|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() فتكرَّرت بعضُ الكلمات من مثل: شهابا، في هذه المقطوعة، والتي تليها، وجاء التكرار، في قصيدة واحدة لدى شاعر واحد. وتكرَّرت بعضُ الألفاظ لدى شاعرين، يقول الإلبيري[28]: [من الكامل]: الشّيْبُ نَبَّهَ ذا النُّهَى فتنبَّهَا ![]() ونَهَى الجهُولَ فَما اسْتفَاقَ ولا انْتَهى ![]() بل زَادَ نَفْسِي رَغْبةً فتهافتت ![]() تَبْغِي اللُّهى وكَأَنْ بهَا بَيْنَ اللّها ![]() فتكرَّرت ألفاظ من البيت الثاني في قصيدة أخرى للشاعر نفسه، ولدى ابن شكيل في مثل قوله[29]: [من الطويل]: شَبيبُتُه بَيْنَ المَكَارِمِ واللُّهَا ♦♦♦ وشيبتُهُ بَيْن الفَرَائِضِ والسُّنَنِ وإنْ كانت وجهة كلٍّ من الشاعرين متباينة، فالإلبيري يوبِّخ الشيخ المتصابي ويعنفه، وابن شكيل يثني على ممدوحه بالجود والمكرمات، وأدائه حقوق الله تعالى وواجباته ومندوباته. ومع الإطالة، يَظهر تمكُّن التجربة الشعرية من نفوس ذويها، وأسْرها لمن عاشها، أوعاش معها. فابن خفاجة - على سبيل المثال - كان يحشد "داخل السياق" معطيات فنِّيَّة دالَّة تجمع على تأكيد مشاعره وتجربته الخاصة، وموضوعه داخل القصيدة، ولكي يبرز الشاعر فنِّيًّا ونفسيًّا أهمية هذا التكرار في ما سلف يأتي به في السياق العام، داخل أسلوب القسم، تكثيفًا وإبرازًا لأهمية الموقف، فيقول[30]: [من الطويل]: أمَا وجمانٌ من حديث علاقةٍ ![]() يهزُّ إليه الشيخُ عِطْفَ غُلامِ ![]() لَقَدْ هَزَّني في ريِطةِ الشَّيْبِ هَزَّةً ![]() أرَتْني وَرَائي في الشَّبابِ أَمَامي ![]() اهتز الشاعر، في مشيبه، هزةً التقط من خلالها الأحاديث الرطبة، التي كانت بينه وبين محبوبه، وذكريات التصابي، فاضطرمَت نار الشوق بقلبه. فالقسَم - وهو من الإطناب - يزيد الألفاظ حسنًا، ويمنح الصور جمالًا، ومن الإطناب كذلك - الاعتراض، والقطع، والاستئناف، يقول ابن خفاجة[31]: فَشَابَتْ - وراء قناع الظلام ♦♦♦ نواصي الغُصُونِ وهَامُ الرُّبَى ويقول أيضًا[32]: [من الوافر]: أَرِقْتُ عَلَى الصِّبا لِطُلُوع نَجْمٍ ♦♦♦ أُسَمِّيه - مُسَامحةً - مَشِيبا ومن قوله في القطع والاستئناف[33]: [من الطويل]: فَيَا لَهُمْ من رَكْبِ صَحْبٍ تَتَابعوا ♦♦♦ فُرَادى وَهُمْ ملد الغُصُونِ شَبَابُ جاءت الألفاظ موحية بالمراد، وخدمًا للمعاني والأفكار، تشدُّ من أزرها، وتقوم على قدم وساق للكشف عما في نفوسها، ولأهميتها في الخَلْق الأدبي، لا بد وأن تكون تلك الكسوة بهيَّة، والمعرض جذَّابًا، فيألفها القارئ، ويستعذب نغمها السامع. ومع هذا الإطناب، اتَّضح حسْن رصف الكلام وانتقائه. يقول بعض الأدباء، أو النقاد: وأغلب تأليف المشارقة الإطناب، وأما أهل الأندلس، فالغالب عليهم فيهقة البلاغة[34] في حُسن رصف الكلام وانتقائه، مثل عبارة القاضي عياض في تآليفه، التي لا تسمح القرائح بالإتيان بمثلها، والنسْج على منوالها"[35]. فإذا كانت تآليف الأندلسيين، بهذه البلاغة، وهذا الجمال، فكيف حال أسلوبهم الشعري، خاصة ما يمس منه شغاف القلوب، ويقف على حنايا الضلوع. [1] انظر: تاريخ الأدب العباسي والأندلسي د/ حسن إسماعيل عبد الغني، د/ عبد الجواد شعبان الفحام صـ 458 "مطبعة أبو هلال بالمنيا د.ت." بتصرُّف. [2] انظر: أصول النقد الأدبي أ/ أحمد الشايب صـ 243 بتصرف. [3] انظر: تاريخ النقد الأدبي عند العرب د/ إحسان عباس صـ 565، الشباب والشيب، د/ عبد الرحمن هيبة حـ 2/ 771. [4] انظر: تاريخ النقد الأدبي عند العرب. د/ إحسان عباس صـ 485. [5] انظر: العمدة لابن رشيق حـ 1/ 106، 107، تحقيق وتعليق محمد محيي الدين عبد الحميد دار الطلائع ط 1/ 2006 م، ديوان ابن هانئ صـ 272، 273 . [6] انظر دراسات في الأدب الأندلسي د/ عثمان محمد العبادلة صـ 170، 171. [7] انظر: الأدب العربي وتاريخه حـ 2/ 27. [8] انظر: العمدة لابن رشيق حـ 1/ 110 [9] انظر: ديوانه ط دار صادر حـ 2/ 335. [10] انظر: ابن سارة الأندلسي، حياته وشعره د/ حسن أحمد النوش صـ 268، دار ومكتبة الهلال للطباعة، والنشر سنة 1996، وفيه شيبته والأولى مِن شبيبته، للوزن والمعنى. [11] انظر: ديوان الإلبيري صـ 105، 106. [12] انظر: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام الأنصاري تقديم الشيخ أحمد بن منصور آل سبالك، ووضع حواشيه أحمد بن إبراهيم بن عبد المولى صـ 140، 141، ط 1 دار ابن عفان 1422 هـ - 2001 م. [13] انظر: الذخيرة ق1 ح 1/ صـ 109، 110. [14] انظر: الصيب والجهام صـ 558. [15] سبق التعليق على هذا البيت – في مبحث الشباب والمجون. [16] انظر: ديوانه صـ 298، 299 بلاغة العرب في الأندلسي. صـ 96، 97. [17] انظر: ديوانه صـ 11، بلاغة العرب صـ 108. [18] انظر: ديوانه ص 98 بلاغة العرب في الأندلس صـ 109، الشعر في ظل بني عباد ص 175،176. [19] انظر: ديوان ابن زيدون صـ 207، الشعر في ظل بني عباد، محمد مجيد السعيد صـ 176، 177، مطبعة النعمان، النجف الأشرف. ط 1/ 1392 هـ = 1973 م. [20] انظر: الذخيرة ق2 ح 1 صـ 478، وفيه: (نفسي وحسي إن وصفتهما)، بلاغة العرب في الأندلس... صـ 122، 123. [21] انظر: خريدة القصر ق 3/ 426، 427، وقبله قوله: [مضى الأنس إلا لوعة تستفزني = إلى الصيد إلا أنني دون شاهين]. [22] انظر: ملامح الأصالة في الشعر الأندلسي صـ 682، 683. [23] انظر: العمدة لابن رشيق حـ 1/ 109، 110. [24] انظر: ديوان الأعمى التطيلي صـ 8، 9. [25] سورة الزمر/ 22. [26] انظر: بلاغة العرب في الأندلس صـ 163. [27] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 31. [28] انظر: ديوان الإلبيري صـ 53، 59. [29] انظر: ديوان ابن شكيل صـ 83. [30] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 223، عناصر الإبداع في شعر ابن خفاجة صـ 147. [31] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 26، عناصر الإبداع صـ 193. [32] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 194، عناصر الإبداع صـ 193. [33] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 42، 43، عناصر الإبداع صـ 180، 181. [34] الفيهق: الواسع من كل شيء.، والمتفيهق: المتفخم المتفتح المتبختر. انظر اللسان: " ف. هـ. ق"، أساس البلاغة "ف. هـ. ق". [35] انظر: أزهار الرياض حـ 3/ 23.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |