أحببت معلمتي ولا أستطيع نسيانها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 2775 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 2814 )           »          حكم متابعة الإمام في زيادة ركعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام بعض الأيام من عشر ذي الحجة وترك بعضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحية المسجد بعد أذان المغرب وقبل الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          القوة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 41 )           »          الإسلام دين السلام - خطبة عيد الأضحى 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          يوم عرفة ومبادئ الاصطفاء للأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          لياقة القلب في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قواعد المجتمع الصالح والحكم الرشيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-08-2023, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,699
الدولة : Egypt
افتراضي أحببت معلمتي ولا أستطيع نسيانها

أحببت معلمتي ولا أستطيع نسيانها
أ. هنا أحمد


السؤال:

الملخص:
فتاة أحبَّت معلمتها في المرحلة المتوسطة، لكنها من شدة خجلها كيلا يلحظ أحدٌ حبَّها لمعلمتها، كانت تتصرف معها بتجاهلٍ وعدم اهتمام، فكرِهتها معلمتها، وهذا الأمر ينغِّص عليها حياتها، وتريد نسيانها، وتسأل: ما الحل؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كانت لي معلمة في المرحلة المتوسطة تتسم بالأخلاق الحسنة، وكانت ذات شخصية جذَّابة وقوية؛ فانجذبتُ لها كثيرًا وأحببتُها حبًّا جمًّا، وكانت تحترمني وتقدرني كثيرًا، لكني لم أكن أُظهِرُ حبي الشديد لها؛ كيلا تفهمني على نحو خاطئ، أو تفهم زميلاتي أنني قد أحببت معلمة؛ لأن سمعتي - ولله الحمد - كانت جيدة، مع مرور الأيام أحسستُ أن الموضوع بدأ يتعقد بالنسبة لي، ومن شدة حبي لها، صِرْتُ أخجل حتى من النظر إليها، وكنتُ أتعمد تجاهلَها من شدة الخجل، وهي بدورها لاحظت تصرفاتي الغريبة، وأنها كلما حاولت أن تتبسم في وجهي أو أن تسألني عن دراستي وأموري، فإني أُعرِض عنها ولا أعيرها أيَّ اهتمامٍ؛ فتغيرت تصرفاتها معي تمامًا، فصارت تعتقد أنني أخذت منها مبتغاي - الدرجات - ثم تنكَّرت لها، فكرهتني تمامًا، أحسستُ بالذنب، رغم أنني لا ذنبَ لي؛ فقد كان الخجل يسيطر على تصرفاتي، فاعتذرتُ لها، وقبِلت الاعتذار، لكني كلما كنت أنظر إليها، كنت أُحِسُّ أنها لا تزال تحمل عليَّ في نفسها، فحزنتُ لأجل ذلك كثيرًا؛ فهي معلمتي وأُقدِّر كلَّ مَن علَّمني حرفًا واحدًا، والموضوع مرَّ عليه سنوات، ولكن لا يزال يؤلمني ويُنغِّص عليَّ حياتي، فهي لا تذهب عن بالي ولو للحظة؛ ما أفقدني تركيزي في أعمالي ودراستي، أريد أن أنساها، فما الحل؟ ساعدوني، وجزاكم الله خيرًا.




الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا يوجد أي شيء في الحياة لا يحمل جانبًا من الندم، الشعور بالأسف على شيء ما هو شعور، وفي نفس الوقت أسلوب تفكير؛ حيث يواصل الفرد الهوسَ بحدثٍ أو ردِّ فعلٍ ما، ويُعيد التفكير في أمر ما حدث مرارًا وتكرارًا، ويشغل باله في افتراض ما كان ليحدثَ لو تصرف على نحو آخر، أو قال شيئًا آخر، فمشاعر الندم من الممكن أن تكون عبئًا مؤلمًا يُفسد عليكِ أي فرحة في الحاضر، بسبب أنكِ حزينة، وتُغلقين على نفسكِ في حدود الماضي.

الندم كذلك هو عملية غير منتجة؛ بمعنى أنها بلا طائل، بل والأسوأ أنها تمنعكِ مواصلة حياتكِ، وعن المُضِيِّ قُدُمًا للأمام.

الندم الإيجابي قد يكون عملية مفيدة لمساعدتكِ على تعلم كيفية تغيير سلوكياتكِ في المستقبل، بينما الندم السلبي غير مثمِرٍ؛ حيث تواصلين لَوْمَ نفسكِ، وتحمِّلينها الكثير من الضغط، مما يسبب لكِ قلقًا مزمنًا يضرُّكِ، ويؤثر على حياتكِ صحيًّا ونفسيًّا وعمليًّا.

مشاعر الندم تنشأ بسبب ما فعلتِهِ أو ما لم تفعليه؛ فمشاعر الندم تحتوي على: الحزن، والفقد، وتأنيب الضمير، والغضب، والخجل، والقلق، تخطر على بالكِ أفعالكِ في الماضي، ثم تظلين تفكرين في ذلك الحدث طوال اليوم، قد يترككِ ذلك معدومة القُوى وفاقدةً للأمل، قد تفكرين فيما قلتِهِ أو ما فعلتِهِ، أو قد تفكرين فيما تمنيتِ لو أنكِ قمتِ بفعله بشكل مغاير من أجل تغيير الوضع الحالي.

إعادة التفكير المستمرة والشعور بالندم قد يسببان درجة عالية من الجَزَع والقلق، قد يترتب على ذلك ترددكِ الشديد، وقلقكِ من القرارات المستقبلية، والخشية من الندم عليها مستقبلًا.

وأنا في المدرسة كانت هناك معلمة قريبة من قلبي وكنتُ أحبها، وكثيرًا ما كنتُ أحتضنها وأقبِّلها عندما ألتقيها، لم أكُنْ أشعر بخجلٍ من هذا؛ لأنه كان تصرفًا طبيعيًّا، وكأنها أختي الكبرى، ولكن يبدو أن مشاعركِ قد تجاوزت هذه الحدود؛ ولهذا شعرتِ بالخجل والخوف، كان هذا الخجل والخوف ليس مَبعثُه إظهار الحب لمعلمتكِ، ولكن مبعثه خوفكِ على سمعتكِ، مبعثه مشاعرُ مضطربة ارتبطت بهذا الحب.

ولكن تصرفكِ بالبُعدِ عنها كان صحيحًا إلى حدٍّ ما، نعم يا عزيزتي، ما تندمين عليه ربما أنقذكِ مما كان يمكن أن تندمي عليه بشدة، ويكون سببًا في دمار حياتكِ بشكل حقيقيٍّ وشكل كامل، فماذا لو تطورت علاقتكما إلى علاقة غير سوية؟ فوقتها ما كان ينفعكِ الندم.

نعم هي حَسَنَةُ الأخلاق، وأنتِ كذلك، ولكن مشاعركِ المضطربة تجاهها قد تقود العلاقة إلى الطريق الخطأ، والإنسان لا يأمن على نفسه الفتنة، ولا على غيره مهما بدا له صلاحهم.

مشكلتكِ الحقيقية ليست في موقف من الماضي يُؤرِّقكِ، ولكن مشكلتكِ الكبرى أن مشاعر الحب لبناتِ جنسكِ قد تتطور بشكل مضطرب وغير سَوِيٍّ، هذا هو الدرس الذي يجب أن تتعلميه وتَعِيه جيدًا، ورغم أن الموقف نفسه لا يدل على أنكِ تعانين من اضطرابات في المشاعر، أو أن سلوككِ غير سَوِيٍّ؛ بدليل أن السنوات قد مضت، ولم يحدث شيءٌ مما نخشاه، إلا أنه من المفيد وضع هذا الاحتمال الضعيف في الحسبان، فغالبًا كانت هذه مجرد أفكار مرَّت في ذهنكِ، ثم مضت إلى حال سبيلها، ولكنكِ لا تَدْرِين ماذا كان يمكن أن يحدث لو زادت علاقتكِ وارتباطكِ بهذه المعلمة؛ وكما جاء في الحديث: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير)).

إذًا؛ فقد يكون تصرفكِ هذا توفيقًا من الله عز وجل، وصيانة ووقاية لكِ من الخطأ، لكن ماذا نفعل مع هذه المشاعر السلبية؟

1- نتفهم جيدًا أن هذا كان مجرد حدثٍ عابرٍ في حياة المعلمة، وهي تلتقي عشرات ومئات الطالبات، وربما الآن أو بعد سنوات لن تتذكَّركِ، وأن هذا الموضوع قد نسيَتْهُ، ولا يشغل بالها على الإطلاق، المشكلة في عقلكِ أنتِ فقط.

2- أن الفراغ والخَلوة بالنفس هما السبب الرئيس الذي يسمح لعقلكِ باستدعاء مثل هذه المشاعر السلبية، وربما الملل من العمل والدراسة يؤدي لنفس النتيجة، فلا تتركي نفسكِ فريسة للفراغ، ولا تشغليها بما لا تُحبِّين من الأعمال؛ فتتهرب منكِ نفسكِ ومن واجباتها بمثل هذا التفكير السلبي، وهذه أهم نقطة: لا للفراغ ولا للوحدة.

3- لا تكرري الخطأ بالتعلق والارتباط بمعلماتكِ، أو بمن تُعجبين بهم من الجنسين على حدٍّ سواء.

4- وكلما جاءتكِ هذه الأفكار، فاتركي ما تفعلينه، وقومي إلى شيءٍ آخر مفيد ومُحبَّبٍ إلى نفسكِ.

5- أكْثِري من الصلاة والتضرع لله بأن يشفيَ أمراض قلبكِ وصدركِ، وأن يهبكِ السكينة والاطمئنان.

6- اعلمي أن هذه المرحلة سوف تنقضي من حياتكِ، عندما تزيد واجباتكِ ومشاغلكِ بالزواج والأولاد، والبيت وتكاليف الحياة.

نسأل الله لكِ ولأولادنا وبناتنا الهداية والتوفيق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]