|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحماية من الأخطار الناتجة عن مصادر الإشعاع الذري محمد هادفي إنَّ التطرُّق إلى مسألة الحماية من الأخطار الناتجة عن مصادر الإشعاع الذريِّ - كان مِن زاوية السعي إلى طرحها وتأمُّلها وتبيانها، باعتبار أنها مثلت - وما زالت تمثل - مسألةً شاغلةً للفكر الإنسانيِّ عامَّة، خاصَّةً أنَّ تداولها وطَرْحَها اقترن دائمًا بالإشارة والتأكيد على شدَّة خطورتها، وكذلك الدعوة إلى الحد مِن انتشارها والسعي إلى إرساء السُّبُل المفضية إلى ذلك. وحيث إنَّ المتأمِّل في هذه المسألة يلاحظ أنه من الثابت والمؤكَّد أنَّ الأنشطة المعرَّضة لمصادر الإشعاع الذريِّ تبقى دائمًا أنشطةً خطيرةً وذات حساسية شديدة، خاصةً على الإنسان والمحيط، وأنَّ استعمالها يبقى دائمًا خاضعًا إلى أعلى درجات التنظيم والإحكام، خاصَّةً من حيث شروط وقواعد السلامة والمراقبة، والوقاية من الأخطار التي قد تَنتِج جرَّاء استعمالها - فإن المتأمِّل في كيفية تعامل الإنسانيَّة مع مصادر الإشعاع الذريِّ يلاحظ - حقيقةً وواقعًا - أنَّ الإنسان سعى ويسعى دائمًا إلى استغلال مصادر الإشعاع الذريِّ؛ سواء من الناحية الاقتصادية؛ (مثل: المناجم المنتجة للمواد المشعَّة، وكذلك التجهيزات النووية)، أو من الناحية العسكرية، رغم وعيه الأكيد ومعرفته وعلمه بمدى خطورة وحساسية مصادر الإشعاع الذريِّ، وذلك بسبب المغريات الاقتصادية، وكذلك الطموحات العسكريَّة - أمر أدَّى وأسهم في انتشار وتمدُّد وتوسُّع استغلال مصادر الإشعاع الذَّريِّ بشكل لافت ومثير للانتباه. من ذلك نستجلي الآتي: استغلال واستعمال وتوظيف مصادر الإشعاع الذريِّ حقيقة أكَّدها الواقع المعاين والملاحظ، وغذَّى انتشارها وتمدُّدها سَعْي الإنسان لتحقيق منفعته الاقتصادية والعسكريَّة، رغم علمه ووعيه بمدى خطورتها وحساسيتها. وإمعان النظر والتأمُّل في ذلك يجعلنا نقرُّ ونعترف بأنَّ الأنشطة المعرَّضة لمصادر الإشعاع الذريِّ أصبحت حقيقةً ثابتةً ومؤكَّدةً، وما يجب على الإنسان تجاهها وهو ماضٍ في استغلالها واستعمالها - هو التقيُّد بأعلى وأدقِّ الوسائل والشروط التي تضمن السلامةَ والأمنَ والوقاية مِن مخاطرها. إذًا إشكال جدلي فكري يطرحه النظر إلى هذه المسألة؛ بين التبنِّي لفكرة أنَّ استغلال واستعمال مصادر الإشعاع الذريِّ أصبح أمرًا دارجًا وثابتًا، وعلى الإنسان أنْ يقبلَه ويتفاعلَ معه مثله مثل أيِّ نشاطٍ آخَر مع السعي إلى تأمين وسائل الأمن والسلامة ما دامت متاحةً. وبين متعامل معها على أنها مسألةٌ شديدةُ الحساسية والخطورة إلى درجة بلَغَت إعلان رفضها والتحذير منها، رغم أنَّ الواقع يُثبت تواصُل تمدُّدها وانتشارها؛ سواء عسكريَّا أو اقتصاديَّا، وكأنه أمرٌ يُحاكي طبعًا في البشر. إشكال جوهره يصبُّ في التساؤل التالي: الأنشطة المعرَّضة لمصادر الإشعاع الذريِّ: ما حجمها الحقيقي والصحيح والسليم والواقعي والمنطقي الذي يجب أن يكون في مخيلة الذهن الإنسانيِّ بين مَن ينظر إليها على أنها مسألة حسَّاسة خطيرة محذورة، تتطلَّب الحدَّ منها، وبين مَن يعتبرها مسألةً عادية مثلها مثل أيِّ نشاطٍ آخَر قد يكون خطيرًا؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |