من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الضَـــــــوابـــِطُ الشَّـــرعِيَـــةُ..في الدِّفاعِ عَنِ النَبيِّ صلى الله عليه وسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 136 - عددالزوار : 78800 )           »          ذو القوة المتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحوار بين الديانات! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدلة خبر الآحاد بين المحدثين وغيرهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإفساد في الأرض وخطره على المجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عقوق المشايخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المعلوم من علاقة الحاكم والمحكوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 4244 )           »          المفصل في المفضل في تلاوة صلاة الصبح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-06-2023, 05:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,872
الدولة : Egypt
افتراضي من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
عصام الدين بن إبراهيم النقيلي

أقبلنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حجتِه التي حجَّ، فنزل في بعضِ الطريقِ فأمر الصلاةَ جامعةً، فأخذ بيدِ عليٍّ رضي الله عنه فقال: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا وليُّ من أنا مولاه، اللَّهمَّ والِ من والاهُ اللهمَّ عادِ من عاداهُ[1].

الشرح:
لعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِي اللهُ عَنه مَناقِبُ كَثيرةٌ، فهو مِن آلِ بيتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وزَوجُ بِنتِه، وأحَدُ الخُلفاءِ الرَّاشِدين.

وهذا الحديثُ فيه بيانٌ لبعضِ مناقبِ علي رضي الله عنه التي لا تكاد تحصى، حيثُ يَقولُ البراءُ بنُ عازِبٍ: "أقبَلْنا معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّتِه الَّتي حَجَّ"، أي: رجَعْنا مِن حَجَّةِ الوداعِ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، "فنزَل في بعضِ الطَّريقِ"، أي: بمَكانٍ، وفي روايةٍ حدَّدَت أنَّه يُسمَّى غَديرَ خُمٍّ، وهو بِئرٌ يقع في منتصف المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، "فأمَر الصَّلاةَ جامِعةً"، أي: فأمَر مَن يُنادي على الصَّلاةِ في جَماعةٍ، وتلك الصَّلاةُ هي الظُّهرُ، "فأخَذ"، أي: النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم "بيَدِ علِيٍّ رَضِي اللهُ عَنه، فقال: ألَسْتُ أَوْلى بالمؤمِنين مِن أنفُسِهم؟!" وهذا استفهامٌ تقريريٌّ بأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْلى بالمؤمِنين وبالحُكْم فيهم مِن أنفُسِهم، "قالوا: بَلى، قال: ألَستُ أَوْلى بكلِّ مؤمنٍ مِن نفْسِه؟!"، وقيل: مَعناه: ألَسْتُ أحَقَّ بالمحبَّةِ والتَّوقيرِ والإخلاصِ بمَنزِلةِ الأبِ للأولادِ؟! كما يُشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، "قالوا: بَلى"، فلَمَّا أقَرُّوا ذلك قال النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: "فهذا وَلِيُّ مَن أنا مَوْلاه، اللَّهمَّ والِ مَن والاه، اللَّهمَّ عادِ مَن عاداه".

وقولُه: "فهذا وَلِيُّ مَن أنا مَوْلاه"، معناه: محبوبُ مَن أنا مَحبوبُه، قال: ويَدُلُّ على هذا المعنى قولُه: "اللَّهمَّ والِ مَن والاه"؛ أي: أَحِبَّ مَن أحَبَّه؛ بقرينةِ: "اللَّهمَّ عادِ مَن عاداه"، والمَوْلى يطلق أيضًا على النَّاصِرِ والمُعينِ، وعلى هذا فالحديثُ ليس له تَعلُّقٌ بالخِلافةِ أصلًا كما زعَمَتِ الشِّيعةُ.

والولاية اصطلاحًا هي: هي سلطة شرعية يتمكن بها صاحبُها من إدارة شؤون المولى عليه وتنفيذها[2].

وكل تعريفات الولاية تدور حول هذا المعنى، ومن هنا بدأت ملحمة ولاية علي رضي الله عنه وخلافته، وأصبح القوم بين النقيضين، بين غالٍ في عليٍّ وجافٍ.

وصحيح الحديث يدلُّ على ولاية عليٍّ المطلقة على المسلمين، ويدل على خلافته، لكَّنه لم يدلَّ على زمن خلافته، ولو كان الحديث يدلُّ على وجوب خلافة علي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة بعد وفاته، لفَهِمَ هذا الصحابة، ومن المعلوم أنَّ هذا حديث شهده المئات من الصحابة، ولم ينكر أحد منهم خلافة أبي بكر، ولم يستشهد أحد منهم بهذا الحديث.

لكنَّهم مع ذلك والوْا عليَّا ووقَّروه وبجَّلوه، وأتْمَروا بأوامره، وكان الخلفاء لا يقضون أمرًا جللًا حتَّى يستشرون عليًّا، من ذلك:
عن أبي ظَبْيانَ الجَنْبيِّ: أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه أُتِيَ بامرأةٍ قد زَنَتْ، فأمَر برجْمِها، فذهَبوا بها لِيرجُموها، فلَقِيهم عليٌّ رضِي اللهُ عنه فقال: ما هذه؟ قالوا: زَنَتْ فأمَر عُمرُ برجْمِها، فانتَزَعها عليٌّ من أَيْديهم وردَّهم، فرجَعوا إلى عمرَ رضِي اللهُ عنه، فقال: ما ردَّكم؟ قالوا: ردَّنا عليٌّ رضِي اللهُ عنه، (وهذا من موالاتهم لعلي)، قال: ما فعَل هذا عليٌّ إلَّا لشيءٍ قد علِمه، (وهذا من توقيره لعلي)، فأرسَل إلى عليٍّ فجاء وهو شِبهُ المُغضَبِ، فقال: ما لكَ ردَدْتَ هؤلاء؟ قال: أمَا سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتى يَستيقِظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتى يكبَرَ، وعنِ المُبْتَلى حتى يَعقِلَ، قال: بَلى، قال عليٌّ رضِي اللهُ عنه: فإنَّ هذه مُبْتَلاةُ بَني فُلانٍ، فلعلَّه أَتاها وهو بها (وهذا من علم علي)، فقال عمرُ: لا أَدْري، قال: وأنا لا أَدْري (وهذا من شدة علي في دين الله تعالى)، فلم يرجُمْها[3].

وكذلك مشورته في حد الخمر، فزاد عليٌّ أربعين جلدة، وقال: نراه إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون[4].

وكان علي رضي الله عنه ناصحًا لأبي بكر رضي الله عنه، وكان أبو بكر يأخذ بقوله، مرجحًا لما فيه مصلحة للإسلام والمسلمين على أي شيء آخر، ومن ذلك ما جاء من موقفه مِن توجُّه أبى بكر رضي الله عنه بنفسه إلى ذي القصة، وعزمه على محاربة المرتدين، وقيادته للتحركات العسكرية ضدهم بنفسه، وما كان في ذلك من مخاطرة وخطر على الوجود الإسلامي، فقد روى الدارقطني من حديث عبدالوهاب بن موسى الزهري، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر قال: لما برز أبو بكر إلى ذي القصة، واستوى على راحلته، أخذ علي بن أبي طالب بزمامها، وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أقول لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أَشِمْ سيفك، ولا تُفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فوالله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدًا، فرجع[5].

فهذه هي ولاية علي التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ينصح خليفة المسلمين، بل يأمره بالرجوع وينصَح له في أمر الدين، فينصاع أبو بكر لنُصح علي رضي الله عنهما ويرجع.

وهو كذلك في خلافة عثمان آمرًا وناصحًا له، حتَّى أتى زمن ولايته الكبرى وهي خلافته رضي الله عنه وأرضاه.

وفي هذا الحديث دلالة على ولاية علي على كل المسلمين مهما علا شأنُهم.

وفيه: دلالة على علم علي الواسع.

[1] صحيح: أخرجه ابن ماجه (116) واللفظ له، وأحمد (18502).

[2] أهل الذمة والولايات العامة في الفقه الإسلامي ص(27)، بتصرف.

[3] أخرجه أبو داود (4402)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7344)، وأحمد (1328) واللفظ له.

[4] ينظر: مستدرك الحاكم 8343.

[5] يُنظر البداية والنهاية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]