيحة، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. تقولين: (لم أجد الاحتواء من أسرتي ولا مجتمعي)، وأُضِيف: وكذلك لم تجدي الاحتواء من نفسكِ، وهو أهمُّها. نعم، إذا لم يهتم الإنسان بنفسه، فمن يهتم بها؟! والمقصود بهذا الاهتمام والاحتواء: أن يتقبل الإنسان نفسه أولًا ويتصالح معها، ولا ينظر إلى ذاته باحتقار وازدراء، فالثقة بالنفس طريق الصحة النفسية والسعادة وراحة البال، ثم يسعى لتحسين صفاته ويُطوِّر مهاراته. والازدراء للنفس يحصل بعدة عوامل؛ أبرزها: وقوع الإنسان في إخفاقات، ثم الإذعان للصوت الداخلي بالفشل، وعدم استحقاق النجاح. اتجهي - أيتها الكريمة - إلى رفع الثقة بذاتكِ، والنظرة الإيجابية عن طريق الإنجازات، ولو كانت صغيرة، فالتطلع للكمال أولًا يجعل الإنسان يقسو على ذاته، والتدرُّج في كل شيء يضمن استمراره بعد توفيق الله. وانتبهي لمسألة مهمة، وهي سبب من أسباب التعاسة؛ ألا وهي المقارنات، ففيها ظلم للنفس، فالإنسان يعلم من نفسه جميع الجوانب، ونقاط القوة والضعف، لكنه لا يرى من الآخرين إلا جانبًا واحدًا وجميلًا، فلن يحرص أي شخص إلا على إظهار الجميل، وسَتْرِ القبيح. وبالنسبة للجمال، فليس كل شيء، والله سبحانه فضَّل بعض الخَلق على بعض. ارفعي من اهتماماتكِ وطوري مهاراتكِ، وسوف تنظرين إلى نفسكِ بتقدير واحترام بإذن الله، وابحثي عن شَغَفٍ يُناسب ميولكِ، وكَثِّفِي التعلم والممارسة فيه؛ فليس كل من بَرز في مجاله عبقريًّا ولا خارقَ الذكاء، لكنها الثقة بالنفس وإعطاؤها القدرَ الكافيَ من التعلم والممارسة، والصبر على الإخفاقات، حتى يصل الإنسان إلى المستوى المرجو والمأمول. احضري دورات توافق ميولكِ وشغفكِ، تابعي من تَرَيْنه ناجحًا في هذه المجالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اقرئي لأفضل من كَتَب في هذا المجال، وضعي خطة مُحكَمة للوصول إلى ما تطمحين إليه، أما الرجوع على الذات وتحطيمها، فليس حلًّا، بل هو حيلة العاجِز، واستعيني بالله على قضاء حوائجك، واعتادي رفع الشكوى إليه، وتحري أوقات الإجابة، ففي مناجاة الخالِق سبحانه راحة وانشراح، فكيف لو أجاب دعاءكِ سبحانه بما تُريدين؟! ولا تُرخي سمعَكِ إلى الانتقادات؛ فهناك من البَشَر من لا يستريح حتى يُحطِّم مَن حَوله، ولا تجعلي رضاكِ عن نفسكِ متعلقًا برضى الآخرين عنكِ، افعلي ما ترينه موافقًا للصواب وفق الضوابط الشرعية، والأعراف المقبولة، ولا تلتفتي بعده إلى هذا الصخب من ورائك. سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |