الزواج واختلاف التفكير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أغمض عينيك قليلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تسليط ظالم على ظالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تنبيهات على أصول في الولاء والبراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          نهاية العام وصوم عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أذكار الصباح والمساء وبعض فضائلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 715 - عددالزوار : 201177 )           »          التدرّج: فقه العروج البشري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سيادةُ اليوم وتَبَعِيَّةُ السَّنَة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-02-2023, 06:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,659
الدولة : Egypt
افتراضي الزواج واختلاف التفكير

الزواج واختلاف التفكير
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
فتاة مخطوبة، كثرت المشاكل بينها وبين خطيبها، وأصبح كلٌّ منهما لا يتقبَّل أفكار الآخر، ومن خلال الحوار المتبادل بينهما اكتشفت أنهما مختلفان فكريًّا، وقد اقترب موعد الزواج، فهل تتمُّ زواجها به أم لا؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة في العقد الثالث من عمري، تخرجت في الجامعة، مخطوبة لابن خالتي منذ عدة شهور، وكلٌّ منا في بلد، ولكن بعد الخطوبة بدأت أشعر بفتور في العلاقة بيننا، وكثرت المشاكل، وأصبح كلٌّ منا لا يتقبَّل أفكار الآخر، أنا أعيش في مكان منفتح يُراعي حقوق المرأة، ويُعطيها استقلاليَّتَها، لكنه يريد إلغاء أهم حقوقي لمجرد الغيرة والخوف، ولا يريد أن أعمل في مجال التدريس، ومن خلال الحوارات المتبادلة بيننا اكتشفت أن تفكيره غير منصف، فإنه يعتدُّ برأيه، ويرى صوابه لمجرد أنه رجل، فلا نقاش لرأيه، وأي كلام يُعارض أفكاره أو توجُّهاته ينقلب إلى نقاشٍ حادٍّ، وانقطاعٍ متواصل.


لقد تنازلتُ عن الكثير في حياتي من أجله؛ لأني أحبُّه، وأعلم أنه يُبادلني الشعور نفسه؛ لكني أعيش صراعًا نفسيًّا منذ شهرين؛ خوفًا مما ينتظرني في المستقبل إذا أتممْتُ الزواج، فكيف سيكون مستقبلي إذا قبلت بعدم العمل؛ مُراعاةً له واحترامًا لطلبه ما دام على مقدرة يسيرة من الناحية المالية؛ وإن كنا نختلف على تفاصيل العرس من تحضيرات؛ فأنا أريد أشياء يعتبرها هو غيرَ أساسية ومجرد تبذير مالي رغم أنه شيء وارد وطبيعي.


أُنبِّهه دائمًا إلى عدم التمرُّد والأنانية تجاهي؛ لكنه يحاول تبنِّي فكرة "أنا رجل وكلامي هو الأول والأخير سواء قبلتِ أم لا"، لدي مخاوف، وأعيش في حالة من الارتباك لا أُحسِن فيها الاختيارَ، أفكِّر في الزواج والاغتراب بعيدًا عن أهلي؛ ولكن من ناحية أخرى أفكِّر كيف ستكون حياتي القادمة معه، لا شك أنه يخاف الله، ويُحبُّني؛ لكن غيرته غير طبيعية لدرجة أشعر معها بالاختناق وفي الوقت نفسه يمنعني من أي شيء أحبُّ القيام به حتى رغبتي في إكمال الماجستير.


لا أعلم كيف أتصرَّف في ظل هذه الضغوط، وقد تم حجز الصالة دون موافقة مني أو مشاركتي في اختيار المكان، ومنع الفيديو بالصالة، وعلى الرغم من انزعاجي من الأمر؛ لكنه لم يسمح لي بالكلام والنقاش، ويُحدِّثني دائمًا عن العادات والتقاليد.


أرجو منكم النُّصح والإرشاد؛ فأنا بحاجة ماسة إلى المساعدة؛ لأن حفلة الزواج قد اقتربت، وأنا في حالة تناقض بين العقل والقلب، ولا أريد أن أخسر حبَّه، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أخسر نفسي معه.


