|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي يظنني أريد إذلاله
زوجي يظنني أريد إذلاله أ. غادة أحمد حسن السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة كان بين أخيها وبين زوجها شراكة، أخطأ أخوها في حق زوجها، وانحلَّت الشراكة، وساندته هي وأبوها في هذا الأمر، لكنه وجد في نفسه على أهلها جميعًا، وهو الآن عاطل عن العمل؛ بسبب جائحة كورونا، وهي تساعده لأنها موظفة، وقد أصبح ينظر إليها – وإلى الدنيا كلها - على أنها تريد إذلاله، وقد ملَّت غضبه وحساسيته الزائدة، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا امرأة متزوجة منذ اثني عشر عامًا، ولدي طفلان، زوجي طيب لكنه حقود وغضوب، وإذا ما غضِب، لا يحترم أحدًا، كان بينه وبين أخي شراكة، فانحلَّتِ الشراكة، وزوجي أخذ حقه كاملًا، وأبي كان داعمًا لزوجي، ثم إن زوجي أصبح لا يحب أهلي ويذم أبي، ولا يحترم مساندتي له، والآن أصبح خلوًا من العمل بسبب جائحة كورونا، وأنا أساعده لأني موظفة، وهذا الأمر سبَّب له حساسية زائدة، فهو يغضب لأتفه الأشياء، ويتخيل أن الدنيا كلها مجتمعة على ذُلِّه، ويقول لي: أنتِ تريدين إذلالي، وينكر كل العشرة التي بيننا، وإذا أردت إدخال أهلي في الأمر، فإنه يرفض ويتهددني بطردهم، ما أحدث لي اكتئابًا ومللًا وإرهاقًا نفسيًّا، نعم، أخي مخطئ، لكن أبي ساند زوجي وأنا كذلك، فلِمَ يفعل ذلك؟ أصبحت أتمنى الموت، وأكره زوجي، ومللت من حقده وغضبه، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعدُ: فحياكِ الله أختي الكريمة: ذكرتِ في رسالتكِ أن زوجكِ من النوع الحاقد والعصبي، وكنت أُحِبُّ أن توضِّحي: هل هذه صفات لازمة له، أو ظهرت بعد فض الشراكة بينه وبين أخيكِ؟ عامة دعِينا نُفكِّكُ أسباب المشكلة، فهي قبل كورونا وفقدانه لعمله كانت تنحصر في الحقد والعصبية، ثم طرأ عليها عدم احترامكِ ووالديكِ، إضافة إلى الحساسية المفرطة، والشعور بمحاولة إذلاله من قِبل من حوله. أشعر بكِ جيدًا وأحترم وأُقدِّر أحاسيسكِ، لكن الأمر سيتطلب بذلَ مجهودٍ كبير منكِ لمحاولة الوصول بزوجكِ إلى وضعية سَوِيَّةٍ، يمكن معها استكمال الحياة على نحوٍ أكثر هدوءًا واستقرارًا. اعلمي - أختي الكريمة - أن أشد ما يصيب الرجل في كرامته ورجولته هو فقدانه للقدرة على الإنفاق على بيته ومَن يَعُولُهم، فهذا من مكونات قوامته التي أودعه الله فيها، وها هو يفقدها الآن مع هذه الظروف، فهذا يتطلب منكِ سعةَ فهمٍ ومرونة وغضًّا للطرْفِ عن تصرفاته الحادثة الآن. زوجكِ يحتاج لإكسابه قدرًا عاليًا جدًّا من الثقة بنفسه، وأنه عندكِ بنفس مكانته كما كان من قبل، وأن ما يمر به أزمة لا تمس رجولته في شيء، وقدره عندكِ ما زال عاليًا ومكانته لم تُمسَّ، نعم، أكِّدِي هذه الكلمات من خلال حوار هادئ معه في أمسيَةٍ جميلة تُعدِّين لها جيدًا، وابدئي باستعراض ذكريات جميلة كانت بينكما، ومناسبات سعيدة جمعت بينكما، ومواقف طيبة كانت له معكِ أو مع أسرتكِ. تحدَّثي إليه برفق أن ما يمر به حادثٌ في بيوت كثيرة، فأنتم لستم الأسرة الوحيدة التي تعاني بسبب هذه الظروف الطارئة على العالم كله. اقترحي عليه أن يحاول استثمار المال الذي تبقَّى لديه بعد فضِّ الشراكة مع أخيكِ بأيِّ شكل مهما كان العائد ضئيلًا، الغرض أن يجد مجالًا للعمل ويغادر البيت. وكوني على حذرٍ أن تصدرَ منكِ كلماتٍ دون قصد يشعر معها أنكِ تمنِّين عليه بالإنفاق على البيت في هذه الظروف. القلوب بيد الله وحده يقلبها كيف يشاء، وهو وحده سبحانه القادر على أن يُحَنِّنَ قلب زوجكِ عليكِ، وأن يلهمه حسن عشرتكِ ومعاملتكِ واحترامكِ، فألِحِّي على الله بالدعاء خاصة في الثلث الأخير من الليل أن يهديَهُ ويصلح حاله ويُرْضِيَه بقضائه وقدره، ويعينكِ أنتِ على تحمله ابتغاء وجه الله أولًا، ثم للحفاظ على بيتكِ وأسرتكِ، فهذا أثمن ما تُبذل له الجهود في عصرنا هذا. من الأفضل ألَّا تدعي مجالًا لتدخل والديكِ، واحرصي على الثناء على زوجكِ خاصة أمامهم مهما بدا هذا عسيرًا عليكِ، واحتسبي الأجر عند الله. أؤكد مرة أخرى: إن زوجكِ مجروح في كرامته لعدم قدرته على الإنفاق حاليًّا، فاستعيني بالله ولا تعجزي لتتجاوزي هذه المحنة. وفقكِ الله ويسَّر لكِ أمركِ، وجعل لكِ من هذا الضيق فرجًا ومخرجًا، وواصِلِينا بأخباركِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |