تنافس الأقران - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 796 - عددالزوار : 203523 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1041 )           »          العفو العام والعفو الخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          فتح مكة والخروج إلى مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وعيد الله تعالى لليهود ممتد إلى اليوم الموعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          غزوة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          زكريا ويحيى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1374 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2023, 01:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,861
الدولة : Egypt
افتراضي تنافس الأقران

تنافس الأقران


محمد أكرم الندوي


قالوا: حدثنا عن تنافس الأقران،

قلت: هو داء دوي، ابتلي به الناس قديما وحديثا، وهذا الذي جر أصحاب الطموح إلى قتال بعضهم بعضا وإراقة دماء كثيرة وإفساد في الأرض حتى يتغلب المتغلب، فإذا استقام الأمر له اتبعوه خاضعين له، وهم مع ذلك مراقبون له مترصدون أن يضعف فيثوروا عليه.

قالوا: عجبنا من تنافس العلماء في الحصول على المناصب والوظائف والثروات.

قلت: وما عجبكم منه؟

قالوا: هم أولو علم وبصيرة، أجدر بهم أن يتزهدوا في الجاه والمال.

قلت: هم بشر، يعتريهم ما يعتري سائر البشر من هوى وضعف في الإرادة، وقد يتذكرون الله فيتقونه ويتوبون، لما توفي الإمام الشافعي رحمه الله أراد الحميدي أن يتصدر موضعه، فتنافس هو وابن عبد الحكم على ذلك، وغلبه ابن عبد الحكم على مجلس الإمام، فنكص الحميدي عن منازعته ورجع إلى مكة المكرمة وأقام بها ينشر العلم.

قلت: وأروع شيء في ذلك قصة أفادنيها شيخنا العلامة المحقق محمد بن ناصر العجمي.

قالوا: ما هي؟

قلت: حكاية حكاها الشيخ علي الطنطاوي في كتابه (مع الناس) ص 230: نحن في صحن الجامع الأزهر في مصر، بعد المغرب، وكان شيخ الأزهر الرجل العظيم بعلمه، العظيم بمنصبه، الشيخ الباجوري (المؤلف المشهور)، وقد قعد على عادته كل عشية، وأقبل العلماء والطلبة يقبلون يده، وكان الشيخ مصطفى المبلِّط أكبر منه سنا، وكان قد نازعه مشيخة الأزهر، وزاحمه عليها، ولم يدخر في سبيل الفوز بها جهدا، فلما صارت للباجوري صار يعظه ويرعى له حق منصبه، فلما أقبل الناس هذه العشية على الشيخ لتقبيل يده اندس بينهم وقبل يده معهم، فانتبه له الباجوري وعرفه، فوثب قائما، وأمسك بيده وجعل يبكي ويقول: حتى أنت يا شيخ مصطفى؟ لا! لا!

فقال الشيخ مصطفى: نعم، حتى أنا، لقد خصك الله بفضل وجب أن نقرَّه، وصرت شيخنا فعلينا أن نوقرك.

قالوا: ما أبدعها من قصة.

قلت: فيها من معاني النبل والسمو ما بعثني على البكاء، وملأ قلبي حبا للشيخين الجليلين الباجوري والمبلط.

قالوا: ما يكون موقفنا إذا رأينا الأقران متعدين للحدود ومتباسطين أيديهم وألسنتهم بالسوء؟

قلت: استغفروا الله لهم، وانشروا محاسنهم، وتغاضوا عن مساوئهم، وقد قيل: كلام الأقران يطوى ولا يروى.

قال العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام الشافعي: كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى، كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم، كما علمنا الله تعالى حيث يقول: "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا"، فالقوم لهم سوابق، وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض.

قالوا: ما مبدأ انتباهك لقبح تطاعن العلماء بعضهم في بعض؟

قلت: صحبت مرة صاحبا لنا صالحا في المدينة المنورة إلى مجلس يسمعون فيه صحيح البخاري على شيخ لهم مسند كبير، فنال بعضهم من أهل الدعوة والتبليغ، فدافع عنهم صاحبنا بما يليق بالمحل، ولكن أصر المصرون على مذهبهم من التنقص والتشنيع، فعلا صوت صاحبنا في الإنكار، واشتد واحتدّ، ولم أشهد في حياتي أحدا غضب للحق غضبه، فرحمته، وأجللته إجلالا بالغا، ووقع مقامه من قلبي موقعا عظيما.

قالوا: فما توصينا؟

قلت: اتبعوا الحق إرضاء لربكم، و لا تتعدوا حدودكم في انتصاركم للحق، فتنجسوا ألسنتكم بسب أو شتيمة، ويحل عليكم سخط من الله عز وجل وتبتعدوا عن رحمته، عصمنا الله جميعا وغفر لنا ورحمنا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.56 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]