الجواب:

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد:
فقد تبيَّنَ لي من رسالتك أنك تعيشين في بيئة فيها انفتاح زائد أسميتِه حريةً وحقوقًا؛ ولكن خطيبك يعيش في بيئة محافظة، ولديه تحفُّظات على ما اعتدت عليه، وعانيتِ بسبب ذلك من اضطراب في التفكير، هل تُتمِّين الزواج أم لا؟

فأقول ومن الله التوفيق:
الانفتاح الزائد الذي تربَّيْتِ عليه ليس له أصلٌ شرعيٌّ؛ بل كثيرٌ مما نتج عنه مخالفات شرعية، وهذا هو سِرُّ تحفُّظ خطيبك؛ لأن هذا الانفتاح الذي أسميتِه حريةً وحقوقًا يتعارض في كثير من مرتكزاته ونتائجه مع ما فرضَه الله سبحانه على المرأة من مشروعية القرار في البيوت، وعدم التبذُّل بكثرة الخروج لغير الضرورات، وكذلك يتعارض في توجيهاته مع ما شرعه الله عز وجل من قوامة الرجل على المرأة، وخضوعها لزوجها وطاعته بالمعروف؛ قال سبحانه: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وقال عز وجل: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34].

فالحريات الواسعة التي أُعطيت للمرأة في كثير من البيئات تتعارض في مجملها مع الضوابط الشرعية؛ بل لا تقيم لها وزنًا.

ويبدو أن خطيبك على دراية بذلك كله؛ فلذا صارحَكَ بما يريد؛ حتى تكوني أمام الأمر الواقع، ولا تُفاجئي، ولا تقلقيه بمطالبك، خاصة أنه يعيش في بيئة محافظة ترى ما أنتِ عليه الآن غير لائق بالمرأة.

ولما سبق فلا بد أن تُهيِّئي نفسك إلى أنك ستنتقلين إلى بيئة مختلفة تمامًا عن بيئتك، وبمعنى مختصر: ستكونين ربَّةَ بيتٍ خاضعة للرجل بالمعروف، وعليك أن تتهيئي لما قد يُصيبك خاصة في بداية الزواج من عدم تأقلم مع الضوابط المحافظة المختلفة عمَّا تربَّيْتِ عليه.

وأنت ذكرتِ أنك مرتاحة له تمامًا، وهو كذلك، ولا يُشوِّش عليكِ إلَّا تحفُّظاته، فأقول: تحفُّظاته هذه - مع ما قد يكون فيها من اجتهادات خاطئة - خيرٌ لكِ من زوج منفلت يتعاطى المحرَّمات، ولا يُقيم للمرأة أي كرامة ويُهينها، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه، فزوِّجوه، إلَّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).

بقي كيف تتعاملين مع ما قد يحصل من زوجك من زيادة تشدُّد بسبب التمسُّك ببعض العادات والتقاليد التي ليس لها أصلٌ شرعي، فأقول: التحاكم في مثل هذه الأمور يكون لشرع الله، فما وافق الكتاب والسنة، فتتمسَّكون به جميعًا، وما خالفهما، فتتركانه جميعًا.

وعليك مناقشته في هذه الأمور بهدوء وحكمة مستحضرةً الأدِلَّةَ مسترشدةً بأقوال العلماء، والزوج العاقل سيقبل مثل هذه المحاورات الهادئة ذات الجذور الشرعية، وحتى أكون صريحًا وواضحًا أقول: إن التخلُّص من رواسب العادات صعبٌ جدًّا على كثير من الناس لأسباب مهمة هي:
الأول: التعوُّد عليها.

الثاني: تمسُّك البعض بعادات شديدة في التعامل مع المرأة.

الثالث: الخشية من كلام الناس، وانتقاصهم لمن يتجرَّأ على مخالفتها.

ولذا أرى أن تتأخَّري نسبيًّا في مناقشة هذه الأمور، وألَّا تتوقَّعي استجابةً فوريةً؛ بل توقَّعي الرفض في البداية.

وختامًا: عليكِ بأهم شيء؛ وهو الدعاء لك ولزوجك بالحياة الزوجية السعيدة وبحُسْن الأخلاق، وفَّقكما الله لحياة ملؤها السكن والمودة وحسن التعامل.

وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد، ومَنْ والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.95 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]