|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تاريخ الكتابة والتأليف عند العرب
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: تاريخ الكتابة والتأليف عند العرب
تاريخ الكتابة والتأليف عند العرب بوطاهر بوسدر 1- العلوم الشرعية: 1- الحديث: كان الصحابة يسمعون الحديث من رسول الله فيحفظونه في الصدور وبعضهم يحفظه في السطور، حتى جاء أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم كتابة الحديث مخافة اختلاطه بالقرآن، ولعل هذا الأمر لم يشمل كل الصحابة خاصة الذين يُؤمَن خلطهم الحديث بالقرآن، فكانت لبعضهم بعض الصحائف كعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره، وقد أراد عمر ابن الخطاب أن يدون الحديث ولكنه عاد عن عزمه، فظل الحديث في الصدور وبعض السطور ودخله الوضع والكذب مما دفع عمر ابن عبد العزيز لإسناد مهمة جمع الحديث للزهري فهو" أول من وضع حجر الأساس في تدوين السنة ثم شاع التدوين في الجيل الذي يلي جيل الزهري فجمعه بمكة ابن جريج وابن إسحاق وبالكوفة الثوري وبالشام الأوزاعي وبالمدينة سعيد ابن أبي عروبة والربيع والإمام مالك صاحب الموطأ أول مصنف في الحديث وهكذا، ثم جاء القرن الثالث فكان أزهى عصور السنة فصنفت المسانيد كمسند الإمام أحمد ومسدد وإسحاق بن راهويه ثم ألفت كتب الصحاح كصحيح البخاري ومسلم ثم ألفت بعدها السنن لأبي داود والنسائي وابن ماجه والترمذي"[21]. أما فيما يخص المنهج المتبع في تدوين الحديث فيمكن أن نقسمه حسب المراحل، فهناك مرحلة التدوين العام للسنة بمرفوعها وموقوفها ومقطوعها، ثم مرحلة التدقيق وجمع الصحيح، ثم مرحلة التأليف على أبواب الفقه. 2- علوم القرآن[22]: في الحقيقة هي مجموعة من العلوم التي تخدم القرآن وأشهرها علم التفسير الذي أصبح علما قائما بذاته لذلك نترك الحديث عنه، ونذكر أهم مباحث علوم القرآن وأول وأشهر من ألف فيها، ومن هذه المباحث نزول القرآن وجمعه ومكان النزول وأسبابه والأحرف السبعة والقراءات والناسخ والمنسوخ... إن أغلب هذه المباحث كانت موزعة بين القرآن والسنة وكتب اللغة والبلاغة، وقد ألف التابعون في بعضها كالحسن البصري والزهري وقتادة السدوسي الذين ألفوا في الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني، وألف عطاء بن رباح (ت114هـ) في غريب القرآن وعلي بن المديني (ت 224هـ) في أسباب النزول. أما أول من جمع مباحث علوم القرآن في كتاب واحد فهو الحارث المحاسبي (ت 243هـ). 3- علم العقيدة: وله أسماء عديدة منها التوحيد والفقه الأكبر والإيمان، وأصول الدين. وهذا العلم يبحث في معرفة الله وأسمائه وصفاته وما يرتبط بذلك من أمور الغيب وقد بدأ التدوين في هذا العلم بسبب ظهور العقائد الفاسدة كالقدرية التي بدأت مع معبد الجهني (ت 80) والشيعة والخوارج. وقد بدأ التأليف فيه على شكل أبواب ومسائل متفرقة في كتب الحديث. أما أول كتاب مستقل وصلنا فهو الفقه الأكبر لأبي حنيفة (ت150) بين فيه عقائد أهل السنة ورد فيه على المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والشيعة. وقد ألف أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (المتوفى: 224هـ) كتاب الإيمان بين فيه معالمه، وسننه، واستكماله، ودرجاته. وكتب الإمام أحمد بن حنبل (ت240) في التوحيد كتاب أصول السنة وكتاب العقيدة. وكانت التأليف في البداية على طريقة أهل الحديث أي جمع الأحاديث الواردة في الباب دون تبويب المسائل وتقسيمها، وتطورت الطريقة فيما بعد. 4- علم الفقه: هو العلم بالأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية وفيه أبواب ومسائل تجمع في مصطلح الشريعة ومنها فقه العبادات والمعاملات وفقه الأسرة وفقه الجهاد والحرب وفقه الجنايات والحدود إلى غير ذلك من الأبواب. وأصول هذا العلم وبعض فروعه جاءت في القرآن والسنة، فكتب الحديث صنفت على أساس فقهي فالناظر للموطأ والصحيحين وكتب السنن يجد أنهم جميعا على أبواب الفقه. أما أول من أفرد الفقه بالتأليف فهناك من يقول إنه سعيد بن المسيب ثم ظهر أعلام المذاهب الفقهية أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل، وقد تفرقت المؤلفات حسب المذاهب، حيث ألف العلماء الكتب الفقهية حسب مذهبهم. 5- علم التفسير: هو العلم الذي يسعى لشرح وتوضيح كتاب الله وبيان مقصوده لتسهيل الاستفادة منه، وقد بدأ هذا العلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كمجاهد ومقاتل بن سليمان، أما بداية التأليف في هذا العلم فكانت في إطار علم الحديث كما نجد عند شعبة بن الحجاج (ت160هـ) ووكيع بن الجراح (ت197هـ) وسفيان بن عيينة (ت198هـ). أما من ألف في التفسير كعلم مستقل فيحيى بن سلام البصري (ت 200هـ) وابن ماجة (ت 273هـ)" ويعد تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى (ت 310هـ) أقدم تفسير شامل وصل إلينا كاملا، عرض فيه صاحبه للأقوال والروايات المختلفة في التفسير، وتوجيهها والترجيح بينها، كما عرض للإعراب والاستنباط واللغة"[23]. انقسمت مناهج التأليف في التفسير إلى قسمين: تفسير بالمأثور وتفسير بالرأي، فالأول يعتمد على النصوص الشرعية من قرآن وسنة وأقوال الصحابة والتابعين، والثاني يعتمد على اللغة وما توحي به " فهو يرجع إلى اللسان من معرفة اللغة والإعراب والبلاغة في تأدية المعنى"[24] وأشهر تفاسير المأثور تفسير الطبري وابن كثير والبغوي، أما أشهر تفاسير الرأي مفاتيح الغيب للرازي والكشاف للزمخشري والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي وروح المعاني للألوسي وأغلب التفاسير الحديثة. 6- علم الحديث: هو العلم الذي يدرس القواعد والضوابط التي نعرف من خلالها أحوال الرواة والحديث قبولا وردا، وهو علم عظيم وجليل به حفظت السنة النبوية وطهرت من الكذب والوضع، وهو من مميزات الأمة الإسلامية حتى قال المستشرق مرجيليوث للعرب أن يفتخروا بعلم حديثهم" وأصول هذا العلم كانت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، ولكن التأليف فيه بدأ متأخرا نوعا ما حيث ظهرت مباحثه متفرقة بين المصنفات حتى جاء الإمام عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (ت360هـ) فألف كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي وكان قليل المباحث، وبعده ألف محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405هـ)، معرفة علوم الحديث وكان ناقص الترتيب وبعده ألف الخطيب البغدادي، المشهور، المتوفى سنة 463هـ، الكفاية في علم الرواية "وهو كتاب حافل بتحرير مسائل هذا الفن، وبيان قواعد الرواية، ويعد من أَجَلِّ مصادر هذا العلم"[25]. ثم جاء ابن الصلاح (ت 643هـ) فجمع ما تفرق واستدرك بعض المسائل في كتابه علوم الحديث المشهور بمقدمة ابن الصلاح. 7- علم أصول الفقه: "في الاصطلاح الشرعي، هو العلم بالقواعد والبحوث التي يتوصل بها إلى الاستفادة من الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية. أو هي مجموعة القواعد والبحوث التي يتوصل بها إلى استفادة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية"[26]. ومباحث هذا العلم متعددة ومتنوعة ويمكن أن نجمعها في مبحث الأحكام الشرعية والأدلة الشرعية وطرق الاستفادة منها وأحوال المستفيد. وقد ظهرت هذه المباحث مفرقة في كتب الفقه وغيرها وجمعها الشافعي في كتابه الرسالة أول كتاب مستقل في علم الأصول[27]. أما مناهج التأليف في هذا العلم فقد تنوعت فعلماء الحنفية وضعوا قواعدهم الأصولية باستقراء اجتهادات أئمتهم في المذهب، بينما علماء الكلام من المالكية والشافعية فقد اعتمدوا التحقيق المنطقي والبرهان النظري في وضع القواعد. وهناك من جمع بين الطريقتين وهذا منهج المتأخرين. 8- علم التجويد والقراءات: التجويد لغة هو التحسين واصطلاحا هو" علم يبحث في الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها"[28] أما علم القراءات فهو العلم الذي يبحث في كيفية نطق كلمات القرآن وبيان الوجوه في ذلك. وقد كان هذان العلمان ينتقلان مشافهة من الشيخ إلى الطالب حيث لا ينفع فيهما الاعتماد على الكتب، ومع ذلك ظهرت بعض المؤلفات فيهما. ويمكن أن نرجع التأليف في هذا العلم إلى الفراهيدي الذي درس مخارج وصفات الحروف العربية، أما التأليف المستقل فقد ظهر في القرن الرابع مع رائية أبي مزاحم الخاقاني (ت 325هـ) وألف مكي بن أبي طالب (ت 437)الرعاية في تجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة، وألف أبو عمرو الداني (ت 444هـ) كتبا كثيرة في التجويد أشهرها التحديد في الإتقان والتجويد، وقد انتشرت كتب التجويد وأكثرها انتشارا كتاب المقدمة الجزرية لابن الجزري (ت833هـ). أما أقدم كتب القراءات فهو كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي (ت 324هـ)، وقد اشتهر من هذه الكتب كتاب طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري والشاطبية للإمام الشاطبي. 9- السيرة النبوية والمغازي: ليس هناك شخصية في التاريخ -ولن تكون- حظيت بالاهتمام الذي حظي به الرسول الكريم شرقا وغربا، فقد شهد العدو قبل الصديق والحبيب بعظمته في ذاته وفي كل شؤون حياته مع أهله وأصحابه وجيرانه وأعدائه، وقد حفظ أصحابه صفاته وأخلاقه في صدورهم وفي سلوكهم، وأحسوا بضرورة نقل هذه الصورة الإنسانية المثالية إلى الأبناء والأجيال القادمة بل إلى كل العالم فنشروا سيرة الحبيب في الآفاق مع كل فتح. وقد كانت السيرة النبوية الشريفة متفرقة في كتب الحديث ثم أصبح لها باب مستقل في هذه الكتب، لكن سرعان ما استقل التأليف فيها مع عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ (ت92 هـ) في كتابه المغازي، ثم وهب بن منبه (ت 110 هـ ) في كتابه المبتدأ" وهو أول محاولة لكتابة تاريخ الأنبياء ورسالاتهم"[29]، ثم شرحبيل بن سعد (ت123 هـ )، ثم ابن شهاب الزهري (ت 124 هـ )، فهؤلاء يأتون في مقدمة من اهتموا بتدوين السيرة وبعدهم محمد بن إسحاق (152 هـ )، وقد اتفق الباحثون على أن ما كتبه محمد بن إسحاق يُعَدُّ من أوثق ما كُتِبَ في السيرة النبوية في ذلك العهد، ويأتي من بعده محمد عبد الملك المعروف بابن هشام (ت 213هـ)فروى لنا كتابه منقحا، والمعروف بسيرة ابن هشام. ثم تلت هؤلاء طبقة كتبت في السيرة كتبا كاملة في السيرة النبوية مثل المغازي للواقدي، والطبقات لابن سعد، والطبري في تاريخه، وما تابعه عليه ابن الأثير في الكامل في التاريخ وابن كثير في البداية والنهاية [30].. 2- علوم اللغة: 1- علم العربية: (النحو والصرف) في حقيقته هو علم شرعي لأنه هو السبيل إلى فهم كلام الله ورسوله، ودليل ارتباطه بالدين أن سبب وضعه كان هو حفظ الدين فبعد انتشار اللحن بين العجم والعرب خاف المسلمون من ضياع معاني القرآن وألفاظه فشمروا لوضع شيء يحفظ كتاب ربهم وقد بدأ هذا الأمر أبو الأسود الدؤلي بصحيفته المعروفة بالتعليقة[31] وتابعه تلاميذه كنصر بن عاصم ويحيى بن معمر وعنبسة الفيل وميمون الأقرن، وعلى يد نصر بن عاصم تخرج ابن ابي اسحاق الحضرمي عمرو بن العلاء اللذان تتلمذ لهما طائفة من أهل اللغة والأدب كأبي زيد النصاري ويونس بن حبيب وأبي جعفر الرؤاسي والأخفش وعيسى بن عمر الثقفي أستاذ الخليل عبقري زمانه الذي يعده الدكتور شوقي ضيف المؤسس الحقيقي للنحو العربي[32]. ويقسم العلماء تاريخ النحو عند العرب إلى أربع مراحل: • مرحلة الوضع والتكوين: بدأت مع أبي الأسود وتلاميذه وكانت في البصرة فقط • مرحلة النشأة والنمو: بدأت مع الخليل في البصرة ومع أبي جعفر الرؤاسي في الكوفة • مرحلة النضج: بدأت مع المازني في البصرة وابن السكيت في الكوفة • مرحلة الشرح والتوسع في التأليف: وتميزت بظهور مدارس نحوية غير البصرية والكوفية كمدرسة بغداد والمدرسة المصرية ومدرسة المغرب والأندلس. لقد بدأ التأليف الحقيقي في النحو مع الفراهيدي صاحب الجمل في النحو وسيبويه تلميذه صاحب الكتاب الذي رواه عنه تلميذه سعيد بن مسعدة (الأخفش الأوسط) وعد بعضهم الكتاب قرآن النحو[33]، وقد تأثر النحاة به فشرحوه ولخصوه وردوا عليه. وقد جمع فيه النحو والصرف والأصوات وغيرها، أما أول من أفرد الصرف بالتأليف فهو المازني في كتابه التصريف الذي شرحه ابن جني باسم المنصف. والمازني كأنه سد باب التأليف في النحو بقوله من أراد أن يعمل كتابا في النحو بعد سيبويه فليستح، لكن العلماء استمروا في التأليف ومنهم المبرد (ت285هـ) في المقتضب والسراج (316هـ) في الأصول في النحو، والنحاس (ت338هـ) في عمدة الكتاب، والمازني وابن جني.. 2- المعجم: عرف عند العرب باسم علم اللغة أي العلم الذي يهتم بجمع متن اللغة، وقد بدأ هذا العلم في القرن الأول خصوصا بعد انتشار الدولة واحتياج المسلمين غير العرب لفهم القرآن واحتياج المسلمين لفهم بعض الكلمات الغريبة في القرآن، وهكذا انطلق الاهتمام بالمعجم العربي مع الغريب في القرآن والحديث، بالإضافة إلى الاهتمام بلغات القرآن والقبائل، وأول من ألف في هذا الباب ابن عباس ومقاتل بن سليمان إلا أن التأليف في الغريب تأخر إذا ما استثنينا غريب ابن عباس. ولا شك أن التأليف المعجمي بدأ بعميلة جمع متن اللغة من القبائل التي يحتج بها منذ أواخر القرن الأول، وقد رافق هذا الجمع البحث في الغريب ولغات القرآن ولغات قبائل العرب والدخيل والمعرب ولحن العامة. ظهر لدى العرب نوعان من المعاجم، معاجم الألفاظ التي رتبت على أساس اللفظ ومعاجم الموضوعات التي رتبت على أساس المعنى. وقد تعددت طرق النوع الأول من المعاجم حسب طريقة الترتيب، وأول هذه المعاجم العين للفراهيدي، وقد اعتمد في ترتيبه على مبادئ لم يسبقه إليها أحد منها الترتيب الصوتي المخرجي والتقليب والجذرية أي الاعتماد على الأصل الثلاثي. ولقد أصبح معجم العين مدرسة في التأليف المعجمي حيث تبع الخليل فيه مجموعة من العلماء كالقالي (ت356هـ) في البارع وقد وصلنا ناقصا، والأزهري (ت370هـ) في تهذيب اللغة، والصاحب ابن عباد (385هـ) في المحيط، وابن سيدة (458هـ) في محكمه[34]. أما المدرسة الثانية في التأليف المعجمي فقد بدأها ابن دريد في الجمهرة (321هـ) اعتمد فيه على الترتيب الألفبائي بدل المخرجي الصوتي، وقد ألف أحمد بن فارس (395هـ) مقاييسه ومجمله على نهج الجمهرة. والمدرسة الثالثة ظهرت مع الجوهري (400هـ) في صحاحه وقد رتبه ألفبائيا باعتبار الحرف الأخير وتبعه في ذلك الصاغاني (650) صاحب العباب الزاخر، وابن منظور (711) في اللسان، والفيروزآبادي (817) في القاموس المحيط. أما معاجم الموضوعات أو المعاني فقد بدأت مع كتب الهمز والأبنية وأول من ألف في الهمز ابن أبي إسحاق الحضرمي (127هـ) وقطرب (205) وأبوزيد الأنصاري (215هـ) وله كذلك كتاب النوادر[35]. كما ظهرت من معاجم الموضوعات كتب الحيوان[36] وهي الكتب التي تتحدث عن أجناس الحيوان وأسمائه وصفاته وأعضائه، ومنها كتاب النحل والعسل لأبي عمرو الشيباني والأصمعي وكتاب الحيات والعقارب لابي عبيدة وكتب الخيل والإبل التي ألف فيها نفر غير قليل من العلماء منهم النضر ابن شميل (ت 203 هـ ). ومن معاجم الموضوعات كذلك كتب خلق الإنسان التي انتشرت في القرن الثالث. وأشهر معاجم المعاني فقه اللغة وسر العربية للثعالبي (429) والمخصص لابن سيدة (458). 3- الكتابة الأدبية: ارتبطت كلمة الأدب في الجاهلية بالدعوة للطعام، وفي الإسلام ارتبطت بالدعوة لتهذيب الأخلاق وتقويمها. واستمر هذا المعنى مع ظهور معنى جديدا هو المعنى التعليمي حيث ارتبطت الكلمة بالمؤدبين والمعلمين للأخلاق والشعر والأخبار والأيام. وبهذا المعنى الأخلاقي التعليمي ألفت مجموعة من الكتب كالأدب الصغير والكبير لابن المقفع (ت 142 هـ) وأدب الكاتب لابن قتيبة (ت 276 هـ) وأدب النديم لكشاجم طباخ سيف الدولة، ثم توالت كتب مختلفة في أدب القاضي والوزير وطالب العلم وأدب الحديث والطعام والسفر وغيرها[37]. وقد توسعت كلمة أدب لتشمل مجموعة من العلوم والمعارف فأصبحت تدل على الشعر والنثر والأخبار والأيام والأخذ من كل علم بطرف، وبهذا المعنى ألفت مجموعة من الكتب منها البيان والتبيين للجاحظ والكامل للمبرد وعيون الأخبار لابن قتيبة والعقد الفريد لابن عبد ربه... 1-الأشكال النثرية: الخطب والوصايا والرسائل والأمثال والقصص ووالرحلة: ظهرت بعض هذه الأشكال منذ جاهلية العرب وتم تدوينها أما بعضها فقد تأخر وجودها أو تدوينها: أ- الخطب: ظهرت الخطب في الجاهلية تحت تأثير البيئة العربية وطبيعة الإنسان العربي بالإضافة إلى طبيعة اللغة العربية، وقد اشتهر من خطباء الجاهلية قس بن ساعدة الإيادي وعتبة بن أبي ربيعة في مكة وأكتم بن صيفي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي وغيرهم. أما في الإسلام فرسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح الخطباء وبعده خلفاؤه الراشدين وبعض الخلفاء والولاة وأعلام البيان كمعاوية وعبد الملك بن مروان وزياد بن أبيه والحجاج والحسن البصري والأحنف بن قيس. وقد بدأ التدوين في الخطب مع تدوين الحديث الشريف حيث تضمنت كتب الحديث خطب الرسول وبعض الصحابة، وفي عصر التدوين تم جمع الخطب الجاهلية والإسلامية وتدوينها، وتنوعت الخطب حسب موضوعها فهناك الخطب الحماسية والفخرية والأخلاقية وخطب المناسبات[38]. يتبع
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: تاريخ الكتابة والتأليف عند العرب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |