|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() اختبار غضب الخاطب أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: فتاة خُطبت لشابٍّ، وبعد الرؤية الشرعية أحست بالميل تجاهه، لكنها تخشى أن يكون غضوبًا، وتسأل: كيف لها أن تعرف ذلك؟ ♦ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خُطبت لرجل من جماعتنا، وهو من عائلة محترمة يعرفها والداي، وموظف بوظيفة جيدة، ولكن أبي لا يعرفه شخصيًّا، وأيضًا لم يسألوا عنه جيدًا؛ بحجة أننا نعرفهم وهم جيدون، وأنا متخوفة من أن يملكِ بعض الصفات السيئة خاصةً العصبية، فأنا لا أتحمل الشخص الذي يغضب على الكبيرة والصغيرة، بعد الرؤية الشرعية، شعرت بالميل تجاهه، وأنه شخص هادئ، علمًا أن مدة الرؤية الشرعية كانت قصيرة، ودون حوار بيني وبينه، أبي فقط من تحدث معه، وافقت مبدئيًّا بدون عقد، أنا مترددة جدًّا وأخشى أن يكون شخصًا عصبيًّا، فكيف لي أن أعرف إذا ما كان عصبيًّا أم لا؟ هل الإحساس بعد النظرة الشرعية يكون في محله؟ تعبت كثيرًا، وأحس أني عاجزة عن معرفة ما أريد عنه، ما النصيحة؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. فرح أهلكِ بتقدم من يرضَون أهله ووظيفته والسلوك العام له أمرٌ طيِّب، ويدل دلالة كبيرة على حرصهم عليكِ وعلى مستقبلك، وهذا الأمر أكثر ما يُقلِق أهل الفتاة، وهو تَقَدُّم الشخص المناسب. ومن حق الفتاة كذلك أن تحرِص على ما يُناسبها؛ فهي المعنِيَّة بالدرجة الأولى بهذا الأمر ثم أهلها، لكن الأهل في كثير من الأحيان يُلاحظون على الفتاة ما لا يُلاحظه غيرهم، فقد يكون لديهم تصور عنكِ بالحرص الزائد، أو طلب المثالية والكمال في كل شيء. وأعجب من قلقكِ من العصبية فقط، وعدم قلقكِ من الأمور الأخرى، وهذا يدل على حساسية في شخصيتكِ، ولكن اطمئني أيتها الكريمة، فالعصبية لها دواء، ولها وقاية قبل حصولها؛ فالتعامل بلباقة والحوار الجيِّد والاهتمام بأموره الشخصية ستبعث في نفسه الهدوء وراحة البال. والشخص المُفرِط في العصبية والغضب سيكون ذلك واضحًا ومكشوفًا لدى من يتعامل معهم بشكل متكرر، وبالنسبة للرؤية الشرعية للخاطب؛ فقد روى الترمذي وابن ماجه عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا))؛ أي: أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا، والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي، أما الصفات الشخصية وسلوك الشخص وانفعالاته، فهي تُكتشف بسؤال من عاشَرَه واختلط به. اسألي الله التوفيق والسعادة، ولا تبالغي في القلق والحرص، وإن أردتِ الاطمئنان أكثر، فاطلبي من أهلكِ السؤال في العمل أو المسجد. واحرصي أن تكبحي جماح القلق؛ حتى لا يكون ظاهرًا عليكِ أمامه، فالقلق من المشاعر السيئة التي تبعث على سلوكيات غير مقبولة. ولا تنسَيِ الاستخارة دائمًا قبل أي قرار؛ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكِ بِعِلْمِكِ، وَأَسْتَقْدِرُكِ بِقُدْرَتِكِ، وَأَسْأَلُكِ مِنْ فَضْلِكِ الْعَظِيمِ فَإِنَّكِ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكِ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ))؛ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]. سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة وراحة البال، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |