تائه في الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         غواية التشخيص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وصية الإبراهيمي للمرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طاعة الرحمن ونصرة أهل الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إنَّ مُعاذًا كان أُمَّة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سوء الخاتمة من عقوبات الشهوة المحرمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المكر السيء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عبودية الشكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الآيات العاصمة من شبهات شياطين الإنس والجن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حدثوهم عن المعالي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2023, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,213
الدولة : Egypt
افتراضي تائه في الحياة

تائه في الحياة
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
شاب يشكو حالته المزرية، فهو تائه في حياته، ولا يدري ماذا يفعل، ولا عمل له ولا مال، ويريد الزواج، ولا يستطيع إلى ذلك سبيلًا، ويسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
أبكي كثيرًا وأندب حظي؛ فكلُّ مَن حولي انتحر، وأنا مُشتَّت، وفاقد السيطرة وتائه في الحياة، لا أعرف شيئًا عما يمكن أن أفعل، لا أستطيع اتخاذ قرارٍ، أنسى كل شيء، عاطل عن العمل، كلما حاولت السفر أو العمل بدخلٍ عالٍ، أُغلق بابه بوجهي، عقلي فارغ كالطبل، أريد الزواج بشدة؛ فحاجتي للحب والحنان والشهوة عارمة، لكن لا منزلَ ولا مالَ ولا عملَ، أعاني الاكتئاب الشديد، ومشاكل لا نهاية لها؛ من شتائم، وفقر، ومرضٍ، ووحدة، وذُلٍّ، مكسور الخاطر أبدًا، ماذا أفعل؟ أرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتك المؤلمة حقًّا هو:
1- لا تحمل مؤهلات علمية، ولم تجد عملًا.
2- لا تمتلك مالًا ولا بيتًا.
3- تريد الزواج ولا تستطيعه ماديًّا.
4- تقول أن مَن حولك ينتحرون.
5- تعاني من اكتئاب شديد.
6- تفتقد الحب والحنان.
7- تعيش في جو مشحون بالمشاكل والشتائم، والفقر والذل.
8- ومنكسر الخاطر.
9- تقول: إن عقلك فارغ كالطبل.
10- تقول: إنك كلما أردت السفر للعمل براتب عالٍ، أُغلقت الأبواب في وجهك.
11- ثم تقول: ماذا أفعل؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: واضح جدًّا من رسالتك أنك تُعاني فعلًا من كُرَبٍ عظيمة، بعضها أشد من بعض، وتراكمُها أصابك بإحباط شديد، وضيق ونوع من اليأس، ويبدو أيضًا أنك ركزت على الأسباب البشرية والمادية فقط، ونسيت العلاج الأهم؛ وهو الآتي:
1- الدعاء.
2- الاستغفار.
3- الاسترجاع.

ثانيًا: يبدو من ثنايا رسالتك أن قصورًا عندك في العبادات التي تقوِّي الإيمان والصبر، والتي تُطيِّب القلب خاصة الصلاة، وتلاوة القرآن، والدعاء، والاستغفار، والاسترجاع، ثم بعدها بذل الأسباب البشرية والمادية.

ثالثًا: في مثل وضعك لا يحسُن البحث عن عمل بدخلٍ عالٍ؛ لأن هذا قد يكون مُتعسرًا، وتعذُّرُه يُصيبك بإحباطات متتالية وهمٍّ وحزن شديد؛ ولذا فلعلك تبحث عن عمل بسيط، وبراتب قليل، وما تدري لعله يكون فيه بركة أعظم من غيره، ومن فوائده: إشغال فراغك، وكسب الخبرة، وصرفك عن الأفكار الرديئة.

رابعًا: مما يُسلِّيك أن تعلم يقينًا أن ما أصابك قدر كتبه الله سبحانه عليك لِحِكَمٍ يعلمها الله عز وجل؛ منها: تكفير خطاياك، ورفع درجاتك في الجنة؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

خامسًا: اعلم يقينًا أن الأرزاق من عمل وأموال وزواج وغيرها لا يملكها إلا الرب الرزاق سبحانه؛ قال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37].

سادسًا: ولذلك أوصيك بأن تقوِّيَ علاقتك بالله سبحانه؛ بالمحافظة على الواجبات الشرعية، واجتناب المحرمات، وكثرة الدعاء.

سابعًا: وأوصيك أيضًا بتقوية التوكل على الله سبحانه، وتعليق القلب به عز وجل، لا بالأسباب؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]؛ أي: كافيه ما أهمَّه.

ثامنًا: حاسِبْ نفسك، وأكْثِرْ من التوبة والاستغفار؛ فإن الإنسان قد يُحرم الرزق بسبب ذنوبه؛ مثل: العقوق، وقطيعة الرحم، وأعظم منها التفريط في الصلاة، والظلم، والله عز وجل جعل التوبة والاستغفار سببًا لفتح أبواب الرزق؛ قال عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

تاسعًا: كلما أُغلق بابُ رزقٍ في وجهك، استرجع؛ أي: قل: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها))؛ فقد قالتها أم سلمة لما تُوفِّيَ زوجها، فأخلف عليها برسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها.

عاشرًا: السبُّ والشتم عند حلول المصائب من أخلاق ضِعاف الإيمان، ولا يليق بالمؤمن، وهو تعبير عن السخط من أقدار الله، ولا ينفعك بشيء، بل يجلب الإثم وزيادة التوتر، وربما الظلم للغير.

حفِظك الله وفرَّج كُربتك.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]